أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - حسقيل قوجمان - قوانين النظام الاشتراكي (الانتاج السلعي)















المزيد.....

قوانين النظام الاشتراكي (الانتاج السلعي)


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 13:03
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


قوانين النظام الاشتراكي (الانتاج السلعي)
اقتبس النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي من وسائل الانتاج الراسمالي الانتاج السلعي والتبادل السلعي واستخدام النقود كوسيلة لتحقيق التبادل. وكثرت انتقادات النظام الاشتراكي على ذلك على اعتبار ان الانتاج السلعي ينبغي ان يزول في الانتاج الاشتراكي ويقتبس المنتقدون عبارات من انجلز تشير الى وزال الانتاج السلعي في النظام الاشتراكي.
دعت الى هذا الاقتباس ظروف المجتمع الذي استلمته الحكومة الاشتراكية بعد الثورة. فقد حدثت ثورة شباط البرجوازية ولم تدم سوى الى اكتوبر من نفس السنة. فلم يبق الحكم البرجوازي مدة طويلة لكي يتطور المجتمع الراسمالي تطورا واسعا كسائر الدول الراسمالية.
ان الانتاج السلعي يزول حين تصبح الدولة الاشتراكية مسيطرة على كافة الانتاج الصناعي والزراعي. حينئذ لا تبقى حاجة الى الانتاج السلعي والتبادل السلعي واستخدام النقود في التبادل. وحتى في اكثر الدول المتقدمة تطورا لم تتوفر امام النظام الاشتراكي فيها امكانية سيطرة الدولة على جميع فروع الانتاج الزراعي والصناعي مباشرة بعد الثورة الاشتراكية.
لكن الطبقة العاملة بالاتحاد مع الفلاحين وجدت ظروفا مناسبة للثورة على الحكومة البرجوازية الضعيفة واستلام السلطة في مجتمع اقرب الى الاقطاع منه الى الراسمالية المتطورة. وكان من الخطأ الماحق تفويت هذه الفرصة الهامة والحيوية للتخلص من الاستغلال الراسمالي الاقطاعي. قاد لينين الحزب البولشفي والطبقة العاملة التي انتخبت الحزب البولشفي قائدا لها للاستيلاء على السلطة في ثورة اكتوبرالاشتراكية. فكان على الحكومة الاشتراكية ان تقوم بتطوير النظام الاجتماعي وتحقيق اهداف الثورة البرجوازية بدلا من البرجوازية. وقد نجح النظام الاشتراكي في تحقيق ذلك تحقيقا رائعا اسرع واكثر تطورا من اية دولة راسمالية. نجحت الدولة الاشتراكية في بلوغ مستوى اعلى الدول الراسمالية صناعيا وزراعيا في سنوات معدودة وهو ما تطلب انجازه قرونا من تاريخ النظام الراسمالي.
في ثورة اكتوبر الاشتراكية ساهم الفلاحون الى جانب العمال املا في تحقيق حلمهم في الحصول على الارض التي لم يحصلوا عليها في ثورة شباط البرجوازية. استولت الحكومة الاشتراكية على جميع المشاريع الراسمالية الوطنية والاجنبية الكبيرة بدون تعويض. ولم يكن من المناسب والمفيد الاستيلاء على المشاريع الراسمالية الصغيرة التي لا يزيد عدد عمالها على خمسين عاملا. بل فضلت الحكومة الاشتراكية تحقيق ذلك خلال تطور الانتاج الاشتراكي بصورة سلمية.
في اليوم الا ول من نشوء الدولة الاشتراكية بقيادة لينين صدر قانون تاميم الارض. فاصبحت الارض بذلك ملكا للدولة ولم تعد الارض سلعة قابلة للتملك والبيع والرهن والتاجير والشراء كما كانت في المجتمع الاقطاعي والمجتمع الراسمالي. ومنحت الدولة الارض الى مزارعهيها الفلاحين مجانا لزراعتها ولكنهم لا يملكونها ولا يسمح لهم ببيعها او شرائها. وبذلك تحقق لاول مرة في التاريخ حصول الفلاحين على الارض التي حلموا بها لزراعتها والتمتع بانتاجها بدون طبقة اقطاعية تستغلهم وتستعبدهم. وشجعت الحكومة الاشتراكية الفلاحين على الاتحاد في تعاونيات زراعية وقدمت المساعدات لهذه التعاونيات. فاصبح الاقتصاد الاشتراكي اقتصادين اشتراكيين، اقتصادا اشتراكيا صناعيا يمتلكه الشعب كله متمثلا بالدولة واقتصادا اشتراكيا زراعيا تحت تصرف التعاونيات الزراعية.
كان الاقتصاد الزراعي قسمين. القسم الاول قسم تديره الدولة شانه شان المصانع والمشاريع الحكومية، اقتصاد السوفخوزات. والقسم الثاني اقتصاد المزارع التعاونية الذي بقي اقتصادا ثانيا يمتلكه الفلاحون الزراعيون، الكولخوزات.
لم يكن اقتصاد الكولخوزات الزراعية اقتصادا مستقلا كل الاستقلال. لم تكن الارض اداة الانتاج الرئيسية ملكا للمزارع التعاونية ولكن الكولخوزات حرة في استخدام الارض بصورة مستقلة كانها ملك لها. ولكن الارض كانت ملكية عامة للمجتمع الاشتراكي وليست سلعة. وكانت ادوات الانتاج الزراعية الكبيرة ملكية للدولة لا تباع للمزارع التعاونية. كانت ادوات الانتاج الصناعية الكبيرة توضع في محطات المكائن الزراعية وتقدم خدماتها للكولخوزات لقاء جزء من منتوجها الزراعي. وكان يجري تدريب العمال الزراعيين في الكولخوز على استخدام واستعمال المكائن الزراعية الموجودة في محطات المكائن الزراعية. ولم يبق للمزارع التعاونية سوى انتاجهم الزراعي والحيواني الفائض عن حاجتهم للمعيشة واعادة الانتاج يحتاجون الى تصريفه من اجل الحصول على المواد الصناعية والسلع الاستهلاكية التي تمتلكها الدولة.
لم يكن الاحتفاظ بملكية المكائن والادوات الزراعية الكبيرة مجرد ابقاء ملكيتها للدولة وعدم تحويلها الى ملكية الكولخوزات مجرد ابقاء هذا المجال مستقلا عن الكولخوزات. ان شراء الكولخوزات للمكائن الزراعية يعني انها تصبح ملكا لها تستعملها طالما بقيت صالحة للاستعمال. وهذه الادوات تخضع للطبيعة والاندثار بحيث ان استخدامها بعد سنوات يصبح اقل كفاءة من استخدامها في سنواتها الاولى. اما الدولة الاشتراكية فقد كان بامكانها ان تستبدل المكائن دائما بمكائن جديدة حديثة وبذلك يكون انتاج الكولخوزات اكثر تطورا دائما وهذا ما تعجز عنه الكولخوزات.
والطريقة الوحيدة التي يمكن بها تبادل منتجات الكولخوزات مع الدولة كانت طريقة التبادل التي استخدمتها الراسمالية للتبادل، طريقة التبادل السلعي، بيع سلعهم الزراعية والحيوانية الى الدولة مقابل نقود وشراء حاجاتهم منها بالنقود. وهذا كان يعني وجود اقتصادين، اقتصاد الدولة والاقتصاد الزراعي. الا ان الاقتصاد الزراعي كان مقصورا على الانتاج الزراعي والحيواني الفائض لان الارض، اداة الانتاج الزراعي الرئيسية كانت ملكا للدولة، ولان ادوات الانتاج الكبيرة كانت ملك الدولة تقدم خدماتها للمزارع التعاونية لقاء كميات من الانتاج الزراعي الفائض.
لم يكن وجود اقتصادين ملائما للنظام الاشتراكي. ان النظام الاشتراكي ينبغي ان يكون اقتصادا واحدا يمتلكه الشعب وتديره الدولة الاشتراكية كخطوة في طريق التحول الى المجتمع الشيوعي. لكن الظروف التي حدثت فيها الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي حتمت ضرورة وجود الاقتصادين نظرا الى ان الفلاحين لم يكونوا مستعدين للتخلي عن اقتصادهم الزراعي المستقل بعد نيله خلال قرون من النضال.
لم يكن من المناسب تحويل الاقتصاد الزراعي الى ملكية اجتماعية قسرا عن طريق مصادرة المزارع التعاونية، الكولخوزات، كما جرى للمشاريع الراسمالية الكبرى. لم يكن ذلك مناسبا لان الفلاحين جزء من الشعب وليسوا اعداء الشعب. وكانت مصادرة الكولخوزات قسرا تحول الفلاحين من شركاء في تقدم وتطور النظام الاشتراكي الى اعداء للطبقة العاملة التي صادرت كولخوزاتهم. كان على الحكومة السوفييتية ان تجد الوسائل المناسبة للتغلب على هذه الظاهرة بطرق سلمية مريحة للمزارعين التعاونيين لا تؤدي الى مقاومتهم ونضالهم ضدها.
ان التطور والتقدم الهائل الذي احرزه الاتحاد السوفييتي على الرغم من الحرب المبيدة التي شنها عليه النظام النازي الهتلري مع كامل اوروبا التي كانت تحت احتلاله عدا بريطانيا، لم يتوقف بسبب وجود الاقتصادين. فقد شاهد العالم كله التقدم الصناعي والزراعي الهائل الذي احرزه الاتحاد السوفييتي في كافة مجالات الاقتصاد والعلم والثقافة والفنون والاداب. وشاهد العالم السرعة الخيالية الني اعاد النظام الاشتراكي فيها بناء ما دمرته الحرب ضد النازية. ورغم ذلك لم يكن هذا الوضع طبيعيا ومفيدا للمجتمع الاشتراكي. فنظام الانتاج السلعي وبقاء التبادل السلعي وضرورة وجود النقود كوسيلة لتحقيق هذا التبادل كان معيقا للتطور القادم للمجتمع الاشتراكي باتحاه التحول الى المجتمع الشيوعي.
المجتمع الاشتراكي هو مرحلة اولى مؤقتة لاعداد المجتمع الاشتراكي للتحول الى المرحلة الثانية، مرحلة المجتمع الشيوعي. واختفاء نظام الانتاج السلعي والتبادل السلعي والنقود شرط اقتصادي اساسي ضروري لهذا التحول. فليس في المجتمع الشيوعي نقود وتبادل وبيع وشراء. شعار المجتمع الشيوعي هو من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته. ولا يحتاج الانسان في مثل هذا المجتمع الشيوعي الى شراء حاجاته لان حاجته متوفرة توفرا حرا مجانا.
وقد وجدت الحكومة السوفييتية تحت قيادة ستالين طريقة تحقيق تحول الكولخوزات الى سوفخوزات باسلوب تدريجي سلمي لا يؤدي الى مقاومة من جانب مزارعي الكولخوزات. قررت الحكومة السوفييتية ان تستعيض عن طريقة التبادل السلعي والبيع والشراء بطريقة المقايضة. تقوم الدولة حسب المقايضة بتقديم كميات من الخدمات والبضائع اكثر مما يستطيع الكولخوز الحصول عليه عن طريق التبادل السلعي. وقد بدأت الدولة بتحقيق طريقة المقايضة في المشاريع التي تنتج المواد الخام للانتاج الصناعي ونجحت في ذلك نجاحا باهرا. ولكن الانقلاب الخروشوفي الذي قلب السلوك السوفييتي من سياسة اشتراكية متجهة نحو التحول الى المجتمع الشيوعي الى سياسة اعادة الراسمالية بكامل صفاتها الى الاتحاد السوفييتي. وهذا التحول الذي تحقق نهائيا لدى انتهاء النظام السوفييتي رسميا وتحوله الى روسيا الاتحادية والدول الراسمالية الاخرى.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوانين النظام الاشتراكي (نظام الاجور)
- المنافسة في النظام الاشتراكي
- قوانين الانتاج الاشتراكي. اولا (قانون القيمة)
- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
- جواب على سؤال جديد
- اما الراسمالية واما كوكب الارض
- حرب المادية ضد المثالية٢-;-
- حرب المادية ضد المثالية١-;-
- مرة اخرى حول علمية الديالكتيك
- جواب حول علمية الديلكتيك
- مناقشة تعليق يعقوب ابراهامي الاخير٢-;-
- مناقشة تعليق يعقوب ابراهامي الاخير١-;-
- الماركسية هي ماركسية ماركس وانجلز
- مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما ...
- مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما ...
- مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما2
- يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي 2
- يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي
- يعقوب ابراهامي والرقم 1
- لاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما1


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - حسقيل قوجمان - قوانين النظام الاشتراكي (الانتاج السلعي)