تفاهة التفاهه

عادل عياد

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 21:55
المحور: الادب والفن
    

( 1 )

هبت غيوم العقل
على سواحل بحر بيتجزر
فجف ...
انهمرت دموع الأماكن
وسط تصفيق حاد
صادر من عشش مليها البغبغانات
والزهور في ربيعها الأول
اترمت في الشوارع
غادرت كل الطيور السليمه
واتبقت طيور مريضه
غربان سرقت العافيه
من جوانح الزمن غفله
بالغصب لمست كفوف الصبيان
ضفاير عصافير عايزه تعيش الحياه
والحياه كدبت الكدبه هنا
فتاه كل اللي كانوا في المكان

( 2 )

تفاهة التفاهه
لما تلاقي طابور طويل على الرصيف
قدام كشك جرايد قديم جداً
والكل عايز طلب واحد
مجله فيها صوره بردانه
جعانه
عريانه
فيتوهم الواقفين بالدفا
بالشبع
بالستر
وفي باقي مكتبات الشارع
عشش العنكبوت
والكتب غادرت منها حروف العلم

( 3 )

قطعوا اللذه وهى لسه بتحبي
كسروا الطبيعه والمتعه بتتنسي
تستحي الأمهات فتبكي
طول عمرها تبكي
ترمي السنين كلها ورا جبال الستر
متر وشويه لدفن الأحلام الميته بالولاده
نص متر لوأد السعاده
وبلاده وسذاجه منهم يحطوا الدموع في بير
بعد ما يبتروها بتر
شوية أوهام عاشوا بيها منفيين
منسيين
شوية بنأدمين على كفوف مصنوعه من صفيح
خايفين من شوية ريح
متمسكين بميراث من عصر ولّى
يمكن يحفظو اللي اتقطع من القلب
يمكن يرجعوه في وقت الوعد
يتعكزوا على حلم الخلود
أو عاده هرميه قديمه
بيحنطو الأجساد اللي ضايعه في الحياه تحنيط
وبينتظروا البعث

( 4 )

في سكون الليل
صوت في المدينه بيصيح
عجز مش محتاج تلميح
الوقوف على حافة السراب ..
كان هو العجز
القمر و النجوم ملهمش لازمه في الليله
أهم حاجه رضا النفوس
لكن رضا مات شهيد
على أيادي الظلم والجهل المريض
رضا مات !!

( 5 )

صفعة الجهل بضربه واحده
تقتل ألف علم ..
حضن السلاح بيدفي الجبان
ويدمر أي محاوله للسلم ..
يا للعجب ..
الجريء أصبح نعامه
والفاهم راسم على وشه رياله ...

( 6 )

ورقة شجره بتسافر في رياح الخريف
الزيف فارد عضلاته وبيبارز بسيف
في ناس الطيبه ربطاهم وبيكتفوا العقده تكتيف
وحوار ضاع منه الكلمات فمات
كتب القلم حكايات
واللي فات فات
مِيت قصه وحدوته
بيجملوا الكذب تجميل
ويخلوا الحقيقه
مجرد بس طيف !!!

#عادل_عياد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل