أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟















المزيد.....

هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 21:11
المحور: المجتمع المدني
    


اليوم توجد في العراق و باجزاءه المتعددة و منها اقليم كوردستان، ان لم ننكر الواقع الموجود، توجد انظمة مختلفة مع بعضها من حيث الشكل و المحتوى؛ اسلامية معتدلة في المركز رغم ادعاء البعض بانها دولة مدنية فدرالية تستند على الدستور، الا انها في الحقيقة دولة مكون واحد واقعيا و هو المسيطر المتنفذ، مهما كان الاساس النظري و ما يطلبه الجميع و يتمناه من مشاركة الجميع فيها، و اخرى متشددة في المناطق الغربية و في خلاف عميق سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا مع المركز و في تشدد دائم مستمر و بتوجه مخالف يتعمق يوما بعد اخر، رغم ادعاء من فيها بانها جزء من العراق و مشابه له و لنظامه و سياساته، و اخرى مدنية علمانية شبه مستقلة و تتوجه نحو الانفصال ان سنحت لها الفرصة و باطار اقليم رسمي وحيد في العراق، و ان كانت العلمانية فيه ناقصة او مكتملة لحد اليوم في تثبيت اركانها .
في دولة رسمية واحدة و ثلاث دول على ارض الواقع، بكل ما تتصف به دولة من مقومات الارض و اللغة و العادات و التقاليد و اختلاف في اللهجة من جهة مع الاخر المركز و في اللغة معه في جزء منه حتى اليوم . يعيش دون وئام و لا سلام، و خلافات واصلة حتى عنان السماء، ودخلت الدماء و الثار و المحاربة و الاحتاكاك اليومي بينهم بشكل قوي . و لم تسمع الا و الانتقاد و حتى الرفض الكامل للبعض في السر والعلن، وان تدعي وجود دولة او مواطن متكافيء و متساوي الحقوق انه طلم و بهتان لما فيه العراق في اساسه في هذه المرحلة، و انه لغدر بالدولة و من فيها .
في مثل هذه الدولة بما تتميز من الحضارة وا لتاريخ العميق، و ما توصلت اليه الان دون الرجوع الى ماضيها و ما اتسمت به، هل يمكن توحديها و تجسيد دولة مدنية تقدمية ثابتة الاركان فيها، في وقت مناسب و دون اية تضحيات يمكن ان تحرق الاخضر واليابس ان اريدت فرضها عنوة، كما فعل الاتاتورك في تركيا، مع الاختلاف في الزمان والمكان و ما يفرضه العصر من المستجدات على العراق المختلف عن تركيا ابان زمن اتاتورك .
لا اريد ان اتكلم بطوباوية او خيال اوعاطفة او تمنيات كما يحدث لدى النخبة المتمنية التي لا تريد ان تعترف بما الموجود لحد اليوم لانها تريد ان يكون بلدها باحسن حال، و لكن ليس باليد حيلة، لديها من الواقع يثبت لها غير ذلك، او من ينكر ما نتلكم عنه لحد اليوم و هو يعيش في بلد اخر غير ملامس لتفصيلات الحياة الموجودة و انه من المتمنين او الذين يحنون دائما الى الماضي التليد . اننا من الذين يؤمنون بالانسانية في الفكر والخلفية و ليس هناك ابهى واسمى من الانسان لدينا، و لكننا لا نتكلم اعتمادا على الماضي و لا بعيدا عن الواقعية و لا بتمنيات فرد او عاطفته، انما نستنج مما نحتك معه في الواقع و نحتكم بالعقل، وما نسنتنجه بمعادلات و ما يمكن ان يبرز منها .
اننا لن نرى الا التباعد بين هذه المكونات المختلفة بطريقة و صيغة ما في هذه المرحلة، ليقتربوا عن البعض بعد الحنية الى الماضي، كما يعيش فيه الانسان الشرقي دائما، و يتمنى ان يعيش في الماضي عندما يرى المخالف في عصره . اي لا يمكننا نحن الشعب العراقي و بهذه العقلية والوعي العام و الثقافة المسيطرة علينا كشعب بسيط و ما على الارض، و ما يسمح به من العوامل التي تدفع الى فتح الابواب اى التدخلات التي لا يمكن منعها مهما كانت السلطة مستقلة . لا يمكن ان نرى بلدا موحدا، و متجسدة فيه المواطنةنة الحقة يمعنى الكلمة بعيدا عن الطائفية اوالاثنية او الدينية او المذهبية، و لا يمكن بناء دولة مدنية علمانية بعيدا عن كل تلك الشروط، اي الانسان و المواطنة فقط . و هذا مستحيل ان كان الفرد العراقي حرا، اي وهو يلتزم بشعائره وطقوسه و ايمانه و نظرته الى الدين والقومية وا لمذهب من منظور طائفته وعرقه، و لا يمكننا ان نسلخه من ماموجود فيه من العقلية و الرؤى لجميع المواضيع و المفاهيم الدينية او الفلسفية او الايديولوجية، و ما اثر عليه من افرازات التاريخ و ما توارثه منها و يلتزم بها لحد الان .
ان كنا نريد ان ننتظر اكثر من قرن، ونعيش على ما نحن فيه باختلافات كبيرة و صغيرة بين عقد واخر، فهذا كلام اخر، فيمكن ان نصل الى بدايات دولة مدنية في العراق الموحد في المستقبل البعيد و عندما تتوحد الكتل المتفاوتة العالمية الموجود الان في المناطق الاخرى من العالم . و الا فان الفدرالية الحقيقية على ارض الواقع و ما يمكن ان يتجسد في كل جزء من المفاهيم التي تؤدي في النهاية الى دولة مدنية و يبتعد بها عن الالتزامات الثانوية من الدين وا لمذهب و العرق في النظرة السياسية الى السلطة، يمكن توقعه في كل جزء غير محتك مع الاخر . و ان لم نتمكن من الانسلاخ من الالتزامات العائقة لدولة مدنية بشكل مباشر فلا يمكن ان نذق طعم المدنية العلمانية مهما كان الدستور و ما فيه، على الرغم من ان الدستور لا يحوي في طياته الا التضارب بين الدولة الدينية والعلمانية ، وهذا ما يمنع التوحد اكثر من اي شيء اخر .
انني على اعتقاد بان الفدراليات الثلاث و باي اسم كانت، يمكن ان تتقدم من النواحي كافة، مما يدفع الى انتزاع موانع التقدم الى الدولة العلمانية اكثر من الدولة الموحدة المتصارعة فيما بينها، و هي الان ليست بعلمانية ولا مدنية و لا دينية باي شكل كان . او لابد ان ننتظر سيطرة مكون على الاخر بالقوة الغاشمة و باية وسيلة كانت ان بقت الدولة على حالها ونحن بهذه المستوى من الوعي، و نعيش وسط وحل الصراعات المتخلفة منذ سقوط الدكتاتورية و يجب ان ننتظر دائما الوقع في المستنقع في اية لحظة . و كل ما نضيٌع به الوقت انه يوفر لنا فرصة اكبر او يرسخ ارضية لتراكم الخسارات اكثر الى ما مني بها شعبنا، و لابد في النهاية اما نعيش مستسلمين لدولة غير مدنية ناتجة من سيطرة توجه و عقلية وتوجه مكون واحد، او تدوم الفوضى نهائيا بشكل و اخر و تبقى الدولة ضعيفة و خاضعة لمن يهب و يدب فيها في كل وقت و ساعة . ان انتظرنا الدولة المدنية فلابد من ترسيخ اركانها، و في العراق المجزء واقعيا لا يمكن ذلك، و عليه؛ يجب ان ننتظر ثلاث اجزاء علمانين مضطرين في النهاية الى الاتحاد وهم محتاجين للبعض في وقت ما و كما يمكن ان نصل اليه في المستقبل البعيد جدا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
- كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
- لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
- من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
- رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
- فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
- لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
- التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء
- لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟
- لماذا و من يحرق الاعلام ؟
- اقليم كوردستان بحاجة الى مجلس الحالة الطارئة
- هل يُدعَم السياسي بقدر نجاحه ؟
- السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين
- هل اخطات ميركل في تحمسها لاستقبال اللاجئين ؟
- هل يفعل الحشد الشعبي العراقي ما اقدم عليه الحرس الثوري في اي ...
- لماذا يستهدفون مصر في هذا الوقت ؟
- هل يعلمون ان داعش ولادة طبيعية لافكار راديكالية يدعمها الغرب ...


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟