أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الرضا المادح - امرأة بطلة من أفغانستان














المزيد.....

امرأة بطلة من أفغانستان


عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 23:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في عام 1996 سيطرت قوات حركة طالبان على العاصمة الافغانية كابل ، وهاجمت مقر ممثلية الامم المتحدة هناك واختطفت الرئيس السابق لجمهورية افغانستان الدكتور ( محمد نجيب الله ) ( خريج جامعة كابل عام 1975 ) مع اخيه ومرافقيه ، كان الرئيس المستقيل منذ عام 1992 قد طلب اللجوء السياسي والحماية من الامم المتحدة و لم توفر له ذلك بسبب ضغط امريكي و باكستاني وهما حليفتا طالبان ، وامام انظار العالم وبدون أي محاكمة عادلة ، قامت طالبان بشنقه واخيه وحراسه في احدى الساحات العامة ، وهكذا بدأت مرحلة معتمة من تاريخ و حياة الافغان و خصوصا المرأة التي تعيش ظروفا غاية في الصعوبة ، تحت ظل قوانين همجية لاتوفر لها سوى الاذلال والتخلف .
في ظل الحكم الجمهوري قبل عام 1992 كان الشعب يعيش ظروف حياة مدنية مقبولة ، و كانت المرأة تتمتع بحقوق كثيرة منها الدراسة في البلد او خارجه والعمل بمختلف الاختصاصات ، أما بعد سيطرة طالبان حرمت المرأة من كافة الحقوق ، فمنعت من الدراسة والعمل وفرض عليها النقاب والجلوس في البيت وحرمت من حق اختيار شريك الحياة ، أما الحديث عن علاقة حب ، فهذا من اشد المحرمات ومن تخالف ذلك تتعرض للجلد في الشارع ، وقد تصل العقوبة الى الرجم بالحجارة حتى الموت اذا اتهمت بعلاقة جنسية ؟
في ظل هذه الثقافة الهمجية السائدة في افغانستان ، تبرز امرأة تتحدى قسوة الحياة و تفرض نفسها بجدارة لتعيش حياة كريمة ترفض أن تمد يدها لتستجدي لقمة العيش ، انها " سارة " شابة في العقد الرابع من عمرها ، تعيش في مدينة " مزار شريف " الغير خاضعة لطالبان و لكنها ليست بعيدة عن متناول عناصرها الاجرامية ، فقد قتلت طالبان زوج اختها فقررت أن لا تتزوج بل تجند حياتها من أجل توفير قوت العيش لأمها و اختها مع اطفالها و اطفال اخيها ، فأختارت مهنة سياقة التكسي وهي مهنة صعبة و محفوفة بالمخاطر ، وهي المرأة الوحيدة التي تسوق التكسي وسط ( 1400 ) سائق تكسي في المدينة ! وقد وردت اليها تهديدات وعانت من مضايقات ، ولكنها اصرت وقاومت وقد مرّ على عملها هذا عشرة سنوات ، واصبحت مشهورة في المدينة ومحترمة من قبل الكثير من الناس ، بحيث أن اصحاب محلات غسيل السيارات يهرعون لخدمتها مجانا ! وبسبب الفوضى وعدم وجود ثقافة و نظام مروري ، تعرضت لحادث مأساوي حيث صدمت طفلة حتى الموت ، إلتقت " سارة " بأهل الضحية وعبرت لهم عن ألمها و اسفها و استعدادها لتقديم المعونة و التعويض ، فرفضوا أهل الطفلة وعفوا عنها واعتبروا الحادث عن غير قصد ، فنشأت علاقة صداقة ومودة بينهم .
لاتزال البطلة " سارة " تواصل مهنة السياقة ، وبسبب الثقافة والتقاليد المتخلفة فهي لا تنقل سوى النساء ، لأن نقل الرجال "حرام " !؟ وتعمل فقط في النهار داخل حدود المدينة ، فخارج المدينة والليل يشكلان خطر على حياتها ، مما يؤثر بشكل سلبي على دخلها اليومي الذي لايتجاوز الخمسة دولارات ! كما تؤكد والبسمة لاتفارق وجهها .
" سارة " تمارس عمل آخر وهو تربية النحل مع صديقاتها ، حيث تضع المناحل العديدة على صطح الدار و تجيد فن تربية النحل ، كما تزور عائلة لمساعدتها في تقديم العلاج الطبيعي لرب العائلة المعوق بلا مقابل .
هذه المرأة المناضلة يزورها الصحفيون والاعلاميون الافغان و الاجانب لاجراء مقابلات معها ، و كانت احداهم فضائية روسيا اليوم (آرـ ت )، التي صورت عنها فلما يعكس حياتها .
انها امرأة تستحق التثمين ، فهل ياترى ستلتفت اليها المنظمات الدولية لتكريمها ؟
2015.12.09



#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين الشيطان وقادة العملية السياسية في العراق
- تعقيب على رد حول الشهيد النصير ( أبو إيفان )
- حول الشهيد النصير ( ابو إيفان )
- طيبة الموسوي وخصال الشيخية
- الحوار المتمدن والحوار الحضاري
- الدولة العراقية وعلم الفضاء
- الحظ السعيد
- هل اعتزال الصدر خطوة جادة ام مناورة سياسية...؟
- الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مقترح لحل مشكلة الك ...
- عودة القوى الدينية الطائفية بعد ان غيرت جلدها
- في البصرة اعمار ام تخريب
- الهمجية في ظل الحملة الانتخابية
- الموت في الظلام
- جدارية الاحلام
- الاعدام...
- ألتخلف التكنولوجي في النظم - الاشتراكية
- مساهمة الاكراد في جريمة الانفال


المزيد.....




- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الرضا المادح - امرأة بطلة من أفغانستان