أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سعده - العذاب الصامت














المزيد.....

العذاب الصامت


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 07:30
المحور: حقوق الانسان
    


أسوأ عاداتي في الصباح هي مطالعة الأخبار ومتابعة الأحداث، وتلك العادة لا تعني لي سوى إعلان الحرب على أعصابي، وبعدها أكون مضطرا لتناول عصير ليمون بالنعناع.
لا يوجد في البيت ليمون أو نعناع، وهي فرصة للنزول وممارسة رياضة المشي إلى السوق.. بجوار السوق حديقة خضراء يلعب فيها أطفال، بنات وأولاد وجري وتنطيط وصراخ رغم الحر والعرق والتراب.. بالقرب تجلس جدة تجاوزت السبعين بجوارها طفلة صغيرة مشلولة تمسك كرة بيدها وتنظر للأطفال بابتسامة ألم وعجز.
إن كل لغات العالم وثقافاته وفلسفاته ومعارفه تعجز عن تفسير الحكمة من ألم طفلة مشلولة، وكل كتب التاريخ والنصوص والكلمات تصبح سفسطة ورغي لا يجدي أمام هذا المنظر، وكل علوم الأولين والآخرين تسقط أمام تلك المعاناة والعذاب.
إنه عذاب صامت، وصراخ بلا صوت.. ألم وقح، عنيد، فج، ومتبجح.
لنصف ساعة كاملة أقف وأراقب الطفلة دون أن أشعر بالوقت، لا أشعر إلا ببراءتها ونظراتها التي تصعد إلى السماء وتشتكي إلى الله متسائلة: ماذا فعلت لأتألم؟
إنه سؤال يتحدى العقل، ولا جواب عليه إلا بالإيمان.. الإيمان بالقدر شره قبل خيره.
وجاهدت نفسي لأمشي، وكلما قاومت ومشيت خطوة أعود خطوتين، وكأني تركت طفلتي الوحيدة في قلب صحراء مظلمة مليئة بالأعاصير.
وذهبت للجدة واستئذنتها للعب مع الطفلة.. ولعبنا بالكرة، أحدفها فتمسكها، وتحدفها فتقع مني. فتضحك.. تضحك جداا.. وكلما وقعت مني الكرة تأخذ مني ليمونة، حتى أخذت كل الليمون.. واشتريت غيره.
ووعدتها بأن نلعب مجددا، وأشرق وجهها بابتسامة من قلب المعاناة.. ابتسامة أجمل من كل ورود الحديقة، ابتسامة اخترقت قلبي وروحي فمنحتني عمرا إضافيا..
ليس من الضروري أن تسافر لرحلة كي تجني السعادة والابتسامة.. فالسعادة الحقيقية قد تكون في السفر لقلب إنسان آخر، والغوص في أعماق روحه.. وخفقة قلبك لحب جديد، أو ابتسامتك لصداقة حقيقية، أو قراءتك لكتاب جديد، هي لحظات تجدد من روحك وتكتب لك شهادة ميلاد جديدة..
عدت لبيتي وفي الطريق حدثت نفسي، أنه لا يهم أن تكون بطلا كي تشعر بالانتصار، فالانتصار أحيانا يكون مؤلما ومربكا. وقد تمر بموقف عادي جدا تتصرف فيه بشكل عادي، لكنه يمنحك سعادة وابتسام..
وهذا ما حدث.



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليمون بالنعناع
- المصحف الشريف
- المرأة .. نضال لا ينتهي!
- موتوسيكل
- رقية وعثمان
- رسالة إلى ضائعة
- عن الوحدة
- عن الإنتحار
- دين الحب
- الحب آخر ما تبقى من أمل
- عم سعيد ليس سعيدا.
- الحل الأمني لا يكفي للقضاء على التطرف!
- الأشياء ليست دائما كما تبدو!
- طفلة وشيكولاتة
- الرسول وشارلي إيبدو.
- قصة رواية غيرت التاريخ
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ


المزيد.....




- إصابة عاملي إغاثة أميركيين في خان يونس
- الأونروا تحذر من تصاعد العنف في خربة أم الخير ومسافر يطا جنو ...
- الأونروا: لدينا خطة طوارئ جاهزة للعمل في غزة فور إعلان الهدن ...
- يورو نيوز: الاتحاد الأوروبي يدرس 5 خيارات للرد على انتهاكات ...
- محام وبرلماني إسباني للجزيرة نت: هدفنا تثبيت جرائم الحرب الإ ...
- اعتقالات جديدة تطال 3 رؤساء بلديات في تركيا
- إصابة عاملي إغاثة أميركيين في خان يونس
- الأونروا تحذر من تصاعد العنف وخطر التهجير القسري في الخليل
- تركيا: السلطات تنفّذ جولة جديدة من الاعتقالات بحق رؤساء بلدي ...
- اعتقال 3 رؤساء بلديات في تركيا مع توسع حملة على المعارضة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سعده - العذاب الصامت