عالم الفيسبوك..

محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 17:30
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

الفايسبوك
عالم جديد وبحر مليئ تكثر فيه الأسماء والمسميات على كل أشكالها ، فالأسماء إما حقيقة أو زائفة حيث لا رقيب يكشف صحتها ولا سلطة تمنع أو تعاقب أصحابها ، فالكل مجموع وممهد في ترنيمة متناسقة ونظام متبث كأن هذا الكل يلتقي في مسرح عام وقصر حافل لتبادل اللغط وتقاسم المستجدات..
لكن حقيقته زائفة لأن الفضاء غائب رغم حضور شخوصه واللقاء واصل رغم بعد المسافة ..
في هذا الفضاء الرحب والعالم اللامسبوق قد نصادف غرباء عنا لا يدينون بديننا ولا يعيشون ضروفنا لكن دخلو عالما مشتركا ،أومشتركا عالميا ينصهر فيه الجمع
ليصير شملا واحدا ..
فضاء مليء بالفوضى وتبادل الأدوار والعبث المفرط ,حيث لا رقابة تحجم أو تقيد إلا الضمير والعقل وقد يخونان في أحايين كثيرة بل قد تغلب عليهما أبعاد نفسية ونحو ذلك، فيغدو ما عرف بالكتوم والخجول جسورا وزنديقا وما عهد عليه الصدق والوفاء خائنا وكذابا ..
عالم تكثر فيه الألقاب وتتشابه فيه الأسماء حتى يمسي البحث عن هوية أو شخص بعينه أشبه بالتنقيب على قنبلة موقوتة وسط حقل من الأنغام والمتفجرات...
فهذا بإسم مستعار وذاك بوجه آخر لا يماثله إطلاقا ، فالصور مركبة أو قد تصير معدلة باحترافية عالية تنم عن روح مصمم مبدع ألف التلاعب والتحديث بل خص جل وقته للتفنن في ذلك ..
هذا صديق قديم يعاود الإتصال بصديق حميم أبعدته مشاغل الدنيا عليه وذاك آخر يأنس بخليلة ألهتها دراستها عن موعد واقعي يجمع كليهما في قرب وأنس متبادل
يحضر فيه الحس بوقعه القاهر حتى ليكاد يحول بينه وبين عقله وضميره ليرتكب جريمة استسهل الجمع فيها لشيوعها وانتشارها وتغذية الغرب لها ، بل
الويل كل الويل لمن ينكر ذلك وينبذه ، فيتجرعه المسكين ولا يكاد يصيغه..
وذاك شاب بلغ من العمر عتيا ولم يجد للإرتباط سبيلا ، فتنفس الصعداء حين وجد عالما تكثر فيه الفواكه بشتى أنواعها ، جنة قطوفها دانية تلقي عليه بكل ما حوت من حور دنيوي وموز آدمي.. فلم يجد بدا من أن يطلق النظر ويبحث بجد عن من لم يسطع في الواقع إليه سبيلا ..
هل هي حرية مفرطة أم فراغ قاتل أم نفس ضعيفة ورخوة غلبت عليها شقوتها فأنستها غايتها وأعمت بصيرتها، أم أن الإنسان قد غلب على طبعه العبث والخوض في كل مستنقع يجلب الراحة حينا ويسبب الشقاء إلى الأبد..

#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل