أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - الذهنية الصهيونية والسلام المزعوم!














المزيد.....

الذهنية الصهيونية والسلام المزعوم!


إعتراف الريماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 11:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


المتبصر جيدا في الممارسة "الإسرائيلية" سواء الحالية أو التاريخية، يلمس حجم التضليل والتزوير الذي تخيطه في ممارستها وإعلامها، وهنا لا نريد الغوص بعيدا في تجليات الذهنية الصهيونية في "فبركة" وإحاكة القضايا والأحداث وإدارتها بوجهين، الأصل فيهما دوما يعبر عن النظرة الكولونيالية العنصرية لهذا الكيان والآخر سياسي إعلامي يهدف التضليل وترويج الذات.
فمنذ إتفاق أوسلو عام 1993 وما تمخض عنه من تطبيقات وإتفاقات جزئية حتى ما قبل إندلاع الإنتفاضة الحالية عام 2000، نلمس أن "إسرائيل" لم تطلق سراح الأسرى ووسعت الإستيطان بشكل جنوني وبقيت تسيطر على المعابر والحدود ، وحولت التجمعات السكانية الفلسطينية "مناطق A" إلى معازل وكنتونات، ناهيك عن القضايا الرئيسية مثل اللاجئين والقدس والدولة والسيطرة على الثروات ... إلخ والتي كلها خضعت للتأجيل مع تأكيد "إسرائيل" دوما على موقفها الرافض لحلها حتى وفق القرارات الدولية. ومع كل هذا فقد إستطاعت هذه الدولة الإحتلالية ترويج ذاتها "كدولة سلام" وإظهار الفلسطينيين كعنصر يخضع لإختبار النجاح أو الرسوب من حيث صلاحيته للسلام أو لا ، إذا بقيت "إسرائيل" تسيطر على كل شيء ولم يتغير جوهرها من حيث حقيقتها كدولة إحتلال، بل أن المتغير كان هو الحال الفلسطيني، الذي أضحى مطلوبا منه إثبات الذات في تحمل متطلبات السلام! وإلا سيضحي إرهابا بعد أن كان حركة تحرر وطني بشرعية دولية.
"إسرائيل" إعترفت بشريك فلسطيني "للسلام" بحكم إتفاق أوسلو، وعندما إقتربت نهاية المرحلة الأنتقالية لإتفاق أوسلو في أيار1999، وفشلت بعدها محادثات عرفات – براك في قمة كامب ديفيد، أخذت "إسرائيل" تسحب إعترافها تدريجيا بالشريك الذي إعترفت به! وأخذت تحرض على الفلسطينيين بكل أنحاء العالم وتدعي بعدم وجود شريك للسلام !! فقد كانت تهدف "إسرائيل " من وراء إتفاق أوسلو وغيره، لخلق وضع جديد يتحلى بشكل يمكن تسميته سلام أو حل للصراع، على أن يبقى جوهره بدون الحل الحقيقي للقضايا الرئيسية للصراع، وأن لا يتجاوز ثمن ذلك أكثر من الخروج من أقل الأراض الفلسطينية ذات الإنفجار السكاني، والإحتفاظ بباقي الأراض تحت الإحتلال، وبعد ذلك فليسمي الفلسطينيين هذا الكيان بما يشاؤون من دولة إلى إمبراطورية !، ما دامت الحقيقة غير ذلك، بل تجلب "لإسرائيل" وجها حسنا ومكانة طبيعية في المنطقة والعالم.
وبعد أن إندلعت الإنتفاضة الفلسطينية عام 2000 كتعبير عن تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه التي لم تنجزها حقبة إتفاق اوسلو، فقد إستمرت "إسرائيل" بالتحريض ضد الشعب الفلسطيني وعدم اهليته للسلام، وداست دباباتها وصواريخها ما تم التغني به مسبقا كنتاج لإتفاق أوسلو مادام لا يخدم أهدافها ، وطبعا أمعنت "إسرائيل" في وصم الشعب الفلسطيني ومقاومته بالإرهاب مستغلة التطورات العالمية من أحداث 11 أيلول 2001 وما تلاها من هجمة أمريكية تحت عنوان ما يسمى الحرب على " الإرهاب"، وما نجم عنه من إحتلال لأفغانستان ومن ثم العراق، والدعم الأمريكي بلا حدود "لإسرائيل"، الأمر الذي أفضى لخلق شرعية أمريكية "لإسرائيل" في حربها على الشعب الفلسطيني، مدعية عدم وجود "شريك" للسلام ! وكان رحيل ياسر عرفات جزءا من هذه السياسة الصهيونية المدعومة أمريكيا.
وقد رأينا مؤخرا ، بعد تفكيك الإحتلال لمستوطناته بغزة، وإعادة إنتشاره فيها، وما رافقه من إعلام صهيوني يبرز التضحية والخسارة "الإسرائيلية" العظمى من أجل " السلام" ، وكان خطاب شارون أمام الأمم المتحدة باللغة التلمودية والأسطورية مترجمة بلغة السياسة البراغماتية في إظهار "إسرائيل" بوجودها وحقها وحبها للسلام وترويجا لهذه الخطوة التي هي فعلا قد تكشفت وأظهرت أن غزة تعيش حالة السجن الكبير وهي محاصرة من الإحتلال برا وبحرا وجوا!! ومقابل ذلك نالت " إسرائيل" مديح العالم وهرولة العديد من الأنظمة العربية والإسلامية للتطبيع معها، وكل ذلك دون تغير جوهري على طبيعة "إسرائيل" كدولة إحتلال.
واليوم تعود النغمة ذاتها، ليلحنها وزير الحرب "الإسرائيلي"، بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام، بل يتجاوز ذلك ليقل :"السلام مع الجيل الفلسطيني الحالي مستحيل"، فهذه الأقوال، تنسجم مع الرؤية الصهيونية الأشمل، ومع الذهنية التي أتت بإتفاق أوسلو ونفته بآن وفقا لمصلحتها، تتقاطع مع التحريض على الشعب الفلسطيني دوما بأنه إرهابيٌ ، وبإظهار الذات بسلامية ووداعة متناهية! مستمدا كل ذلك من الإرث الصهيوني القديم الجديد في إظهار الذات بالضحية والآخر بالجلاد، لكسب التعاطف وتضليل الرأي العام ليكن النقطة الأولى للإنقضاض وراء أهداف أخرى وهكذا...
فأي سلام يتحدثون عنه؟ أهو دخول الشعب الفلسطيني حربا أهلية؟ وحينها يتحقق الحلم "الإسرائيلي" الواهم في عدم اهلية الشعب الفلسطيني، أم هوالإستسلام لكل ما يريدون إملائه على الشعب الفلسطيني؟! وبذلك أيضا يتحقق الحلم نفسه وتقر حينها بوجود "شريك" ؟! فحقيقة أين ، وما هو السلام الذي تريده "إسرائيل" ؟! من خلال سنوات الصراع الطويلة، ومن خلال إدراك الذهنية الصهيونية وأهدافها الحقيقية، لا يمكن أن تقدم "إسرائيل" على سلام حقيقي بإستحقاقاته الضرورية، وعليه سنبقى نواجه إدعاءاتهم السلامية، وأخاديعهم، إلا إذا أعتبرت وتعلمت هذه "الدولة" شيئا من عبر ودروس التاريخ!!؟



#إعتراف_الريماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجندة المختلفة والشراكة السياسية
- فلنوقف التطبيع من الداخل أولا !...
- على أبواب السنة السادسة للإنتفاضة
- - الرباعية - تتجند لخدمة -شارون- !
- مطلوب إعتذار عالمي وتطبيع عربي وإسلامي ...!؟
- الأسرى الإداريون ما بين المعاناة والنسيان ...
- -كاترينا - تميط القناع أيضا ...
- ماذا ينتظر أطراف -التيار الديمقراطي البديل - ؟ ! !
- ما بعد إعادة الإنتشار في غزة ...؟
- ثمن فاتورة - فك الإرتباط - !؟
- حالة الإستقطاب والنزوع للسلطة!
- هل من وجهة جديدة -لحج- قادم ؟!
- الوضع العراقي والقوى اليسارية والديمقراطية
- !!-بئس هذا النموذج يا أهل -نهاية التاريخ
- دهاليز التسوية الفاشلة ، إلى متى؟


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - الذهنية الصهيونية والسلام المزعوم!