أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كتاب شادى الشماوي ، - قيادت شيوعية ، رموز ماوية -















المزيد.....


خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كتاب شادى الشماوي ، - قيادت شيوعية ، رموز ماوية -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 01:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1
ملاحظات حول فصلين من كتاب شادى الشماوي ، " قيادت شيوعية ، رموز ماوية "

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 ) .




" لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطأ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن " البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح ". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية ، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضرر كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية – اللينينية - الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية – اللينينية .
لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية – اللينينية - الماوية و تدعيمها."
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ).

مقدّمة :
جاء كتاب شادي الشماوي ، " قيادات شيوعية ، رموز ماوية " ليسدّ ثغرة فى الأدب الماوي باللغة العربية كان لا بدّ من سدّها منذ سنوات ، خاصة و أنّ رافعى راية الماويّة لإسقاطها من جهة قد إستغلّوا تلك الثغرة و راحوا يحقنون الماويّة الثورية بسموم قومية و أخرى ديمقراطية برجوازية و أحيانا بسموم أتعس من ذلك حتّى ؛ و من الجهة الأخرى قد إستغلّ التحريفيّون من كلّ المشارب جهل المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبية بتاريخ الماوية و رموزها ليشوّهوها و يقدّموها على أنّها نبتة طفيلية و الحال أنّها هي أصل الحركة الماركسية – اللينينية فى ستينات القرن الماضي و سبعيناته و أصل الحركة الماركسية – اللينينية – الماوية التى تقود فصائلا منها صراعات طبقيّة ثورية و حرب الشعب فى أكثر من بلد عبر العالم كجزء من الثورة البروليتاية العالمية بغاية إفتكاك السلطة و بناء دول جديدة تسعى للمساهمة فى الثورة البروليتارية بتيّاريها ( الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية بقيادة البروليتاريا و أحزابها الطليعية المتسلّحة بالإيديولوجيا الشيوعية ) و بلوغ الهدف الأسمى ، الشيوعية على النطاق العالمي .
ومن اللافت أنّ شادي الشماوي فى كتابه هذا لم يرمى فقط إلى التعريف بالقيادات الشيوعية ، الرموز الماوية و حسب و إنّما ، على طريقته الخاصة ، سعى جهده إلى تقديم كتابات هذه القيادات ليسلّح بها الشيوعيين فى نضالهم ضد التحريفية . و عند دراسة فصلين من الكتاب وقع عليهما الإختيار لأنّ كلاّ من إبراهيم كيباكايا و شارو مازومدار قد خاضا صراعات عاصفة و عميقة ضد التحريفية و قاد كلّ منهما تأسيس حزب شيوعي ثورى جديد منفصل عن الأحزاب التحريفية الخروتشوفية و إنطلق كلاهما فى قيادة حرب الشعب طويلة الأمد كلّ فى بلاده ، شدّتها إليها جمل و فقرات وضعنا تحتها سطرا .
و لمّا أعدنا قراءتها برويّة لمسنا مدى أهمّية الصراع ضد التحريفية فى سيرورة تأسيس الحزب الشيوعي الثوري و فى الحفاظ على خطّه الثوري و من ثمّة غمرتنا فكرة ضرورة تقاسم ما سطّرنا مع الشيوعيين و الشيوعيات و الثوريين والثوريّات و الباحثين و الباحثات عن الحقيقة . و بعد تقليب الأمر من عدّة أوجه و تخمّر الأفكار و تبويبها ، ها نحن نقدم على تغيير الضرورة التى وعيناها تمام الوعي فنعرض عليكم تلك الجمل و الفقرات مع إضافة بعض الملاحظات عسى أن تعمّ الفائدة المرجوّة .
و فى هذا السياق ، نشير إلى أنّ عنوان هذا المقال ألهمنا إيّاه نصّ شارو مازومدار المكتوب سنة 1965 و الحامل لعنوان " خوض الصراع ضد التحريفية المعاصرة " و على وجه الخصوص جملة " يجب علينا أن نخوض يوميّا الصراع ضد التحريفية " التى تلخّص حقيقة لا تزال صالحة إلى يومنا هذا .
و إعتبارا لأننّا لا نقرأ الوثائق لمجرّد المطالعة ، كنّا نعمل سلاح النقد فى ما يقع تحت أنظارنا من تلك النصوص متفحّصينها نقديّا و مطبّقين عليها قدر الإمكان " إنشطار الواحد " أي قانون وحدة الأضداد / قانون التناقض لإدراك نقاط الضعف و نقاط القوّة فى الشكل و المضمون و بالخصوص فى المضمون . و قد عثرنا على بعض نقاط الضعف أو الأخطاء لدى شارو مازومدار الذى أورد شادي الشماوي العديد من نصوصه فى حين أنّ نصوص إبراهيم كايباكايا قليلة و ما ورد منها بالعربيّة أو بالفرنسية أو بالأنجليزية لا يعدو أن يكون مقتطفات مختارة بدقّة متناهية فلم نجد فيها هنات . لكن من الأكيد أن مؤلّفات كلا الرمزين الماويّين قد طوّرها رفاقهم و رفيقاتهم من بعدهم فى الكثير من الوثائق خلال عقود ساعين قدر الطاقة إلى تعميق الصحيح و إستبعاد الخاطئ و مضيفين ما توصّلوا إليه بفضل التحليل الملموس للواقع الملموس و مراكمة التجارب المحلّية و العالمية نظريّا و عمليّا . و قد يستدعى تتبّع هذا التطوير دراسة برمّتها إن توفّرت الوثائق بلغة نفهمها .
و قد إستوقفتنا نقطتا ضعف لدى شارو مازومدار ، نراهما بوضوح اليوم و لم تكونا جليّتين وقتها . فقد يلمس من يقرأ نصوص مازومدار نزعة لينبياوية سادت نوعا ما فى صفوف الماويين فى ستينات القرن الماضي رغم معارضة ماو تسى تونغ لها و تردّدت حتّى فى تقرير المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني سنة 1969 و تمظهرت فى جمل من مثل الجملة التالية : " فكر ماو تسى تونغ بإعتباره ماركسية - لينينية عصرنا " ( نصّ " الثورة الديمقراطية الشعبيّة الهندية " ونصّ " " لنقاطع الإنتخابات " : المغزى العالمي لهذا الشعار " ) . و قد صارع ماو تسى تونغ و الماويون الحقيقيون من أجل التخلّى عن هذه الصيغة لكونها لا تعكس الحقيقة فالعصر هو عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و فكر ماو تسى تونغ ( أو الماويّة لاحقا ) تطوير لعلم الشيوعية الذى طوّره لينين قبل ذلك و فى نفس العصر و فى تقرير المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني لسنة 1973 إنتصرت الرؤية الصحيحة و تمّ تصويب الخطإ . و قد نتاولت أحزاب الحركة الأمميّة الثورية المتشكّلة سنة 1984 و التى ظلّت قائمة إلى حدود 2006 المسألة بالنقاش و التحليل و مضت أشواطا فى القطع مع اللينبياوية .
و أيضا ، أدركنا اليوم لدى شارو مازومدار نزعة عانت و لا تزال تعاني منها الحركة الشيوعية العالمية ألا وهي نزعة الحتمية التى نجد ترجمة لها فى الجمل الآتى ذكرها المبثوثة فى عدّة نصوص :
" - يدلّ إنتصار الثورة الصينية بجلاء الطريق التى ينبغى أن تتبعها شعوب المستعمرات و أشباه المستعمرات لكسب الظفر. و هكذا بدأ عهد الإنهيار التام للإمبريالية العالمية .
- صار واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء أنّ أيّام الإمبريالية أضحت معدودة .
- دخلت الثورة العالمية فى مرحلة جديدة و أرقى ، وتمضى الإشتراكية حتما نحو الإنتصار .
- إنتصارنا فى هذه المعركة إنتصار أكيد !
- فإنّ أيّام القوى الرجعية معدودة ، و ضوء شروق الماركسية- اللينينية – فكر ماو تسى تونغ سيقضى على كلّ الظلمات.
- سيؤدّى إنتصار الثورة الديمقراطية الشعبية فى هذه البلاد التى تعدّ خمس مائة مليون نسمة إلى الإنهيار الحتمي للعالم الإمبريالي و التحريفية . "
و قد شخّص بوب أفاكيان هذا المرض داخل الحركة الشيوعية العالمية و حدّد علاجه و قد ناقشنا تعارض هذه النزعة التى تشبه العقيدة الدينية مع جوهر المادية منذ ماركس و إنجلز و " بيان الحزب الشيوعي " فى كتابنا " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ ." و تحديدا فى النقطة السادسة من الجزء الثاني " علم الشيوعية فى مقابل البراغماتية والحقيقة الطبقية و الحقيقة السياسية و الحتمية ". ( " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " العددان 14 و 15 / أكتوبر 2013 ؛ مكتبة الحوار المتمدّن ).

و لا ظلّ للشكّ لدينا أنّ نقد ما تبيّن خطؤه لتجاوزه خدمة لقضيّتنا الشيوعية على النطاق العالمي لا يقلّل من قيمة تلك القيادات الشيوعية ، الرموز الماوية التى تظلّ عظيمة فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و يظلّ من واجبنا كورثة لها أن ندرس آثارها و نرفع رايتها و ندافع عنها و نطبّق الصحيح فى نظريّاتها و ممارساتها و نطوّرها .
و مسيرة ألف ميل فى خوض الصراع اليومي ضد التحريفية و إلحاق الهزيمة بها و لو إلى درجة هامة أو بشكل أساسي ( و ليس بشكل تام لأنّ الأمر غير ممكن حتّى فى المجتمعات الإشتراكية ) بالكاد بدأت فى صفوف الحركة الشيوعية العربية و بالتالى على الرفيقات و الرفاق الشيوعيين الثوريين حقّا التشمير على السواعد و بذل أقصى الجهود و سلوك دروب وعرة و متعرّجة فالتحريفية عشّشت فى صفوف الماركسيين بشتّى أصنافهم فى البلدان العربية و كما قال شارو مازومدار سنة 1965 فى نصّ " لننجز الثورة الديمقراطية الشعبية بالقتال ضد التحريفية " و كأنّه يتحدّث عن واقع الحركة الشيوعية العربية :
" بما أنّ التفكير التحريفي قد عشّش فى الحزب الهندي لمدّة طويلة ، لم نستطع أن نبني حزبا ثوريّا حقّا . و أوّل مهمّة تواجهنا اليوم هي مهمّة بناء حزب ثوري حقّا و نحن نقاتل بلا مساومة التحريفية ".
و تتوزّع محتويات هذا المقال على جزئين :
الجزء الأوّل : إبراهيم كايباكايا يواجه التحريفية و التحريفيين- ملاحظات حول الفصل الثالث من كتاب " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " لشادي الشماوي:

1- الإنطلاق فى الكفاح المسلّح .
2- حقّ الأمّة الكرديّة فى تقرير مصيرها .
3- فهم الثورة الكمالية فى تركيا .
الجزء الثاني : شارو مازومدار فى مواجهة التحريفية و التحريفيين – ملاحظات حول الفصل الرابع من كتاب " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " لشادي الشماوي:

1- مواجهة التحريفية بإستمرار .
2- تأسيس الحزب الشيوعي الثوري و بناؤه .
3- ضد العفويّة و الإقتصادوية .
4- الثورة الديمقراطية الجديدة و الفلاّحون .
5- الجبهة المتحدة : كيف و متى و مع من ؟
6- المسألة القومية و حقّ تقرير المصير .
---------------------
(1)
إبراهيم كايباكايا يواجه التحريفية و التحريفيين-
ملاحظات حول الفصل الثالث من كتاب " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " لشادي الشماوي.

1- الإنطلاق فى الكفاح المسلّح :
إستجاب الكثير من الشيوعيين عالميّا لنداء الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ، فى ستّينات القرن الماضي ، إلى القطع مع التحريفية المعاصرة إيديولوجيا و سياسيّا و تنظيميّا أيضا و تأسيس أحزاب شيوعية جديدة تكون ثوريّة قولا و فعلا . و قاد إبراهيم كايبكايا القطيعة التنظيمية و السياسية و الإيديولوجية فى تركيا و أسّس صحبة رفاق و رفيقات آخرين حزبا شيوعيا سرعان ما شرع فى الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب فى بداية سبعينات القرن الماضي . و ممّا لا يرقى إليه شكّ هو أنّ جزءا هاما من الإعدادات كان العمل على فضح تحريفية الأحزاب الماركسية الزائفة و خيانتها للشيوعية و للجماهير الشعبية . و نهض كايباكايا بالمهمّة فكتب جدالات ضد الأطروحات التحريفية . و بتمعّن الفقرات و الجمل التالية سندرك الأهمّية التى تتأتّى منها ، على أنّه يتعيّن أن نؤكّد أنّها لا تعدو أن تكون مقتطفات و بالتالى هي لا تعالج المسألة من كلّ جوانبها ، و بعمق و شموليّة قد يستدعيان عشرات الصفحات وأنّه يتعيّن أن نأخذ بعين النظر الإطار التاريخي لتلك النصوص .
" أ- من أجل الإنطلاق فى النضال المسلّح ، يطالب تحريفيو " شفق" بأن يكون السهل جافا :
" قبل الإعداد للقسم المتقدّم من جماهير العمّال – الفلاحين الأساسية للنضال المسلّح و قبل أن تكسب فكرة النضال المسلّح شعبية معيّنة فى صفوف الجماهير ، لا يمكن الشروع فى النضال المسلّح ، حتى و إن وجّهته أهداف صحيحة . حتى تشعل الشرارة سهلا ، يجب أن يكون السهل جافا ".
لا مجال للتأويل المغرض أو الإنكار. من أجل الإنطلاق فى النضال المسلّح سادتنا يطالبون بأن يكون السهل جافا.
هذه نظرية أخرى إبتدعوها لأجل تأجيل النضال المسلّح لسنوات. معارضين هذه النظرية اليمينية ، يدافع الماركسيون- اللينينيون عن التالي : يجب أن نشعل السهل من هذه المناطق ( لا نقول منطقة) الجافة. بمعنى ، فى المناطق حيث الظروف مواتية ، ينبغى الإنطلاق فى النضال المسلّح و على الفور. و مناطق السهل التى لم تجفّ بعدُ ستلفح بنار النضال المسلّح المخاض فى مناطق أخرى. و مع نموّ مناطقنا ، و تعزيز قوّتها ، ستتوسّع إلى هذه المناطق و تخوض النضال المسلّح هناك. و إشتراط جفاف كافة السهل أوّلا تفكير مختلّ. إنّه لا يتطابق و حقيقة أنّ " الثورة ستتطوّر على نحو غير متكافئ ". وعلاوة على ذلك، سيكون النضال المسلّح أكثر فعالية بمئات المرّات من العمل المقام عبر الدعاية و التربية السلميين. أشار الرفيق لينين و الرفيق ماو كلاهما مرارا و تكرارا إلى كيف أنّ النضال المسلّح يحدث قفزات فى وعي الجماهير ..."

ب - خطّ تحريفيي " الشفق" ليس " خطّا ثوريّا جماهيريا " و إنّما هو خط إعاقة الثورة :
" يأقلم تحريفيو " الشفق" أنفسهم ليس مع جماهير المناطق المتقدّمة بل مع جماهير المناطق المتخلّفة. لنفترض اليوم فى بعض مناطق تركيا أنّ الفلاحين مستعدّون للنضال المسلّح ، و فى مناطق أخرى ليسوا على إستعداد لذلك بعدُ . مفهوم التحريفيين للخطّ الجماهيري يجد من الضروري أن ينسجموا مع المنطقة المتخلّفة و ينأوا بأنفسهم عن المنطقة المتقدّمة. " ( نصّ " لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا " ).

2- حقّ الأمّة الكرديّة فى تقرير مصيرها :

يملى تطبيق الرؤية اللينينية لحقّ تقرير المصير على الشيوعيين الحقيقيين فى البلدان العربية أن يعيروا إهتماما خاصا لهذه القضيّة فقد وقع السقوط سابقا فى عدّة إنحرافات قومية و التذيّل للتيّارات القومية فى حين من الواجب تكريس النظرة و المنهج الشيوعيين إن أردنا أن نغيّر الواقع تغييرا ثوريّا و نمضي صوب القضاء على كل أشكال الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي . و علينا أن نسترشد فى هذا المضمار بالموقف الصائب الشيوعي و الأممي لكايباكايا :
أ- " فى بلادنا ، الجلادون الحقيقيون للإضطهاد القومي هم البرجوازية الكبرى التركية ذات الطابع الكمبرادوري ، و الإقطاعيون . و الإمبرياليون الأمريكان يساندون و يدعمون سياستهم فى الإضطهاد القومي و العنصرية . لكن البرجوازية الوسطى التركية ذات الطابع الوطني ، تساهم بطرق أدقّ و أرقّ فى الجريمة ذاتها... الدعوة إلى المساواة بين الأمم فى الأقوال أمّا فى الأفعال فنشر أفضلية تشكيل دولة للأتراك فقط و تصفية حقّ الأكراد فى إقامة دولة ، و الإعتماد على شعارات ديماغوجية برجوازية مثل " الوحدة القومية " و " السلامة الترابية " - أليس هذا دفاعا عن اللامساواة بين الأمم و عن إمتيازات البرجوازية التركية ؟
إنّ الإشتراكيين [ الشيوعيين الثوريين ] يعارضون حتى أبسط الإمتيازات المشجعة على تفضيل أمّة نسبة لأخرى و على اللامساواة . إنّنا ندافع و سنظلّ ندافع بكلّ ما أوتينا من جهد عن حقّ الأمّة الكردية فى تشكيل دولة و سنحترم هذا الحقّ إلى النهاية ؛ إنّنا لا ندعم الموقع المميّز للأتراك على حساب الأكراد ( و على حساب الأمم الأخرى) ؛ إنّنا ، دون تردّد نشرح للجماهير هذا الحقّ و نعلّمها أن ترفض حتى تشكيل دولة تحتكرها أية أمّة بمفردها على حساب الأمم الأخرى..." ( نصّ " إبراهيم كاباكايا بصدد المسألة الكردية " ).
ب- يدافع الشعب الكردي عن نفسه بطريقة بطولية ضد التعذيب و الإرهاب الأكثر قسوة ، اللذان يعتمدهما المهيمنون المتأمركون لإخضاع الشعب الكردي . و بسرعة يتعزّز نضال الشعب الكردي من أجل الحقوق الديمقراطية و المساواة فى حقوق الأمم و تقرير المصير.
و يدعم كلّ العمّال و الفلاحين فى تركيا هذا النضال . و تكاد السياسة العنصرية للإمبرياليين التى يراد من وراءها جعل شعوب تركيا تقف بعضها ضد بعض و إضطهادها ، تكاد أن تنهار ووحدة الشعوب على طريق الثورة تتوطّد ". ( مشروع البرنامج ، الفقرة 25).
" تعلن حركتنا أنّها تعترف بحق تقرير المصير الكردي و أنّها تعترف ، إن أراد ذلك ، بحق تشكيل دولة مستقلّة. و تعمل حركتنا... من أجل ان يستعمل حق تقرير مصير الشعب الكردي لصالح العمال و الفلاحين الأكراد.
و تمارس حركتنا سياسة تتجه إلى توحيد الشعبين الشقيقين بتركيا فى جمهورية ديمقراطية شعبية بذات الحقوق للإثنين . " ( نصّ " المسألة القومية فى تركيا " ).
3- فهم الثورة الكمالية فى تركيا :
يملك جلّ إن لم نقل كلّ الماركسيين فى البلدان العربية فهما خاطئا للثورة الكمالية فى تركيا و قد ذهب العديد منهم إلى إعتبارها ، تحت تأثير نزعة قومية برجوازية ، ثورة وطنية معادية للإمبريالية و الحال كما يشرح كايباكايا عكس ذلك . و قد إرتكبت غالبية أحزاب و منظّمات الحركة الشيوعية العربية أخطاءا فادحة عندما تحالفت مع أنظمة رجعية أو تذيّلت لها مدّعية أنّها ( الأنظمة الرجعية ) وطنيّة و قومية و مناهضة للإمبريالية و لا تزال هذه النظرة التحريفية تطلّ برأسها من حين إلى حين رغم أنّ الواقع سفّه أقوالها و أحلامها ، مساندة قوى إسلامية فاشيّة بدعوى الوطنية . لذلك نورد فقرات مطوّلة من تلخيص كايباكايا للكمالية :
1- الثورة الكمالية هي ثورة الشريحة العليا من البرجوازية التجارية و الملاكين العقاريين و المرابين الأتراك و عدد أقلّ من البرجوازية الصناعية الموجودة . و هذا يعنى أنّ قادة الثورة هم طبقات البرجوازية الكبرى الكمبرادورية التركية و الملاكون العقاريون . و البرجوازية المتوسّطة ذات الطابع الوطني لم تشارك فى الثورة كقوّة ريادية.

2- شرع قادة الثورة فى سنوات الحرب المناهضة للإمبريالية فى العمل بالوكالة لدي قوى الحلف الإمبريالي . و أظهر الإمبرياليون معاملة حسنة للكماليين و أخذوا فى الإتفاق مع الحكومة الكمالية.

3- بعد إمضاء الكماليين للسلام مع الإمبرياليين ، واصلوا عملهم المشترك و بعلاقات أمتن.

4- توجهت الحركة الكمالية " فى الأساس ضد الفلاحين والعمّال، وبالفعل ضد إمكانيات ثورة زراعية ".

5- نتيجة للحركة الكمالية ، تغيّرت الهيكلة الإستعمارية ، شبه الإستعمارية و شبه الإقطاعية لتركيا إلى هيكلة شبه مستعمرة و شبه إقطاعية ، أي أنّ الهيكلة الإقتصادية شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية ظلّت على حالها.

6- على المستوى الإجتماعي ، عوض البرجوازية القديمة الكمبرادورية التى كانت تنتمى إلى الأقلّيات القومية ، و عوض الشريحة العليا من البيروقراطية القديمة ، تهيمن البرجوازية التركية النابعة من البرجوازية المتوسّطة ذات الطابع الوطني و التى دخلت فى تعاون مع الإمبريالية و البيروقراطية الجديدة. و واصل جزء من الملاكين العقاريين و المرابين و التجار المضاربين القدماء هيمنتهم، و عوضت فئة فئة أخرى.

7- على المستوى السياسي ، عوض الحكومة الدستورية المرتبطة بمصالح النظام الملكي ، توجد حكومة تمثّل بصورة أفضل مصالح الطبقات المهيمنة الجديدة : الجمهورية البرجوازية . ظاهريّا ، كانت هذه الحكومة مستقلّة ، و فى الواقع ، سياسيّا هي شبه مرتبطة بالإمبريالية .

8- كانت الدكتاتورية الكمالية فى الظاهر ديمقراطية و فى الواقع دكتاتورية عسكرية فاشية .

9- "ما كانت تركيا الكمالية تستطيع الحيلولة دون أن تلقي بنفسها بين أحضان الإمبرياليين الألمان و الفرنسيين، و أن تتحوّل أكثر أبدا إلى شبه مستعمرة و عنصر من عناصر العالم الإمبريالي الرجعي".

10- فى السنوات التى تلت حرب التحرير ، كان العدوّ الرئيسي للثورة هو الهيمنة الكمالية .

فى هذه المرحلة لم تكن مهمّة الحركة الشيوعية أن تتحالف مع الكماليين ضد الطبقة القديمة من البرجوازيين الكمبرادوريين و الملاكين العقاريين التى فقدت موقعها المهيمن ( مثل هذا التحالف لم يتحقّق على أي حال فعلا أبدا ). كانت المهمّة فى الواقع هي الإطاحة بالهيمنة الكمالية التى كانت تمثّل الزمرة الأخرى من البرجوازية الكمبرادورية و الملاكين العقاريين و إقامة دكتاتورية الديمقراطية الشعبية فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة و بالإعتماد على التحالف الرئيسي للعمّال و الفلاحين...
=================================================================================================================================================



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدّمة كتاب - لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : ...
- تفاعلا مع تعليقات على مقالنا - هنيئا للسيّد فؤاد النمري و أم ...
- هنيئا للسيد فؤاد النمرى و أمثاله ببلشفيّتهم التى أوصلتهم إلى ...
- تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟ - عبد الله خلي ...
- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة - عبد الله خليفة ي ...
- مزيدا حول الأصوليّة الإسلامية و الإمبرياليّة و النظرة الشيوع ...
- ماو تسى تونغ منظرّ ماركسي لامع أم - صاحب فقر نظري - ؟ - عبد ...
- الماوية و الدين - - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم الن ...
- من مكاسب الثورة الماويّة فى الصين - - عبد الله خليفة يشوّه ا ...
- ماو تسى تونغ قومي أم أممي ؟ - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و ...
- دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي -- عبد ...
- فيما يشترك مقال السيد عبد الله خليفة و مقال السيد فؤاد النمر ...
- مقدّمة و خاتمة - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح ...
- تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا من أجل ...
- كيف يسيئ - الستالينيون - / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيي ...
- من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ ( تشويه فؤاد ا ...
- - الستالينية - و الماوية ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/7 )
- لنناقش وثائق أصدرها أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية بمناسبة ا ...
- نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية ( تشويه فؤاد النمري للماوية ...
- الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كتاب شادى الشماوي ، - قيادت شيوعية ، رموز ماوية -