أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - لاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما1















المزيد.....

لاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما1


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



امتدادا للحوار الطويل الذي جرى بيني وبين الاخ جاسم الزيرجاوي ونتيجة لبعض قراءاتي شعرت بان من المفيد ان اكتب بعض الملاحظات عن مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية خصوصا لانني ارى ان بعض من يكتبون حول موضوع الاشتراكية يخلطون بين المفهومين. وقد سبق لي ان كتبت عن نفس الموضوع من زمن بعيد واعتقد انه لا باس من مناقشة نفس الموضوع بصورة اخرى.
الموضوع هو امتداد للمسالة المهمة التي جرى نقاشنا حولها، مسألة ما اذا كانت المادية الديالكتيكية انعكاسا في دماغ الانسان لما يحدث في الطبيعة بالاستقلال عن ارادة الانسان وعن دماغه ام انها مجرد اسلوب فكري او فرضيات تجري في دماغ الانسان. واعتقد ان الخلاف بين مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية يعبر عن نفس الشيء. فالموضوع على ما اعتقد هو الفرق بين ما يجري في الطبيعة وما يجري في دماغ الانسان اي الفرق بين الطبيعة والعلم، الفرق بين الاشتراكية التي تجري في المجتمع والاشتراكية العلمية التي تجري في دماغ الانسان.
يختلف العلماء حول ما اذا كانت للكون بداية ام لا. ولكن النظرية السائدة الانتشار في ايامنا هي انه كان للكون بداية حيث نشأ من لا شيء وهي نظرية الانفجار العظيم اذ وفقا لهذه النظرية لم يكن ثمة قبل هذا الانفجار وجود للكون او للمادة او للزمان والمكان او للحركة. مع ذلك ثمة بين العلماء من يرفض هذه النظرية ويعتقد ان الكون لم تكن له بداية ولن تكون له نهاية. ولكننا حتى اذا اعتبرنا نظرية الانفجار العظيم نظرية صحيحة فان ما يقدره العلماء عن تاريخ عمر الكون بعد الانفجار العظيم هو ستة عشر مليار سنة.
على هذا الاساس كان الكون قائما ومتحركا ومتطورا خلال هذه المليارات من السنين رغم عدم وجود الحياة عليه، او على الاقل عدم وجود الحياة على الجزء الصغير من الطبيعة الذي نعرفه ونعيش فيه وهو الكرة الارضية. فالعلم الى حد علمي لم يتحقق بعد حتى الان من وجود الحياة على اجرام كونية اخرى ام لا واذا وجدت فما هو شكلها وتاريخها.
وفي جزئنا الصغير هذا من الكون الذي نسميه الكرة الارضية جرت تغييرات كثيرة لمليارات السنين لكي تتحول من كرة ملتهبة عند انفصالها الى كرة باردة لها قشرة سميكة نسميها القشرة الارضية. خلال هذه المليارات من السنين منذ الانفجار العظيم اذا صحت النظرية ومليارات السنين التي اتخذها برود الكرة الارضية لم يكن ثمة انسان او اية حياة على الكرة الارضية ولم يكن ثمة دماغ يفكر ولم تكن ثمة افكار ولم يكن ثمة شيء يسمى علما. فليس ثمة علم او تفكير او دماغ في الارض الملتهبة والتي تتقدم نحو البرود وتكوين كرة باردة كما نعرفها في كرتنا التي نعيش عليها. واخيرا نشأت على هذه الكرة ظروف مناسبة لنشوء الحياة باشكالها البدائية وتطورت الى احياء حيوانية ونباتية متنوعة ثم الى الانسان. ومنذ الاحياء الاولى التي عرفها الانسان المكونة من حجيرة حية واحدة وقبل ان يعرف الانسان بوجود احياء اصغر منها كالمكيروبات والبكتيريا والفيروسات كانت في هذه الخلية الحية امكانية الشعور بالمحيط، كان لها بعض الاحساس. عرف الانسان بعد ملايين السنين من نشوئه على الكرة الارضية عن وجود احياء تتكون من حجيرة واحدة ما زال في طبيعتنا بعضها بشكل الاميبا. وتطورت الحياة على الكرة الارضية لملايين او مليارات السنين الى ان بلغت في تطورها الى انسان بدماغه المتطور. واصبح الانسان قادرا على معرفة الطبيعة وما يجري عليها ويتعلم ما يكتشفه منها ويختزنه في دماغه ويعيد انتاجه ويستفيد منه. وشكلت هذه المعرفة لاسرار وقوانين الطبيعة علما. فتاريخ العلم يتفق مع تاريخ نشوء الانسان على الارض. كانت لدى الاحياء الاخرى غير الانسان ادمغة وامكانيات محدودة لمعرفة ما يجري في الكرة الارضية ولتعلم الحذر منها مثلا وتوقي نتائجها المضرة كهروب الاحياء الضعيفة من محاولة الحيوانات الكبيرة افتراسها. وبعض الحيوانات حازت على امكانية الانتاج مثل النحل والنمل والطيور وممارسة بعض معالم الحياة الاجتماعية كالقرود والدببة ولكنها لم تكن قادرة على تحويلها الى علم كما جرى في دماغ الانسان. كانت كفاءات معرفة وتعلم وتحويل اكتشافات اسرار الطبيعة مقصورة على الدماغ البشري المتطور. هنا نشأت لاول مرة ظاهرة تعلم ما يجري في الطبيعة واختزانه في الدماغ ليتحول الى علم. فالعلم ظاهرة لم يكن لها وجود في الطبيعة لمليارات السنين وان تاريخ وجوده مرتبط بوجود الانسان على الكرة الارضية وتاريخ وجود الانسان على الكرة الارضية لا يشكل الا لحظة قصيرة تافهة من تاريخ الكون وتاريخ الكرة الارضية.
والعلم ذاته انتاج طبيعي يجري في المادة الطبيعية التي اسمها الدماغ عن طريق الحركة التي تجري في الجهاز العصبي الذي ينقل ما يجري في الطبيعة الى الدماغ الانساني لكي يصبح علما. فالعلم نفسه هو احد انتاجات الطبيعة التي تطورت الى دماغ وجهاز عصبي قادر على تصوير واختزان ما يتعلمه مما يجري في الطبيعة. فما يجري في الطبيعة يجري بالاستقلال عن ارادة الانسان وعن دماغه وما يجري في جزء من الطبيعة اسمه الدماغ والجهاز العصبي هو انعكاس او صورة لما يجري في الواقع، قي الطبيعة، بالاستقلال عن الانسان وعن دماغه.
فثمة حركتان، حركة تجري في الطبيعة سواء اوجد الانسان ام لم يوجد وحركة تجري في جهاز الانسان العصبي وفي دماغه لا توجد الا بوجود الانسان. ونتائج هذه الحركة الاخيرة هو ما نسميه العلم او الاقكار. والعلم او الافكار ليست سوى الصورة المتكونة في الجهاز العصبي والدماغ للحركات التي تجري فعلا في الطبيعة والتي يستطيع الدماغ اكتشافها عن الطبيعة واستخدامها وتطويرها.
لا يمكن احصاء الامثلة على هذا الواقع لكثرتها. فمثلا كان قانون الجاذبية يجري في الطبيعة طوال مليارات السنين من عمر الطبيعة بدون ان يعرفه الانسان، وكان الانسان يعرف مفعوله ونتائجه ويستخدمها في حياته، الى ان انعكس هذا القانون انعكاسا حقيقيا في حركة دماغ الانسان، نيوتن، فاصبح علم قانون الجاذبية. منذ انفصال الكرة الارضية كانت كتلة كروية تدور حول الشمس ولكن انعكاس هذه الحركة في حركة دماغ الانسان ادى الى علمنا بان الكرة الارضية كروية تدور حول الشمس بعد ان كون الانسان نظريات غير صحيحة عن حجم الارض الحقيقي وعن شكلها وعن العلاقة الصحيحة بين الشمس والكرة الارضية. طوال تاريخ الكرة الارضية كانت دورة المياه تجري في الطبيعة فيتبخر ماء البحر ليكون الغيوم التي تحركها الرياح الى حيث تهطل مطرا بالاستقلال عن ارادة الانسان وعن وجوده وادى اكتشاف حركة دماغ الانسان لهذه الحركة ان اصبحت علما استخدمه حتى في صنع المكائن البخارية. وثمة ملايين الحركات التي تجري في الطبيعة لم تنعكس بعد في حركة الدماغ لذلك ما زال الانسان جاهلا لها وليست في دماغه فكرة عنها.
ثمة في الطبيعة اذن حركتان. حركة تجري في الطبيعة بالاستقلال عن الانسان وعن ارادة الانسان وعن دماغ الانسان. وحركة تجري في الجهاز الطبيعي دماغ الانسان وجهازه العصبي ينتج عنها العلم. والحركة التي تجري في الدماغ والجهاز العصبي للانسان هي الاخرى تجري بالاستقلال عن ارادة الانسان، اي ان الانسان لا يستطيع ان يسيطر على عملية تصوير ما يجري في الطبيعة في دماغه. ولكن ما يصوره دماغه من الحركات الطبيعية يصبح شعورا ويصبح فكرة. فالافكار هي نتائج ما يصوره الدماغ والجهاز العصبي من الحركات الطبيعية في الدماغ وليست افكارا يكونها الانسان في دماغه بارادته وبترتيبه وتصميمه. وكل ما يستطيعه الانسان هو تعلم قوانين الطبيعة وتعلم ممارستها وتقليدها وتطوير استخدامها لمصلحة الانسان بدون ان يقوى على تغييرها او الغائها اواستبدالها.
كانت الحركة تجري في الطبيعة طوال تاريخ وجودها وكان الانسان يكتشف بعض هذه الحركات فتصبح في دماغه علما بدون ان يعرف شيئا عن طبيعة هذه الحركات وطريقة حدوثها وتطورها الى ان اكتشفها الانسان وكانت قمة اكتشاف الانسان لطبيعة هذه الحركات وطريقة حدوثها حين اكتشف هيغل انها تجري في الطبيعة حسب قوانين دقيقة واكتشف هذه القوانين فاصبحت علما اطلق عليه اسم الديالكتيك واكتشف كارل ماركس ان هذه القوانين هي قوانين الحركة، اية حركة وكل حركة، تجري في الطبيعة والمجتمع فاصبحت علم المادية الديالكتيكية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات الانتاج في المجتمع الشيوعي
- الماركسية ليست عقيدة جامدة بل دليل للعمل
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير3
- الروبوت لا يخلق قيمة
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير2
- ملحق الزيرجاوي ووقت العمل الضروري
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير1
- الزيرجاوي ووقت العمل الضروري
- يعقوب ابراهامي والفول والماركسية 2
- تتمة ملحق يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- ملحق يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- الزيرجاوي ومأساة الديالكتيك3
- الزيرجاوي وماساة الديالكتيك2
- الزيرجاوي وماساة الديالكتيك1
- الربيع العربي واليسار
- هل هي حرب بين حكومة اسرائيل المحتلة وشعب فلسطين المحتل؟
- جاسم الزيرجاوي وخدعة مصطلح الديالكتيك الماركسي
- كيف يرى ماركس الطريقة الديالكتية؟
- تحية الى جاسم عبد الامير عباس


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - لاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما1