أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام














المزيد.....

الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازال الكثيرون في العراق كما في بلدان كثيرة اخرى ينظرون بشك وحذر الى الشراكة في الحياة وخاصة في الجانبين الاقتصادي والسياسي ففي الجانب الاقتصادي لا عجب ان ترى الكثيرين من الذين يحملون رأيا سلبيا في الشراكة لابل ينصحون غيرهم بعدم التورط بها حتى اصبح من الفقه الاجتماعي ما يقال بانه اذا رغبت في المحافظة على من تحب فعليك ان لا تدخل معه في مشروع تجاري. اما في المجال السياسي فلم تكن ولازالت الشراكة السياسية في العراق تعني إلا الالتقاء على هدف مرحلي ضد عدو مشترك ولفترة محدودة تكون كافية للعمل في مسارين في ان واحد الاول مع الحليف لتحطيم ذالك العدو والثاني كل تشكيل بمفرده وبسرية لتحجيم الاخر او اقصائه او التسلق على اكتافه في احسن الاحوال. ولذالك ليس عجبا ان نرى في العراق مثلا ائتلافا او شراكة سياسية بين اطراف متناقضة تتفق فيما بينها على ملف وتختلف على ألف غيره حيث نرى - كوكتيل - عجيب من الائتلافات التي تجمع الديني المتزمت مع العلماني المايع والقبلي المتعصب مع الشيوعي ( الملحد )

لا ادري لماذا اتذكر شركة النقل العام بقطاعاتها المختلفة كلما استعرضت نتائج الانتخابات التي جرت في العراق مؤخرا حيث ارى في القائمة الفائزة وهي الائتلاف الوطني الموحد وكأنها شركة فرعية او قطاع كبير للنقل البري تتوزع على ثلاثة اقسام رئيسية حيث تمثل جماعة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية قسم النقل بالقطارات البخارية فيما يمثل حزب الدعوة بزعامة ابراهيم الجعفري قسم النقل - بالتاتات القديمة والكوسترات - بينما اخذ المؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي على عاتقه مهمة النقل - بالتاكسيات والجِمسيات وسيارات التبريد - ربما تكون المعايشة ليوم واحد في كراج - علاوي الحلة - القريب من محطة بغداد المركزية كافية للمراقب الذي يرغب في معرفة حيثيات الصراع الخفي الدائر بين تلك الاقسام الثلاثة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الصراع المهني اقل خطورة واكثر نظافة من الصراع السياسي

القائمة الثانية وهي قائمة الاخوة الاكراد تمثل في احسن تشبيه شركة للنقل الجوي بسبب المطالب الصاروخية التي يضعها الاكراد كشروط لاستمرارهم كجزء من العملية السياسية العراقية او كجزء من التكوين العراقي بشكل عام. ان طرح القائد السياسي الكردي لنفسه كزعيم سياسي عراقي وليس كردي فحسب يمثل حاجة ملحة للوحدة الوطنية العراقية. قد تحقق القيادات الكردية نجاحا في كسب الشارع الكردي عندما تتقوقع في مطالبها لتلبي الحاجات الكردية المشروعة والغير المشروعة , من حيث الاسلوب, لكن تلك القيادات تخسر في الوقت نفسه شريحة مهمة من الشارع العراقي من الذين راحوا يعتقدون ان تلك القيادات الكردية تستخدم اسلوب الابتزاز السياسي محاولة فرض حقائق جديدة في الوضع العراقي في هذه المرحلة حيث يوجد اختلال كبير في معادلة الظروف والامكانيات بين حكومة المركز وتلك القيادات ولذالك فان ما ذهب اليه جلال الطالباني قبل ايام يعتبر خطأ فادحا لسياسي مخضرم حين اعلن عن استعداده لمقايضة منصب الرئاسة ببعض الشروط التي تمس البناء الاجتماعي و الاقتصادي للعراق. لقد كانت ستكون حقا لبنة اساسية في بناء العراق الجديد لو بادر حلفاء الطالباني من العرب الشيعة او السنة الى ترشيح الطالباني لمنصب رئيس الدولة باعتباره احدى الشخصيات السياسية العراقية العريقة عوضا عن ان يقوم هو شخصيا او القيادات الكردية بذالك معتبرين ذالك مطلبا قوميا يمكن الحصول على مكاسب اخرى عن طريق المساومة عليه اما اذا تحقق فعند ذالك يمكن اعتباره نصرا قوميا

اما القائمة الثالثة والتي جاءت بنتائج متواضعة رغم الامكانيات الكبيرة التي سُخِرت لها فهي القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي. لقدخطر في ذهني ان انظر الى هذه القائمة كونها شركة او قطاعا للنقل المائي بسبب تلك النتائج المخيبة التي حققتها تلك القائمة. ان تلك النتائج تشير الى نقطة جوهرية وحساسة على الساحة العراقية وهي ان الدولة بكل ثقلها ليس بمقدورها مجاراة ومنافسة المرجعيات الدينية حيث اثبتت نتائج الانتخابات ان جملة واحدة تشير الى رعاية المرجعية الدينية لقائمة معينة تفوق في تأثيرها كل الامكانيات والطاقات التي توفرها الدولة لقائمة اخرى منافسة. اعتقد ان الادارة الامريكية قد اصيبت ايضا بخيبة الامل من النتائج التي حققتها القائمة العراقية حيث كانت قد منحت اياد علاوي فرصة ذهبية لترتيب وترسيخ وضعه في الشارع العراقي من خلال اختياره كرئيس للحكومة المؤقتة التي اخذت على عاتقها مهمة الاعداد للانتخابات

اما القوائم الصغيرة الاخرى ( عراقيون, التركمان, المستقلون, الشيوعيون, الاقلية المسيحية وغيرها ) فانها جميعا تمثل فرعا للنقل الفولكلوري عن طريق العربات المزينة التي تجرها الخيول والتي يراها الانسان ضرورية لتبيان التعددية الثقافية والاجتماعية. ان تلك العربات المحدودة الحركة والتاثير قد اثبتت ان عشاقها وجمهورها يتواجدون في ازقة وشوارع معينة وهم لايزالوا يرون فيها وسيلة محببة للنقل تثير فيهم المشاعر القومية والاعتزاز بالارث التراثي وفخر الصراع الطبقي

يبقى شئ مهم في هذه الشركة العجيبة , التي تبدأ بعربة الحصان وتنتهي بالطائرة مرورا بالقطار والسفينة والسيارة , وهو ان السفير الامريكي في بغداد ومن في معيته يتولون ادراة المطارات والمرافئ والمحطات والكراجات فيها ولهم مفاتيح السيطرة على حركة الياتها جميعا فلا تقلع طائرة ولايغادر قطار ولاتبحر سفينة ولاتتحرك عجلة اوعربة إلا بإذن من السفير الامريكي والمخالف يعرض نفسه لأشد العقوبات
كان الله في عون شركتنا هذه التي فيها من التناقضات والاختلافات ما ليس بقليل ولها من هامش قرار الحركة ماليس بكثير لانه قد يصيب اكثر المراقبين تفاؤلا قليلا من الشك في ان تتمكن هذه الشركة من التصدي للتحديات الموضوعة امامها وتنقل البلاد والعباد الى بر السلام الرفاهية والامان
ان الله على كل شئ قدير



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام