|
المانيا تسجل التاريخ اما حربا أوسلاما ؟
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 19:26
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نكون او لانكون سؤال قديم رددناه كثيرا في زمن انتهى مفعوله وسؤال اليوم اخطر واهم اشتعال الحروب في الشرق الاوسط تحت مسميات مختلفة يتفق عليها البعض ويختلف عليها بعضنا الاخر مع تدفق سيل اللاجئين الهاربين من المناطق المشتعلة في الشرق الاوسط الى اوربا وتحديدا الى المانيا سؤال تقرره المانيا تحديدا. اما نعلن الحرب العالمية الثالثة او نتجنبها ونضمن السلام؟ يجدر الاشارة الى ان المانيا تعتبر من اهم اللاعبين في خريطة السياسة الدولية ولاينتبه لهذا الامر الا عدد قليل جدا من المهتمين بالسياسة الدولية. طبعا لانقصد تاريخ هتلر في ملاحقة وابادة من يختلف عن الالمان حسب وجهة نظره بل نتحدث عن السياسة الراهنة لالمانيا بزعامة المستشارة انجيلا ميركل وحكومتها التي قامت بعكس هتلر باستقبال اعداد هائلة من اللاجئين المسلمين من سوريا تحديدا يختلفون جذريا عن الشعب الالماني مما سبب غضب بعض الجماعات على الحكومة والخروج بمظاهرات حاشدة ضد اسلمة اوربا باستقبال المسلمين في بلادهم ومن جهة اخرى لاننسى دور الصين فان الدور العالمي والتاريخي للصين مع ازدهار العولمة وتثبيت قواعد طريق الحريرلديها خلقت الصين علاقات جديدة مميزة في السياسة الخارجية والتي ولاول مرة بينت الجغرافية السياسية الكارثية التي ادت الى حربين عالميتين في القرن العشرين المنصرم والتي كان يمكن التغلب عليها او تجنبها لو تعاونت الدول فيما بينها لخدمة المصالح والمنفعة المشتركة وتماما فان روسيا لها دورمميز مثل الصين خاصة مع وجود علاقات استراتيجية هامة بين روسيا والصين اضافة الى التفوق العسكري لروسيا اليوم في سوريا بضرب مواقع دولة الخلافة الاسلامية في سوريا او مايسمى جاحش وبالتالي فان دور روسيا الحالي ادى الى خلق تكوين جديد للسلطة العالمية وبالطبع هذا مايطمح اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد اثبتبتدخله العسكري في سوريا وضرب مليشيات دولة الخلافة الاسلامية اثبت بوتين كم هي جوفاء وحمقاء حكومة اوباما التي تدعوللقطب الاوحد كالعالدة . وفي كلمته الاخيرة في نادي فالداي تحت شعار الحرب والسلام شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخطر الذي يحدق بالعالم اذا استخدمت الولايات المتحدة نظام الدفاع الامريكي المضاد للصواريخ في اوروبا الشرقية في هجومها الاول مع استخدام الاسلحة النووية الحديثة وذلك بهدف حسب زعمها تدمير التسليح العسكري لخصومها بغرض تغيير التوازن الاستراتيجي لصالح الولايات المتحدة الامريكية وتخضع العالم كله تحت سيطرتها. في حين ان هذا التصرف الامريكي بكل تاكيد لن يؤدي الا الى الفناء المتبادل بعد الصفقة النووية الناجحة مع ايران . بحجة وجود تهديد كبير للولايات المتحدة سياتي من صواريخ ايرانية يوما ما رغم ان هذا التهديد لم يكن حقيقي وغير موجود على الاطلاق على ارض الواقع بل الهدف كله يدور حول استمرار وجود نظام الدفاع الامريكي ضد الصواريخ المضادة. وقد اكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين ان العمليات العسكرية الروسية في سوريا ضد مليشيات دولة الخلافة الاسلامية وبعض جماعات المعارضة المسلحة قد تكللت بالنجاح فهو في نفس الوقت يؤكد على فشل العمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط خاصة في العراق بل يؤكد بوتين على الاخطاء التي تعترف بها الولايات المتحدة في تسليح تلك الجماعات الارهابية لغرض اسقاط الحكومات الشرعية في الدول العربية والشرق الاوسط تحت شعار بناء الديمقراطية في الدول العربية باسقاط الديكتاتوريات من خلال تسليح المليشيات الارهابية دولة الخلافة الاسلامية والقاعدة كنموذج. وهنا ينبغي علينا ان نتامل بدقة سياسة الولايات المتحدة الامريكية المشوشة والمثيرة للسخرية في معالجة موضوع الحرب على الارهاب في الشرق الاوسط والحال هو نفسه للشعب الامريكي الذي يساهم في اللعبة باختيار حكومة المحافظين الجدد منذ فترة حكومة بوش وشيني الى فترة الادارة الحالية بزعامة باراك اوباما التي تنحصر بالحروب في جنوب غرب اسيا بالحرب على الارهابيين والتي تستند على أكاذيب وتمتازبانتهاك القانون الدولي الانساني ودون اية اجراءات قانونية شرعية سليمة بدون اضرار جانبية بل تعتمد على ارسال طائرات مقاتلة بلا طيار في جنوب غرب اسيا وغيرها وقتل مايزيد على 90 بالمئة من المدنين الابرياء العزل ومن جهة اخرى العديد من المنظمات الامريكية طالبت الكونغرس الامريكي بدراسة دقيقة لكل الوثائق السرية التي تبحث كل يوم ثلاثاء في الكونغرس الامريكي فيما يتعلق بلائحة الموت وتدفق اللاجئين الى اوربا وبالاخص الى المانيا نتيجة هذه الحروب والتي بالاحرى عززت من سيطرة دولة الخلافة الاسلامية ولم تقضى عليها كما هو يزعم! لكن التاريخ اليوم يضع كرته في ملعب المانيا بشكل خاص بسبب ازمة تدفق اللاجئين الى اوربا وبالاخص الى المانيا التي استقبلت اكبر عدد من اللاجئين السوريين الهاربين من سوريا وقدمت العون والمساعدة واللجوء لعدد كبير من الاطفال السوريين الهاربين من سوريا المرعوبين من الموت , لكن من جانب اخر لتدفق اللاجئين الى المانيا سبب وجود فوضى وقلق لدى مجموعات كبيرة للشعب الالماني ادت الى خروج مظاهرات عديدة مناهضة لاستقبال اللاجئين المسلمبن وترفض اسلمة اوربا باستقبال عدد كبير من اللاجئين المسلمين في المانيا وقد بينت معلومات من الشرطة الجنائية الالمانية بوجود اكثر من 500 اعتداء على مراكز ايواء اللاجئين في المانيا واخرها كانت محاولة اغتيال المرشحة في بلدية كولن السيدة هنرييتة رايكر وهذه الاحداث والفوضى في المانيا تعطينا رسم لخط رقيق يفصل بين العنصرية المتطرفة وبين سلوك مواطن قلق للحفاظ على حضارة بلاده من وجود لاجئين مسلمين باعداد هائلة ينتمون لثقافة تختلف جذريا عن ثقافة الالمان المتقدمة خوفا من تحويل وطنهم المانيا الى دولة خلافة اسلامية ! هذه التوترات التي اجتاحت المانيا والدول الاوربية الاخرى وهذه التهديدات التي تحولت الى حقيقة واضحة للعيون قد حذر منها سابقا الرئيس الروسي فلادميير بوتين! نعم لقد حذرنا الرئيس الروسي بوتين من سياسة الولايات المتحدة والغرب في دعم المنظمات النازية وتسليحها في اوكرانيا والتي ستؤدي الى انتشار هذه المنظمات النازية في كل اوروبا وكل ارجاء العالم ولهذا فان وصول لاجئين من دول اسلامية الى سلوفينا واوكرانيا وبعض الدول الاوربية التي تحوي هذه المنظمات النازية يثير المخاوف لتتحول الدول الاوربية الى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار باية لحظة بسبب اجتماع عاملين اثنين غير متجانسين لاجئين مسلمين باعداد هائلة ومنظمات نازية في ظل ازمة بطالة شاملة وازمة مالية حادة وتاريخ ارهبي سابق لمسلمين قاموا بعمليات ارهابية منتمين لخلفية اسلامية رغم ان بعضهم ولد في اوروبا لكن تربية الاهل الاسلامية التكفيرية ساهمت في تحويل ابنائهم الى ارهابيين اساؤا للجالية الاسلامية في الغرب عامة وسببوا في عدم رغبة الشعوب الاوربية في استقبال اللاجئين المسلمين !. ولهذا يجب ايجاد حل سريع لهذه الازمة وعلى المدى القريب قبل اشعال حرب اهلية في اوربا والحل موجود لكنه يتطلب سلسلة طويلة ومعقدة لتصحيح الاخطاء التي ارتكبت من الحكومات الغربية عامة وحتى الحكومة الالمانية يجب تصحيح سياسيتها الخارجية. اول خطوة هي وقف الحروب التي تستند على ادعاءات كاذبة ومزيفة! ثانيا .. على المانيا تصحيح سياستها فهي مسؤولة في التجسس الكلي على شعبها بكامل ارادتها ووعيها وذلك بالتعاون مع BND og NSA وكالة الامن القومي لاتاحة القاعدة العسكرية رامشتاين باستخدامها بطائرات بلا طيار لضرب مناطق محددة في جنوب غرب اسيا. والمانيا مسؤولة عن دعمها الضمني والصريح جزئيا لسياسة القطب الاوحد لواشنطن وانكلترا. ولكن العمل الوحيد المشرف لالمانيا والذي حفظت فيه ماء وجهها هو عدم اشتراكها في غزو العراق تحت حكومة شرودرولم تشارك المانيا في غزو ليبيا تحت حكومة ميركل ووسترويلة . ومن اخطاء المانيا انها ساهمت على مدى عقود في دعم صندوق النقد الدولي وسياسة شرط البنك الدولي تجاه البلدان النامية، مما حال دون أي تنمية حقيقية للدول النامية بل على العكس كانت الفوائد والارباح تعود لصالح الجماعات الدينية المتطرفة ، والذي عم بالفائدة الربحية للقطاع المالي في الإمبراطورية البريطانية تحت مسمى "العولمة" هي مجرد فترة أخرى. عندما الملايين من اللاجئين اليوم ليس فقط الهاربين من الحروب التي تستند على الأكاذيب، ولكن أيضا لاجئين هاربين من الفقر والمرض في الدول النامية- ما يسمى ب "اللاجئين الاقتصاديين" ("الراحة اللاجئين) عدد كبير من اللاجئين الاقتصاديين قادمين من البلقان، ومن جنوب أوروبا كاليونان وايطاليا واسبانيا وكذلك من أفريقيا - وهذا كله هو نتيجة لهذه السياسة الغربية التي امتدت لعقود طويلة هناك من ينتقد المانيا لتمسكها بايديولوجيات المدرسة النقدية ودعمها في مساندة الدول النامية فالبعض يرى بان الدول النامية لايمكن القضاء على مساؤها الا بالقضاء على الجهل والتخلف والامية فيها هو اساس الحروب فيها ولايمكن تحويل الدول النامية الى دول راقية الا بالقضاء على الامية فيها وليس بسياساتنا هذه ويقول البعض بانه طالما ان المانيا تجد الحل في هذه الازمة مع تدفق اللاجئين عليها هوفي سياسة التقشف التي تتبعها اليوم اليونان واوربا عامة لتوفير الدفوعات المقدمة الى اللاجئين حيث تجد الحل في تخفيض راتب التقاعد وتقليل ساعات الاطفال في الحضانة والاطفال في المدارس والجامعات .وهذا كله اي سياسة التقشف الاوربية سوف تؤدي الى توترات اجتماعية وهذه التوترات الاجتماعية التي تنمو يوميا في المانيا وكل اوربا بسبب تدفق اللاجئين الهائل سيؤدي حتما الى انفجار المنطقة ولهذا الحل في مساعدة الشعوب في نصف الكرة الارضية الجنوبي هو التنمية الحقيقة بالعلم والفن تدريس تلك الشعوب وليس الحل ببناء اسوار عالية لمنع تدفق اللاجئين الينا مع مايملكون من جهل وتخلف وامية بكل الاحوال للعلم ان مملكة السويد وصل عدد اللاجئين السورين فيها الان الى مايقارب 190 الف لاجئ سبب ذلك عجز كبير في ميزانية الدولة بمئات المليارات من العملة السويدية والمعلوم ان اوربا تعاني امة مالية منذ 2007 ومع تدفق اللاجئين ارتفعت فاتورة الدفوعات من ميزانية الدولة الى اللاجئين لدرجة وصلت الى مئات المليارات سببت عجز كبير في ميزانية الدولة المستقبلة لللاجئين السورين بالاخص المانيا والسويد والدنمارك وهذا سيؤدي الى توترات اجتماعية بين الموكانين ستؤدي بالنتيجة لاشتعال المنطقة بحرب اهلية مع وجود المنظمات النازية وتدفق بعض الاسلاميين المتطرفين من دولة الخلافة الاسلامية كلاجئين سوريين الى اوربا وقد بدات بعض معالم التطرف منذ ظهور دولة الخلافة الاسلامية وتسرب اعضائها كلاجئين في اوروبا دون تنبه من الحكومات الاوربية والفاتورة ستكون باهضة الثمن حرب اهلية في اوربا لاتنتهي الا بفناءالشعوب وختاما اذا كانت المانيا ترغب بانتهاء الحروب في الشرق الاوسط عليها ان تختار خطة حديثة في بناء تلك الدول النامية وترقيتها والمساهمة في تطوير شعوب تلك الدول المتخلفة وان تختار الحل الانساني الحضاري لهذه الازمة مع تدفق اللاجئين الهاربين من دولهم ومن الفقر والحرب التدفق الهائل من اللاجئين اليها هو ان تبني المانيا ونحن جميعا الاوربيون ان نبني نموذج حديث لطريق الحرير نموذج للحوار الحضاري بين الثقافات المختلفة جميعا واندماج سريع لللاجئين الجدد المسلمين المنتمين لثقافات مختلفة اليوم والتعاون مع جميع دول الاتحاد الاوربي لان الازمة مشتركة على الجميع والافالخطر سيفجر كل اوروبا وليس فقط المانيا مكارم ابراهيم
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحيا الدنمارك وكل العار للدول العربية الاسلامية!
-
نصوص مقدسة تحلل الارهاب للفوز بالجنة!
-
الموت اوطلب اللجوء عبر طريق الموت !
-
افغانستان للمسلمات وليس اوروبا !
-
حان وقت عودة الشيوعي المنفي الى سوريا
-
هيفاء عواد من الدنمارك لانقاذ اطفال سوريا
-
العالم سينتهي قريبا جدا
-
رسالة من تحت الماء
-
الى عبد الله خلف المعلق الدؤوب على صفحتنا
-
بابا الفاتيكان بين وجود الله وقتل الاطفال؟
-
مشكلة اللاجئين ماهو الحل؟؟؟؟
-
الى شموع سوريا مريم وجريس الهامس
-
الصحراء الغربية ليست قضية وهمية ولامصطنعة
-
من الشهيد محمد البوعزيزي الى الرفيق حمة الهمامي
-
السرطان وحبوب منع الحمل
-
الاعتراف بالصحراء الغربية
-
العنوسة و جهاد النكاح في الربيع العربي
-
ثلاثة ايام لن نقتل اطفالكم
-
اسرائيل بين سامي لبيب وزئيف هيرتسوغ
-
بين مطرقة داعش وسندان دكتاتور
المزيد.....
-
زلزال مدمر يهز كوبا شعر به سكان فلوريدا وميامي.. شاهد ما خلّ
...
-
السيسي: مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين أو تحويل غزة لمكان غي
...
-
-السيدة زينب- في ريف دمشق: حكاية المقام والمنطقة
-
محافظ شرطة باريس: منع دخول الأعلام الفلسطينية إلى الملعب في
...
-
موقع إباحي مطبوع على علب دمى للأطفال.. ما القصة؟
-
دراسة: الناتو لا يزال متفوقاً عسكريا بشكل واضح على روسيا
-
إسرائيل تحذر مواطنيها: جماعات موالية للفلسطينيين تخطط لإيذائ
...
-
ميقاتي: لبنان يمر بأزمة تاريخية تهدد حاضره ومستقبله
-
مراسلنا: مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي لمنزل وسط غزة
-
لافروف: سنعمل على إعداد ميثاق أوراسي للتنوع والتعددية القطبي
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|