أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد الصلعي - الكفار والمسلمون














المزيد.....

الكفار والمسلمون


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 08:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الكفار والمسلمون
**************
بعد فواجع الحروب ، ومآسي المعارك ، وتراجيديا القتل المجاني ، تأتي كارثة عبور البحر بكل النكبات التي تنتج عنها ، فالنجاة من بطش البحر قد لا تعني النجاة من قسوة الانسان . لكنها قسوة أرحم من تنكر الأهل ومن نخالهم يقتسمون معنا وحدة المصير والهوية ، تلك الأسطوانة الكاذبة التي ملأوا بها عقولنا في الصغر ، لكنها شخات قبل أن نشيخ نحن ، وفضحها واقع الموت والقتل والحروب البينية الأخوية افتراضا .
بلاد الكفر تستقبل أكثر من نصف مليون مهاجر عربي ، أغلبهم من المسلمين ، وبلاد المسلمين تتبرأ منهم وتقفل حدودها في وجههم ، لا بل هناك من يحاربهم في عقر بلدانهم ، تارة بالوكالة ، وأخرى بكراء أمراء الحروب ومرتزقة الموت . وكأن لسان حالنا اليوم ينشد :
بلاد الكفر أوطاني ......وكل الكفار اخواني
تعقد هنالك جلسات ومؤتمرات من أجل البحث عن الحلول الممكنة لايواء اخوان الجوهر الانساني ، وهم الذين اعتبرناهم عقودا وأجيالا اخوان التراب واللغة . يفتح الغرب مساكنه لللاجئين الغرباء ، يقدم رئيس بلد غربي منزله مأوى للمهاجرين الجدد ، تمنح طفلة غربية قطعة بسكويت لطفلة سورية ، تعاد صياغة بعض المواثق الأوروبية ، تخصص أموال طائلة لمساعدة العابرين الفارين منجحيم حرب مفروضة عليهم . وفي الضفة الأخرى يذهب ملك عربي لقضاء عطلته في بلد غربي بميزانية تكفي لبناء مدينة من أجل الفارين الى أرض الكفار .
الأنصار في هذا السياق التاريخي المهيض ، لن يدخلوا في دين المهاجرين ، بل ان كثيرا من المهاجرين دخلوا في دين الأنصار بعد الذي عاينوه من شيم الانسانية التي يحملها هؤلاء الكفار ، هي نفسها الانسانية التي أثقل بها شيوخ السلطان آذاننا ، وها قد أصبنا جميعا بقيء في الأذن جراء جرثومة الكلام الكاذب والقول المنافق .
أحب لأخيك ما تحب لنفسك . جميعنا الآن يسمع أو يقرأ هذه العبارة بكثير من الامتعاض والحنق . هي سامية وراقية في معانيها ، لكنها منحطة في مجالها التداولي ، خارجة عن سياقها في واقع عربي مشروخ ومريض درجة الزهايمر . كأنهم يقولون ما لايفقهون أو مالايعقلون ، أو مالا يفعلون ، وما سوف لن يفعلوه أبدا في ظل هذه الثقافة الممسوخة التي ورثناها .
لم يبق اذن غير شد الرحال نحو أرض الكفار ، وللانسانية سابقة في التاريخ ،قبل أن يتم الدين الاسلامي مشروعه الديني والاجتماعي والسياسي والثقافي ، كلنا يتذكر ملك الحبشة الذي لا يظلم في كنفه انسان مهما كانت عقيدته ودينه . لقد كان كافرا حسب رؤية الكثير ، لكنه كان مؤمنا حسب رؤية القلة ، مؤمنا بقيمه وتعاليمه وحسه الانساني . والا لما أرسل الرسول الكريم صحابته اليه . مات الرسول منذ أكثر من أربعة عشر قرنا . ولم يبق غير أشباه يهودا الاسخريوطي الذي سلم عيسى عليه السلام حسب بعض الأناجيل لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضية .
غير أن من باعوا العرب اليوم لم يبيعوا شخصا واحدا ، وان كان نبيا بل باعوا أمة بكاملها ، ولو لم يكن فيها نبي .
حين ركزت أنجيلا ميركل على القيم الأوروبية فانها لم تتحدث عن ألمانيا بل تحدثت عن أوروبا ، وهي اليوم تتحمل مسؤولية القارة الأوربية لاعتبارات عديدة . وكم كانت ذكية حين لعبت هذه القائدة المخضرمة على وتر القيم الانسانية ، وهي سليلة ثقافة فلسفية عريقة ، تدرك أن كثيرا من الغربيين سيخجلون أمام الخطاب التأسيسي المرتكز على قيم الأخوة والمحبة ، وينهزمون . وفعلا أذعن معظم قادة أوروبا لخطاب القيم . هذا الخطاب الذي لم يعد له أي وقع علينا ، وصرنا أشبه بكائنات اسمنتية لاروح لها ولا قلب ولا عقل . يحشون ذواتنا بالتفاهة فنصير أتفه من التفاهة نفسها .
كم صدمني منظر أولئك المواطنين الأوروبيين وهم يعلنون لمختلف وسائط الاعلام ترحيبهم باللاجئين ، واقتسامهم منازلهم ومساكنهم معهم ، بينما نحن اكتفى بعضنا بالاستلقاء على الشاطئ تضامنا مع الملاك ايلان . موخيكا أفقر رئيس فوق الأرض سابقا يستقبل على نفقاه الشخصية مائة لاجئ سوري ، بينما أكبر أغنياء العالم عندنا يقطعون أرزاقنا ويعتقلوننا ويأمرون بقتلنا .
فعلا للكفار ايمان أقوى من المسلمين . انه الايمان بالانسان ، وليس الايمان بالذل ولو امتلأت قلوبنا بستين ألف حزب .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطبة السيد الحاكم العربي
- هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-
- نحن الحالمون .......
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-19
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-18-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية-17-
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا-رواية -16-
- الرموز تلك السجون اللامرئية :قراءة في عنف رموز السلطة في الم ...
- الصحافة العربية المريضة
- محمد صالح المسفر والسقوط المدوي لعرب الخليج
- الانتخابات في المغرب بين المشاركة والمقاطعة :نحو عقلية جديدة ...
- هل تسطيع الشعوب العربية الاستفادة من منجزات ايران ؟
- فخ ايران اليمني
- العرب بين المعنى والتسعير
- جنت براقش على نفسها
- قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد الصلعي - الكفار والمسلمون