إمرأة غيرت التاريخ

أحمد سعده
(أيمï آïم)

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 12:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

كانت راجعة تعبانة جدا من شغلها بعد يوم مرهق من العمل بتقعده كله على ماكينة الخياطة.. وركبت أتوبيس نقل عام، وقعدت على كرسي فاضي.. في الطريق ركب رجل أبيض، وطلب منها سائق الأتوبيس تقعد في الخلف تنفيذا لقانون المرور اللي بيمنع جلوس السود في وجود رجل أبيض "Black is back" ... رفضت وقالت: لاااااااا.


أشهر "لا" في التاريخ لم تكن لــ"يوسف عباس الضو"، الشخصية اللي قدمها الممثل أحمد عبدالعزيز في مسلسل "المال والبنون".. لكنها كانت للأمريكية السمراء "روزا باركس".


روزا سنة 1955 في ظل أوضاع عنصرية مقيتة ومذلة يتعرض لها السود، رفضت بكل شجاعة التخلى عن مقعدها في الأتوبيس، وقالت بمنتهى الهدوء: لا.. لا.. لا.


كانت النتيجة أن تم إلقائها خارج الأتوبيس واعتقالها.. لينتفض ملايين السود بقيادة القس المستنير "مارتن لوثر كينج" الذي قاد حملة احتجاجات واسعة، ومقاطة للأتوبيسات لأكثر من سنة كاملة.. لينتهي نضال السود بإلغاء كل القوانين العنصرية والمساواة التامة بين البيض والسود.


خطب مارتن لوثر كينج أمام حشود ضخمة من الجماهير وقال كلمته الشهيرة: "I have a dream" – عندي حلم.. ليتم اغتياله بعدها غدرا على يد رجل أبيض.. مات الرجل، لكن بقي حلمه لم يموت..


وتمر السنوات لتتحقق نبوءة وحلم لوثر كينج في عام 2008 على يد واحد من أحفاده.. عندما صعد رجل أسود إلى منصة عليها شعار "Yes we can" ليكون أول رئيس أسود يصل للحكم في أمريكا منذ دستور "جيفرسون" الأب المؤسس..


بالتأكيد "أوباما" كان يرد بهذا الشعار على جده.. جده كان "لديه حلم"، وأوباما أجاب "نعم نستطيع"..!!


من كرسي "روزا باركس" في أتوبيس نقل عام، إلى كرسي الحكم في البيت الأبيض.... ليخطب أوباما في شعبه عن روزا قبل أن يزيح الستار عن تمثالها...


تلك هي المرأة التي غيرت تاريخ أمة من الهمجية والعنصرية إلى دولة تملأ رؤوسنا الآن بشعارات الحرية والمساواة..


كل ما يلزمك هو أن تؤمن بأفكارك، وتناضل ضد كل ظلم قد يقع عليك مهما كان ما يقابلك... ما يلزمك هو أن تحلم يحدوك الأمل، بدلا من أن تتحول كل حياتك إلى كوابيس.. وحتما ستستطيع..

#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل