أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قراءة لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو














المزيد.....

قراءة لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو
د. جاسم الصفار
لو تجاوزنا الحفاوة التي قوبل بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارته الاخيرة الى موسكو، والاهتمام الرسمي الذي أضفي على مشروع الرئيس الفرنسي بتكوين تحالف دولي واسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). فان الطرفان، الروسي والفرنسي، كانا يدركان جيدا صعوبة تحقيق هذا المشروع، خاصة بعد زيارة هولاند الى واشنطن ومباحثاته مع نظيره الامريكي براك اوباما وبعد العمل العدواني الذي ارتكبته تركيا بإسقاطها للطائرة الروسية.
فمع تأييد الرئيس الروسي لفكرة التحالف ضد الارهاب والتي دعت اليها موسكو مرارا منذ ما يقارب الشهرين، الا ان المتغيرات السياسية والعسكرية التي حصلت في الفترة الاخيرة جعلت لكل من طرفي التحالف المفترضين، أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من الجهة الاخرى، نهجه الخاص في حربه على داعش، تفرق بينهما ثلاث عقبات رئيسية.
اول تلك العقبات، هي ان موسكو ترفض الدخول في تحالف مع دول، مشكوك في علاقتها بالإرهاب، وتصنف بعضها على انها راعية وممولة له. وخاصة تلك الدول التي تشتري النفط المهرب من حقول تسيطر عليها داعش، وتزود الارهابيين بالسلاح والذخيرة. فموسكو تعتبر ان من اولويات مشروعها في الحرب على داعش، هو قطع الطريق عن وصول الذخائر والعتاد الحربي الى داعش ومنع صهاريج النفط المهرب من الوصول الى تركيا. وأن روسيا لا تنوي اعلان تفاصيل انشطتها في هذا المجال لكل اطراف التحالف، كما يتطلب ذلك سياق العمل في اطار التحالف المفترض.
أما العقبة الثانية، فهي ان روسيا ترفض تحديد عملياتها الحربية بضرب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وحده، وتصر على ان تشمل في ضرباتها الجوية المنظمات الارهابية الاخرى المتعاونة مع داعش، خاصة في المناطق الشمالية من سوريا، وذلك للسيطرة على الحدود مع تركيا اولا وللتخفيف من الضغط الذي يتعرض له الجيش السوري في تلك المناطق ثانيا. فروسيا تؤمن ان لا جدوى من الحرب على داعش دون تجفيف (فعلا لا قولا) منابع امداده بالمال والسلاح والمقاتلين.
والعقبة الثالثة، تخص الاطراف التي يتعين على التحالف الاعتماد عليها في خوض المعارك البرية ضد داعش. ومع قناعة فرنسا بأن الحرب على الارهاب لن يكلل بالنصر عن طريق الضربات الجوية وحدها، وانه لابد من التنسيق مع قوى حقيقية تقاتل على الارض، ولكنها ترفض التنسيق في الحرب البرية مع الجيش السوري النظامي والقوات الايرانية المتحالفة معه ولا مع مقاتلي حزب الله وغيرهم من المتطوعين القريبين من النظام السوري. ولم يبقى من مقاتلين حقيقيين على الارض تستطيع فرنسا التنسيق معهم غير المقاتلين الاكراد، الذين ترحب موسكو بالتعاون معهم، بينما ترفض ذلك تركيا بشدة.
من الواضح انه ليس بوسع فرنسا، التي لا تملك قرارها المستقل بصورة كاملة، تجاوز تلك العقبات لإنجاز مشروع التحالف الدولي الموحد ضد داعش. خاصة وان الآمال التي عقدها الرئيس الفرنسي على نتائج مباحثاته مع نظيره الامريكي في واشنطن تبددت بعد لقائه بأوباما. فقد بين الرئيس الامريكي بوضوح، في نهاية زيارة هولاند للبيت الابيض ان امريكا ليست راغبة في تغيير خارطة التحالفات القائمة في سوريا، وانه من الصعب، حسب تصريح الرئيس الامريكي، تصور علاقة تعاون مع روسيا قبل ان تغير هذه الاخيرة استراتيجيتها في الحرب على داعش.
ما الذي كان ينتظره اذا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من موسكو بعد فشله في الحصول، ولو على تفهم جزئي من قبل الرئيس الامريكي براك اوباما لمسعاه. خاصة وان الشعب الفرنسي يطالبه بتحقيق انجازات فعلية لها اثر على الارض في حرب فرنسا على الارهاب. وهل من معنى لزيارة موسكو بعد تصريح اوباما المحبط، بأن " الاعمال الارهابية التي تعرضت لها باريس، ليست بالحدث الذي لأجله يتعين على امريكا مراجعة سياستها في سوريا".
ما هو اكيد اليوم، هو ان فشل الرئيس الفرنسي في مسعاه لتشكيل تحالف دولي موحد في الحرب على الارهاب، مرتكزا على الارادة الوطنية الفرنسية المستقلة، سيكون في مصلحة المعارضة اليمينية التي تتهمه بالعجز عن اتباع سياسة وطنية هادفة في بناء التحالفات، التي يشترط فيها ان تقوم على وقف اي انشطة للتعاون مع الدول التي ترعى الارهاب واقامة علاقات متينة مع روسيا في الشأن السوري.
وأخيرا، فبعد ان فشلت فرنسا في تحقيق اختراق دبلوماسي يغير من مجريات الحرب على الارهاب. لم يعد امامها، في الوقت الراهن، غير الاكتفاء بتنشيط التعاون العسكري مع موسكو ورفع مستوياته، لحين اتمام روسيا وحلفائها عملياتهم الحربية، في جزئها الخاص بقطع خطوط الامداد عن داعش والمنظمات الارهابية المتعاونة معها. وبعدها سيكون لكل حادث حديث.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات الرد الروسي
- ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين
- فرضيات تحتاج للتحقق بشأن كارثة الطائرة الروسية
- ملاحظات على هامش ندوة -الثقافة الجديدة- بشأن دور المثقف في ا ...
- قراءة لزيارة الرئيس السوري الى روسيا
- ملابسات توقيت قرار التدخل العسكري الروسي في سوريا
- الخيارات الروسية في الحرب السورية
- قراءة في اخبار العمليات العسكرية الروسية في سوريا
- اليسار العراقي، الانغلاق في الماضي ام الانفتاح على الحاضر
- مشاريع الاصلاح وافاقه
- نحو رؤيا واقعية للتغيير
- محاور المؤامرة على الارادة الشعبية
- رسالة من بعيد لابطال يصنعون التغيير
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثالث)
- الاشتراكية وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الثاني)
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي (الجزء الاول)
- الرقيب في -طريق الشعب-
- وجهة نظر في الازمة الاوكرانية
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قراءة لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو