داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 15:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل القوانين الدولية والعرفية والانسانية ، وغيرها ، أن الجار يجب أن يحترم جاره ويعزز ثقته به ويحافظ عليه ، بحيث لا يفعل امرا ، او يقوم بعمل ما يغضب فيها جاره ، واذا حدث مثل هذا بين دولتين جارتين ، فأكيد أن الدولة التي فعلت في جارتها ما اثار حنقها وغضبها يدل على امور يريد المعتدي من ورائها اما تصفية حساب ، واما لديه اطماع سياسية يهدف من الوصول اليها .
وعليه ، كيف نفسر دخول قوة تركية بمستوى فوج مدرعة ومعها عدد من الدبابات والمدافع وآليات اخرى ، إلى الأراضى العراقية ، وبالتحديد فى محافظة الموصل ومن دون طلب أو إذن من الحكومة الاتحادية العراقية . الم يكن هذا انتهاك للسيادة العراقية وعم احترام الجيرة ؟ .
تركيا اليوم تتمادى في غيها ، وقد ابدت منها قضايا عديدة اغضبت الرأي العام ، ولعل اهمها قضية سقوط الطائرة الروسية وما تبع ذلك من ردود افعال لم تكن في صالح انقرة ولا حتى من صالح المنطقة .
نعم ، أن تركيا لها اطماع في العراق ، ورأت العراق يمر اليوم في ظروف صعبة وحرجة ، فتريد أن تنتهز هذه الفرصة ، التي بالنسبة لها ذهبية وسانحة لتنال ما تريد تحقيقه . واما بغير هذا فلا نستطيع أن نفسر مواقفها تجاه العراق بتفسير آخر .
وللشعب العراقي حق أن يسائل : ماهو موقف الحكومة ، وكيف انها سترد على تركيا ، ام هل انها ستغض الطرف عن ذلك ؟ . ما سمعناه عن الحكومة انها اتخذت موقفا ايجابيا ، بل وينم عن تحد ايضا فقد هدد رئيس لجنة الأمن والدفاع فى مجلس النواب العراقى ، حاكم الزاملى كردود افعال ، بأن العراق قد يضطر إلى طلب تدخل روسيا لـردع الأتراك .
واذا فعلا تدخلت روسيا في هذه القضية الحساسة جدا ، فأن امريكا سوف لن تسكت ايضا ، فأما تقف بجانب حليفتها تركيا ، بغضا في روسيا ، واما أن تكون مع العراق على اعتبار انها هي من اوصلته الى ما هو عليه الآن من مشاكل سياسية جمة ، سواء على المستوى الداخلي او على مستوى خارجي .
الزاملي وعد بأن البرلمان سيجتمع قريباً لبحث قضية الاعتداء التركى على اراضينا ، ما يعني أن القضية ليست بالسهلة ، لكن الجانب التركي الى الآن لم يفسر لنا اسباب وجود هذه القوة العسكرية ، وما تعني ، اليس هذا امرا غريبا ، ؟ . و الاكثر غرابة ، كما يقول الزاملي هي تصريحات وزارة البيشمركة التي أعلنت عدم علمها بوجود هذه القوة العسكرية التركية التي دخلت الموصل . فالذي نشتف منه أن الاقليم متواطئ مع الاتراك ، والا كيف أنه لم يعلم ذلك وهو محاذيا من تركيا ، بينما الحكومة في بغداد وحصل لها العلم .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟