أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - حظ يانصيب














المزيد.....

حظ يانصيب


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان حظ الرئيسان بشار الاسد واميل لحود لم يكن احسن حالا في سحبة اليانصيب الامريكية من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بل ان هذا الاخير قد حصل على فرص عديدة في سحبة اليانصيب تلك حيث نال في السحبة الاولى على رالف ايكيوس وسمح له الامريكان باعادة الكرًة ثانية فحصل على الاسترالي بتلرثم يظهردلال الامريكان واضحا عليه حين سمحوا له باعادة المحاولة ثالثة فنال على إثرها السويدي بليكس والمصري البرادعي لينتهي به المطاف بحصوله على اللوتو الامريكي. اما بشار الاسد واميل لحود فان مجريات الاحداث تشير الى مشاركتهما اليتيمة في السحبة المذكورة والتي نالا من خلالها مناصفة الالماني ميليس . قد يكون هذا كافيا لترشيحهما الى اللوتو ذاته حيث اصبحا اقرب اليه من الرمش الى العين. ربما اعتقد المسؤولون السوريون الذين تورطوا ( اذا كان ذلك قد حدث حقا ) في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري انهم بعملهم هذا انما يقدمون ذبيحة سخية لرئيسهم المفدى يستحقون عليها مكافأة سخية . لقد غاب عن بال اؤلئك المسؤلون وهم يعتمدون تلك الطرق القديمة للانظمة الشمولية في معالجة المعارك السياسية انهم وضعوا رئيسهم بفعل عملهم المتهور هذا في احرج لحظاته بعد ان غادر عالم اليوم الذي يحكمه القطب الواحد كل تلك الطرق والاساليب بل اصبحت تقود اصحابها الى احد خيارين لاثالث لهما إما الانتحار او قضاء ماتبقى من الايام في السجون والمعتقلات الامريكية بانتظار ( محاكمة عادلة ) .

وحدهما الزعيم الليبي والرئيس اليمني قد برهنا لحد الان عن قدرتهما على غش وتمويه الادارة الامريكية في سحبتها تلك وهكذا كلما انتابهما احساس داخلي في ان اللوتو الامريكي اصبح قاب قوسين او ادنى من اصطيادهما نراهما يسارعان الى القيام بواحدة من حركاتهما البهلوانية فيعيدان ورقة اليانصيب الى بائعها بعد ان كانا قد عرفا بمحتوياتها . قد يلصق البعض بالزعيم الليبي والرئيس اليمني ما يشتهي من الاوصاف ولكن المثل القائل ( جَنٍنْ نَفسكْ وعِشْ طَيٍبْ ) له ايضا من يعتقد به ويعتمده أُسلوبا في الحياة. قد تجد الادارة الامريكية ضرورة لاحتواء هذه السحبة في ادوارها المختلفة على بعض المواقف الكوميدية لاضفاء طابع الفكاهة عليها شانها شان المسلسلات العربية التي يتعمد المخرج اشراك ماجد ياسين او دريد لحام او عادل امام فيها .

الرئيس السوداني عمر البشير مرشح دائم في هذه السحبة ولايحتاج حصوله على جائزة اللوتو فيها إلا مجهود بسيط وقد وِضعَ حقا منذ فترة طويلة على قائمة الاحتياط حيث لاتكاد الطبخة بشان الرئيس السوداني تصل الى مراحلها النهائية تمهيدا لدفعه الى السقوط حتى تستجد ظروف دولية جديدة ترى فيها الادارة الامريكية ان المرشح الجديد يتقدم من حيث الاهمية على الرئيس السوداني ويجب استغلال الظروف الجديدة الى اقصاها وتأجيل تقليب ملف الرئيس السوداني الى اوقات الفراغ.

لكن مشروع الشرق الاوسط الكبير لايمكن ان يصل الى اهدافه المرسومة فقط بحصول المشار اليهم سابقا على اللوتو الامريكي الى جانب صدام حسين. بل ان الحلقات الرئيسة في هذا المشروع تتمثل في اصطياد الفيل الايراني , ربما باستخدام البرادعي ومفتشيه ثم بتحويل الرئيس المصري من متعهد وبائع لبطاقات اليانصيب في المنطقة الى مشارك فعال في السحبة والعمل اخيرا لتحقيق خطوة الذروة في هذا المشروع عن طريق إجراء السحبة الاخيرة في هذا اليانصيب والتي ستكون تاريخية بحق لان الفائز فيها سيكون العاهل السعودي الملك عبدالله.

لقد قام الرئيس المصري بدوره على احسن مايكون كمتعهد ووكيل لبطاقات اليانصيب الامريكية في المنطقة ولانه لايصلح للقيام بالدور ذاته على الساحة الافريقية كما ان المجهز الرئيسي هو الذي سيتولى بيع تلك البطاقة الى العاهل السعودي ,لذلك فان الامريكان سيكونون كرماء حقا اذا سمحوا للرئيس المصري بالوصول الى نصف مدة ولايته الجديدة دون ان يرتبوا له حادثا عرضيا على شاكلة حادث المنصة الذي اودى بحياة السادات او أن يُلبِسوه احدى ( سلطانياتهم ) المعهودة , كما ان كل المؤشرات تشير الى المصاعب التي تعترض مسيرة نجله جمال للوصول الى قمة السلطة او فرصه للاحتفاظ بها اذا تمكن من ذلك رغم المجهود الكبير الذي يبذله على طريق هذا الهدف . اما العاهل السعودي فقد بدأت اولى المناوشات البسيطة باتجاهه . وليست التقارير الاخيرة التي تحدثت عن توفر النية والتفكير لدى الرئيس الامريكي بوش لضرب السعودية دخانا بدون نار كما ان المقابلة الاخيرة التي اجرتها احدى الصحفيات الامريكيات مع العامل السعودي يحق للمراقب ان يضع حولها علامات استفهام عديدة من حيث توقيتها و احتوائها على تساؤلات كانت الصحافة الاجنبية وفي مقدمتها الامريكية تتحاشى بقصد عدم الاحراج توجيهها لرموز العائلة المالكة السعودية . ان العاهل السعودي يعرف قبل غيره ان اجاباته الضعيفة على تساؤلات من قبيل رعاية الارهاب وحقوق المراة والديموقراطية وحرية العبادة لن تؤدي إلا الى تأليب الراي العام الامريكي ضده لان المواطن الامريكي لايمكن ان يقتنع بتلك الاجابات ولا تترك في مخيلته صورة ناصعة للحياة في المملكة باعتماد المقاييس الامريكية.

رحماك يا مشروع الشرق الاوسط الكبير , واضحة هي معالمك ومجهولة هي عواقبك.
كم من الذين تحمسوا لهذا المشروع في باكورته سيشعرون بالندم عندما سيكونون جزءا من نتائجه . ربما عندذاك سينطلقون بالغناء مع العندليب الاسمرعبد الحليم حافظ في رائعة نزار قباني الشهيرة ( رسالة من تحت الماء )
لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ما أبحرت
لو اني اعرف خاتمتي ماكنتُ بدأت



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...
- وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول
- لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - حظ يانصيب