أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟














المزيد.....

هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل تداعيات اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا ستظهر تدريجيا و تاثيراتها ستكون قوية على اقتصاد تركيا بجميع اشكالها . و لعل ما التجا اليه اردوغان من الاستصراخ لانقاذه من قبل قطر و الموالين لتنظيم الاخوان العالميين امثال القرضاوي لا يمكن ان يفيده كثيرا في النهاية، لانهم مهما ساعدوه لا يمكن ان يصل الى ما تربحه بلاده من العلاقات الاقتصادية التي تربطها من روسيا و الموقع الجغرافي المتميز لها و ما يمكن ان تعتمد عليها روسيا في استراتيجياتها الاقتصادية، و لكن كما نعلم مجرد بوقف مد خط غاز الروسي كان اكبر ضربة قاضية لاقتصاد تركيا و لسمعتها و لا يمكن ان تعوض ما تفرز منه و شاهدنا كيف تاثرت العملة التركية بمجرد اعلان العقوبات الروسية .
المعلوم من الناحية النفسية، ان اي متهور مهما كان عقلانيا في سلوكه سيندفع الى المغامرة التي يدخل فيها وحتما لا تكون مضمونة النتيجة، لانه لا يمكن ان يدرس بدقة و علمية الخطوات التي يخطوها طالما اعتمد على تهوره . السياسات التي اتبعها اردوغان منذ الربيع العربي لم نجد فيها مصلحة تركية اقتصادية خاصة بها بقدر محاولة اردوغان في اظهار نفسه كقائد اسلامي عالمي، معتقدا هو في طريقه لترتيب وضع المنطقة دون ان يدرس ما تريده نرجسيته ليس بشرط ان يحققه في ظل الظروف المتقلبة للمنطقة . لقد انقلب في تعامله مع دول المنطقة كثيرا، بحيث تحول من الصديق القريب الذي اعاد النظر في الخلافات و ابرم اتفاقات مع البعض الى ان اصبح عدوا في لمحة بصر كما حصل مع سوريا و الاسد، و من الصديق تحول الى ان اصبحت علاقاته فاترة كما مع السعودية، لانها اقترب من سياسة لااخوان و اراد ان يكون على راسهم و اتفق مع قطر على حساب علاقاته مع السعودية، و تخبط في علاقاته مع مصر و اوقع بلاده في المنغصات مع الجيران بعدما اعلن عن تصفير المشكلات مع الشرق، بعدما ياس من دخول بلاده الى الاتحاد الاوربي . كل ذلك يدل على مدى سطحية سياسات اردوغان بعدما اغتر من نجاح اقتصادي مؤقت في بلاده .
اليوم و بعد خطوة صبيانية غير مدروسة مع قوة لا يمكن ان يُستهان بها، و هي وريثة احد القطبين الذي حكم العالم و كانت لها مكانتها و شفيت من المرض الذي اصيبت به تقريبا، و لها امكانياتها الاقتصادية، و هي جارة لها و لها مصالح مشتركة لا يمكن تعويضها . فهل يمكنه ان يخرج منها بسهولة و ما يريده الان من الخلاص من المطبة على الاقل بماء الوجه، و يفعل اردوغان كل ما لديه من الحيل و التحركات من كافة الجهات من اجل تعويض الخسائر ولو مؤقتا، و من ثم الهروب نحو حضن بوتين في اخر الامر، كما تفرض عليه مصالحه مهما تشبث بعنجهيته .
اننا نعتقد بان قطر و المفتين الشيوخ الاخوانية بفتاويهم و تحركاتهم لا يمكن ان يعوضوا الخسائر التي اصيبت بها تركيا جراء فعلتها و مغامرتها التي ضربت بها راسها قبل روسيا . فلا يمكن ان نتصور ان روسيا ستمرر العملية دون عقاب، بوجود قائد يريد ان يثبت نفسه للعالم و يعيد امجاد روسيا الدولة القيصرية القوية . انه امر مصيري وحياتي لبلد في طريقها الى الانتعاش و اعادة دورها كما يليق بها في القرن الواحد وا لعشرين بعد ان شفيت من امراض عصية اصيبت بها نتيجة الاخطاء المتكررة في زمانها . ان محاولة اردوغان بحركات بهلوانية من مثيل خرق الحدود العراقية بقوة من جديد لتجنب اثار و تداعيات مجرد لحد الان عقوبات اقتصادية و اعلام روسي فقط، لم تفده و لا يمكن ان تنقذه في القريب العاجل، طالما تصر روسيا على معاقبته مهما طال الزمن به، و انه يستغيث و يدعو الله في قرارة نفسه ان تفعل روسيا ما تنويه في اقرب وقت ليتخلص من قلقه الدائم الذي اصيب به من الردود الفعل التي لم يتقوعها من روسيا . و من جانب اخر انها ارتمت بشكل فضيح في حضن امريكا بعدما امتنعت في المرال السابقة ان تنفذ اوامرها بشكل مطلق، و هي لم تعتن به كما هو المطلوب منها، لان امريكا تتذكر مواقفه في السنوات الاخيرة من وجودها في المنطقة، الا انه تركيا عضو في الناتو، و عليه يمكن ان يدعمها بشكل و اخر، و الا لا يمكن ان تنفذ كل ما تدعوه تركيا و تتنماه في هذا الوقت مهما خضعت امريكا و الناتو لمتطلباتها في المنطقة، وعليه دخلت تركيا صاغرة المحور بشكل تنفذ ما تُطلب منها دون اية مناقشة و تنفذ كل ما اُمرت به مستقبلا .
من الواضح ان اردوغان بعدما كان ينوي ان يقود المنطقة ويعيد امجاد السلاطين العثمانية، نراه اليوم يكتفي بدعم امريكي و ينتظر مساعدة حافاءه الغربيين لخروجه من المازق، و بعدما احتسب نفسه ملكا اصبح البيدق الاول لتنفيذ خطط المحورو التحالف الذي نشط فيه بعد الخطا و التهور، و على الرغم من بيان اخلاصه الا ناه لا يمكن ان يثق به الاخرون كثيرا، لمغامراته و تقلباته الكثيرة . اي، ان اردوغان اعاد وضعه و تركيا خطوات كثيرة الى الوراء ان علم بهذا ام لا، و هو الان عضو في المحور او التحالف الدولي ضد داعش و هو الذي رفض ذلك منذ انبثاق التحالف الدولي، اي هذا تراجع و خيبة، و هو الان في موقع يمكن ان ينفذون به العمليات العسكرية قبل الاخرين لان موقفه ضعيف و في حال لا يمكن ان يرفض ما يؤمر به من جهة، و يريد ان يحصل على شيء ما بعد التغييرات الجوهرية التي تنتظرها المنطقة وهي تضمر النوايا التي تؤمن بانها سوف تحققه من جهة اخرى ،و تعتبر تركيا اليوم و ما يجري لجمع جبهة مضادة و هي فرصة ذهبية سانحة كي يخرج من المآزق التي وقع فيها ايضا للحد من اثار ما اقدم عليه و هو يعض اصابعه اليوم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصرار العراق على خروج القوات التركية لاول مرة !!
- يزيدون الحطب الجزل لنيران تفرقهم و تشتتهم
- ما البرلمان العراقي من مجلس العموم البريطاني ؟
- العقلانية في التوجه يمنع التخبط
- لماذا يتحمل الشعب مغامرات القادة ؟
- ما الهدف من دخول القوة التركية الى الموصل ؟
- مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟
- الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا ...
- ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران
- لماذا يتهربون من المسؤلية في بغداد ؟
- هل حقا السعودية تحارب الارهاب ؟
- السعودية تعدم حصانا مثلي الجنس !!
- الازمة الاقتصادية و توجهات السلطة في اقليم كوردستان
- ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق
- هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
- هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟


المزيد.....




- -لم يتغير شيء-.. إيران تحاول إعادة تسليح وكلائها في العراق و ...
- وجه رسالة للبدو والدروز بسوريا.. الكلمة الكاملة لأحمد الشرع ...
- فيديو منسوب لـ-اشتباكات عشائر بدوية- مع مسلحين دروز بالسويدا ...
- بريطانيا ترفض دفع تعويضات للأفغان الذين تعاونوا مع القوات ال ...
- إصابة 30 شخصا في حادث دهس بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية
- رغم إعلان وقف إطلاق النار.. تسجيل عدد من الخروقات في السويدا ...
- التوترات تزداد في أوروبا.. 49% من الألمان يرون في روسيا تهدي ...
- ندوة بعنوان “ما زلنا نقاوم” بمناسبة الذكرى الـ 53 لاستشهاد ا ...
- محمد باسو: -دائمًا ما أبحث عن المواضيع التي تمسّ جوهر اهتمام ...
- سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير وسط اتهامات للصين وبكين تن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟