وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 13:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(1 ):شخصية السياسي العراقي المعولم والطائفي
اختلافنا مع الدكتور الفاضل فارس كمال نظمي حول خيار الكتلة التاريخية بين الشيوعيين والصدريين , وبين خيارنا حول اقامة الكتلة التاريخية الشعبية القائمة في اطار شعبي ,وطني , عراقي موحد وليس على اساس المحاصصة السياسية الطائفية الاثنية .
( 2 ):
ماهي شخصية السياسي المعولم والطائفي ؟
كتب الدكتور فارس كمال نظمي , وهو استاذ جامعي وباحث في سيكولوجية الشخصية العراقية والمجتمع والسياسة في كتابه :
( الاسلمة السياسية في العراق : رؤية نفسية )-ط1 0 2012 – الناشر : مكتبة عدنان – بغداد – شارع المتنبي ,في تعريفه للسياسي المعولم :
( نمط من الشخصية المحترفة في سدة الحكم او في خارجها , برزت في العقد الاخير من القرن العشرين ومابعده في الدول النامية , بالتزامن مع عولمة الاقتصاد والسياسة والثقافة والاعلام . وهي آخذه بالانتشار بابعاد متعددة , الا ان مايوحدها هو ارتباطها النفسي والوظيفي بمراكز الاقتصاد العملاقة خارج حدود بلادها , بما يجعلها تنشط لافراغ المضمون الفكري والاخلاقي للصراعات والتحولات الاجتماعية في بلدانها , مستبدلة اياها بالدعاية لصور نمطية مبسطة تتضمن : (فضائل ) اقتصاد السوق , و( حتمية )الديمقراطية الليبرالية , وتصنيفها النمطي للعديد من حركات التحرر والاصلاح والتغيير ضمن مصطلحي ( التطرف )و ( الارهاب ).
من بعض سمات شخصية السياسي المعولم
1- ضعف الحس الاجتماعي والوطني لديها تجاه شعوبها .
2- تبعيتها العصابية لمراكز اتخاذ القرار خارج مصالح مجتمعاتها .
ومن اهم سمات السياسي المعولم – الطائفي , كما كتب عنها الدكتور فارس كمال نظمي بعد اختياري بعضا منها :
1 – الافتتان بالقوة والسلطة والخضوع لهما ( الماسوشية تجاه الاحتلال )والقسوة المفرطة تجاه من هم اضعف شانا .
2 – يتميز بالبرود الانفعالي امام مشاهد القتل اليومي , وضعف الشعور بالمسؤولية الاخلاقية نحو النتائج الكارثية لسياساته وتحالفاته , والغياب شبه التام لمشاعر الذنب او التوبيخ او النقد الذاتي لاخطائه .
عاجز عن التفكير الجدلي : وتهيمن الثنائيات المتعارضة على تفكيره ( صديق – عدو ) , (وطني –عميل ).
4 – نشات لديه بتاثير مركبات النقص تلك عقدتا ( التفوق) و ( الشك ) تحو الاخرين .
ان التحليل النفسي الدقيق والعميق والذي قدمه الدكتور فارس كمال نظمي للسياسي المعولم والطائفي ينطبق ايضا على شرائح كبيرة من المجتمع العراقي والعربي . ذلك ان الفرد العراقي مفتون تاريخيا بالقوة وبالسلطة وبالخضوع للحاكم المستبد القوي . لكنه يقوم من جانب اخر بدور الدكتاتور تجاه الجانب الضعيف في علاقاته الاسرية والوظيفية , او في العمل السياسي .
فغالبا ما يحاول الزوج قمع واضطهاد زوجته وضربها واهانتها , ووصفها بالدونية وبانها ناقصة عقل , ويحاول انتقادها في كل كبيرة وصغيرة , لكنه لايتورع في المقابل عن التقرب والخضوع بمذلة لمسؤوليه ومدرائه , او لمسؤوله الحزبي او لرجل الدين .
تتميز شخصية الفرد العراقي بصورة عامة بعدم قدرتها على الاعتذار عن اخطائها امام الاخرين , وعدم قدرتها على تحمل المسؤولية , وتقديم الاستقالة من العمل او الوقوف امام المحاكم ,مثالنا على ذلك سقوط عددا من محافظات العراق بيد تنظيم داعش بداء من محافظة نينوى وانتهاء بالانبار .
ومثالنا الاخير النتائج الكارثية لانعدام البنى التحتية وتهالكها في بغداد ومحافظات العراق . حيث تعرضت اجزاء كبيرة جدا من بغداد للغرق . والنتيجة ان جميع المسؤولين يحاولون القاء تبعية الفشل على الاخرين وليس على انفسهم
تتميز بعض النساء بالنفسية الذكورية المتسلطة والقضيبية وبثقافة واسلوب النباح في الكلام , في محاولة منهن لقمع الاخرين وتقزيمهم وتحميلهم الاخطاء .واذلالهم وتشويه سمعتهم واستخدام الالفاظ القبيحة والشتائم . ومحاولة فرض الراي الاحادي على الاخرين ومنعهم من الدفاع عن انفسهم ومن ابداء ارائهم .انها ثقافة ونفسية القهر والقسر والقوة المفرطة في ذكوريتها .. ثقافة الكراهية.
هذه الاساليب يستخدمها المدراء وقادة الاحزاب والمتنفذين في الدولة , والتيارات السلفية بانواعها المختلفة , من سلفية دينية وقومية وماركسية – شيوعية .
تحاول المراة القوية في مواجهة رجل ضعيف اسقاط تراكماتها النفسية بتحقيره , كما تفعل بائعة الجسد مع الزبون . لذا فان الدعارة تبدا بالكلمة وليس بالجسد .
ان الذين يمتلكون عقدة الشك والتفوق تجاه الاخرين يحاولون تصوير هم على انهم يكيدون المؤامرات ضدهم . لذا تتحول نظرة الريبة والشك عند هؤلاء الى مرض نفسي مستدام .
بين الكتلة التاريخية والكتلة التاريخية الشعبية
كتب د . فارس كمال نظمي فصلا في كتابه بعنوان :
(الشيوعيون والصدريون .. وخيار (الكتلة التاريخية )يدعو الى امكانية قيام تحالف واسع بين الشيوعيين والصدريين في تحليله النفسي للشخصية الشيوعية والشيعية , والغرض هو تشكيل كتلة تاريخية كما طرحها غرامشي .
ان تجارب لاهوت التحرر في اميركا اللاتينية لايمكن تعميمها على مجتمعناالعراقي .
يكتب د . فارس كما لنظمي في ص 129 قائلا :
5 – ولو قرر الشيوعيون تبني مرجعية ( الصدر ) الى جانب عقيدتهم الحالية , ولو قرر التيار الصدري ان يتبنى الماركسية الى جانب عقيدته الحالية ,فهل سيتبقى اي اختلاف جوهري بينهما ؟
اقول للصديق العزيز الدكتور فارس كمال نظمي انها فرضية خيالية وغرائبية هي فرضيتكم استاذنا الفاضل .
لايمكن للحزب اللينيني ان يدمج الدين بالماركسية والا لتحول الى حزب ديني , لكنه يحق له دراسة الظاهرة الدينية عن طريق دمج العلوم الانسانية والاجتماعية في الماركسية وليس دمج الدين في الماركسية . كما ان تبني التيار الصدري للماركسية هو استحالة لانه لايمكن لاتباع الشهيد الصدر ان يتبنوا الماركسية والا لتحولوا الى حزب شيوعي وليس الى حزب شيعي .
الجانب الثاني من الاستحالة في امكانية تشكيل الكتلة التاريخية هو اننا لايمكننا ان ننتظر قيادة الاجاجاجات والتغيير من احزاب تضع قدمها اليمنى في السلطة وتضع الاخرى في المعارضة . والحزب الشيوعي العراقي والتيار الصدري مشاركان في العملية السياسية وفي اقرار الدستور والذي يقوم على مفهوم ( المكونات ) وليس على مفهوم ( المواطنة ).
لذا فهو دستور لايحقق المساواة والمواطنة. والطرفان يتشاركان بدرجات متفاوتة في حالة الاستعصاء السياسي والقائمة على المحاصصة الطائفية الاثنية .
السياسة هي فن الممكن وليس فن الخيالات والاوهام الرومانسية !
ان اية محاولة لدمج الشيوعية بالتيار الصدري هي محاولة فاشلة كمحاولة دمج الحزب الشيوعي بالبعث عن طريق الجبهة وتصوير الشيوعيين صدام حسين على انه كسترو العراق .
الحل يكمن في كتلة تاريخية شعبية تضم الاغلبية الصامتة والتي تؤمن بالمشروع العراقي ,بمن فيهم الصدريون والذين لاينتمون الى مليشيات او الى احزاب التيار الصدري ,بل يؤمنون بالفكر الشيعي وبفكر الشهيدين , الصدر الاول والثاني وبالمواطنة والهوية العراقية الجامعة , وليس بالمحاصصة وبدولة المكونات .
ان الخيار الوطني هو الحل !
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟