أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء والاصدقاء















المزيد.....

وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء والاصدقاء


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ربما يتفق الكثيرون على كثير من الخصائص الشخصية الايجابية التي يتمتع بها رئيس الوزاء العراقي الجديد الدكتور ابراهيم الجعفري , فالهدوء والحس الانساني المرهف سمات لايلاقي المتلقي صعوبة في الصاقها بالرجل اما اللباقة في الكلام فهي مثار اعجاب الكثيرين حيث يقف المشاهد احيانا مذهولا امام هذه الترجمة الفورية والسريعة للفكرة حتى ان المرء يعتقد احيانا ان هنالك اختصارا لبعض القنوات التي تجتازها عادة الفكرة قبل ان تتحول الى كلام يقال. رجل يمتلك هذه الصفات و غيرها وعلى قدر كبير من الذكاء لايحتاج لمن يذكٍره ليطلب منه تخصيص دقائق معدودة من وقته الثمين بعد يوم شاق من العمل المضني عندما يستلقي على فراشه وقبل ان يغفو فيراجع حسابات حقله ليقارنها مع نتائج بيدره فيعرف عدد الذين يتمنون له حقا النجاح ويعملون من اجل ذلك فيضعهم في كفة ويؤشر في الكفة الاخرى فيفتح قوسا ليضع فيه كل الاطراف االمختلفة فيما بينها والملتقية على عامل مشترك واحد هو العمل على تقويض مهمته وإفشاله .

لقد قطع الدكتور الجعفري مسافة ماراثونية طويلة على طريق تشكيل حكومته العتيدة وعجز في النهاية عن تقديمها وجبة كاملة الى الجمعية الوطنية حيث تم ملأ الحقائب الشاغرة في وجبات سريعة اضافية ثم الاشكالات التي رافقت حفل اداء قسم اليمين للتشكيلة الوزارية والتي انتهت بترديد الوزراء للقسم للمرة الثانية , اضف الى ذلك التصاعد الخطير في الوضع الامني بعد تشكيل هذه الوزراة حيث شهدت المدن العراقية خلال الايام السابقة زيادة كبيرة في عدد السيارات المفخخة حتى بات البعض يعتقد بوجود معامل عديدة لهذه المفخخات في مناطق متفرقة من العراق , اما القوات الامريكية فكانت سريعة في تقديم التهنئة الى الدكتور الجعفري حيث بدأت عمليات واسعة في بعض من مدن محافظة الانبار . ترى ألاتكفي هذه المؤشرات وغيرها ليقتنع الدكتور الجعفري في ان انجاز مهمته هو اقرب الى الخيال منه الى الواقع؟ هل الوزارة الجديدة وعلى اساس ظروف تشكيلها وقوة تماسك اطرافها وواقع البلد الراهن قادرة فعلا على التصدي للتحديات التي تجابهها ؟

ان الاطراف التي تصنف في خانة المقاومة تقف بالضد من الوزراة الجعفرية ايمانا بمشروع المقاومة الذي تتبناه اما الادراة الامريكية وبالرغم من تصريحاتها المعسولة والتي تمنت فيها النجاح للدكتور الجعفري ووزارته إلا ان الاجندة الامريكية في المنطقة تتطلب بالتأكيد اجهاضا لمشاريع كل البؤر المحسوبة على ايران على اساس القياسات الامريكية خاصة وان المرحلة القادمة تشير الى انتقال الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي من جهة وايران من الجهة الاخرى الى مراحل متقدمة اثر اشارات بفشل المباحثات بين الاتحاد الاوربي والايرانيين حول البرنامج النووي الايراني وتهديد ايران على لسان نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية باستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم وتهديد الولايات المتحدة بالمقابل بنقل الملف الايراني الى مجلس الامن تمهيدا لفرض عقوبات باسم المجتمع الدولي على ايران . القائمة العراقية والتي يتزعمها رئيس الوزراء السابق الدكتور اياد علاوي اختارت لنفسها موقع المعارضة للحكومة ولاتوجد معارضة في العالم تتمنى للحكومة حياة مديدة ! . انها تتمنى سقوطها اليوم قبل الغد اما تصريحات المجاملة وبرقيات التهنئة التي تصدر من هنا وهناك فهي فقط للاستهلاك الاعلامي حتى ان الكثير من المراقبين يتفقون في ان الدكتور اياد علاوي كان يراهن حتى اخر لحظة في قدرة الائتلاف والدكتور الجعفري على تشكيل الحكومة .

بقي في الساحة الاطراف الممثلة فعلا في هذه الحكومة والتي من المفترض ان تفدي حكومتها بالغالي والنفيس ! , ان التحالف الكردستاني يرتبط وجوده واستمراريته في هذه الحكومة بعقد كان قد ابرمه مع قائمة الائتلاف ويعطي هذا العقد الحق للتحالف الكردستاني في الانسحاب من الحكومة حال وجود خلل في تطبيق اي نص من نصوص ذلك العقد فهي اذن شركة تعاقدية وليست مسؤولية تضامنية , اي ان الحكومة هي حكومة التحالف الكردستاني بقدر ماتمثل مصالح واهداف هذا التحالف وهي ليست كذلك عندما تتقاطع مع تلك المصالح والاهداف وها ما ظهر جليا في اشكال ترديد القسم على الرغم من اعتقادنا ان حذف اجزاء من القسم عمل غير مسوغ . اما الوزراء الذين أُختيروا ليمثلوا جماعة السنة في الحكومة فان انضمامهم الى هذه الحكومة تم بعد مخاض عسير ومن المؤكد ان استمرارهم فيها يرتبط بعوامل كثيرة لعلً ابرزها الموقف من مطالبهم بشان اعضاء الجيش العراقي السابق وبقية المفصولين وسياسة الاجتثاث وتطورات الوضع الامني في المدن السنية واجراءات الحكومة منها وانهاء سياسة المحاصصة . ان اي من هذه الفقرات يمكن ان يكون قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار لتنهي حياة هذه الحكومة او تجعلها على الاقل عاجزة عن الحركة الى الامام ناهيكم عن ان القوات الامريكية في هذا المجال يمكن لها في اي لحظة ان تنزع فتيل اي من هذه القنابل لتلقيها في وسط اطراف هذه الحكومة " لغايات في نفس يعقوب " تتطلبها المرحلة في حينه . اما الطرف الرئيسي في هذه الحكومة التي يمثلها الائتلاف العراقي الموحد فان الاجنحة الرئيسية المنضوية تحت لواء هذا الائتلاف - باستثناء جناح حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري نفسه – ترى ان وجودها في الحكومة يحقق لها ربحا على اي حال فهي كالمنشار تأكل في الاتجاهين في صعود الجعفري ونزوله لان صعوده يمثل انجازا لقائمة الائتلاف اما نزوله فيمثل إخفاقا لحزب الدعوة الذي يقوده وبالتالي نجاحا على صعيد صراع المكاسب الحزبية الضيقة.

مشكلة الدكتور الجعفري انه لازال ينظر الى العمل السياسى نظرة الطبيب الى المريض دون الانتباه الى ان ألاعيب السياسة وحيلها تستدعي اسلوبا خاصا في التشخيص و بالتالي ادوية جديدة لازال يراها الطبيب الجعفري غريبة على المهنة. ان استمرار الدكتور الجعفري في هذه اللعبة يمثل في احسن الاحوال ضربا من الانتحار السياسي وانه من الظلم حقا ان تحترق مسيرة حافلة بالتضحيات والمقاومة استمرت عقودا من السنين في اشهر معدودة. ان الحل الوحيد امام الدكتور الجعفري هو ان يخرج على الشعب العراقي بالحقائق الكاملة التي رافقت سباقه الماراثوني منذ اعلان نتائج الانتخابات وتكليفه بتشكيل الحكومة وحتى يومنا هذا فيضع النقاط على الحروف حول الادوار الحقيقية لكل الاطراف فيكونوا جميعا شركاء له في المسؤولية اما السكوت والاحتفاظ بالهموم في القلب فان ذلك سيؤدي الى واحد من اثنين اولهما ان ينجح الدكتور الجعفري في مهمته بقدرة قادر ودعاء الطيبين , والله على كل شئ قدير, لكنه في هذه الحالة سيكون لنصره اباء كثيرون يقاسمونه حلاوته , واما الثاني فهو الاخفاق و الفشل وفي هذه الحالة فان الكثيرون واولهم الذين كانوا سيقاسمونه نصره جاهزون لكي يسجلوا الاخفاق او الفشل في سجل الولادات إبنا شرعيا للدكتور الجعفري .



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء والاصدقاء