أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران














المزيد.....

هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على السطح وكما تابعت الكثير من المحللين السياسيين العرب ، فان ايران وحدها خرجت من اتفاق "لوزان " منتصرة ، حتى الموالون للسعودية يلطمون خدودهم وهم يدعون بالويل والثبور على أمريكا سرا ويدينونها علنا باعتبارها الخاسر الأكبر في هذا الاتفاق ، لأنها ستخسر حلفاء تاريخيين ، هم بعض عرب الخليج وعلى رأسهم المملكة السعودية .
انه قانون بافلوف البسيط ، المثير والاستجابة ، تحليل عقيم قد يبلغه أي مواطن عربي عادي يتابع الأحداث عبر شاشات القنوات العربية البئيسة .
طبعا لايخطئ اي محلل حين يرى انتصار ايران البادي للعيان ، وقد كتبت عن هذا الانتصار منذ الانطلاقة الاولى للمفاوضات ومتابعة استراتيجيات المفاوضين ، انطلاقا من قاعدة جوهرية أسميتها " تحولات العالم الجديد " ، الذي أنتجته تفاعلات انحراف الربيع العربي الى خريف لاهب ، لكنه أينع في الأرض الايرانية التي بذرت له أسمدة صالحة خدمت أجندتها الانية والمستقبلية . وها هي تجني اولى ثمرات هذا الربيع الفارسي .
وحين تخلى أوباما عن تهديداته تجاه سوريا فان الرجل لم يكن يلعب لعبة النرد ، بل هو يتكئ على رؤية أمريكية ذات أبعاد جيواستراتيجية ثابتة في ظل تحولات المنطقة والعالم ، تنطلق من قواعد عملية مستخلصة من تجربة الولايات الأمتحدة المريكية في كل من أفغانستان والعراق ، ومستقرئة لممكنات البدائل التي تستطيع تعويض النظام الأسدي رغم قذارته وهمجيته .
وفعلا ، لم تخسر أمريكا في حربها المعلنة ولو جنديا واحدا في مستنقع سوريا ، كما أنها لم تدفع دولارا واحدا فيما تسميه حربا على جماعة داعش الارهابية ، لأنها صنيعتها . بل استعاد الاقتصاد الأمريكي بعض عافيته ، واستقرت الأوضاع الاجتماعية الأمريكية بعد أن كادت تتدهور جراء مخلفات سياسة بوش الرعناء ، واستطاعت ؛ وهذا هو الأهم أن تواجه اندفاعة روسيا في تحالفها اللين مع الصين ، ولم تخسر أيا من حلفائها العرب الذين حاول بعضهم اللعب على الحبلين بالتوجه الخجل نحو روسيا -مصر+السعودية - .
هذا فضلا عن الربح الكبير الذي استثمرته جيوسياسيا في هذا الاتفاق مع ايران . فايران كدولة صاعدة باندفاعة قوية لا يمكن تجاوزها في منطقة هشة سياسيا وعسكريا واجتماعيا . وايران تعتبر من الدول ذات الشخصية الكاريزمية القوية التي تقرأ خطواتها جيدا ولا تضع اقدامها الا في مواطن هي متأكدة من وطئها والمشي عليها مشي المطمئنين الواثقين .
كما لا يمكن أن نعطف موقف الخمسة على موقف الولايات المتحدة الأمريكية ، فالدول الخمسة وهي ؛ ألمانيا ،فرنسا ، روسيا ، الصين ، انجلترا ، هي دول ذات مصالح مختلفة ، وقد تتناقض في بعض القضايا . وهذا له دلالته السياسية حين نتوجه بالنظر الى قدرة ايران على اللعب على جميع الأحبال والاتفاق مع الستة بالحفاظ على توازن تفاوضي لا يصادم الفرقاء الغربيين في لب الاتفاق ، أي تمكين المجموعة الغربية كل على حدة من طلباته وشروطه وهذا أمر صعب وشاق ، استطاعت ايران بمهارة تدبيره .
من هنا تظهر جلية قدرة ايران الكبيرة في المسألة الديبلوماسية ، وخاصة في اتفاقات من هذا النوع التي تعتبر اتفاقات تاريخية تقلب وجه العالم وتوجه التاريخ نحو وجهة مغايرة غير مألوفة . فايران المحاصرة والمنبوذة منذ ثورة 1979 ، تدخل العالم بعنفوان جديد وبعافية جديدة . وهي رغم الحصار الشامل الذي قارب عقدا من الزمن استطاعت أن تصمد ، بل وتطور من امكاناتها العسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية . وهذا ما يجعل أي دولة عاقلة تعترف لها بالكفاءة والكفاية في مجال حفظ الدولة وترسيخ وجودها ككيان له استقلالية كاملة .
الاتفاق لا يحرم ايران من تطوير التكنولوجيا النووية ، ولا يحد من طموحاتها العسكرية ، ويفتح لها الباب أمام امكانات اقتصادية هائلة ، خاصة وأن مجموعة شنغهاي أعلنت فور عقد الاتفاق امكانية ضم ايران اليها ، كما أن روسيا والصين بمجرد التوقيع بالأحرف الأولى أعلنتا مباشرة التعاون العسكري مع ايران .كما سارعت مجموعات هائلة من الشركات الألمانية والفرنسية والانجليزية الى اعلان نيتها الاستثمار في ايران وفتح علاقات اقتصادية جديدة معها ، وحتما ستنضم اليها شركات امريكية ستحظى بالأولوية وفق ما تطرحه مثل هذه الاتفاقيات الشاقة ، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر العراب الوحيد لهذا الاتفاق .
ولعل هذا الاتفاق هو أبرز ما سيدون في صفحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانجاز عظيم لهذا الرئيس ، الذي قلب المعادلة الأمريكية المنبوذة دوليا ، والتي ترتكز على القوة ، والقوة فقط . فهو اثبت أن للديبلوماسية أرباحا تفوق بكثير ارباح الحروب ، ما دام أن للحروب أهل لا يستغنون عنها وهم العرب .
نحن اذن أمام تحولات دولية وتاريخية عميقة ، بعيدا عن لغة المآتم التي يسوقها اعلام البترودولار .
فهذا الاتفاق يعلن عن توازن دولي جديد ، وعن علاقات دولية جديدة ، استفادت منها مجموع الدول الكبرى بما في ذلك ايران ، وهو ما سينعكس على دولة أخرى لم يرصدها المحللون الذين تابعتهم جميعم ، وهي تركيا التي ستطمح الى منافسة ايران .
من راعية للارهاب وأهم محور للشر ، الى دولة طبيعية ذات ثقل اقليمي وعالمي معترف به من قبل الدول العظمى . هذا هو المنطلق الذي رسخه اتفاق لوزان . فايران اليوم صارت من حمائم السلام بعد أن كانت من صقور الحروب والفتن . وأي معادلة تخص المنطقة لابد وأن تمر من أو عبر ايران ، هذا هو منطق السياسة الواقعية والبراغماتية الذي تتعامل به الولايات المتحدة الأمريكية وما زالت تجهله الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق حسب رأيي ورأي الكثيرين .
والخلاصة أن ايران لم تخرج وحدها رابحة من هذا الاتفاق أو منتصرة ،بل استراتيجيا وجيوسياسيا خرجت أمريكا وحلفاؤها ، وكذلك روسيا والصين منتصرين .
وعلى العرب أن يبدأوا بقراءة اللعبة السياسية المعاصرة ، لعلهم يستفيدون بعد عشر سنوات على الأقل ، والا فان المستقبل لن يرحمهم .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
- نحن الحالمون .......
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-18-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية-17-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية -16-
- الرموز تلك السجون اللامرئية :قراءة في عنف رموز السلطة في الم ...
- الصحافة العربية المريضة
- محمد صالح المسفر والسقوط المدوي لعرب الخليج
- الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة ...
- هل تسطيع الشعوب العربية الاستفادة من منجزات ايران ؟
- فخ ايران اليمني
- العرب بين المعنى والتسعير
- جنت براقش على نفسها
- قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير
- الأمة العربية في رحلة الى الجحيم
- الشعر نبض الحياة


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران