أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين














المزيد.....

يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 07:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هنالك في الحياة الاجتماعية مزحة اعتاد الكثيرون على ترديدها تتلخص في ان الشاب هو الذي يتكلم قبل الخطوبة وتسمعه الفتاة ويحدث العكس بعد الخطوبة حيث تاًخذ الفتاة زمام الحديث ويسمعها الشاب وهي تستعرض احلامها التي تتمنى ان تتحول الى حقائق ملموسة في حياتها العائلية مستقبلا ولكن الذي يحدث بعد الزواج هو ان الشاب والفتاة يتكلمان في ان واحد ويسمعهم الجيران. اتذكر فتاة - ربما اصبحت الان سيدة - كانت تعمل موظفة في الجامعة التي كنت أعمل فيها وكانت مرحة وطيبة حقا فصادف في احد الايام ان شاهدت احد الطلاب يجلس مع زميلته في حديقة الكلية وكان الطالب منهمكا في الحديث الهادئ الى زميلته وعندما إقتربت تلك الموظفة منهم قالت للفتاة التي كانت تستمع الى زميلها ( لاتصدكين والله كله جذب ) . لقد خطر في الذاكرة كل هذا وانا أتابع سباق الانتخابات العراقية وقد وصل الى ذروته حيث يتبارى المرشحون في تقديم وعودهم العسلية في أن بامكان اي منهم ان يحول العراق الى فردوس على الارض بمجرد ان يمنحه الناخبون ثقتهم ويفوز في الانتخابات

ان الكيانات السياسية العراقية المشاركة في الانتخابات وبسبب افتقار معظمها الى القاعدة الشعبية كونها وليدة ضرورة الحملة الانتخابية او ارتباطها باطراف اجنبية او نشوئها خارج العراق وكون قياداتها المهمة من العراقيين الذين امضوا جل حياتهم في الخارج . كل هذه الاسباب مجتمعة تجعل من هذه الكيانات خارقة لقواعد العرف الاجتماعي في ضرورة المرور بالمراحل والاطوار التي ذكرناها انفا وهي قبل وبعد الخطوبة ثم الزواج ولذالك فان هذه الكيانات قد تقدمت للخطبة ظهرا وتود ان يتم الزواج مساء ( ومبارك عرسك هاالليلة ) كما تقول الإهزوجة المشهورة

ان العقلانية والواقعية السياسية هي من أشد متطلبات وضرورات بناء العراق الجديد الذي يهدف الجميع اليه فالجميع يعلم ان المأسي والكوارث والحروب التي المت بالعراق والظروف التي يعاني منها الان هي بالدرجة الاساس نتيجة طبيعية للخطاب السياسي الغير العقلاني والسياسة الغير الواقعية التي كان يتبعها النظام السابق حيث كل القرارات الخطيرة التي كانت تبنى على النظر الى حركة الواقع السياسي استنادا الى تلك الرؤية الساذجة في أن واحد زايد واحد يساوي اثنين . وإلا كيف نفهم خروج راًس النظام السابق على التلفاز وهو يعاتب علنا الولايات المتحدة لانها لم تلجاً الى قيم الرجولة والشهامة في حربها على العراق لان الامريكان استخدموا قدرتهم التقنية ولم يحاربوا رجلا مقابل رجل ! وكاًن الحرب هي بطولة للمصارعة كتلك التي كانت تحدث ايام عدنان القيسي. واليوم يتكرر المشهد نفسه حيث يستقبل المواطن العراقي المسكين سيلا من الوعود الصاروخية تأتيه من كل حدب وصوب من مختلف التيارات والكيانات السياسية التي إجتهدت في ان تجد لنفسها اسماء رنانة وكان الاجدر بها ان تختار اسماء متواضعة كأن تسمي نفسها مثلا كتلة الكهرباء او كتلة المياه او كتلة البنزين والنفط والغاز

ان الانسان ليصاب بالسخرية من اؤلئك الذين يوعدون العراقيين بالتحرير وخروج القوات في حال فوزهم بالانتخابات وكأن قرار انسحاب القوات المتعددة الجنسيات بانتظار توقيعهم عليه او أن السذاجة قد بلغت بالولايات المتحدة حدا يجعل احد العراقيين يأتي بها الى العراق متى شاء ليخرجها زميله متى قرر ذالك. ولعل الاخطر في تلك الوعود تلك التي تقوم على اساس ضم مدن جديدة الى اقليم معين او الدعوة الى توزيع الثروات استنادا الى منطقة تواجدها او التحدث بقوة والتهديد بالانفصال لكسب ود جماعات معينة

من حق اي مرشح للانتخابات ان يستخدم كل الاوراق المتوفرة لديه لكسب الناخب وقد يبرر البعض من المرشحين لجوئه الى الاوراق الخطرة في معركة انتخابية تفتقر الى أدنى شروط التكافؤ حيث رئيس الحكومة المؤقتة قد اختار الاسابيع الاخيرة قبل الانتخابات ليعلن فيها عن كل مكرماته المادية والتي يعتقد هذا البعض انها تؤثر تأثيرا كبيرا على عملية الاقتراع . لكن ماينبغي الاشارة اليه ان جزءا مهما من هذه الكيانات التي تطرح تلك الاوراق الخطرة هي كيانات اساسية في العملية الانتخابية وتتمتع بامكانيات كبيرة بالشكل الذي يجعلها اقل الكيانات تضررا بانعدام التكافؤ

ان الانتخابات ليست الهدف الاوحد لاي كيان سياسي يبغي الديمومة لأن الانتخابات عملية تتكرر بين فترة واخرى ويبقى بناء جسر من الثقة المتبادلة بين الكيان السياسي ومن يتوجه اليهم قائمة على مبادئ وسياسات واضحة علمية وواقعية بعيدة عن الاصطياد في المياه العكرة هي الطريق الوحيد لتكوين كتلة سياسية حقيقية

ان سياسة الوعود الانتخابية تتضمن جانبا كبيرة من المخاطرة بالمستقبل السياسي الشخصي والحزبي لمن يطلق تلك الوعود وهاهو المثال الطازج الذي جاء اخيرا من اوكرانيا حيث تراجع الرئيس الاوكراني الجديد وبعد اقل من اسبوع على انتخابه من احد اهم وعوده اثناء الانتخابات وهو سحب القوات الاوكرانية من العراق
اذا كان الرئيس الاوكراني قد احتاج ايام معدودة لكي يتراجع عن وعوده فان السياسي العراقي المعروف بالعجلة من امره سيتخلى عن وعوده على الارجح مع لحظة غلق صناديق الاقتراع وظهور االنتائج التخمينية الاولية



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين