أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - الحب آخر ما تبقى من أمل














المزيد.....

الحب آخر ما تبقى من أمل


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 15:36
المحور: الادب والفن
    


تستطيع شراء أي شيء حتى ذمم البشر، لكن لا تستطيع شراء ليلة تتلألأ فيها النجوم، ولا شراء الاستمتاع بمشهد الغروب..


تستطيع شراء لوحة لبيكاسو، لكن من يعرفون حنين الوجدان داخل الكيان وقيمة خشوع القلب عند لحظة مشهد الغروب، لن تعنيهم أي لوحات، فالحياة بالنسبة لهم لوحة فنية حية بديعة ومهيبة..


من لا يعرف قيمة مشهد الغروب ولا يعرف الاستمتاع بالجبال والأنهار والواحات، مستعد لشراء لوحة لبيكاسو بملايين الجنيهات.. لكنه حتى سيفتقد فن تعليقها على الحائط.. هو فقط يريد أن يلفت إنتباه الآخرين لقدرته على شراء لوحة للعظيم بيكاسو..


ذات مرة كنت في معرض لوحات فنية بالأوبرا شاركت فيه صديقتي، وتجمع النقاد حول لوحة لها تبدو غير مفهومة وغامضة وملغزة، وبدأوا بالمديح والإعجاب واستعراض قدراتهم على شرح معاني اللوحة.. فالأشياء الغير مفهومة عادة تمثل تحدي للفكر.. لكن جاءت صديقتي وقالت: "عذرا، أحدهم قام بوضع اللوحة مقلوبة.. سأقوم بتعديل وضعيتها.."


تستطيع شراء عشرات الأفدنة الزراعية، لكن لا تستطيع شراء الاستمتاع بزهرة عباد شمس وسط الحقول.. تستطيع شراء سيارة بي إم دبليو الفئة السابعة، لكنك لا تستطيع الاستمتاع بمراقبة أحوال البشر داخل عربات المترو، ولا تستطيع شراء القدرة على الاستمتاع بصحبة البشر ومعايشة واقعهم وظروفهم والتفاعل معهم في مباهجهم ومآسيهم..


تستطيع التسوق في كارفور ومول العرب، لكنك على ما يبدو نسيت لغة الإحتفال واحترفت بدلا منها لغة الشراء، لغة السلطة، لغة المال... هكذا علموك.. هكذا حطموك.. فأصبحت تعيش ولا تعرف شيئا عن الحياة، تعيش لتقلد غيرك، وترضي توقعاتهم..


تستطيع شراء الجنس، لكن أبدا لا يمكنك شراء الحب... ومن لا يعرف قيمة الحب، سيبقى أسيرا وعبدا لرغبة الشراء، عبدا للمال الذي يشتري له الجنس.. وهكذا إنسان يعيش ولا يعرف شيئا أبعد من الجنس..


لا تقتنع إن أخبروك أن الحب خرافة وخيال وأوهام.. فقط يحاولوا أن يجعلوك تظن أنه مفقود، ومن إنسانيتك يريدوا أن يجردوك..


من يمكنه أن يتشبث بإنسانيتك ويمسك يديها بإصرار كي لا تفلت سوى الحب فيك؟.. أنت الحب.. الحب هو عنوانك الذي تقرأه ملائكة الكون وحراس النور، ومن خلاله يعرفوك..


لا تتخلى عن الحب، ولا تعتقد أنه شاطئا بعيدا ما عادت سفن البشر ترتحل نحوه.. تعرف على نفسك واسقط أفكارك عنك، أسقط كل ما حاولوا به أن يعلموك ويبرمجوك ويدينوك..


وقتها ستعرف نفسك الجديدة المصنوعة من معدن الحب.. وقتها ستفيض نفسك بالمحبة لتجذب إليها ملائكة الحب التي لن تتواني في رميك بأسهم الجنيات السحرية التي تؤمن بها الأطفال..


وقتها ستجد في حياتك مجانين وعشاق ومحبين يفهموك.. ويناغموك، ويراقصوك.. وتحبهم ويحبوك، وفي رحلة عمرك يرافقوك..


ولا تنسى أبدا أن الحب هو آخر ما تبقى لنا من أمل..



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عم سعيد ليس سعيدا.
- الحل الأمني لا يكفي للقضاء على التطرف!
- الأشياء ليست دائما كما تبدو!
- طفلة وشيكولاتة
- الرسول وشارلي إيبدو.
- قصة رواية غيرت التاريخ
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر
- بائعة الذرة، والبيتزا
- حضن ووداع 2
- إقفل تليفونك
- بائعة الجبنة
- صديقي الشرقي والجنس


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - الحب آخر ما تبقى من أمل