أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة -3-














المزيد.....

الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة -3-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 17:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الانتخابات في المغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة-3-
**************************************************
لا ننسى اننا شعب يعيش خارج الزمان والمكان .
المقالان الأولان حول ضرورة المشاركة السياسية للشباب المغربي ، والانخراط بكثافة في الانتخابات الجماعية المقبلة ، حاولت فيهما مناقشة القضية في اطارها الايديلوجي الرافض لعملية المشاركة في الانتخابات من منطلقات عقدية حيث أصبحت الايديولوجيا كتفاعل فكري عبارة عن نصوص مغلقة أ أو قوالب ذهنية جامدة ،لا تقبل المناقشة والحوار والتعديل والتكييف ، حفاظا على نسبة الجمود الهائلة التي يبدو قد أصبحت عادة مغربية وعربية راسخة في السلوك اليومي .
وفي هذا المقال سأحاول رصد بعض التجارب الحية لمجتمعات تؤمن بضرورة التغيير من منطلقات تفاعلية ومن ممارسات تطورية . ولنا في تجربة حزب العدالة والتنمية التركي نموذج يمكن أن يمنح الفاعل السياسي بعضا من أمل التغيير والتقدم والازدهار ، انطلاقا من دينامية الديمقراطية التي تتحصن بها اعتى الديكتاتوريات العربية ، بما في ذلك ديكتاتورية النظام المغربي . فالحزب التركي هو سليل الحركة الاسلامية التركية بقيادة أبيها الروحي نجم الدين أربكان الذي رغم كل المضايقات والمؤامرات التي تعرض لها من قبل الجيش والنخبة العلمانية ، استطاع تلامذته في النهاية أن يظفروا بالحكم ويحتكروا ديمقراطيا قيادة البلاد الى يومنا هذا . ورغم التعارضات التي تقف في وجه تجربتهم فان المنصف لا يمكن أن يتجاهل ما حققه حزب العدالة والتنمية لتركيا من انجازات تجاوزت رهان الاقتصاد والسياسة الى رهان الحلم الامبراطوري .
ولم يكن للحركة الاسلامية أن تصل الى نتائجها باعراضها عن المشاركة الانتخابية ، رغم العداء التاريخي بين النظام التركي الذي كان قائما تحت هيمنة العسكر وبين الحركة الاسلامية .
وها نحن اليوم نتابع النتائج المبهرة التي حققها حزب سيريزا اليساري باليونان ، وحزب "نستطيع" الاسباني ، ولم يكن لهذين الحزبين الفتيين أن يحققا مكتسباتهما خارج عملية المشاركة السياسية من باب الانتخابات ، ومن باب التفاعل البيني مع أطياف وشرائح مجتمعهما ، بعد أن فضحا كل تناقضات الأحزاب الحاكمة ، او الأحزاب المحتكرة للعمل السياسي كما يحتكر أصحاب اللاهوت الدين ويفسروه حسب مصالحهم ورغباتهم .
وللتذكير فقط فحزبا سيريزا ونستطيع ، هما حزبان يساريان ، أو لنقل بلغة أكثر دقة هما حزبان تشكلا من عناصر يسارية لم تتوافق مع الاختيارات المحافظة لليساريين التقليديين . فسيريزا اليوناني هو ائتلاف اليسار الراديكالي بين مجموع اليساريين اليونانيين باختلاف مرجعياتهم ، حيث نجد تيار الخضر مع تيار الشيوعيين مع الأقل جذرية وراديكالية ، وهو نفس ما ينطبق على حزب "نستطيع " أو حسب بعض الترجمات "قادرون " ، الاسباني .فهو تنسيقية تؤلف بين مختلف القوى اليسارية على أرضية اجتماعية ، بعد الفساد الاقتصادي والسياسي الكبير الذي شهدته اسبانيا في ظل التقاطب الثنائي بين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي .
اما حزب العدالة والتنمية التركي فهو كما سلف وكما هو معروف ،ذو مرجعية دينية . بمعنى ان اليساريين المغاربة والاسلاميين يفقدون أي سند أو مبرر للغياب عن التفاعل السياسي الميداني والمؤسساتي .
ومن ينتظر أن يتحول المجتمع المغربي الى مجتمع مثالي ، أو النظام المغربي الى نظام فاضل فانه يفتقد الى الحس السياسي الاختراقي . ويعيش مثالية أفلاطونية محضة . ويترك الساحة فارغة امام أعدائه او من يصارعهم ، وهنا يأخذ الصراع منحاه الدونكيشوتي العدمي .
المشاركة السياسية من داخل المؤسسات حق كل مواطن مؤهل لخوض غمار التجربة الميدانية من داخل المشهد الذي يسهل انتقاده من الخارج .أما الاسقاطات التي يجدها البعض كحائط قصير فان الجميع يعلم تاريخها وحقائقها . لكن رغم ذلك تبقى تجربة منظمة العمل الديمقراطي شاهدة على بياض يد المناضل الكبير بنسعيد آيت يدر .
الدعوة الى المقاطعة هي دعوة الى الجمود ، وهي دعوة تصب في صلب وجوهر رغبة المخزن المغربي . لأن المقاطعين يقدمون له خدمات كثيرة ، منها الحفاظ على نفس الخريطة السياسية التقليدية التي يرعاها ، ومنها أن جانباكبيرا من تهديد مصالحه يبقى بعيدا عن المنافسة والمناوشة ، ومنها تمكينه من قوة مستقبلية اضافية تكفيه عناء بذل الجهد والاشتغال اليومي في ضبط جغرافية المعطيات السياسية ، وبتالي فهو يشتغل وهو خامل على مستوى مراقبة العمل السياسي .
هكذا تظل القوى الداعية للمقاطعة خارج الزمان والمكان ، بغيابها عن اعطاء نموذج اقتحامي وتفاعلي واختراقي لسياجات العمل السياسي بالمغرب ، وترسيخه في نفس الأيادي واللوبيات التي أوصلت المغرب الى ما هو عليه اليوم .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسطيع الشعوب العربية الاستفادة من منجزات ايران ؟
- فخ ايران اليمني
- العرب بين المعنى والتسعير
- جنت براقش على نفسها
- قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير
- الأمة العربية في رحلة الى الجحيم
- الشعر نبض الحياة
- لي أخ لا أعرفه
- نحو بناء مثقف جديد-2-
- من تداعيات جائزة الشعر لاتحاد كتاب المغرب
- أهلا بالعرب يف امبراطورية ايران
- نحو بناء مثقف جديد
- اللعنة
- الشعراء يُحزنون الحزن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -15-
- جريمة لايقترفها الا الجهلاء
- كقبلة تدمي ....
- حميد الحر شاعر القصيدة الساخرة بامتياز
- دعوة الى لم الشتات
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -14-


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة -3-