أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - استمرار تركيا في استفزازاتها !














المزيد.....

استمرار تركيا في استفزازاتها !


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و انا اتذكر كنت طالبا في الاعدادية، لقد وقع مشاجرة او ملاسنة خشنة من باب المزح بين طالبين من اصدقائي العزيزين، و كان احدهما هو الباديء و احس في النهاية بانه المسبب في توصل الحال الى ما وصلت اليه، فانزعج الاخر و دار وجهه و التزم الصمت و لم يبد على وجهه اية علامة تكشف فحوى و سبب ابتعاده عن المزحة فجاة امام الاخر ليستدل منه، فحاول الاخر بيان امر صديقه الذي انكفا دون ان يعلم هل ابتعاده من باب انزعاجه او تعبه من او فقدانه للامل في اصلاح الامر و ماذا وقع له و ما يفكر به، و ما كان للصديق الذي احس بانه على الخطا ان جاء نحوي و ضربني بركلة و كانه يريد ان يوسع الساحة و يدخل طرف اخر في المشاجرة، فتفهمت الامر، لذلك لم اجبه و لم اساله عن السبب بل قلت له المنافس جالس هناك و لست طرفا في معركتكم الثقيلة، فكتم الصديق صوته و انتظر رد فعل الصديق( الزعلان ) و لم يفصح الاخير عن ما يكنه، و لم يتحمل صديقي هذا، ولم اراه الا قام بحركة بهلوانية و تعصب و ضرب الصديق المضرب عن المشاجرة بركلتين اضافيتين ليرى رد الفعل، و لكنه صديقي العزيز الاخر و من معرفته بالمر اقبع في مكانه و لم يحرك ساكنا و لم يرد حتى بكلمة . الى انني سالته لماذا فعل هذا؟ قال: لقد حرت في الامر و لم اعلم هل انكفا عن الشجار مضجرا ام تعبا او له نية او خطة او يفكر في الرد و ماذا به، و هكذا لم اتحمل الصبر و اردت ان استبقه لاعرف ما يفكر فيه، و الاخر لم يفكر في اي شيء سوى الابتعاد عن الشجار الهزلي و من المزح لكي لا يتطور الى حال لا يمكن السيطرة عليه، و لكن المعتدي فكر في امور كثيرة دون ان تكون لها اية حقيقة في الامر و ما يقوم به الاخر، و هكذا انكشفوا للبعض و ارتاح الاخ المعتدي و قام و قبٌل الصديق الباهر .
من هذا الحدث الذي اعادتني الذاكرة اليه، فكرت في امر تركيا و ما تقوم به من الاستفزازات و ما السبب بعدما اقدم على فعلتها من اسقاط الطائرة الروسية سواء غبائا او تخطيطا او تحريضا او تنفيذا لامر ذاتي او خارجي او جسا للنبض او فتحا لابواب تريد بها الدخول في وسط العملية او ضجرا من فشلها في تنفيذ ما كانت تتربص بها في سوريا و اغلقت الابواب امامها . اما الاستفزازات التي تقوم بها تركيا امام روسيا بعد الحادث للاسباب ذاتها التي وقع فيها الصديق المعتدي من احراج من الصديق الاخر، اي لا تعلم تركيا لحد الان ما تكنه روسيا و كيف تتعامل معها و ما تنويه و ما هي خططها . و هي تحاول جاهدا بكل قوتها ان تعلم ما تخطط له روسيا او كيف ترد على ما اقدمت عليه، و هي تعلم جيدا ان هذه الفعلة لن تمرر بسهولة، و لا يمكن ان تبقى دون رد مناسب من قبل روسيا و رئيسها الحالي بوتين . اي ان موقف تركيا الحالي هو الحيرة و عدم معرفة اي شيء، محاولة اخراج خطوة او فهم اية اشارة يمكن ان تصلها من موسكو . و ما تقوم به من الاستفزازات ليس الا لمعرفة شيء من ما تضمره روسيا لتعلم كيف تتعامل معه او تخطط له، فروسيا تعلم بهذا الا انها لا تكشف شيئا و هي تضع تركيا في تخبط و سلوك و تصرفات صبيانية عشوائية، و هي في موقف لا تحسد عليه، و هي تفضل الان قبل الغد ان تلقى ردا قويا من روسيا لتصبح هي في الموقف الذي يمكنها ان تبحث عن اشراك المتحالفين في الامر و انتظار روسيا بدلا منها للرد عليها . اذا فلا نتعجب ان اقدمت تركيا على رفسات اخرى للسبب ذاته، و لكن صمت روسيا و صبرها على خطوات تركيا و بحركات صغيرة سوف تضع تركيا في حالة هستيرية ربما تدفع بنفسها الى زاوية اكثر ضيقا، و لا يمكن ان تتحمل الانتظار المميت، فهي ربما في النهاية تصاب بالجنون . ان احد الاسباب التي دفعت تركيا الى حركتها السريعة في التدخل المباشر من باب العراق و دخول قواتها الى بعشيقة ايضا، و هو يدخل من باب ردود الفعل و من افرازات الجو من التوتر الذي اوقعت نفسها فيه . لذا لا يمكن ان نستغرب من استفزازت اكثر و حركات ناتحة من التوتر و القلق و الانتظار الموحش الذي لا يمكن ان تمر به دون افعال بهلوانية اخرى هنا و هناك لتربت على نفسها و تسكن امر ذاتها بها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...
- تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
- ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
- عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
- لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
- حادثة البعشيقة و ما وراءها
- الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
- البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
- هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
- شهر سيفه و لم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده !!
- هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟
- اصرار العراق على خروج القوات التركية لاول مرة !!
- يزيدون الحطب الجزل لنيران تفرقهم و تشتتهم
- ما البرلمان العراقي من مجلس العموم البريطاني ؟
- العقلانية في التوجه يمنع التخبط
- لماذا يتحمل الشعب مغامرات القادة ؟
- ما الهدف من دخول القوة التركية الى الموصل ؟
- مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟
- الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا ...
- ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - استمرار تركيا في استفزازاتها !