أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر















المزيد.....

رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة تكفير المسيحيين هي التي ينبغي حلها اولا
الجهود المكثفة التي يقوم بها القادة السياسيون من الاقباط المسيحيين و المسلمين تتركز في محاولة ارساء قواعد الوحدة الوطنية كجزئ من ارساء قواعد دولة مصر الحديثة علي اساس المواطنة و قبول المسيحيين كمواطنين لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات في الدولة المصرية و عليه فان الجهود تتمثل في التركيز علي تعديل مواد الدستور المصري و ارساء قواعد مشاركة الاقباط المسيحيين في المناصب و المراكز و فرص التعليم و العمل مع توصيات بتغيير المناهج الدينية و عمل مناسبات مشتركة للتفاعل و التقارب بين المسيحيين و المسلمين
و ربما يكون الفكر السائد علي هؤلاء المثقفين الذين يتقدمون بالحلول و الاقتراحات هو الاقتداء بالدول المتقدمة مثل امريكا في سياستها لحل مشكلات الاقليات فيها و يتناسي الجميع ان طبيعة مشكلة المسيحيين في مصر تختلف تماما عن المشاكل الناتجة عن عنصرية الجنس و اللون و النعرات القبلية و العرقية و يتناسي الكل انه في معظم مشاكل امريكا و اوروبا من هذا النوع فان خلفية المجتمعات التي تعاني من تلك المشكلات هي خلفية مسيحية ليس من بين نصوص كتابهاالديني قتال من يخالفها في العقيدة اما في حالتنا هذه فان المجتمع المصري يسوده الدين الاسلامي و الثقافة الاسلامية المتشددة التي قد حددت موقفها من المسيحيين منذ انطلاقها من الجزيرة العربية سواء كان المسيحيون اغلبية ام اقلية فقد اعتبر العرب وهم حملة الرسالة الاسلامية الاوَل ان المسيحيين مشركين بالله تتأفف نفس المسلم من الالتصاق بهم و رغم احتواء القرآن علي العديد من الايات التي توصي بالقربة و التعاطف مع المسيحيين الذين دعاهم نصاري احيانا و اهل كتاب احيانا اخري الا ان القرآن به ايضا العديد من الايات المضادة التي تبدا بانتقاد عقائد تنسبها الي المسيحيين و تتهمهم باعتناقها اكبرها و اشدها هي عبادة ثلاثة آ لهة و الشرك بالله ثم تتبعها آيات عديدة تصف المسيحيين ايضا بالكفر بالله و يتطور الامر الي الايات التي تحض علي قتالهم و قتلهم اذا ما رفضوا العدول عن هذه العقائد الفاسدة المنسوبة اليهم و الاذعان و الدخول في الدين الاسلامي
و الذين يبحثون عن حلول دستورية و قانونية و ادارية لمشكلة المسيحيين في مصر انما يصبون مزيدا من الوقود علي النار لان من وجهة النظر الاخري التي تتبني موقف و حساسية المسلمين سيكون اي حل او اي تغيير قانوني او دستوري يجاهر بمساواة المسيحيين بالمسلمين مع بقاء العقائد و الاوضاع الدينية التي يظنها المسلمون في المسيحيين و يتهمونهم بها كما هي هو بمثابة اهانة او ضغط تعسفي و كبت للمسلمين و الضغط عليهم و فرض عليهم واقعا مضادا لمفهومهم لمتطلبات دينهم بقتال المسيحيين حتي يتحولوا الي الاسلام و الا اصبح المسلمون متهاونين في امر دينهم و ليس هذا فقط بل كيف يمكن ان يتعايشوا في الشوارع و المدارس و المكاتب و المصانع و المتاجر و السكن مع اناس يتقززون منهم و يصفونهم بانهم كفار و هذا ليس بتعليم جديد حديث دخيل علي العقيدة الاسلامية بل ان المطالع لكتب تراث التاريخ و العقيدة الاسلامية المؤسسة علي اراء علماء الاسلام القدماء امثال ابن كثير و غيره ليجد السب و اللعن و التكفير مُكالا للمسيحيين كجزئ اساسي من العقيدة الاسلامية بحسب مفهوم هؤلاء العلماء
و السؤال للمطالبين بالتعديلات الدستورية و الادارية و النشاطات الثقافية و الاجتماعية للمحاولة بدمج المسيحيين و المسلمين في مصر هو : هل يكفي تعديل الدستور ليقفز المسيحي الي احتضان المسلم و يسرع المسلم الي تقبيل المسيحي في قري و شوارع و حواري مصر؟ اليس بانه بتعديل الدستور ستقوم فتنة اكبر و سيشعر المسلمون بالغبن و الاكراه بالتعايش مع اناس كفار مشركين تنفر و تشمئز منهم حواسهم الدينية. إن الامر ليحتاج الي فطنة اكثر من ذلك و الي حكمة اعمق من ذلك. إن تعديل الدستور سيشعر المسلمين بالقهر في ديانتهم و يؤلب حماستهم للدفاع عن دينهم و تكفير دولتهم و ساعتها لن يستطيع بوليس مصر اذا اراد و لا جيش مصر اذا طُلب منه ان يحمي ارض مصر من فتنة موسعة و ستتحول ارض مصر الي ترسانة مسلحة الي عقود قادمة
يقول المثل العربي "و داوها بالتي كانت هي الداء" فكيف يمكن احداث تقارب و ايجاد حل لمشكلة اساسها الفرقة الدينية بواسطة سن قوانين دستورية تنظيمية و ادارية؟ اذا كانت المشكلة هي الدين فان المواجهة و الحل يجب ان يكون بالدين و ليس بالسياسة , و المدخل الي هذه القضية الدينية يحتاج الي تعريف المشكلة ثم مواجهتها عن طريق الجدل الديني السلمي بحسب الاية القرآنية التي تقول عن اهل الكتاب "وجادلوهم بالتي هي أحسن"
و ليس الامر خافيا علي ابسط المتاملين في المشكلة و العارفين بها ان الاختلاف الجذري محوره شخصية المسيح عيسي ابن مريم بحسب الوارد عنه في النصوص القرآنية و هو المسمي المسيح يسوع و هو الذي تدور حوله العقائد و التعاليم المسيحية في نصوص الكتاب المقدس و ستظل المشاكل الناتجة عن الاختلاف في فهم شخصية عيسي المسيح و رسالته و دوره في علاقة الانسان بربه قائمة الي ان يتفق الطرفان علي الجلوس معا و تبادل المشورة حول اذا ما كانت اختلافاتهم حول هذه الشخصية حقيقية ام وهمية و انا واثق ان المسلمين و المسيحيين جميعا سيجدون ان هذه الاختلافات نشأت نتيجة تعصب ادي الي عدم دقة قراءة النصوص الدينية مع تدخل النصوص السياسية التاريخية و التعاليم المبنية علي تقاليد و كتابات خارجة عن الالتزام بتحليل و تفسير النص الديني و فحص الايمان العقائدي
و لذلك يجب ان يؤل الامر لا الي مجموعة السياسيين و الاجتماعيين و القانونيين بل الي المرجعية الدينية العقائدية لكلا الطرفين في حوارات طويلة و مفتوحة محورها هو شخص يسوع المسيح و ان يكون الغرض منها الدفاع كل عن عقيدته و برهنتها للاخر و ليس نقد الاخر باي حال من الاحوال و اقترح ان يبدأ الحوار حول العقيدة المسيحية في المسيح يسوع و سلامتها يقدم فيه المسيحيون دفاعا عن عقيدتهم و عن ايمانهم من نصوص الكتاب المقدس و من نصوص القران ثم يُعبّر المسلمون عن ما يجدوه في هذا الدفاع من نقاط غير مقبولة في اسلامهم و اسباب ذلك بحسب العقيدة الاسلامية المؤيدة بالنص القراني ثم يقوم المسيحيون بالرد عليها وهكذا يستمر الحوار علي اسس علمية لاهوتية بحتة و اذا ما ثبت الخلاف الذي انا واثق انه لن يثبت و لن يقوم فليري الجميع و يقدموا نصحا و ارشادا للطرفين في كيفية التعايش و حينئذ ياخذ القانون و الدستور و التشريعات مجراها في تشكيل الدولة و الفصل في حقوق و مصالح الطرفين بما يحفظ وحدة الوطن و سلامة افراده
و قبل ان يبدا المؤتمر ارجو ان يفهم الاخوة المسلمون ان الايات القرانية التي تنسب للمسيحيين الشرك بالله فاذا كانت تنطبق علي بعض الطوائف النصرانية في زمن القران و النبي محمد فانها لا تنطبق علي المسيحيين اليوم و هذا هو السبب في تشدد المسيحيين بتمسكهم بعقائدهم انهم يروا في اتهام المسلمين لهم بالشرك اتهاما باطلا هم منه ابرياء لذلك فانا اناشد المؤتمر ان يوصي الاخوة المسلمين ان ينصتوا لدفاع اخوتهم المسيحيين عن عقيدتهم التي جاء بيانها قبل دعوة النبي محمد بحوالي ثلاثمئة سنة و في اوله "نؤمن باله واحد"
و انا ارجو ان يراجع المؤتمر نفسه في دعوته لرئيس الجمهورية السيد محمد حسني مبارك لانه رغم اختلافنا معه و قسوتنا عليه في النقد و رغبتنا في ان يتقاعد و يترك المجال لفكر جديد و طاقة جديدة يختارها الشعب فان احترام مركزه كرئيس للجمهورية هو من اسمي الامور و المعاني التي نقدمها لوطننا الحبيب مصر و اري ان يكتفي المؤتمر بتقديم الدعوة اليه ان يقوم بارسال مندوبين رسميين يعملون كمراقبين للمؤتمر و ان يقدم المؤتمر تقريره الي رئيس الجمهورية حتي نعطي فرصة لان يبدا الحوار السياسي بين اقباط المهجر و اجهزة الدولة المصرية المعنية التي تكلفها الحكومة بذلك حتي تتم الجهود السياسية و تكلل بالنجاح بالنعومة السياسية التي تتجنب الاحتكاكات الملتهبة
و انا بسبب يقيني الشديد ان القضية تتركز في قراءة النصوص الدينية و تكاملها في كل من القران و الانجيل فانني اقدم لهيئة المؤتمر الموقر مسودة بحث متواضع ابين فيه اتفاق النصوص القرآنية مع نصوص الكتاب المقدس مع ثبات كلا العقيدتين المسيحية و الاسلامية الاصليتين عن المسيح عيسي ابن مريم و ان الاختلافات التي نعيشها و نعاني منها هي ناتجة عن التفسير و ليس النص
و انا انتهز هذه الفرصة و اطالب الاخوة المسلمين ممثلين في القيادات الاسلامية الازهرية ان يصدروا بيانا ينفون فيه عن المسيحيين صفة الكفر و ان ايمانهم بالله ايمانا توحيديا مساو لايمان المسلمين و ان العمل جاري و الحوار قائم لاستجلاء غوامض الامور التي تبدوا انها متعارضة بين العقيدتين و ان الدين دين واحد و ان من يكفّر المسيحي و يؤذيه فاسلامه ليس صحيحاو ان الكنائس المسيحية هي مساجد لله و من اعتدي عليها فقد اعتدي علي حرمة بيت من بيوت الله و الذي يعمرها فانما يعمر مساجد الله من يؤمن بالله و اليوم الا خر



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة المرّة التي كشفتها انتخابات مصر الحرة
- ابراهيم الجندي.... المحتار ....بين من سيدخلونه الجنة ....و م ...
- الرئيس مبارك .... الف مبروك ..... ست سنوات مع الشغل و النفاذ ...
- الحل المسيحي لمشكلة الحجاب الاسلامي
- المباراة مملة و سخيفة و النتيجة حتي الان 3 لصالح مبارك و الت ...
- مصر هي دائي الذي لا اريد ان اشفي منه
- الي الدكتور أحمد صبحي منصور و الي دعاة السلام في الاسلام ... ...
- امريكا الشيطان الاعظم ... حتي لا نقع فريسة للصهيونية العالمي ...
- رد علي مقال : حوار لاهوتي ـ الصلب .. للاستاذ لطفي حداد
- مصر بين ثقافة الاحتقار و عقلية الانبهار .. المرّه الجايه إحم ...
- استطلاع الراي عمليات لازمة لتحريك الركود السياسي عند المصريي ...
- عندما يحاول المسلمون الجدد أن يغيروا معالم الإسلام
- اقتراحات موجهة الي المعارضة و طالبي التغيير في مصر
- الماركسية الشيوعية التقدمية الاشتراكية النظرية الفلسفية الفك ...
- اللي بني مصر كان في الأصل حلواني
- النكسة القادمة علي مصر
- رد علي ... الإسلام دين التسامح و المحبة ... بيع الميّه في حا ...
- الصراع العظيم ... متي سيبني اليهود هيكلهم الثالث في مدينة ال ...
- هكذا احب الله العالم اغنية اهديها الي كل عمال العالم


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر