أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق















المزيد.....

الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 13:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



تحدث د . مظهر محمد صالح في مقالته المعنونة (الطبقة الرثة والاستبداد الشرقي في العراق ) والمنشور في كتاب ( الرثاثة في العراق : اطلال دولة .. رماد مجتمع )جمع بين الابحاث والمقالات ووحدها الدكتور فارس كمال نظمي –ط1 – 2015 – دار ميزوبوتاميا – بغداد- شارع المتنبي .
ان الملك فيصل الاول تنازل عن جانب من سلطاته لصالح الاعراف العشائرية المسماة ب (السنينة )في فض المنازعات القانونية داخل العشيرة .. رغم اصدار ( قانون العشائر )لفض المنازعات مابين التجمعات العشائرية نفسها ومنح القوى شبه الاقطاعية قوة نفاذ القوانين القبلية واصدار احكامها في آن واحد.

وهنا اكتفت الدولة بتنظيم البنية التحتية الزراعية كتسجيل ملكية الاراضي الزراعية وحيازتها وبناء السدود وحماية انظمة الري والبزل وغيرها .فاصبح دور الحكومة المركزية في الارياف دورا لامركزيا .

اذ ارتبطت الارياف ونشاطها الا قتصادي بقوى اشباه الاقطاع وهو تطوير متقدم لانظمة الاستبداد الشرقي , سواء في الحياة الزراعية او في الانتاج او في تحصيل الفائض الزراعي وادارة العمل الفلاحي . واصبح الفلاحون طبقة رثة تعمل بالسخرة ومعدومة الاجر ,تدافع عن وجودها ضد تفشي خطر المجاعة .

ان المجتمعات التقليدية قد شيدت على قاعدة (الخوف من الندرة ) وعلى راسها الخوف من ندرة الغذاء . لذا فان الخوف من المجاعة قد سوغ الحكم القمعي والتسلط والاستبداد في المجتمعات الشرقية .

يقول د .مظهر محمد صالح ( افرز الاستبداد الشرقي في العراق الملكي ايديولوجيا صنعتها قوة الاستبداد نفسه لاتمتلك فكرا مقتدرا على صناعة المشروع التاريخي في التطور الطبقي لنفسها سوى الانكفاء على مفهوم الطبقة الرثة التي عملت بالسخرة لمواجهة فوبيا المجاعة ).

فطالما ترى الدولة نفسها بانها المانحة للحياة من خلال الزراعة فانها مخولة وحدها ان تعطي القليل للناس . وان تنتزع فائض العمل وفائض الانتاج من مزارعيها . لذا تغدو الاعمال التطوعية في نظر نظام الاستبدادالشرقي اعمالا مزيفة ولصيقة بالطبقة الرثة ولاتقارن بالاعمال العظيمة للدولة .

في العراق اعطى النفط وارد للدولة حيث قامت بانشاء طرق المواصلات رابطة العراق بشبكة واسعة من المواصلات لاهداف عسكرية ولتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعية مما ادى الى خلق مجتمع جديد انتقل من البداوة والعلاقات العشائرية الى مجتمع المدينة وتوسع دور الطبقة الوسطى في العراق .

فالانتاج قد جسر العلاقة بين الدولة وبين السوق مما عظم من قدرة الانتاج الصناعي والخدمي .لقد ادى ضعف التنظيم المؤسسي للقوى شبه الاقطاعية وظروف الحرب العالمية الثانية الى تحول الاقطاع من طبقة قائدة بذاتها الى طبقة منعزلة .وبذلك شهد العراق واحدة من اكبر الهجرات في تاريخه نحو هوامش المدن والسكنى في المدينة .

لقد تم في الريف العراقي الميل الى تطبيق نموذج سير آرثر لويس
(التنمية الاقتصادية في ظل عرض غير محدود من قوة العمل ) . ير ى لويس ان القطاع الراسمالي يتطور عن طريق العمالة المتدفقة اليه من القطاع اللاراسمالي المتخلف والذي يعيش افراده على حافة الكفاف .

ففي مراحله المبكرة فان محاولة العرض غير المحدود من العمالة المتدفقة من اقتصاد الكفاف يعني ان القطاع الراسمالي بمقدوره ان يتوسع لمدة من الزمن دون الحاجة الى تزايد مستويات الاجور وان هذا يؤدي الى تحقيق عوائد ومردودات مرتفعة لراس المال المستثمر مما يمكن من اعادة استثمار الارباح وتعظيم التراكم الراسمالي مرة اخرى .

ان عملية التراكم الراسمالي ستصبح ذات استدامة ذاتية الدفع وتعود الى اتساع التحديث التكنولوجي والتنمية الاقتصادية وتصاعد معدلات النمو . وبهذا فعند النقطة التي يمتص فيها العمل الفائض كله في اقتصاد الكفاف ويزج به في عجلة القطاع الحديث يبلغ التراكم الراسمالي من السعة تدفع الى تزايد الاجور , فان هذا الامر يطلق عليه ( نقطة لويس في الانتقال او التحول ).

انتهى العقد الاجتماعي في زمن الحكم الملكي واسست الجمهورية الاولى في 14 تموز 1958 لعقد اجتماعي جديد موحد حيث ازالت الجمهورية الاولى الظروف التي تساعد على انتاج الطبقة الرثة في ارياف العراق , وذلك بالغاء النظام شبه الاقطاعي واحلال قوانين الاصلاح الزراعي بدلا عنها واخضاع العراق الى نظام قانوني موحد يتطلبه العقد الاجتماعي الموحد . وهذا كان يعني ان ثمة تلاحما بين الطبقة العاملة والطبقى الوسطى صاحبة المشروع الوطني المتجانس والموحد للعراق .

لقد اسس الحصار الاقتصادي على العراق بسبب غزو صدام للكويت عام 1990 نظاما ريعيا مركزيا حيث عادت الانماط الشرقية للاستبدادالى العمل لمصلحة القوى المتنفذة في الريف العراقي نتيجة الخوف من ندرة الطعام واشاعة حالة اللايقين بين الناس . وتحول المدينة العراقية وطبقتها الوسطى الى قوى اجتماعية رثة تعتمد على الريف في غذائها .

لقد انتج عقد الحصار طبقة اجتماعية رثة على مستوى المدن والارياف . فالخوف من الجوع والمجهول عوامل لاتؤدي الى احداث تنمية بل الى احداث رثاثة تقودها مدن جائعة في ظل الولادة الجديدة للعقد الاجتماعي الجديد . لقدبدات القرارات الاقتصادية والسياسية تصدر تحت تاثير الارياف وقواها الاقتصادية والاجتماعية النافذة والعودة الى قانون العشائر . اذ اسس النظام البعثي الصدامي السابق دائرة في ديوان الرئاسة لادارة شؤون العشائر .

انهارت الدولة العراقية في نيسان 2003 وتحولت الحياة الى فوضى وشاع الخوف بين الناس .
ان انقضاض فئات من سكان الاكواخ والعشوائيات في هوامش المدن على الممتلكات العامة قد جاء للثار من السلطة المركزية المهزومة مارسته طبقة لاتمتلك مشروعا وطنيا . انها الطبقة الرثة .

لقد تحول النهب من نهب ممتلكات الدولة الى سرقة ونهب الممتلكات الخاصة للمواطنين .حيث تمت ممارسة التهجير القسري .
ان العودة الى الريع التفطي تتعارض مع مباديء الديمقراطية . ان حمل السلاح في ارياف العراق وتوجيهها نحو المدن العراقية تمثل حالة من الهشاشة انتجت غياب التنمية البشرية والاقتصادية .
ان اهتمام الطبقة الرثة اليوم هو بالاستحواذ على الريع النفطي وتقاسمه .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس
- اشكالات في كتابة الابحاث والمقالات
- الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق