أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير














المزيد.....

اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 07:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ربما لايختلف اثنان في وصف اي مخطط سياسيا كان ام غير ذالك بانه مخطط جهنمي عندما يستخدم بخبث ممزوج باقصى درجات الذكاء النظرية الميكافيلية التي تنص على ان الغاية تبرر الوسيلة فتنزل ضربات ذالك المخطط زلازل تُحدث فعلا تدميريا وتسبب الصدمة منها فقدانا في التوازن لاهل منطقة الحدث فتختلط الاوراق وتكثر العقد في الحبل المهترئ مما يُيسِر مهمة اللاعب الرئيسي البعيد في المضي قدما على طريق تحقيق مايصبو اليه . لا نقول ذالك ايمانا بنظرية المؤامرة حيث من السذاجة الحديث عن ذالك في الوقت الذي اعلنت فيه كل الاطراف المتصارعة عن اهدافها ونواياها وفي عالم اليوم حيث الاباحية في استخدام الوسائل تتيح للجميع الفرصة في اختيار الطرق المؤدية الى الهدف او عرقلة ومنع المقابل من الوصول اليه

اعتقد ان الزلزال الذي حصل في بيروت قبل ايام واودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لايقل وزنا عن الزلزال الذي حدث في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام2001 حيث يكاد جميع المحللين والمراقبين يتفقون على مضاعفاته الخطيرة في المنطقة وان دلَ هذا على شئ فانما يدل على دقة اختيار الهدف والزمن في تنفيذ حلقة لايمكن ان تكون باي حال من الاحوال حلقة يتيمة تعبر عن مزاج مجموعة مجهولة بل جاءت حلقة جديدة مترابطة مع ماسبقها وما سيلحق بها على طريق رج الانظمة السياسية للمنطقة تمهيدا لتغييرها لان تحطيم الابواب اللبنانية الداخلية يمثل على اقل تقدير طرقا عنيفا على ابواب خارجية لانظمة عديدة يستهدفها بالصميم مشروع الشرق الاوسط الكبير

ان المرء ليشفق حقا على الرموز الرسمية لانظمة دول المنطقة من جهنمية هذا المخطط -ونقصد به مشروع الشرق الاوسط الكبير - من حيث قدرة منفذيه على المفاجاة والمباغتة في اختيار الاسلوب والامساك الرهيب بالملفات و التحكم الصارم في التهدئة والاشعال, كل ذالك لايترك لتلك الرموز فرصة لالتقاط الانفاس وتَرَكهم أسرى للنعاس يعدون فيه النجوم ويفكرون في اساليب الحماية التي قد تقيهم من ان يكونوا ضحايا حلقاته المتعاقبة فخلال شهر واحد شهدت المنطقة تصعيدا في الكويت وتهدئة في فلسطين ومناوشات مستمرة مع ايران ومعارك وكر وفر في العراق وتحرشات في السعودية وتحريض مبطن في مصر ومحاولات للامساك برقبة النظام السوري والتي توجت بجريمة مقتل الحريري

ان السعودية تحاول الاستخفاف بمحاولات الربط بينها وبين مقتل الحريري في الوقت الذي تدرك تماما ان هامش العفوية والصدفة في سياسة اليوم اصبح ضيقا جدا ولذالك ليس مسألة عابرة ان يظهر تسجيل على الفضائيات - حتى لو كان مفبركا - لمجموعة تتبنى عملية الاغتيال انتقاما للسياسة السعودية كما ان الحريري نفسه كان سعوديا بنفس القدر الذي كان فيه لبنانيا لابل انه كان حتما يشعر بالعرفان للسعودية لانها كانت سببا رئيسيا في انتاج ظاهرة الحريري كما انه كان يتمتع بعلاقات وطيدة وقوية مع اركان العائلة المالكة في السعودية. اما النظام السوري فان إقدامه على اغتيال الحريري - اذا تأكد ذالك - يمثل قمة في الغباء السياسي الذي لم يكن في يوم من الايام سمة من سمات السياسة السورية حيث على العكس قد يعتقد بعض الطباخين الكبار فيها ان يكون من مصلحة هذه السياسة في هذه الظروف الدفاعية التضحية بشخصيات محسوبة عليها على الساحة اللبنانية كالرئيس لحود وامين حزب الله الشيخ حسن نصرالله واخرون كثر لكن الحريري ليس احدهم على الاطلاق لان حسابات البيدر السوري في اغتيال الحريري تكون وكما اثبت الواقع متناقضة تماما مع حسابات الحقل. لذالك نعتقد ان جريمة اغتيال الحريري مع كل ماأعقبها من جهد وتحشيد اعلامي وسياسي ينصَبُ في اتجاه إلباس هذه - السلطانية - الجريمة للنظام السوري شأنها شأن أسلحة الدمار الشامل في العراق لتحقيق احدى الضربات القاصمة على ظهر هذا النظام على طريق الهدف الكبير المتمثل في اقصائه أو اجباره في المدى المنظور على تقديم تنازلات ذات اهمية اكثر من التي كان جاهزا قبل حادث الاغتيال لتقديمها

ان جريمة اغتيال رفيق الحريري تؤكد مرة اخرى وبما لايقبل الشك ان - تسونامي - او الموجات النهائية الحاسمة للمد السياسي ستعصف في المسقبل القريب بانظمة الشرق الاوسط التي تستهدفها فتسقطها تلك الامواج الاخيرة بعد ان أحدثت الموجات المتعاقبة تخلخلا كبيرا في دفاعاتها واصبحت المعادلة غير صفرية بين موجات عنيفة غير متوقعة ومباغتة وانظمة اسيوية أيلة للسقوط



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير