أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير















المزيد.....

وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترى هل شيَع اغلب العراقيون الوزارة الجعفرية الى مثواها الاخير وقرأ قسم منهم صلاة الفاتحة بينما قرأ القسم الاخر الصلاة الربِيًة ( كل حسب اعتقاده ) عليها وغسل كلَُ يداه من الفقيدة؟ أم لازال البعض منهم يعتقد بان المعجزات والاعاجيب يمكن ان تحدث في اي زمان ومكان فقرر ان ينتظر نفخة بوق رهيبة في جسد وروح الوزارة المبتلاة بمختلف الامراض المزمنة لكي يطهرها في لحظة واحدة من جميع تلك الامراض فتندفع من جديد الى الساحة لتشارك في كل سباقات العدو الطويلة؟ بين هذا وذاك يحكًُ البعض رأسه مرارا محاولا الوصول الى اللغز الذي يُفَسٍر عدم اقدام الامريكان على اطلاق رصاصة الرحمة على وزارة تركوها تولد وهي تعاني من شلل الاطفال.

شخصيا اعترف بانني من المعجبين بالدكتور ابراهيم الجعفري كشخصية انسانية تحمل حسا مرهفا واعتقد ان الكثيرين مثلي ( مِمًن لايعانون نقصا في الماء والكهرباء ) يستمتعون بسماع الدكتور الجعفري وهو يتحدث عن الفضيلة والوطنية والزهد والتسامي إلا انني استغرب حقا كيف غاب عن ذهن الدكتور الجعفري - المعروف باتقاده – قانونا كان قد وضعه النظام السابق ويبدو انه صحيح وصالح للعمل في زمن ذلك النظام ومابعده. ان ذلك القانون يتلخص في مقولة اطلقها يوما صدام حسين تقول ( لا يمكن ان توجد قمة وسط بحر من الرذيلة ). ما أقسى ان يصف الانسان ما صنعت يداه ! وعن اية قمة يتحدث من كان سببا وجزءا من ذلك البحر؟ . وفي الوقت الذي تفاءل العراقيون خيرا في ان بحر الرذيلة ذاك سينكمش رويدا رويدا ويتحول بسقوط النظام الى مستنقع صغير واذا بذلك البحر – ويالخيبة العراقيين – يتحول الى محيط كبير. لقد اصبح الفساد الاداري وباعتراف الوزراء انفسهم مرضا خطيرا يهدد حاضر ومستقبل العراق في الصميم .

تعرضت الوزارة – الجنين – في فترة الحمل الى نكسات وضربات شديدة تركت الكثيرين يصيبهم الشك في امكانية حدوث الولادة او في صحة الجنين اذا تمت بنجاح. وعندما حانت ساعة المخاض بعد انتظار طويل وبانت تباشير الوليد الجديد سارع المتنافسون المشاركون في العملية ممن يعتقدون ان لهم حقوق الابوة في الوليد الجديد الى سحب ذلك الوليد كل باتجاهه مما تسبب اصابته بالعوق كما ظهر بعد حين عندما بدأت تلك الاطراف يتهم احدها الاخر بالتسبب في ذلك. بالرغم من الامكانيات المحددة التي يتمتع بها وليد معوق فقد تم تسويقه اعلاميا على انه المنقذ والملبي لكل الطموحات والامال , ولان العراق في وضعه الراهن يعاني من تحديات جدية وكبيرة يجب ان ينهض بها من يجلس في موقع المسؤولية فيه , وهكذا كان من حظ هذه التحديات والمهام ان تلبس ثوبها الجديد وهو الوزارة الجعفرية او الوليد المعوق. لم تكن الامور بحاجة الى زمن طويل ليكتشف الكثيرون ان الثوب ضيق جدا على من يرتديه ولايمكن ان يكسوه ولذلك اصبح الشغل الشاغل للمسكين الدكتور الجعفري ان يرقع الثوب تارة من اليمين واخرى من الشمال وثالثة من الوسط الى الحد الذي اصبحت فيه الابرة والخيط تمثل عدة ضرورية لاتفارق جيبه.

ان المواطن في العراق يعطي شهادة النجاح او الرسوب لاي حكومة او مسؤول في هذه المرحلة استنادا الى حقيقتين اساسيتين هما الوضع الامني ومستوى الخدمات وتوفير فرص العمل للملايينن من جيش العاطلين لانهما يبعثان في نفس المواطن الامل في مستقبل افضل, ان هاتين الحقيقتين مثلهما مثل موضوعي القراءة والحساب لتلميذ الصف الاول الابتدائي اذا تمكَن منهما ضمن نجاحه وانتقاله الى الصف الذي يليه في حين تبقى الدروس الاخرى كالتربية الفنية والرياضية على اهميتها تحتل مرتبة ثانوية. يكاد اكثر الاطراف مناصرة وتاييدا لحكومة الدكتور الجعفري يعترف في ان انجازات هذه الحكومة في حقلي الوضع الامني والخدمات و توفير فرص العمل يكاد يكون متواضعا بينما تميل الغالبية من الراي العام الى تبني احكام خصوم الوزارة الجعفرية التي تؤكد عجز هذه الوزراة وفشلها في تحقيق اي تقدم يُذكر في هذين الحقلين لا بل ان بعض التقييمات تذهب الى اقسى من ذلك فتشير الى انحدار وتراجع يومي في الخط البياني لتحسن الوضع الامني او مستوى الخدمات العامة في البلاد . ان محاكمة اركان النظام السابق هي محاكمة عملية للماضي المؤلم قبل ان تكون محاكمة معنوية للمستقبل. لانقول ذلك تقليلا من شان هذه المحاكمة او اعتقادا بعدم ضرورتها ولكننا نعتقد ان المواطن العراقي كان سيتملكه شعور من نوع خاص لو انه كان جالسا في بيته , يشعر بالامان في بلده ,يتمتع بخيراته , لايعاني من نقص في الماء والكهرباء والوقود, تضرب النسمات العليلة من مكيفات الهواء وجهه وجسمه في حر الصيف اللاهب بينما هو مستلقيا يشاهد على التلفاز احداث تلك المحاكمات , ليس تشفيا – معاذ الله – ولكن شعورا بالتغيير و إستردادا للحقوق لكل ضحايا النظام و ردعا للنفس وتحفيزا لكي تتقدم دائما في الاتجاه الصحيح .

اما الادارة الامريكية فان نجاح وزارة الدكتور الجعفري لم ولن يكن في يوم من الايام هدفا لها بل على النقيض من ذلك وكما اوضحنا في احد مقالاتنا السابقة تحت عنوان ( الائتلاف العراقي الموحد في الفخ ) فان الخطة الامريكية تتلخص في افشال واجهاض بعض الاطراف التي لاتنسجم خلفياتها الدينية وارتباطاتها الخارجية مع التوجهات الامريكية عن طريق إسقاط هذه الاطراف شعبيا وجماهيريا واظهارها في مظهر العاجز الغير المتمكن والمتمرس على القيادة والغير القادر على تقديم اية مكاسب يجد المواطن العراقي نفسه بأمس الحاجة اليها.
ان الاداء الضعيف لوزارة الدكتور الجعفري يمثل رسالة مبطنة من الادارة الامريكية للناخب العراقي لكي يتدارك امره في الانتخابات المقبلة ويدقق في اختياراته اذا كان يرغب في الانتقال سريعا الى الصفحة التالية من المخطط الامريكي الموضوع للعراق , اما اذا كرر الناخب نفس الخيارات السابقة وكانت الانتخابات المقبلة في نتائجها نسخة طبق الاصل من الانتخابات السابقة فان مرحلة سبات جديدة تنتظر العراقيون شعبا ووطنا. و جيب ليل وأخذ عتابة .

إن الانسان ليصاب بالحيرة وهو يرى سياسيون أمضوا جُلً حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون على ان يلعبوا لعبة ( الروليت السياسية ) فيضعوا جميع اوراقهم مستندين على عامل الحظ في ان يغرف لهم الضربة الكبرى كما حدث مع الدكتور الجعفري حين وافق على ان يكون جزءا من فيلم وثائقي قصير ضعيف تأليفا وتمثيلا وانتاجا واخراجا ظنا منه بان هذا الفيلم الوثائقي قد يكون الطريق الى بطولة فلم روائي طويل في وقت يعرف فيه كلًُ من يُدرك ألف باء السياسة ان شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الافلام الوثائقية القصيرة قبل ان تتحول الى مرحلة الافلام الروائية الطويلة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير