أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -51-















المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -51-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


"تعلمُ لغةٍ أجنبية يجعلكَ حراً... ولكلٍ حسبَ مقدرته ونشاطه ما يستحقه".

كل اللغات الأجنبية نبيلة، بالإضافة إلى اللغة الأم...
في هذا السياق أتساءل: ما الذي أعاقنا، كسوريين، في الماضي عن تعلم اللغة الكردية والتركية والعبرية؟

***** ***** ***** *****

كلما غرِق في عمله حتَّى ذَقَنه، طالَ ذَقَنُهُ.
حالما يحلقُ ذَقَنه التي أهملها، يعود إلى توازنه الداخلي من جديد.
وهَكَذا دَوالَيْكَ...

***** ***** ***** *****

الْبَوْتَنَة
"لأَنْ يدخُلَ الجملُ في ثَقبِ الإِبرةِ أَيسَرُ مِنْ أَنْ تُبَوْتَنَ الرَّقَّةُ، أو أَنْ تنسحب القوات الهلالية من الجَبْهَة".
يقول أحدهم،

***** ***** ***** *****

يا أنتَ/أنتِ!
ليس من البديهيات أنْ تُنهي دورة اللغة الألمانية وتخوض امتحانها DSH بنجاح والذي يُعتبر شرطاً أساسياً للتسجيل الجامعي!

حالما تصبح طالباً في بلاد الغربة، تعود إلى رحم أمك من جديد، إلى الأمان الذي ضيّعته... مكاسبكَ الطلابية هي الحلمُ لكل من يدخل إلى هذه الأرض الكبيرة... لا تشعر بأهمية هذه المكاسب فعلياً إلّا بعد أنْ تُنجز دراستك الجامعية وتدخل في معترك الحياة المهنية...

فالطالب، أنتَ/أنتِ، لديكَ غرفتك الطلابية البسيطة والمجهّزة بكل ما يلزمك في حياتك كطالب، لا تحسب حساباً لخط الإنترنت، الماء الساخن والبارد، التدفئة، الكهرباء، توريد القمامة، تنظيف المداخل، أعمال الصيانة والغاز والرسوم المترتبة عليها جميعاً!

والطالب، أنتَ/أنتِ، لا تفكر بحاجتك الملحة للتواصل الإنساني والافتقار له في الغربة، فلديك في سكنك الطلابي ما يرضيك ويزيد عن احتياجاتك الروحية للتفاعل الاجتماعي، لديك زملاء من مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن طالبات وطلاب البلد المضيف... ولا تنسَ التخفيضات التي تحصل عليها في المطعم الجامعي، المسبح والملعب والمسرح والسينما والمتحف ودور الثقافة والنشاطات الفنية بأنواعها...

وما إنْ تَخرجَ من رحم أمك الجامعي هذا، حتى تعود مشرداً من جديد، تبحث عن أمان زائف، تبحث في كل الاتجاهات دون جدوى، إلّا إذا صادفت حصراً شريكاً من أهل الغربة ينتظرك، ذاك الذي يُعيدك إلى غرفتك الطلابية بوجه جديد.

***** ***** ***** *****

في تلك الليلة، عندما كنت في السادسة من عمري، حلمت أن والدي قد ذهب معي للنزهة فوق الثلج، في يومٍ مشمسٍ. وفجأةً سقط أرضاً. ركضت إليه، أخذت رأسه بكلتي يداي لمعرفة ما إذا كان قد أصيب بأذى. حينها رأيت أنّ جمجمته لم تكن إلا من زجاج سماوي اللون، رأيت داخلها، كان فارغاً بالكامل.
نظر إليّ وقال: "أشعر يا ولدي... بأن عظامي قد صارت فارغة، إنها تبدو وكأنما الحياة تتدفق مني ومنها وتسيل إلى الخارج الغامض".
كانت لحظة حاسمة في حياتي، في تلك الليلة عرفت أنه سيموت لا محالة.
ومات قبل هبوط مساء اليوم التالي.
كبرت، عادت إليّ الثلوج القديمة قادمة من حلمي العتيق، عندما قرأت مقتطفات للشاعر الروسي جيفغيني جيفتوشينكي:
وعندما يموت إنسان، يموت معه
الثلج الأول من صباح يوم رمادي،
القبلة الأولى ليلاً
والانفعال الأول.
يأخذ كل هذا معه في رحلته.
****
كيف يتعامل الأطفال مع الموت في سوريا؟
ماذا يقولون، عندما يفهمون أن أحد أفراد الأسرة قد ولى إلى الأبد؟
ماذا يدور برؤوسهم الصغيرة؟ كيف يبكون ويحزنون؟
كم كتبنا عن كل شيء ولم نكتب عنهم، عن حزنهم!

***** ***** ***** *****

تعلن شركات "ريم خلف" و بمباركة من خطيب المسجد الأموي عن افتتاح فروعٍ لها في المناطق غير المحتلة لبيع الورود و نباتات الزينة المستوردة و المستنبتة في "الأبواط" و"الخُوَذ" الروسية.

***** ***** ***** *****

مسافات طويلة في الغابات المظلمة و الجبال الوعرة، قطعها الرجل على حماره، حاملاً وَلَده المَحْمُوم في حضنه... محاولاً إنقاذه و الوصول به إلى الطبيب.
في الطريق، و ذات ليلٍ عاصف، ارتعبَ الطفل لاعتقاده الأكيد برؤية "ملك اللاجئين"!
قال بفرح: الملك يرجوني الذهاب معه يا أبي، إلى القصر، هناك ستعتني بي الأميرات، تداوينني و تغنجنني.
حاول الأب تهدئته وإقناعه بأنّ ما يراه ليس إلا وهماً أو ربّما سراباً و قد يكون ضباباً، لكن دون فائدة.
قال الأب: ما تسمعه يا ولدي، ليس إلا حفيف الأشجار وأصوات طيور سوداء!
ازداد هلع الولد، مات قبل حصول الأب على موعد لدخول العيادة.
عندما سمع الشاعر بالقصة، كتب أغنية بسيطة، سمّاها "ملك العفاريت".

***** ***** ***** *****

لا ينبغي على المتدين أن يكون بالضرورة يسارياً... لكن ينبغي عليه بالتأكيد أن يحترم مبدأ فصل الدين عن الدولة و حرية اللاتدين و مساواة المرأة مع الرجل.

***** ***** ***** *****

هي الذاكرة مثل الحُبّ!... في السنوات الخمسة الأولى للحياةِ في الغربة لا تقدر أن "تصنع" ذاكرةً "بيولوجية" لرأسك الجميل الباحث عن تجميع الذكريات، كما أنّك لا تستطيع أن ترتدي ذاكرة "مصنوعة" مسبقاً لأشخاص سبقوك إلى الغربة، كما هو الحال حينما تُلبس رأسك "القبعة "الفرنجية"، كي يقولوا عنك: لقد أصبح مغترباً، أصبح غريباً حقاً، يجيد اللغة، ولديه ذاكرة، ولم يمض عليه أكثر من سنوات خمسة في الغربة بعد!

لكن بمقدورك فعلاً، على الأقل مرة كل خمسة عشر عاماً، أن تَبني لك ذاكرة في الغربة، بالاجتهاد والمثابرة وإتقان اللغة وارتياد الحانات ومعاشرة النساء والرجال، شريطةَ فك كيس النقود "المغلق" بإحكامٍ عربي، كما أوصَتك الذاكرة الفردية والجمعية التي تشكّلت في الطفولة حيث الوطن، وإذْ تغادر الحياة، تكون قد أنجّبت ستّة ذواكر "بيولوجية" إجمالية على الأكثر، لأنّك ستسافر إلى رحلتك الأخيرة حتماً في نهاية العقد التاسع تماماً...
وكما الذاكرة هو الحُبّ أيضاً، يأتيك مرّةً واحدة كل خمسة عشر عاماً، وإذْ تَرحَل، تكون قد أحببّت ستّة مرات على الأقّل، آخرها اللَّحْد.

تتّبلور الذاكرة في الغربة عن طريق العين "البصر"، تصير أكثّف وأوسّع، حيث تتّحد الجزيئات الصغيرة لتكوِّن جزيئات كبيرة، فتستّرخي الرؤوس، تشّب وتتوقَّد... بينّما تتّبلوّر الذاكرة في الوطن بواسطة الأذن "السمع"، تصير أخّف وأضيّق، حيث تَتّحلّل الجزيئات الكبيرة إلى مكّوناتها الدقيقة، فتتشّنج الرؤوس، تنهمر بالدموع، تُهرم، تموت أبكّر.

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -50-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -49-
- المرسم
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -48-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -47-
- يانصيب الفرح
- قصة فيسبوكية قصيرة 2
- قصة فيسبوكية قصيرة 1
- السرسكية
- حَسْنَاءُ بِسْنَادا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -46-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -45-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -44-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -43-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -42-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -41-
- جراح أدونيس
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -40-
- بُوْظَة وشَّاي
- من مذكرات ضابط


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -51-