أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين















المزيد.....

السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 11:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من المعلوم ان اكثرية الانتحاريين من ولادات و تربية و اخلاقيات المجتمع السعودي وان ولد بعضهم في غير دولة . انهم جميعا من الاسر المسلمة التي تحمل السمات و العادات و التقاليد الاجتماعية الاسلامية السعودية اساسا، و لكن ليس بشرط ان يكونوا جميعا من الجنسية السعودية، و انما هم من تبنوا و تربوا كيانا و ثقافة و اخلاقا على الاسس و المفاهيم التي تخص تاريخ المجتمع السعودي ما بعد الاسلام او قبله بمرحلة قصيرة .
من المعلوم ان التضحية بالنفس من اجل هدف سامي و لتحقيق امنية مفقودة على الارض وارد في عقلية جميع الامم التي ناضلت من اجل تحقيق اهدافهم العامة و فيهم من الاديان التي تجيز التضحية بالنفس، اما التضحية او الفداء في الدين الاسلامي اتت نتيجة الالتزام بتعاليمه، عن طريق الغسيل و التدريب و الوصول الى حالة يمكن تصل به المتلقي الى ان يعتقد بكل قناعة بان الانسان لا شيء نسبة الى الذي يلقن به من مافوق الانسان بكيانه، و و ما يهمه من ما بعد الطبيعة. تعيش اكثرية المجتمع السعودي لحد اليوم على التقاليد البالية رغم وجود الوفرة الكبيرة من الثروات التي كان بالامكان استغلالها للتاثير على الخلفية الثقافية العامة للمجتمع، الا ان الملكية و السلطة الموجودة ليس بالمكان ان تقوم بما يمكن ان تستئصل به ما يقود الى الافعال الشاذة كانتاج عقليات تدفع الى ما نشهده من العمليات الخارجة عن العصر و ما به . و على الرغم من وجود كافة وسائل العصر و الاحتكاك المباشر بين الامم و من ضمنهم الاسر السعودية مع العالم الا انغلاق الاسرة السعودية و ما تفرضه التقاليد الفارضة نفسها عليها، يدفع الى الخط الذي يقع لصالح العقليات الشاذة المستندة على التاريخ السعودي البالي و ما انتجه من الدين الاسلامي الحاوي على تعليمات تدفع الىالتشدد و التي لا يمكن انكارها، و التي هي الاساس في بناء معامل الانتحاريين اينما كانوا و عاشوا و من اية جنسية كانوا . ان مراحل تهيء الانتحاري من الانتماء الى التنظيم و من ثم العزل و التلقين ليس الا عمليات من صلب الدين الاسلامي، بالترهيب و الترغيب و ما نفذه طوال تاريخه و لا يمكن انكار ذلك، فيما عدا الشواذ الاخطر التي يمكن ان يكون اكثر مبالغة من المسيرة التي تعود عليها الاسلام الاعتيادي النابع من عقلية الجزيرة و السمات الصحراوية .
لا يمكن ان نعتقد بان هذه الافعال التي تحدث بعد بروز التنظيمات المتشددة، ان تستاصل بعمليات عسكرية او مخابراتية او تربوية ناقصة مقتضبة هنا و هناك . ان كان الهدف هو انهاء هذه الحالة التي اصبحت سائدة لدى التنظيمات المتطرفة، فلابد اللجوء الى اصل و اساس بناء و دوافع العملية و هو المجتمع السعودي الاسلامي الذي يفرخ هذه العقليات السامة بما يتميز به . ان كان قطع الايدي و الرؤس طبيعية لعقاب الجرائم وفق القانون السعودي المستند على الشريعة الاسلامية، فان لداعش الحق في تنفيذه لما تنفذه السعودية قانونا، اي ان داعش يعتبر كل مخالفة للشريعة التي يعتمد عليها بناءا على النصوص الموجودة،و ان خالفه احد بانه يفسر وفق هواه، الا انه يعتقد بانه الاسلام الحقيقي و هو ما جاء في النصوص، و هو على الحق في هذا، فكيف بنا ان نمنعه عما تقوم به السلطة السعودية الرسمية للاسباب ذاتها و باشكال و طرفقمختلفة . المحيٌر في الامر اننا لم نشهد اية ضغوط عالمية على السعودية لتغيير ما تسير عليه من الاساس السياسي الاجتماعي الاقتصادي الثقافي المبني على هذه الشرائع، التي يعتمد عليه داعش اصلا و لم يات به من فراغ . فهل من المعقول ان تقوم سلطة بتنفيذ ما ينفذه داعش و تحاكم داعش و تمتنع عن معاقبة هذه السلطة، و ان كان داعش يعادي السعودية لاسباب ثانوية وليس اصل الدين و ما تؤمن به الوهابية التي هي القاعدة الاساسية التي يلتقي بها داعش مع النظام السعودي مهما تنكروا لذلك . اذا، لماذا لا يهتم العالم باصل المسالة و يحاولون الحل السطحي غير الجذري لقشرة العملية وليس جوهرها .
اذا، من المفروض التعامل مع المملكة السعودية بناءا على ما تمكنه من واد العقلية المؤدية الى هذه الماسي التي تتكرر يوميا في العالم، و هل يمكن ذلك بوجود هذا النظام في الجزيرة الداعم و الملائم للراسمالية العالمية . لا يمكن ان نعتقد بان الفكر والفلسفة المعتمدة من قبل داعش و امثاله خارج نظاق تعليمات الجزيرة و الارضية التي انتشر و توسع فيها الدين الاسلامي شرقا و غربا . اليس ما يقدم عليه داعش هو اعادة التاريخ، و لكن اليوم التواصل الالكتروني ينقل ما يحدث بلحظته و ما حدث في التاريخ منه اختفى في وقته و لم يعلم به احد و منه فقط نقله لنا الكتب و السير الشخصية والاجتماعية المتناقلة، اضافة الى التفاسير الدينية التي توضح كل ما يمت بصلة بالدين الاسلامي و التناقضات الموجودة فيه و التي صنعت داعش و التنظيمات المتطرفة الارهابية .
و عليه، لابد التاكيد والاصرار على السعودية نظاما و شعبا و ما يتسم به مجتمعه من العادات والتقاليد و العلاقات الجتماعية و عقلية ادارة الاسرة و تعليم الفرد في البيت والشارع والمدرسة، لاستئصال كل ما يمت بمثل هذه الافعال و دوافعها من منبعها و ليس ما يحصل هنا و هناك في العالم فقط .
لذا، لا يمكن انهاء هذه الظاهرة الا بالضغط و فرض الاصلاحات الجذرية على النظام السعودي و مشتقاته من النواحي السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية، بحيث يمكن اجبارها على تغيير القوانين التي تستند عليها و من ثم الاصرار على التغيير الاجتماعي المطلوب بكافة الطرق والوسائل لتغيير العقليات السائدة التي ورثتها الاجيال اولا، و من ثم قطع الطريق عليها في التلاعب بهذه التنظيمات لاهداف وصراعات سياسية ايديولوجية في المنطقة . و في المقابل لابد من مراقبة الانظمة الاخرى الموجودة في الشرق الاوسط التي تصارع االسعودية باسلوبها و من مثل ايران التي تتخذ الدين و المذهب في مقارعاتها و تستخدم هي ايضا التنظيمات الارهابية في مثل هذه الصراعات في المنطقة كجزء من عملياتها المخابراتية، و كما تفعله المخابرات العالمية التي هي اساس المشلكة . اذا الحل سياسي و ثقافي و اجتماعي و اقتصادي يخص جهات عديدة من الدول و القوى العالمية وليس هذه التنظيمات بشكل مجرد . و اذا استاصلت هذه التنظميات الارهابية اليوم وفق عمليات عسكرية بعيدة عن الحلول المتعددة الجوانب فهناك احتمال اكبر ان تظهر بشكل و تركيب اخر و بنفس المحتوى و الفكر وا لتوجه غدا و في مناطق عدة . و عليه لابد ان يكون تجفيف المجرى من منبعه بشكل قطعي و جذري و بعدة طرق ضرورية لانهائها نهائيا . فهل تفعل الدول الكبرى ربيبة الارهاب قبل السعودية المنبع و المصدر المطلوب منها في هذا الاطار .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اخطات ميركل في تحمسها لاستقبال اللاجئين ؟
- هل يفعل الحشد الشعبي العراقي ما اقدم عليه الحرس الثوري في اي ...
- لماذا يستهدفون مصر في هذا الوقت ؟
- هل يعلمون ان داعش ولادة طبيعية لافكار راديكالية يدعمها الغرب ...
- من هم النخبة في العراق ؟
- ادعاءات تركيا من اجل اهداف خاصة بها فقط
- هل حققت روسيا اهدافها في سوريا
- يأن المثقف تحت ثقل السياسة في العراق
- هل حقا غيٌرنا اقليم كوردستان ؟
- نحن مع التضامن مع فرنسا و لكن!
- كوردستان بين تعنت قياداته و التطرف العرقي المذهبي للاخر
- عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان
- البيشمركَة يضحي بينما تتباهى قيادات القصور و الفنادق بالانتص ...
- لقد لطخوا التجربة الكوردستانية من اجل مصالح ضيقة
- هل نظرية المؤامرة لازالت سارية المفعول
- كيف تشبع المراة العراقية استحقاقاتها الذاتية في ظل الظروف ال ...
- التوازن بين متطلبات الذات و ما يفرضه المحيط
- ليس حبا ببوتين و انما لوجود ندٍ لامريكا
- لماذا اُغلقت ابواب الاصلاح السياسي نهائيا في اقليم كوردستان ...
- هل يخرج الكورد من متغيرات المرحلة بلا حمص ؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين