كذبة خروشوف حول كون ستالين اباد القادة الذين خالفوه

حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كذبة خروشوف حول كون ستالين اباد القادة الذين خالفوه
خروشوف:
"ستالين لم يعمل عن طريق الاقناع والتوضيح والتعاون الصبور مع الناس، بل بفرض ارائه وطلب الخضوع المطلق لارائه. كل من عارض هذه الفكرة او حاول ان يبرهن على وجهة نظره او ان يثبت وجهة نظره وصحة موقفه تعرض للازاحة من القيادة الجماعية ثم الى الابادة اخلاقيا وجسميا." (وابدى الاستاذ غروفر استغرابه من عبارة الابادة اخلاقيا لانه لم يفهم ماذا تعني)
ليس ثمة اي مثال واحد خلال حياة ستالين كلها "عن ازاحة" اي كان "من القيادة الجماعية" بسبب مخالفة ذلك الشخص لستالين.
كان ستالين سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب. وكان بامكان اللجنة ان تزيحه متى شاءت. كان له صوت واحد في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية. وقد طلب ستالين الاستقالة من منصبه كسكرتير عام اربع مرات اخرها في المؤتمر التاسع عشر. وفي كلها رفض طلبه.
لم يكن خروشوف وغيره قادرين على معارضة ستالين بل انهم عارضوه كثيرا وثمة امثلة تاريخية كثيرة على ذلك. ومعروف انهم كانوا يبدون اراءهم المخالفة لارائه في المؤتمرات واجتماعات المكتب السياسي واللجنة المركزية وكان ستالين يناقشها نقاشا علميا ويحاول اقناع معارضيه باسلوب علمي وادبي رائع.
اضافة الى الامثلة التي يذكرها الاستاذ غروفر فر يستطيع كل من يتحمل عناء قراءة فصل من كتاب تاريخ الحزب الذي يعتبره حتى الشيوعيون من تاليف ستالين ليرى كم كانت الاراء المعادية والمخالفة لاراء ستالين تجري في الاجتماعات الحزبية على انواعها وكم كان ستالين يجيب عليها بصبر واناة لاقناع اصحابها بخطأ ارائهم وصحة اراء لينين وستالين الذي اعتبر نفسه طيلة حياته تلميذا له. وحتى كراسه الاخير لم يكن سوى مناقشة الاراء المختلفة التي نشات بين اعضاء اللجنة المكلفة بكتابة كتاب الاقتصاد السياسي. فقد ناقش فيه اراء مخالفة له وحتى معادية لارائه.
ابدى الشيوعيون في العالم تساؤلاتهم حول ادعاءات خروشوف بعدم امكانية مخالفة او انتقاد ستالين. وقد اورد الاستاذ غروفر فر قصة شيقة على ذلك:
"حين قاد القائد السوفييتي انستاس ميكويان وفد الحزب الشيوعي الى الصين لحضور المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصينيي في ١-;-٩-;-٥-;-٦-;-ساله بينغ تي هواي وجها لوجه لماذا الان فقط اصبح الحزب السوفييتي ينتقد ستالين. ويبدو ان ميكويان اجاب ’لم نجرأ على ابداء ارائنا في ذلك الحين. فلو كنا فعلنا ذلك لكان ذلك يعني الموت. فاجاب بينغ تي هواي ’اي شيوعي هذا الذي يخاف الموت؟" (ص ٢-;-٣-;-)
"ولو ان ستالين لم يزح اي عضو في القيادة بسبب معارضته له فان خروشوف فعل.ان خروشوف والاخرين قاموا باعتقال لافرينتي بريا فجاة في ٢-;-٦-;- حزيران ١-;-٩-;-٥-;-٣-;- لاتهامات زائفة وبدون اي اثبات وبعد ذلك قتلوا بيريا مع ستة اخرين (يعدد اسماءهم) كانوا مقربين اليه."
وسمعنا في حينه ان خروشوف قتله بمسده في اجتماع المكتب السياسي بحضور باقي الاعضاء.
ولم يكن بريا الشخص الوحيد في قيادة الحزب الذي ازاحه خروشوف لمخالفته له. ففي حزيران ١-;-٩-;-٥-;-٧-;- دعا خروشوف الى اجتماع موسع للجنة المركزية لكي يزيح مالينكوف ومولوتوف وكاغانوفيج وشيبيلوف من القيادة لمجرد انهم خالفوا سياساته وكانوا قد حاولوا التصويت على ازاحة خروشوف عن قيادة الحزب. وكانت سيطرة خروشوف العالية السبب الرئيسي لازاحته من اللجنة المركزية في ١-;-٩-;-٦-;-٤-;-." (ص ٢-;-٤-;-)
وقد قال خروشوف مرارا وتكرارا انهم لو حاولوا ان يعيدوا الحزب الى اللينينية او ان يطالبوا بازاحة ستالين لما بقي لاي منهم اي اثر.

ملحق مهم جدا
صدر هذا الشهر كتاب من تاليف عالم عراقي اسمه الدكتور كاظم المقدادي، وهو أكاديمي وباحث طبي وبيئي عراقي مقيم في السويد، يمكنكم الإطلاع على الكتاب بصورة إلكترونية أو تحميله بصورة PDF.
بعنوان "التلوّث الإشعاعي والمضاعفات الصحية لحروب الخليج"
جاء فيه أن اليورانيوم المنضّب الذي استعمل في العراق يساوي في ذريته ما يعادل 250 قنبلة ذرية

#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل