أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟















المزيد.....

ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان شيخ المدربين المرشد الاعلى للثورة السيد خامنئي يتقن جيدا استخدام كل انواع التكنيك ووضع خطة موفقة لفريقه وهو يلعب مباراة غير محددة بزمن مع فريق الادارة الامريكية. لقد ظهر ذلك جليا حتى في توقيت اجراء تغيير في الفريق فكان نزول الرئيس الجديد كحارس مرمى ليحل محل الرئيس السابق خاتمي ضربة مدرب ماهر اعطى لفريقه زخما جديدا بعد ان ادى هذا الاخير مهمته بنجاح واستنفذ كل مالديه من جهد. ان خامنئي يعوٍل على حارس المرمى الجديد في قدرته على صدٍ الضربات الامريكية المحتملة لو تم الاتفاق بين الفريقين على انهاء هذه المباراة باللجوء الى الركلات الترجيحية.

ان الواقع يشير الى اننا نشاهد مباراة مثيرة باشواط مستمرة بين النظام الايراني والولايات المتحدة يحتل فيها الملف العراقي الجانب الايمن من الملعب بينما تشغل الملفات - اللبناني والفلسطيني والافغاني - الجانب الايسر من الملعب نفسه في حين يتربع الملف النووي على الوسط . اذا كانت الادارة الامريكية قد تمكًنت من احداث خرق واضح في الجانب الايسر كاد ان يؤدي الى تحقيق هدف كبير في المرمى الايراني كنتيجة مباشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري فان القيادة الايرانية وبالتعاون مع القيادة السورية قدتمكنًت في الوقت المناسب من احتواء الهجمة الامريكية حيث فضًلت التضحية باللاعب السوري اثر حصوله على الكارت الاحمر وخروجه ظاهريا من اللعب المباشر في لبنان وهكذا تم استغلال انشغال الادارة الامريكية بخروج اللاعب السوري في اعادة ترتيب وضع حزب الله ليعود بزخم جديد واضافي ويتمكن بنجاح من فكِ طوق الاعدام الذي كان قد اصبح اقرب الى رقبته من اي وقت مضى. اما بقية عناصر هذا الجانب فان اوراق القيادة الايرانية في الملف الفلسطيني تنمو وتتعاظم باضطراد حيث اثبتت الانتخابات البلدية في مناطق السلطة الفلسطينية ان المنظمات المحسوبة او الوثيقة الصلة على اقل تقدير بالنظام الايراني قد اصبحت ندا قويا بل اكتسحت في بعض المواقع الاسماء الاخرى المحسوبة على المشروع الامريكي. اما الملف الافغاني فان القيادة الايرانية يقينا تضحك في سرٍها على ورطة الادارة الامريكية في ذلك البلد حيث تكاد تختنق في رماله وتقدم تضحياتها هناك بصمت رهيب.

في الملف العراقي لايختلف إثنان في اخفاق وفشل الولايات المتحدة عن احداث اي خرق في هذا الجناح بل ان الملاحظ ان هذه الادارة قد التزمت منذ فترة خطة دفاعية تحاول من خلالها وبشق الانفس الحيلولة دون حدوث خرق ايراني حاسم على هذا الصعيد. لقد ترك الدور الايراني في العراق رأس الادارة الامريكية يدور كالمصراع حيث اصبحت عاجزة عن فعل اي شئ يساعد على ايقاف الانحدار في الوضع العراقي واحتمال خروجه من السيطرة في وقت كانت تأمل الادارة الامريكية فيه بناء وضع في العراق يكون بمثابة جرس قوي يطرق على الابواب الخارجية للنظام الايراني. هنا تجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة لاتتدخر جهدا في توجيه الضربات تحت الحزام الى الكيانات السياسية العراقية المحسوبة على الحصة الايرانية كما ان القيادة الايرانية نفسها لاتحرص على هذه الكيانات حرصها على مياه عيونها بل انها على استعداد تام لتقديم هذه الكيانات قرابين زكية على طريق تحقيق اجندتها الستراتيجية ولذلك فان تلك الكيانات وكما يقول المثل العراقي ( هي مْدومنة من الصوبين )!

اما الملف النووي فانه يحتل موقعا متميزا في هذه اللعبة المثيرة بل ان القيادة الايرانية تحاول ان تُسخِر جهودها على الاجنحة الاخرى بما يساهم في تخفيف الضغط على الوسط او على الملف النووي كما تحاول الولايات المتحدة في الوقت نفسه استغلال الضغط والمراوغة على الاجنحة بهدف وضع الملف النووي تحت الكماشة. ان كل المؤشرات تشير وبوضوح الى فطنة ودهاء القيادة الايرانية في التعامل مع الملف النووي حيث ان نجاح النظام الايراني في ابقاء الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي يدوران حول نفس الحلقة اي تخصيب اليورانيوم كلًَ هذه المدة الطويلة يعتبر انجازا كبيرا لهذا النظام. لقد هظمت القيادة الايرانية الدرس العراقي جيدا كما استفادت من التجربة الكورية الشمالية بذكاء ووصلت الى فلسفة مفادها ان التخلي الكامل عن احدى الحلقات يمهٍِِد الطريق لتقديم الحلقة الاخرى كما ان سياسة ( الخدِ والعين ) الكورية تصبح ضرورة ملحة في طور الخروج من عنق الزجاجة وبانتظار فرض الامر الواقع الذي سيكون التعامل ازاءه مختلف كليا عن فترة المخاض به. اذا كان البعض يثق بالطرح الايراني الذي يدعي ان الخيار النووي بالنسبة لايران لايمثٍل خيارا للاستخدام فان الكثيرين لايساورهم اي شك في اعتماد القيادة الايرانية للخيار النووي كخيار للابتزاز يمكن ان يعطي نتائج مذهلة تخدم الاهداف الايديولوجية وتفسح المجال لدور اقليمي ودولي كبير.

ان دخول جمل من ثقب ابرة ايسر بكثير من اقناع الولايات المتحدة و دول اخرى فاعلة في المجتمع الدولي من ان البرنامج النووي الايراني يستهدف الاغراض السلمية . ليس هذا تبنيا للموقف الامريكي لكن الكثير من الحقائق العلمية يضاف اليها الخلفية الايديولوجية للنظام الايراني تؤكد في ان قريحة النظام وشهيته مفتوحة وبنهم الى امتلاك نوع ما - في حدود الممكن - من الردع النووي او توفير كل عوامل القدرة على انتاجه وبسرعة عندما تتطلب الظروف ذلك على اقل تقدير. لذلك ليس متوقعا من الادارة الامريكية ان تسمح ولزمن طويل بأن تسير مباراتها مع القيادة الايرانية على مزاج هذه القيادة خاصة وان الكثير من الشواهد تشير الى ان هذه المبارة في اشواطها الاظافية واي هدف ايراني سيكون حاسما وقاتلا حيث سيفتح المجال امام مرحلة جديدة في الدوري الايراني الامريكي وعلى ضوء حقائق جديدة.

ان تعثر المشروع الامريكي بل وفشله في حلقاته السابقة وإخفاق اساليبه المتمثلة في الضغط والضرب على الاجنحة في الوصول الى الاهداف الموضوعة واعتقاد الادارة الامريكية في ان النظام الايراني يقف الان حجرة كبيرة تحول دون الوصول الى تلك الاهداف , كل هذا معززا بالكثير من التقارير الاخيرة التي نشرتها وسائل الاعلام ومن بينها ما اشار اليه السياسي الامريكي ليندون لاروش حول اعتزام الادارة الامريكية و بتحريض من نائب الرئيس ديك تشيني الى اللجوء الى الكيْ كحلٍ اخير وصفحة اخيرة في المخطط الامريكي يتلخص في توجيه ضربة جوية ماحقة للنظام الايراني حيث يقول لاروش في مقاله ان الاستخبارات الامريكية قد حددت 450 هدفا ايرانيا وعلى رأسها المواقع النووية الايرانية يمكن ان تستهدفها هذه الضربة المحتملة.

ان صقور الادارة الامريكية اصبحوا على ما يبدو اكثر اعتقادا في ان الخرق الماحق من الوسط الذي سيحطٍم شباك المرمى الايراني هو الخيار الوحيد الذي سيرمي في نفس الوقت بكلِ ملفات الجناحين الى خارج الملعب وينهي هذه المباراة الخطيرة .
في العراق يقولون ( إذا ما تتخَرْبَطْ بالمرًة ما تِصْفى ) . هل تعلًم الامريكان من خلال وجودهم في العراق هذه المقولة وامنوا بها ووضعوا حساباتهم الدقيقة لتحقيقها؟ اذا كان الرئيس الفرنسي قد قال يوما ان ابواب جهنم قد انفتحت كنتيجة فاشلة لتنفيذ الصفحات السابقة من المخطط الامريكي فان ايً اخفاق او فشل في تنفيذ هذه الصفحة ( اذا تقرر فعلا تنفيذها ) سيترك المنطقة والعالم يعيشان فندق جهنم ذات النجوم الخمس.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟