أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وديع بتي حنا - الابرياء ضحايا المهزلة














المزيد.....

الابرياء ضحايا المهزلة


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الدكتور وديع بتي حنا
نشرت احدى الصحف الغربية قبل ايام خبرا مفاده ان دراسة قد اجريت على افراد القوات الامريكية في العراق وقد تبين من خلالها ان 14% من افراد هذه القوات قد قام بقتل احد العراقيين الابرياء العزل واستنادا الى وجود ما يقارب 130 الف جندي امريكي في العراق وبعملية رياضية بسيطة فان هذا يعني ان 18200 عراقي قد لاقوا حتفهم على ايدي افراد القوات الامريكية. ربما يعتقد البعض من العرابين المتحمسين جدا للسياسة الامريكية ان الرقم يتضمن مقدارا من المبالغة ولكي لانثير غضبهم نقول انهم يتفقون معنا في ان هنالك بضعة الاف من العراقيين ممن كانوا ضحايا للقوات الامريكية وان هذا الرقم في تصاعد يومي كما انه لايشمل العراقيين الذين كانوا ضحايا الاستعمال اللانساني للاسلحة المحرمة دوليا والتي ادت ولازالت وبشكل غير مباشر الى فقدان قسم كبير من العراقيين لحياتهم ومعاناة قسم اخر من الامراض المزمنة والخبيثة والتشوهات الخلقية

وقد اعتادت القوات الامريكية ان تقدم في احسن الاحوال اسفها الباهت الى بعض من ذوي الضحايا عندما تزكم الانوف رائحة فضيحة قتلهم المتعمد وتحاول احيانا شراء دماء لازالت حارة ولم تجف بعد ببضع مئات من الدولارات في وقت دفعت فيه ليبيا مئات الملايين من الدولارات ثمنا لبراءة من دماء ربما نسيت من قبل ذويها

في الجانب المقابل فان المجموعات المسلحة تحت مسمياتها المختلفة قد حصدت وزهقت ارواح عدد كبير من العراقيين الابرياء الذين لم يكونوا - لا في العير ولا في النفير - حيث لم يكونوا باي شكل من الاشكال جزءا من اللعبة السياسية بل استعملت دمائهم كرسائل باهتة اراد مرسلوها ان تصل الى عناوين معينة معتقدين ان وصولها سيحقق اهدافهم

اذا كانت القوات الامريكية - تفتخر - بان ضحاياها من العراقيين قد سقطوا سهوا اثناء قصف عشوائي او دفاعا عن النفس ولذالك فان اؤلئك الضحايا لم يكونوا اسماء مقصودة بل ان القدر قد لعب دوره في انتهاء حياتهم بذالك الشكل الماساوي فان الملاحظ ان الجماعات المسلحة قد اختارت النخبة العلمية والثروة البشرية في العراق هدفا لها من خلال استهداف كل الطاقات البشرية كاساتذة الجامعات والاطباء والشخصيات الاجتماعية المرموقة في محاولة وكان الهدف منها تفريغ العراق من هذه الطاقات الثمينة

ان الانسان بحاجة الى تفسير منطقي لتصرفات تلك الجماعات المسلحة التي اختطفت خمسة من اقارب رئيس الوزراء العراقي ثم افرجت عنهم على دفعات بعد ايام معدودة لتقدم بعد ذاك وعلى سبيل المثال على اغتيال طبيب مسيحي اعزل في عيادته في الرمادي

اننا في ذالك لسنا ضد نجاة اقارب رئيس الوزراء لاننا ضد العنف اساسا كما ان حق الحياة يمثل حقا مشروعا للانسان لا يملك البت فيه الا الخالق سبحانه وتعالى ولكن الانسان يشعر بالتقزز والاشمزاز عندما يشعر ان دماء الابرياء فقط اصبحت جزءا من المهزلة السياسية في العراق

انه لغريب حقا ان يعتقد البعض ان الطريق الى تحرير العراق يمر من خلال تفريغه من ثروته البشرية بعد ان تم وبنجاح منقطع النظير تدمير القسم الاعظم من بنيته التحتية لابل ان الانكى من ذالك ان يشتكي البعض من وجود مخطط وايادي اجنبية وراء محاولة انهاء الطاقات البشرية العراقية و ليكون ذالك البعض في الوقت نفسه اداة لتنفيذ ذالك المخطط

لقد حشدت الكويت العالم كله ضد العراق انتقاما لعدة مئات من الاسرى كانت تقول ان النظام السابق كان يحتجزهم واستنفر اليابانيون والفرنسيون وغيرهم كل جهودهم ولازالوا لانقاذ بعض مواطنيهم الذين وقعوا رهائن بايدي المجموعات المسلحة بينما يسيل الدم العراقي البريء في الشوارع والمدن العراقية برصاص القوات الامريكية او الجماعات المسلحة في عملية ابادة جماعية يومية يندى لها جبين الانسانية

لا احد يستطيع القول انه ليس من حق الحكومة الكويتية او الفرنسية او اليابانية او غيرها ان تعتبر مواطنيها قيمة عليا يجب الدفاع عنها وحمايتها وتوفير كل المستلزمات الضرورية لها لكن الواجب الانساني يحتم على الجميع صحوة ضمير بسيطة للعمل بجد لايقاف هذه المذبحة الرهيبة بحق العراقيين طالما ان الانسان متساو في القيمة استنادا الى كل المثل والاعراف والاديان

تبا لتلك الايادي المجرمة على اختلاف خلفياتها ونقصد الاحتلال وما سبقه وما رافقه لانها جميعا كانت السبب في ان يكون للدم العراقي وللعملة العراقية ثمنا بخسا برخص التراب في بورصة الدماء والعملات



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وديع بتي حنا - الابرياء ضحايا المهزلة