أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران















المزيد.....

ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران
عماد علي
من المؤكد ان العراق لا يمكن ان يعود الى ما كان عليه في المستقبل القريب وفق ابسط تقييم او تحليل لوضعه و ما وصل اليه، و هذا ما يؤكده الجميع، و المتابعون متفرغون منه . لقد تعقدت حال العراق، و لم يبق منفذ الا و حاول المخلصون المرور منه لاصلاح امره، رغم قلتهم و لم ينجحوا في تصحيح مساره، و الاكثرية كانت متهفاتة على مصالحها الضيقة و عرقلت المصلحين في تحقيق اهدافهم .
ان ابتعدنا عن العوامل الداخلية لوقوع العراق في المستنقع دون امكان خروجه، و تكلمنا هنا عن التدخلات الخارجية، فاننا لا يمكن ان نعبر بسهولة عن اهداف و استراتيجات دول عدة و منها السعودية و تركيا من جهة و كل حسب اولوياتها المختلفة عن البعض و ايران من جهة ثانية و فق اولياتها ايضا . كما شاهدنا منذ عقد انه، اختلفت استراتيجيات كل دولة من مرحلة لاخرى، و اثبتت على ما هي عليه من نظرتهم و توجهاتهم و تحريض و حث الموالين لهم في سياساتهم و خطواتهم . فان المحورين الرئيسين لهما اهداف و توجهات تتقاطع مع البعض، سواء من ناحية فلسفة و منهج النظام الذي يمكن ان يتجسد في العراق مستقبلا او تجاه وحدته و سيادته او تجزئته على ما يكون افضل لدى اي منهم ليس حبا بمكوناته بقدر مصلحتهم الخاصة و تنفيذ استراتيجيتهم الخاصة في المنطقة شاملة .
بعد السقوط لم يندفع المكون السني بشكل قوي للاشتراك في السلطة و العملية السياسية بشكل عام باية طريقة كانت، لما تفاجئوا به وصدموا من عدم توقعهم او تصديقهم بان يكونوا هم في المرتبة الثانية من السلطة التنفيذية في العراق، و توقعوا ان تُعاد اليهم السلطة، آملين في منع الاخرين في مسيرتهم و هذا ما دفعهم اليه الكثير من الجهات الخارجية دون علم منهم او لغرض ما، فاستفاد منها المكون الشيعي بدرجة اولى وا لكورد بدرجة ثانية، فسيطروا على السلطة و تاخرت السنة الى ان اندفعت متاخرا في الاشتراك في العملية السياسية و حدث ما حدث . فساندهم في ذلك الكثير من الدول، و لكن بشكل منه خاطيء بحيث اتخذوا العنف وسيلة لدعمهم في سبيل فرض الاجندات من خلال عدم الاستقرار و الاعتراض بكل السبل و منها العمليات الارهابية، الا انهم لم ينجحوا و ازداداوا الطين بلة على نفسهم. الى ان وصلت الارهاب الى حده الذي لا يُطاق و اصيبوا هم ايضا بشرارته، و تراجع المكون السني عن توجهاتهم و بدئوا يعيدون النظر في خطواتهم و اكتفوا بامكان ادارة مناطقهم دون العراق اخيرا، واليوم يفضلون الفدرالية المناطقية و ادارة الذات، بعدما تيقنوا بان السلطة العراقية لا يمكن ان تعود اليهم باي شكل كان، و اثبت ذلك في الدستور العراقي و لا يمكن تعديله بشكل يكون لصالح المكون السني دون الاخرين كما جاء في بنوده .
اما المكون الشيعي بعدما استولى على السلطة فانه مرتاح في اراضيهم من حيث بعده عن الارهاب، و يريد ان تكون المناطق الاخرى حاجبا لهم و لعدم وصول الارهاب الى مناطقهم،و هم لا يقبلون بالفدرالية في قرارة انفسهم، لانها قد تؤطر سلطتهم او تحدد من مساحة حكمهم و هم يطمحون اكثر من الموجود . و هذا ما تؤيده ايران و ان حوصرت في زاوية في مراحل ما، يمكن ان تفضل الفدرالية الباهتة غير الحقيقية ان تمكنت من ذلك، و لكن بتطبيقها لا يمكن ان تكون ناقصة وفق الدستور النافذ .
و من خلال تلك التوجهات لا يمكن ان نعتقد بان هدف تركيا مماثلة للسعودية لما لها راي وموقف من الكورد، و تاثيرات وضعه على اوضاع تركيا الداخلية، فانها لا تريد ان تتطور السلطة في اقليم كوردستان اكثر من الفدرالية المرتبطة بالمركز ليس حبا بالدولة العراقية ايضا وانما لبقاء العراق دولة موحدة و يكون الكورد من ضمنه ليتوخى ما يمكن ان ينقل اليها في اي وقت كان .
اليوم و بعد التغييرات الجذرية التي حصلت في سوريا و المعادلات التي تفرض امورا ليس بيد دول المنطقة من حيلة الا قبولها اخيرا، و هي الهشاشة التي وصلت اليها الدولة السورية التي لا يمكن ان نعتقد بعودتها الى ما كانت عليه، كالعراق ايضا او اسوا، و انها اقل ما يمكن ان تصل الى حالة الفدرالية كحل وسط كما هو حال العراق، و عليه هناك تفضل ايران عكس ما تفضله سعوديا ايضا في العراق . اي الوحدة و السيادة كحجة حاضرة لما تفضله استراتيجية هاتين الدولتين تدعيانها في اية دولة تكون لصالحهما، و الا انهما لا تمانعان على حتى تقسيم البلد ان كان لا يعارض موقفهما و اهدافهما في المنطقة، و هما على العكس من البعض دائما، مع ما يمكن ان تكون تركيا في حال الوسط بينهما لما لها خصوصية و نظرة مصلحية خاصة بها تجاه الكورد التي تدعها مختلفة الخطى عن ايران و السعوية ايضا في بعض خطواتهما .
اذا، دعوة ايران او السعودية لاي من هاتين الدولتين سوريا و العراق سواء الاصرار على وحدة الاراضي و الحفاظ على سيادتهما كما تدعيان او محاولة تجزئتهما سرا، نابعة من مدى توافق المطلوب مع نظرتهما للبلدين و مستقبلهما من منظور ما يفدهما و مستقبل بلدهما، وهذا من حقهما بعدما وصل البلدان لهذا المستوى من كافة النواحي . و المؤكد ان هدف ايران و السعودية معاكسة للبعض في كل من العراق و سوريا لاختلاف واقع البلدين و ما يجري فيهما و ما ينتظر لهما مستقبلا ايضا ، و عليه تلعب كل دول من هاتين الدولتين بكل الحاح على ان يقع اي من هذين البلدين العراق و سوريا على واقع لا يخلخل ثقل هاتين الدولتين المتابعتين و الملمتين بامور المنطقة من المحورين الموجودين و ان لا يضر باستراتيجيتهما و توازنهما . ايران تريد دولة العراق الى حد ان يكون مستقرا كيفما كان نظامه، ال انها تريد تجسيد فلسفتها و منهجها من خلال الموالين مستندة على النهج الشيعي و على العكس من السعودية تماما . كما تريد السعودية و تؤكده و تلح عليه و باصرار في سوريا لانهما تعتمدان في قرارة نفسهما على نسبة السكان و المكونات في البلدين، و ما يصلا اليه مستقبلا لا يمكن ان لا يُحسب لهذا العامل الحاسم، مهما كانت سلطة اي مكون في كل منهما، فلا يمكن ان تستمر حكم الاقلية على حساب الاكثرية في اي بلد في المنطقة بعد هذا الوضع الذي نراه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتهربون من المسؤلية في بغداد ؟
- هل حقا السعودية تحارب الارهاب ؟
- السعودية تعدم حصانا مثلي الجنس !!
- الازمة الاقتصادية و توجهات السلطة في اقليم كوردستان
- ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق
- هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
- هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
- كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
- لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
- من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
- رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
- فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
- لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
- التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء
- لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟
- لماذا و من يحرق الاعلام ؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران