أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - وقف تطبيق الشريعة في السعودية ضرورة إنسانية














المزيد.....

وقف تطبيق الشريعة في السعودية ضرورة إنسانية


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام بالفعل ابن بيئته ، والشريعة الإسلامية وأحكامها وحدودها كانت تصلح في محيطها ،
وفي زمن كان العرب يعيشون واقعا مقاربا لأمم معاصرة لهم ،
إلا أنه من الإنصاف التذكير بحقيقة تأريخية مؤرخة وثابتة في المراجع والمصادر الإسلامية قبل غيرها ،
وهي أن قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية كانت تعيش على الغزو والسلب والنهب ، وكانت الصراعات والحروب ديدن تلك القبائل العربية ،
بل ومحل فخر وافتخار وتباهي ، سلاحهم الأبرز السيف ، وقطع الأعناق والأطراف كان أمرا شائعا بمثل ذاك العصر ،
تحتم ذلك طبيعة البيئة ونوع الحياة التي كان العرب يعيشونها فيما بينهم من تلك الصراعات والحروب المزمنة كالمرض المزمن الذي يلازم صاحبه حتى قبره ،
بل إن من الملاحظ أن آيات القتال في القرآن الكريم أكثرت من وصف حال الحرب والقتل والقطع للعنق والطرف بل وحتى البنان وهو الأصبع !! ،
ولأن السيف هو السلاح الأبرز في هذا كله فقد كان من السذاجة بمكان ذكره ، فالمعرف لا يعرف !! وإلا هو عبث وحشو كلام لا طائل من ذكره ناهيك عن ذكر المعروف في سياقه انتقاص للمتكلم والمخاطب على حد سواء ،
بل وحتى العهد القديم في الكتاب المقدس كان على ذات النهج في الكثرة والوفرة وصفا للحروب والحدود ،
تلك كانت الحالة في تلك العصور القديمة من تأريخ الإنسانية ،
وعليه فإن الحدود من قطع وجلد إنما سايرت بيئة بعينها ومحيطا لا يتجاوزه ، وعصرا بل وعصورا له متعاقبة ،
كان واقع الناس الذي يعيشونه يتطلب مثل تلك الأحكام والقوانين إن جاز لنا وصفها بالقوانين ، أضف لذلك أن الترهيب كما كان سلاحا فتاكا ومرعبا - لا أعرف لماذا خطر على بالي الآن فيلم المعلمة فتكات حسب الله !! ماعلينا ، أقول كما كان الترهيب وإخافة الخصم سلاحا فعالا ، كانت قبائل العرب تستخدمه ضد بعضها البعض ،
فإن حدود الشريعة الإسلامية كانت للترهيب والزجر والإخافة ،
وهذا بصريح النصوص وبإقرار مؤلفات وكتب العلماء من السلف والخلف على حد سواء ،
والخلاصة مما سبق يتضح لنا كم وكيف وحجم ونوع العلاقة بين حدود الشريعة الإسلامية وواقع الناس وقت البعثة ،

إلا أنه من العدل والإنصاف ، ومن باب الأمانة العلمية في النقل أن أحكام الشريعة الإسلامية نفسها وأحكامها كانت تعطل ويوقف العمل بها لعلل شتى ،
وعلى سبيل المثال في عام المجاعة وفي عهد حكم الخليفة عمر بن الخطاب !!
فقد أوقف العمل بحد السرقة وهو قطع اليد من الكف ، ولم ينكر عليه أحد ، أو يكفره لأنه عطل العمل بالشريعة الإسلامية ، أو أنه حكم بغير ما أنزل الله على سبيل المثال ،

ناهيك عن أمر مهم جدا يلزمنا أن نسلط عليه الضوء وهو الحرز ،
والحرز لمن لا يعرفه هو مكان أمين لحفظ المال وكل ما هو ثمين ، أي أنه مكان اتخذت فيه كل الاحتياطات الضرورية لمنع يد السارق من سرقته أو العبث فيه ،
كما أن شروط تطبيق حدود الشريعة الإسلامية نفسها تسقط الحدود ، لنص صريح وصحيح : إدرأوا الحدود بالشبهات ،
وبالتالي والحالة هذه لا يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية ألبتة ، وخاصة المتعلقة منها بالحدود على وجه الخصوص ، أو ما استجد في عصرنا هذا من عقوبات تعزيرية تصل لحد القتل والصلب وبإجتهاد علماء دين معاصرين وغير مستقلين !!!

والآن لنرجع قليلا لما قلناه آنفا بشأن أوضاع العرب وقت البعثة النبوية ، وكيف كانت أحوالهم ؟
غزو سلب ترهيب مسبق !!
وطبعا السيوف كانت السلاح الأبرز مع الرماح والسهام ، إلا أن السيف كان السلاح الرئيس والأبرز ، والمبارزة كانت محل الفخر والشجاعة ،
وانتبه صديقي القارئ الكريم والعزيز لهذه المسألة المهمة :
ترهيب الخصم والمقابل ! ،
سلاح الخوف والإرهاب والترهيب للخصوم !! ،

وانتبه أيضا لما قلناه بشأن القاعدة الشرعية والفقهية الكبرى والتي هي بحد ذاتها كافية لإسقاط الحدود !! إدرأوا الحدود بالشبهات !! ،

إلا أن الممالك والدول الإسلامية وحكام المسلمين طوال عصره حتى اليوم عند من يقول إن دستوره الكتاب والسنة ، وأنه يطبق الشريعة الإسلامية اتخذوا الشريعة وتطبيقها خاصة في الحدود سبيلا للترهيب ليس إلا ، ولعل التنظيمات الإسلامية الإرهابية اليوم كافية بحد ذاتها للتدليل !!!
بل إنه من عجب العجاب اليوم أن نرى عند من صدع رؤوسنا بتطبيق الشريعة جمعا في الحكم والعقوبة بين الملحد المسالم والقاتل الإرهابي ، بل ونرى معدلات ارتفاع الجريمة بمختلف أنواعها وصور الفساد بمختلف أنواعه الأكثر نسبة ورتفاعا في العالم بمجتمعه وبظل تطبيق الشريعة إياها !
لكن لأنه أراد من تطبيق حدود الشريعة الإسلامية الترهيب فحسب كان مثل هذا الخلط والعجيب بين الملحد المسالم والإرهابي القاتل !
والخلط المخالف للنصوص أي للنقل بل وحتى العقل !!

ثم إن عصرنا اليوم تغيرت مفاهيم الحرز فيه ، وتنوعت وسائل حمايته ، وهو عصر مخالف ومغاير لما كان عليه العرب والمجتمعات الإسلامية إلى عهد قريب ،
بل وحتى وسائل المعرفة والتحصيل تعددت وبشكل أسرع يجعلنا نقدم قاعدة إدرأوا الحدود بالشبهات لو كنا بالفعل صادقين في التطبيق إياه !
لا أن نركن مثل هذه القاعدة الفقهية الكبرى جانبا ونتخذ من التطبيق سلاحا للترهيب ،

اللهم إن كنا لازلنا نعيش بعقلية العرب وقت البعثة وسلاح الترهيب إياه !!!



#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمري دكتور سعودي من الإسلام إلى قس مسيحي
- سأقاضي الحكومة دوليا فأين المحامي الحالم بالثراء
- السعودية وحد الردة وأشرف فياض والعالم !
- ماركسيو اليمن وسبل الخروح من المأزق
- باريس يا كعبة النور وقبلة التنوير
- تطبيق الشريعة بين السعودية وداعش وتفجيرات باريس
- المرأة والوزارة في السعودية !!
- خطباء الجمعة في السعودية والدعشنة !
- المرأة في السعودية وعصر الاستقلال والكرامة
- الخطاب الديني واستحالة التجديد والحداثة -1-
- نساء من السعودية بين القتل والخطف بمصر
- المعاقون والمهمشون وحلم الأرض في السعودية
- المرأة والتدريس بين الصحابة ومشائخنا والهيئة
- المعاقون بين نار الوافدين وإهمال الحكومة الحنونة
- الإسلام بين خصوصية الرسالة والغزو باسمه!
- الفلسطينيون وسلاح الطعن ماذا بعد ؟!
- السعودية مملكة الوافدين بالفعل مسخرة مبكية
- الإسلام والعصر ووجوب تنحيته والسعودية نموذجا
- الليبرالية بين الحوار المتمدن والسعودية !
- رائف بدوي تكريم عالمي وتكالب محلي !


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - وقف تطبيق الشريعة في السعودية ضرورة إنسانية