أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - ثمن فاتورة - فك الإرتباط - !؟















المزيد.....

ثمن فاتورة - فك الإرتباط - !؟


إعتراف الريماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع إقتراب موعد إعادة الإنتشار لقوات الإحتلال "الإسرائيلي " ، في قطاع غزة وبعض البؤر الإستيطانية في شمال الضفة الغربية ، تزداد حدة الترويج والتسويق الإعلامي لهذه الخطة الشارونية ، محليا وعربيا وعالميا ، لتصل ذروة قلب الحقائق ، بالنظر إليها كخطوة "سلامية" وإغفال المضامين الحقيقية المعلنة والمستترة من ورائها . وبالشكل العام يتم تقديم خطوة " فك الإرتباط " على أنها تنازل صهيوني من أجل السلام ، في ظل " الإرهاب" الفلسطيني ، وضرورة أن يكون الجانب الفلسطيني على قدر هذه الخطوة من المسؤولية !! ، رغم أن الحقيقة مطلقا ليست هكذا .

فالمطروح فعلا هو إعادة لإنتشار قوات الإحتلال ، في القطاع وجزء بسيط من شمال الضفة الغربية ، وليس إنسحابا كاملا يوفر سيادة حقيقية للشعب الفلسطيني على أرضه ، ويأتي هذا في ظل الإعلان الصهيوني الصريح ، وعلى لسان شارون وعدد من وزرائه ، أن "الإنسحاب" هذا متطلبا أمنيا "للدولة العبرية" بالدرجة الأولى ، ومن أجل الترويج وكسب الرأي العام العالمي يضيف عليها شارون أنها " تنازل عن جزء مؤلم من الحلم اليهودي " ، وفي خطاب شارون لأبنائه المستوطنين يعد بتعويض هذا " التنازل " بتوسيع وتضخيم الإستيطان بالضفة الغربية . كما أن الحديث عن تواصل جغرافي حقيقي بين الضفة وغزة هو أمر بحاجة لموافقة ودراية قوات الإحتلال ، مثل إعادة بناء المطار وإنشاء الميناء! .

فحقيقة هذه الخطوة ، هي فعلا ترتيبا أمنيا خاصا لقوات الإحتلال ، وأعتقد أنها جاءت ، تأقلما وإذعانا للإستنزاف الذي أربكها بفعل المقاومة ، ولكن يتم ترويجها بشكل آخر ، ويتم إعتمادها لإستثمار سياسي آخر ، فتمضي دولة الإحتلال ومن ورائها صناع القرار في العالم ، بالظهور بدور الحمام الأبيض ، ويتم إثارة " الوضع المأساوي للمستوطنين " جراء هذه الخطوة ، متجاهلين ، بل مستنكرين ، لحقيقة إحتلال وتهجير الأرض والشعب الفلسطيني ، وكأنهم لا يخرجون من جزء من الأرض التي سلبوها ونهبوها ، فيطلبون تمويلا أمريكيا للخطوة ومن أجل تعويض المستوطنين عما سيلحق بهم ! ولا يذكرون الشعب الفلسطيني في هذا السياق ، والذي من حقه الجلاء الفعلي للإحتلال وآثاره وتعويضه عما لحق به على مر السنين ، إلا من خلال المطالبة والتهديد ب " مكافحة إرهابه " !! فأي قلب للحقائق هذا ، يتحول فيها المجرم إلى ضحية ، والضحية الحقيقية تساق للذبح مجدداً ؟!!

هذا جزء من حقيقة وترويج الخطة الشارونية ، وعلى الأرض ، يتم الإستمرار في بناء جدار الفصل العنصري ، متسترا وراء الماكينة الإعلامية الصهيونية ومن ثم العالمية المتابكية على مصير مستوطني غزة ! ، وبتصوير شارون رجل سلام جريء !؟ ، فالحديث السياسي والنشاط الإعلامي والتساوق معهما ، فرض حقيقة التلهي بطروحات شارون الخبيثة بدل فضح السياسات الصهيونية عامة ، ومقاومة بناء الجدار العنصري خاصة ، وصار مطلب أنظمة الدول العربية بالإضافة للسلطة الفلسطينية يتلخص برضى شارون لتنسيق الخطوة هذه ، وبطلب التدخل الأوروبي والأمريكي لتحقيق ذلك !

ومن خلال هذه الخطوة ، أراد شارون وبدعم عالمي وبتجاوب عربي رسمي خجول ، ضرب المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب ، ففي زخم التحدث عن الإنسحاب المزعوم يتم طرح ضرورة مواجهة " الإرهاب الفلسطيني " ، وبمطالبة السلطة الفلسطينية بالقيام بهذا الدور مهددا بإستخدام القوة غير المسبوقة ! ، ومن تجليات هذا المخطط الشاروني ، نرى أن أكبر دولة عربية ، مصر ، يتم تجنيدها في سياق هذه الخطة ، لتحرس الحدود بين القطاع ومصر لمكافحة " تهريب السلاح " وحفظ الأمن !! ، كما أن التوتر الذي حدث في غزة وما نجم عنه من أحداث مؤسفة مؤخرا بين السلطة الفلسطينية وحماس لربما لها علاقة بهذا المخطط . وبهذا الفهم الشاروني المضمر ، يعتقد أنه سينجز إعلاميا وعمليا عدم شرعية المقاومة الفلسطينية للإحتلال ، بل ويأمل بوجود من يحاربها بدلا منه ! .

وفي زيارة كونداليزا رايس ، وزيرة الخارجية الأمريكية ، الأخيرة للمنطقة ، قد تحدثت عن عزم أمريكا الدعوة لمؤتمر يجمع الدول العربية و " إسرائيل " برعايتها وروسيا . فلماذا يا ترى هذا المؤتمر؟! فإذا كانت معظم الإجتماعات الفلسطينية - " الإسرائيلية " تفشل في تنسيق خطة شارون ، وإن كانت تؤدي غرضا إعلاميا صهيونيا ، ، فماذا سيبحث المؤتمر هناك ؟! ، أعتقد أن للمؤتمر هذا هدفا أكبر ، فلربما التطبيع العربي مع العدو الصهيوني هو من ورائه .
فالوضع العربي الرسمي في حالة من الضعف الشديد لرفض مثل هذا المطلب ، كما انه سيتم تقديم خطة شارون هذه وكأنها ثمنا باهظا لهذا التطبيع ، مصحوبة بوعود سخية في إستئناف "خارطة الطريق" كمرجعية سياسية للتسوية !! ، وهذا بإعتقادي يترابط مع الدعوات الصهيونية المتكررة والمعلنة للدول العربية ، وسعيها لفتح علاقات عادية ومتنوعة معها ، وكذلك يكون الأمر منسجما أكثر مع الرؤية والمشروع الأمريكي الصهيوني المتمثلة ب " الشرق الأوسط الكبير" وإدماجه بمشروع العولمة الأكبر ، وضرورات التعاون الإقتصاي المشترك و "محاربة الإرهاب " و " دمقرطة المنطقة " و " حل النزاع " الخ ... !! خاصة وأن أمريكا معنية بعمل ما يساعدها على ستر وتعويض ورطتها بالعراق والوضع العراقي السيء هناك ، في محاولتها إستكمال وفرض رؤيتها وتحقيق مصالحها جنبا إلى جنب مع الحليف الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ، متغلفة بغطاء برّاق من أجل السلام ورفاهية المنطقة ! .
فهل يمكن أن تكون محاولة التطبيع مع العدو الصهيوني هي الحلقة القادمة ؟! وهل صار ثمن التطبيع مقابل إعادة إنتشار قوات الإحتلال في قطاع غزة ؟!
أعتقد أن خطوة خبيثة ومبرمجة ومرتبطة بمثل هذه الأهداف ، وتلقى الدعم الأمريكي والعالمي والعربي الرسمي ، قد ترقى لدى أطرافها لدرجة محاولة فرض التطبيع مع العدو الصهيوني ، فغياب إستراتيجية عربية موحدة يعد أول الأسباب الي قد توفر إمكانية تمرير مشروع من هذا القبيل في الظروف الراهنة وعلى المدى المنظور ، وهنا تبرز الحالة الفلسطينية الداخلية كحاسم وعامل هام في المعادلة تلك ، فلا يمكن أن تختل المعادلة الصهيونية الأمريكية المراد فرضها وتسويقها ، إلا بالفعل السياسي الفلسطيني المقاوم لهذا الإستهداف ، فالوضع الفلسطيني بحاجة ،في غاية في الضرورة، لتحقيق وحدة وطنية أمتن تستند على الثوابت الفلسطينية وجوهر العمل السياسي والكفاحي المطلوب إرتباطا بتحقيق هذه الثوابت ، والإستمرار في العملية الديمقراطية الداخلية وإجراء الإنتخابات التشريعية والمحلية والإتحادات ... الخ ، كمنهج ديمقراطي حقيقي يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر من الإحتلال والبناء الديمقراطي الإجتماعي.



#إعتراف_الريماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الإستقطاب والنزوع للسلطة!
- هل من وجهة جديدة -لحج- قادم ؟!
- الوضع العراقي والقوى اليسارية والديمقراطية
- !!-بئس هذا النموذج يا أهل -نهاية التاريخ
- دهاليز التسوية الفاشلة ، إلى متى؟


المزيد.....




- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...
- -وول ستريت جورنال-: المفتش العام في البنتاغون يوسع نطاق التح ...
- تحقيق في نسيان جندي إسرائيلي 40 دقيقة بمنطقة داخل غزة
- شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - ثمن فاتورة - فك الإرتباط - !؟