أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول














المزيد.....

وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الجميع يؤمن ان الزَبَدَ يذهب جفاءً وما ينفع الناس يمكث في الارض ولكن يبقى التساؤل مشروعا عن الزمن الذي يستغرقه الزَبد حتى ينقشع وعن الخسائر والتضحيات التي نقدمها خلال تلك الفترة. حافلة هي الحياة بالدروس التي تحكي كيف استطاعت قشرة من الزيف ان تغطي حقيقة عميقة او كيف غاب عن نظر المشاهد ان يلتقط تلك الكذبة الكبيرة التي تخفًت بنطاق من الحقيقة المُزيًفة.

الدكتور عماد خدوري مثال للعشرات وربما الالاف الذين قرروا ان يخدموا الحقيقة .لم يتمكن الدكتور عماد خدوري وقتها , حاله حال اقرانه , بصوته المبحوح ان يجاري الماكنة الاعلامية الرهيبة التي جاءت بابواق مسعورة من كل فج عميق لتستخدمها في امرار كذبة اسلحة التدمير الشامل العراقية. حاول عماد خدوري جاهدا ان يكون صادقا مع نفسه امينا على اختصاصه وعلمه من خلال تحليل يستند على الوقائع العلمية التي تؤكدها المعايشة في ان العالم يعيش سرابا للاسلحة النووية في العراق ليس إلا. كان ولايزال صوتا صارخا في البرية يقول لعُقًال هذا العالم ان القنبلة النووية لاتُصنع في حدائق البيوت كما انها ليست لعبة من لعب الاطفال وليس كل من يعرف ألف باء الانشطار بقادر على تصنيع كمِ من القنابل لانه ليس كل من يدق بسمارا قد حُسِب نجارا. بل ان مشروع انتاج السلاح النووي هو مشروع ضخم عملاق يستلزم كما هائلا من الامكانيات والظروف وزمنا طويلا يمكن حسابه ولم يكن يتوفر كل هذا في العراق المثقل بالجراح والهموم والموضوع تحت الرقابة الصارمة, كذلك الحال مع الاسلحة الكيميائية والبايوجية حيث لايمكن لثلاث عربات على شكل كرفانات سُميت زورا وبهتانا مختبرات اسلحة التدمير الشامل ان تفني العالم خلال اقل من ساعة .

كان كولن باول انذاك قد انهى دورة لتعلم فن التمثيل في مدينة هوليود واجتازها بنجاح فذهب الى الامم المتحدة مُسلحا بخبرة التمثيل ومحاطا بالرعاع كما ذهب رؤساء الكهنة الى الوالي الروماني بيلاطس وهو هنا كوفي عنان . طرح باول ما تدًرب على قوله وكاد ان يرتدي خوذة وملابس الوقاية من اسلحة الدمار الشامل العراقية وهو جالس في مجلس الامن والرعاع من حوله الاقربون والبعيدون يصرخون بذات الصوت – أُصلبه , أُصلبه. حاشا ان يكون القصد شخصا بعينه فلا أسف عليه ولكنه الحزن على وطن بكامله لان الجميع كان يعرف كيف ستلتقط الولايات المتحدة ( أبنائها الاعزاء) في لحظة برق خاطفة لتضعهم في مكان امين وتقدم لهم مالذً وطاب من النساتل والمكًسرات والمشروبات والمرطبات صباح مساء. فعل كوفي عنان ما فعله بيلاطس حينها مع فارق واحد هو ان بيلاطس فعل ذلك علانية بينما فعل ذلك كوفي عنان خفية فدخل اقرب حمام اليه في مبنى الامم المتحدة وغسل يداه وإستغفر ربًه وسجًلَ ذلك في تلك القائمة الطويلة التي سيتلوها يوم الاعتراف. ترى من يتطوع ليكتب ثانية ( المسيح يصلب من جديد ).

مايثير في النفس التقزز والاشمئزاز انه في الوقت الذي اصبح العالم في كل يوم جديد يسمع اعترافا من الممثلين الرئيسيين في كذبة اسلحة التدمير الشامل لازال البعض من الذين يحملون الهوية العراقية يصرون وبالحاح على حقيقة وجود تلك الاسلحة وهم انفسهم الذين يتحولون بقدرة قادر الى خبراء في الفيزياء الصحية فينفون وباسلوب ملئ بالسخرية وجود اي نوع من التلوث الاشعاعي في البيئة العراقية جراء الجرائم الاخلاقية والانسانية المتمثلة في استخدام الولايات المتحدة لمئات الالاف من اطنان اليورانيوم المنضب اضافة الى السماح بالعبث في المواد الاشعاعية في المواقع العراقية بعد سقوط النظام . ان هؤلاء لايعيرون اي اهتمام للتقاريرالصحية التي تؤكد ان العراق يشهد تزايدا في حالات الاصابة بالسرطان بمعدل 7500 سنويا في حين قامت الدنيا في السويد عندما اشارت احدى الدراسات الى بضع مئات من حالات السرطان ربما يكون سببها التلوث الناتج عن حادثة تشيرنوبل التي حدثت قبل تسعة عشر عاما. ترى مالفرق بين حلبجة والاهوار وبين اليورانيوم المنضب . ألم يؤدي الفعل في كل حالة الى الهدف ذاته وهو تدمير البيئة وقتل الانسان والنبات والحيوان . لو كنت يا يهوذا تعيش زمن اليوم لوجدت من يعلٍمكَ الخيانة على اصولها الحديثة.

لقد ذهب الزبد يا عماد وبانت الحقيقة ولكن الثمن يكسر الظهر. بلد مستباح ودولة اطلال وشعب طلًقَ الامل بالثلاث. اين عدالة السماء حين قرر كولن باول ان يمسح كل هذا الثمن باعتراف هزيل سخيف لايتعدى بضع كلمات حيث قال ان خطابه في مجلس الامن حينها يمثل وصمة عار في شرفه المهني. ترى أي من الدول التعيسة اختارتها كونداليزا رايس لتعادل بها شرفها المهني؟

تحية لك ياعماد وانت تخدم الحقيقة بكل ماتستطيع سبيلا .
اذا كان باول وزملائه يستحقون ألف لعنة على جريمتهم النكراء , أي جبال من اللعنات يستحقها اؤلئك القدامى والجدد من الذين قرروا ان يبيعوا وطنهم بثلاثين من الفضة.






#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول