أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية














المزيد.....

مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الحركات السياسية العربية بوجه عام والعراقية على وجه الخصوص ولازالت لاتتدخر جهدا في ابتكار طرق ووسائل جديدة تضمن لها التسلق على الاكتاف او اختزال واقصاء الراي الاخر او توفير بيئة ملائمة ومياه عكرة تصلح لاصطياد اهدافها الملتوية . ومن بين هذه الوسائل والطرق ان يلجأ حزب السلطة او الحزب ذات النفوذ القوي الى انشاء مفقس داخلي فيه يسمح بتفريخ عدد يتطلبه الظرف المرحلي من الدكاكين الصغيرة ظنا من هذه الاحزاب النافذة انها بهذه الدكاكين البائسة قادرة على خداع جماعيرها ومجتمعاتها بتقديم تلك الدكاكين كلاعب مشارك معها في موقع المعارضة او الائتلاف الجبهوي في لعبة هزيلة تطلق عليها تلك الاحزاب جزافا اسم الديموقراطية والتعددية . كما تلجأ بعض الاحزاب الى تفريخ هذه الدكاكين بين صفوف الاقليات القومية المنتشرة في اجزاء من الوطن العربي بهدف زرع الفرقة والتشتت بين صفوف تلك الاقليات تمهيدا للسيطرة عليها فكريا وسياسيا.

لقد استطاع البعث في سورية مثلا من تفريخ كمِ من هذه الدكاكين وجعلها جميعا تنضوي معه تحت لواء ( سوبر ماركت ) كبير سماه الجبهة الوطنية التقدمية ولاتملك هذه الدكاكين فيه إلا حق تصريف البضاعة التي ينتجها الحزب الحاكم . حتى ان المرء يرى ان بعضا من هذه الدكاكين محدودة في دائرة نفوذها فتكاد تقتصر على منطقة او مدينة بعينها وعندما تسنح الفرصة لبعض من اصحاب هذه الدكاكين , الذين يتولون منصب الامين العام فيها , للخروج على الفضائيات العربية والمشاركة في مناقشة بعض القضايا السياسية فانهم يعتبرون ذلك فرصة تاريخية لتاكيد الولاء المطلق للسلطة وحزبها واذا صادف واعترف احد المسؤولين في حزب السلطة بوجود بعض الاخطاء والسلبيات فان اصحاب هذه الدكاكين يحاولون بشتى السبل التقليل من شأنها ان لم يكن نكرانها اصلا . المشهد نفسه يتكرر في مصر حيث فرًخ الحزب الحاكم احزابا للمعارضة مهمتها ترشيح رئيس الحزب الحاكم لمنصب الرئاسة قبل ان يرشح نفسه شخصيا لذلك او يعلن حزبه ترشيحه لهذا المنصب !.

في العراق وبعد التوقيع على اتفاقية الجزائر عام 1975 وانهيار التمرد الكردي فرًخت السلطة حزبين ذات صبغة كردية هما الحزب الديموقراطي الكردستاني والحزب الثوري الكردستاني واصبحا انذاك ضمن ما سمي في حينه بالجبهة الوطنية والقومية القدمية التي كانت تضم ايضا البعثيون والشيوعيون . اتذكر جيدا كيف كان الشيوعيون وقتها يتندرون وهم يتنزهون في شوارع اربيل ويمرون بالقرب من مقرات احد هذين الحزبين فيقرئون اللافتة بالشكل التالي ( مقر الحزب الثوري الكردستاني لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي ) . لقد عانى قيادة وكوادر هذين الحزبين في السنوات العشر الاخيرة قبل سقوط النظام من بطالة سياسية رهيبة حيث كانت ايام السنة جميعها تقريبا عطلة لهم فاقتصر عملهم على رفع البرقيات في المناسبات وكانوا ينتظرون يوم الحادي عشر من اذار ليجتمعوا فيه ويحتفلوا في احدى القاعات ببغداد بذكرى بيان الحكم الذاتي .

ان القيادات السياسية الكردية الحالية تتمتع بقدر كاف من الفطنة والذكاء يجعلها تعتقد ان من الخطأ رفض النظام السابق جملة وتفصيلا في نظرة عصبية متشنجة , بل كانت على الدوام ولازالت تحاول الاستفادة من الكثير من السياسات والبرامج والقرارات التي كان يتبعها ذلك النظام والتي تراها مناسبة للمرحلة واهدافها. على هذا الاساس نفهم قرار القيادة الكردية تفريخ عدد من الدكاكين السياسية الصغيرة لشعبنا المسيحي في العراق حيث حصد هذا الاسلوب نتائج باهرة من خلال الانتخابات الاخيرة في السيطرة على القرار المسيحي واضافة الثقل المسيحي الذي يمثل تقريبا خمسة في المئة من الثقل العراقي الى الثقل الكردي كورقة مساعدة في المساومات السياسية .

لايوجد من يملك حق الاعتراض على التعاون المسيحي – الكردي او مع اي من الاطراف القومية والسياسية الاخرى المكونة للطيف القومي والسياسي العراقي باتجاه تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة والمساهمة معا في بناء العراق الجديد ولكن مايؤسف له ان هذه الدكاكين السياسية قد اصبحت خطرا يهدد وحدة الصف لشعبنا المسيحي وتنذر باشارات الفرقة والتشتت التي ستؤدي الى خسائر اضافية في وقت يحاول فيه الجميع رص الصف والتكاتف والوحدة ليستطيعوا ان يتركوا بصمات واضحة على الخارطة السياسية العراقية التي يجري رسمها ووضع معالمها في هذه المرحلة . ان المشاجرات والمهاترات السياسية وعبارات التهديد والوعيد ( بقص الذيل ) وشن حملات التهميش والتهميش المضاد التي يطلقها بعض من اصحاب الدكاكين السياسية المسيحية في الوسائل الاعلامية لاتخدم بالتاكيد ,وكما اثبتت تجربة السنتين الماضيتين , اهداف ابناء شعبنا المسيحي في العراق بل هي تنفيذ حرفي لاجندة الاطراف التي توفر لتلك الدكاكين بضاعتها. لا اعتراض على حكمة الخالق وقدرته وارادته ولكن المعطيات العلمية تشير الى ان هذه الفراخ السياسية المنغولية شأنها شأن الولادات المنغولية الحقيقية محدودة في القدرة و زمن البقاء.
انها دعوة خالصة لنقد الذات وتقييم المرحلة والتصدي لتحديات المستقبل فليس تكرار الاخطاء شطارة .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية