أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - العصر الذهبي للارهاب














المزيد.....

العصر الذهبي للارهاب


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العصر الذهبي للارهاب
****************
من كان يتصور قبل أيام قليلة فقط ، ان دولة أوروبية قد تطبق قوانين مصر السيسي أو تنتهج أساليب النازية وتعلن حظر التجول ؟ خاصة اذا كانت الدولة المعنية هي فرنسا ، ام العلمانية الانسانية ؟ ألم يعلن هيجل وهو يتابع بونابارت يجول في الأحياء الألمانية راكبا صهوة فرسه ، اني أرى الأنوار تمشي في بلدي !!!!.
نعم حظر التجول ، الى درجة أن أصواتا غربية وصفت عاصمة بلجيكا بمدينة أشباح ، وأخرى تعلن على لسان السلطة البلجيكية ضرورة الحفاظ على حالة التأهب القصوى و استمرار اغلاق المدارس ومترو الانفاق و المراكز التجارية الكبرى و منع التجمعات. لا احد كان يستطيع التنبؤ بهذا التحول المفاجئ في دول بنيت على أسس ديمقراطية ، وكان شعارها الأول والأساسي : الحرية والمساواة والأخوة والعدل ..وما الى ذلك من الشعارات المنمطة والتنميطية .
ربما كان سيتهم حتما بالهذيان والتطرف الفكري ، وما الى ذلك من التهم الجاهزة ، لو حاول التعبير عن ردة الغرب عن ّاهم مكتسباته ، سواء من الغربيين العلمانيين الأحرار ، أو من قبل مرضى العمى الثقافي بعالمنا العربي والاسلامي .
لكن الجميع اليوم مصاب بلوثة الصدمة ، بعد ان سيجوا ذهنهم وعقلهم بأفعال اجرامية من الدرجة الأولى . أفعال تلزمنا جميعا بادانتها وشجبها ، ولم لا محاربتها . لكن قلة قليلة من الذين حاولوا رد العناصر الى بوتقتها الأولى ، وقراءة التقاطعات القراءة الأولية ، فنحن أمام شبكة من الكلمات المتقاطعة التي يعمل صاحبها على ملء كل خاناتها بكلمات صحيحة ثم يشرع في محو الحروف ويطبعها في كتيب أو على صفحات الجرائد الداخلية لالهاء القارئ وامتحان ذكائه وسرعة بداهته وقوة معلوماته .
الصورة في مجملها رهيبة ومخيفة ، حتى لو حاولنا استحضار الفجيعة عقلانيا وحكمنا أدوات التحليل المجرد ، فان النزعة الانسانية ستحن الى وداعتها وطيبوبتها . لكن لماذا تجرد الفاعلون/ الارهابيون من كل نزعة انسانية ، ولم يؤمنوا الا بالدمار والفناء ؟ . ماذا لو كان العمل هو مجرد تطبيق حيك في ظلمات أقبية المخابرات من أجل أهداف طويلة المدى ؟ .خاصة وان هناك من الغربيين من يقول بذلك . ولم نذهب بعيدا ؟ . ألم يعلن أوباما ووزير دفاعه ووزير خارجيته قبل أشهر قليلة فقط ان القضاء على داعش يتطلب ثلاثين سنة من الزمن ؟ ، ووافقهم أكثر من مسؤول غربي رفيع على هذه المدة ، بل ان وزيرا عراقيا خرج الينا قبل ثلاثة أشهر يقر نفس المدة .
مع العلم ان خبيرا غربيا لم يقترح الا وصفة واحدة لتوقيف تغذية داعش بالارهابيين ، وصفة وجدها في اقفال معابر تركيا المستباحة لكل الارهابيين من جميع أقطارالعالم التي حددها البعض في أكثر من ثمانين (80) دولة يحارب مواطنوها بالعراق وسوريا . وهي معلومات يعلمها اليوم القاصي والداني .
وكيف نكذب مسؤولا من طينة بوتين ، ورئيس وزرائه ، ألم يفجر بوتين قبل أيام في تركيا اثر قمة العشرين قنبلة من العيار الثقيل وهو يتهم دولا حاضرة في القمة بتمويل تنظيم داعش ؟ ، ألم يعلن رأس النظام الايراني أن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في خلق ونشأة هذا التنظيم ؟ . ألم يقل ذلك أو ما شابه ذلك أكثر من محلل وكاتب و أكثر من عميل استخبارات ؟ .
كل هذه الحقائق يتم طمسها ، وكثيرا ما يتم محوها ، محوها من ذاكرة ، ونقلها الى ذاكرة ، لتصبح المتخيل الموجه بقوة الاعلام الغربي المهيمين . ففي لحظة وجيزة استطاع الغرب بفضل ماكينة الاعلام الشرس والعنيف أن يقلب معادلات الأولويات داخل بيته ومسكنه . انها استراتيجة الأرض المحروقة ، نهجها على أبنائه بعد أن كرسها في الوطن العربي والاسلامي لزمن طويل اذا طبقنا مقاييس الزمن حسب معايير الحياة المعاصرة وشروطها ، كرسها عبر وسائط اعلامية ملحقة به وتابعة له . وهنا لابد من استحضار مقولة "جان بورديار " : " المرور الى الفعل قريب دائما " .
ولاغرابة في ذلك فعندما يتم استقبال السيسي كرئيس يشهد العالم طريقة استيلائه على الحكم بمصر ، بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا مع حكم الاخوان ، فهذا مؤشر كاف على مدى التقارب الأخلاقي والفكري بين مستقبليه ومضيفيه وبينه . واذا كان السيسي قد تحمل مسؤولية استئصال المعارضة التي تجاوزت الاخوان الى الشيوعيين واليساريين والليبراليين ، فان مضيفيه قد يستفيدون من أهدافه وان اشتغلوا بطرق أخرى ، تحمل قفازات بيضاء ، لكنها تتوخى نفس الأهداف .
ان صناعة الارهاب ، كأي صناعة أخرى لا تخرج للسوق الا بعد عمليات اختبارية قد تطول وقد تقصر زمنيا ، وبعدما كان الارهاب بعيدا في أقاصي البلدان الأكثر تخلفا كأفغانستان ، صار يقترب منا قليلا قليلا ، وأصبح لصيقا بنا ، لكنه كان بعيدا عن أوروبا ، وان ناوشها بين الحين والحين . أما اليوم فقد أصبح معششا في صلبها وفي حضنها ، وقد يضرب متى شاء وأينما شاء وكيفما شاء . وهذا لن ينسينا تفجريات البرجين التوأمين بالولايات المتحدة الأمريكية ، فالصناعات السينمائية تحتاج الى فيلم ضخم للفت الانتباه الى البطل والمخرج ، وكذلك فرق كرة القدم الكبرى ، تحتاج الى لاعب مهاري كبير لحشد المعجبين وتنميطهم ، ولايهم مع الوقت النتائج الهزيلة التي قد يحصل عليها . أما الدول العربية والاسلامية ، فباستثناء بعض دول الخليج كالامارات العربية المتحدة وقطر وعمان ، والمغرب نسبيا ، فانه أي دولة لم تعد في منأى عن تفجيرات الارهابيين .
انه عصر الارهاب الذهبي ، حيث لم نعد نتداول الا أخبار التفجيرات والانتحارات ، والعبوات الناسفة والعمليات التفخيخية ، والسيارات الملغمة ، والقنابل الذكية والتقليدية . هذه هي لغتنا اليوم ، انها اللغة التي يستهلكها الاعلام العالمي باستراتيجية واضحة لتغذية المخيلة الانسانية ، وخاصة منها العربية . فاستهلاكنا الاعلامي في العالم العربي ، والآن في العالم الغربي صار استهلاكا ارهابيا بامتياز .
العالم اليوم في قبضة الارهاب ، انه انتصار الشر . شر الدولة التي تحدث عنها نيتشه قبل ما يقرب ثلاثة قرون ، وعشق العنف الذي ناقشته حنا ارندت قبل أربعة عقود .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهمتي أني شاعر
- ليلة عيد الميلاد.....قصة
- الارهاب ونظرية سلب العقول أو شلها بالصدمة
- شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
- الكفار والمسلمون
- خطبة السيد الحاكم العربي
- هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
- نحن الحالمون .......
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-18-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية-17-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية -16-
- الرموز تلك السجون اللامرئية :قراءة في عنف رموز السلطة في الم ...
- الصحافة العربية المريضة
- محمد صالح المسفر والسقوط المدوي لعرب الخليج
- الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - العصر الذهبي للارهاب