علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 02:04
المحور:
الادب والفن
ق. ف. ق. -1-
السرسكية
أهلكتهم الحرب و الريح. هبط المساء. عاد من عمله في ورشات البناء. وصل البيت. ماتت الكهرباء. لعن الظلام. سَبّ الرئيس. ذهب إلى خمارة "شيخ رويش". شرب حتى انتشى. رجع إلى الأولاد و أمهم "فهيمة". جلس مهموماً في غرفة الجلوس البسيطة. داعب ذقنه الطويلة و قططه. عاشت الكهرباء. شتم الكبير. شغل جهاز تلفزيون سيرونكس. اختفت الصورة "خشة". سمع صوت انفجار قذيفة. بكى الأولاد. تضاعفت كآبته. جنّ جنونه. أم الأولاد "فهيمة" تنشر الغسيل على السطح و الريح تلعب بفستانها.
صرخ بأعلى صوته: يا فهيمة... يا فهيمممممة... دون صدى.
صرخ مرة أخرى: يا بهيمة!... يا بهيمة!.
سمعته أم الأولاد، أجابت: ما بك يا "مقصوف" الرقبة.
ردّ: صحتُ بكِ "فهيمة"!... لم تسمعي... صحتُ بكِ "بهيمة"!... سرعان ما سمعت ندائي!... و ضحكَ عالياً.
لعنته الزوجة وسألته عما يرغب.
قال: حتى الصورة ميتة!. حَركي "إنتل" التلفزيون على السطح باتجاه "السرسكية"، ضيعة أهلك، كي أرى و أسمع ما يحكي أهلك للناس عني!... كي أرى و أسمع عن السقوطات في بلدي.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟