أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - الجديلة ..














المزيد.....

الجديلة ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 16:19
المحور: سيرة ذاتية
    


الجديلة ..
كل صباح تنشغل صغيرتي في تهيئة نفسها ليوم دراسي آخر ، تبدأُ بالفرشاة ومعجون الأسنان كما أمرتها طبيبة الأسنان ، تغتسل ، تطلبُ مني أن أكوي القميص المدرسي ،فهي ما زالت لا تُجيد كي قمصانها ..!! لكن ما يأخذُ من وقتها الكثير ،هو الإهتمام بشعرها وربطه جديلة "ذيل الفرس " كما يُطلق عليها .. وفي الغالب تُساعدها أختها التي " على راسها" (مصطلح عامي يُطلق على الأُخوة أو الأخوات اللواتي وُلدن وراء بعض ، ولذلك يُقال عنهما أو عنهُنّ بأنهم روسية). وبما أن "الروسية" كثيرو الخصام والتخاصم مع بعضهما ،كما يحدث بين الأخوة، فقد أطلق المثل الشعبي على المتخاصِمَيْن العنيدين بأنهما "روسية" ، رغم أن لا قرابة بينهما...!!
صغيرتي تتذمر من يومين محددين في الأسبوع ، حيث في البرنامج الدراسي درسٌ لمعلمة الدين .. التي تتفلسف كثيرا ، كما تصفها صغيرتي ، والأنكى بأن هذه المعلمة ، وهي ذات شخصية قوية ، تزدري الإناث وتود لو أنهن جميعا وخاصة التلميذات يرتدين الجلباب والحجاب ليُغطين شعرهن ..(وتقول "شعورهن" باللهجة المحكية ) ..!!
ما علينا فالصغيرات "ممنوعات" في نظر بعض المعلمات ،عن التعبير عن شعورهن ومن الكشف عن شعرهن ، لكن صغيرتي وصويحباتها لا يستمعن الى "نصائح" المعلمة . ولطالما دخلت صغيرتي في نقاش حاد مع هذه المعلمة أو تلك حول حقوق المرأة ، حتى وصل الأمر بإحدى المعلمات، الى ان تتهم صغيرتي بالوقاحة ..!! وللحقيقة فأنا أُشجعها على الاستمرار في "وقاحتها" ...!!
جديلة ابنتي مصدر اعتزاز لها ، ولطالما تمنيت عليها أن تقص شعرها ، لكي تستريح من عناء الصباح في تسريحة شعرها بجديلة "ذيل الفرس" ، لكنها تمسكت بجديلتها وحرصت عليها وكأنها كنز ..!!
جاءتني بالأمس وهي تحمل جديلتها بيديها الإثنتين طوليا ، وقالت : يابا شوف "جدولتي" ..!!( جديلتي يعني).
دُهشتُ كثيرا ن وسألتها : شو هذا ؟ شو عملتي ؟(ما هذا ؟ ماذا فعلتِ؟)، ولماذا ؟
لم يكن من المتوقع أن يحصل لجديلتها ما حصل ،: لكن لماذا ؟! وكأنني لم اطالبها سابقا بقص شعرها ..!!
-أُريدُ أن أتبرع بها ..!!
-لمن ؟ حسبتُ أنك تريدين بيعها ..قلتُ ساخراً ..
-سأتبرع بها لجمعية مكافحة السرطان ..!!
-برافو عليكي ..!! قلت ..
- بس هيك ..!! (هذا فقط ) ، قالت متذمرة وكانت تتوقع مني مديحا كبيرا مصحوبا بقبلة على جبينها ..
- طيب ، كل الإحترام ..قلتُ ، لكن ماذا ستفعل بها جمعية مكافحة السرطان ؟
- يصنعون من الشعر باروكات للأطفال الذين يتلقون علاجاً كيميائياً ، وخاصة الطفلات الصغيرات اللواتي يفقدن شعرهن نتيجة العلاج .. فلنُدخل الفرحة الى قلب طفلة صغيرة مصابة بالسرطان ، أما جديلتي "فسأُربي" شعري واصنع جديلة جديدة !!
أحسنتِ ، فكل واحد قادرٌ على التبرع وفعل الخير ، لكن ما ينقص هوعدم توفر الرغبة وإنعدام حس التعاطف والعطاء ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الخليفة أفنان الديموقراطي ..
- ألستاتوس كوو..!!
- الإنفصال عن ألواقع ..disassociative
- وللذكر مثل حظ الأُنثيين ، ما بين النص والواقع.
- نصف الكأس الممتلئ..!!
- مصائبُ قومٍ ...!!
- إبنة هولاكو ..
- ألحاخام ألوهّابي..
- يعيش الرفيق ستالين..
- بُرجُ عاجٍ دكتاتوري ..؟!!
- التاريخ : سجّانٌ أم مُعلم ..!!
- ماذا كان سيقول فكتور فرنكل ؟!
- نتانياهو -يُبريء ساحة - هتلر ..!!
- طُنجرة الضغط ..!!
- تحية للشُجعان ..!!
- دُموع الفرح وألفيسبوك
- إضطراب ما بعد الحدث ألصادم ..مُساهمة في الحوار مع الاستاذة ل ...
- سِكّينٌ وسِكّين ..!!
- يِنُون مَجال(بالجيم المصرية ) وكمال غبريال ..!!
- أنا بالصوت والصورة ..!!


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - الجديلة ..