أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - كيف يسيئ - الستالينيون - / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيين فى جوهرهم إلى ستالين ؟ ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/9 و الخاتمة )















المزيد.....



كيف يسيئ - الستالينيون - / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيين فى جوهرهم إلى ستالين ؟ ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/9 و الخاتمة )


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 07:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيين فى جوهرهم إلى ستالين ؟ ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/9 و الخاتمة )
( ملاحظة : تجدون الآن نسخة بى دي أف لكامل المقال و ملاحقه بمكتبة الحوار المتمدّن )
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
فى شهر جوان 2014 ، نشر السيد فؤاد النمرى على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ( العدد 4473 و 4476 و 4484 ) بمحور " أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية " مقالا فى ثلاث حلقات . وحمل المقال من العناوين عنوانا جذّابا هو " ماوتسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرا " فتلقّفه أعداء الماوية و كأنّه عطاء سماوي نزل عليهم بردا و سلاما فأسرع ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد بتونس الشهير بإنتهازيته التى فضحنا فى أكثر من مقال و كتاب ، إلى إلصاقه فى صفحة إعلامه الفيسبوكية إلى جانب نصوص سابقة لفرنسيين يهاجمون الماوية ، على أنّها وثائق للتكوين النظري و نحن لا نلومهم فى ذلك لأنّنا نعرف حقّ المعرفة جوهر خطهم الإيديولوجي و السياسي الخوجي المتستّر و لكن نتحدّاهم أن يتحلّوا بالجرأة الأدبية و النظريّة و يضعوا ردّنا هذا بين أيدى المناضلين و المناضلات القريبين منهم و البعيدين عنهم لدراسته أيضا فى ذات إطار التكوين النظري ! و بعد ذلك بزهاء الشهرين ، بنفس موقع الحوار المتمدّن ، نشر السيد عبد الله خليفة مقالا يهاجم فيه الماوية على أنّها إيديولوجيا متطرّفة ( " الماويّة : تطرّف إيديولوجي " ،31 أوت 2014 ).
و حالما وقعت أعيننا على المقال الأوّل و المقال الثانى ، إنغمسنا فى قراءتهما على عجل بإعتبارهما يخصّان الماركسيين- اللينينيين – الماويين عموما و يخصّان محور إهتمام نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " خصوصا . و قد هممنا بالردّ الفوري على التشويهات البيّنة فى المقالين إلاّ أنّنا تريّثنا قليلا لسببين إثنين أوّلهما أنّنا كنّا منكبّين على إنجاز أعمال مبرمجة منذ مدّة و نعدّها ذات أولويّة قصوى و ثانيهما أنّنا بتريّثنا ذلك نفسح المجال لغيرنا من الماويين ليقوموا بواجب الذود عن الماويّة ، سيما و أنّ المهمّة هيّنة نوعا ما نظرا لتوفّر مقالات و كتابات ماويّة بالعربيّة و بعدّة لغات أخرى تزخر بالتحاليل النظرية و الحقائق التاريخية و بعضها قد تناول التشويهات التى يكرّرهما السيدان النمرى و خليفة فى ما حبّراه .
و للأسف ، على حدّ علمنا ، ما من قلم ماوي إستجاب لنداء الواجب و خاض الصراع النظري اللازم بهذا المضمار بما هو جبهة من الجبهات الثلاث للنضال البروليتاري كما شرح ذلك لينين فى كتابه المنارة ، " ما العمل ؟ " ( الجبهات الإقتصادية و السياسية و النظرية - فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " ) فوجدنا أنفسنا بعد أشهر و بعد أن فرغنا من أعمال إشتغلنا عليها لمدّة طويلة ، مضطرّين إضطرارا إلى أن نترك جانبا الأعمال الأخرى التى تنتظرنا لنلبّى نداء رفع راية الماوية و كشف التشويهات الجديدة / القديمة لها و إبراز الحقيقة بشأنها ، الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات معروفة للينين .
و فى مقالنا الحالى سنتولّى الردّ على تشويهات السيد فؤاد النمرى و نعلنها من البداية أنّنا سنقتصر هنا على ما ورد فى مقاله ( و التعليقات المصاحبة له ) دون سواها من مؤلّفات الكاتب الذى نعتقد أنّ الإحاطة العميقة و الشاملة بخطّه السياسي و الإيديولوجي و من جميع جوانبه تستحقّ قراءة قد تستغرق لا مقالا واحدا بل عدّة مقالات و كتابا أو أكثر ؛ و هذا ليس هدفنا فى الحيّز الزمنى المحدود الذى بحوزتنا الآن ، على أنّ هذا لا يعنى أنّنا لن نتناول بالبحث أطروحاته مستقبلا كلّما توفّرت الفرصة .
و لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية.
و ينهض مقالنا هذا على الأعمدة التالية :
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنّما النيل من الماوية :
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى :
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
2) النمرى و ذهنية التكفير :
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى :
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
- الماوية و الفلاّحون :IV
1) السيد النمرى و الفلاحون :
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
-V الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات تاريخية ؟
1) إنتصارات الثورة الثقافية
2) القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
3) الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يحتاج عدة ثورات ثقافية بروليتارية كبرى لا ثورة واحدة :
4) كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
5) " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
VI - نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية :
1) ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2) اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:
VII - " الستالينية " و الماوية :
1) لا " ستالينية " بل لينينيّة :
2) الموقف الماوي من مسألة ستالين منذ 1956 :
3) تطوير ماو تسى تونغ لفهم الإشتراكية :
VIII - من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ :
1) حول طريق الثورة فى الصين :
2) الإستسلام و العمل فى ظلّ دولة يحكمها الكيومنتانغ أم مواصلة الثورة ؟
3) كيف تعامل ستالين و ماو تسى تونغ مع هذه الإختلافات ؟
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيون فى جوهرهم إلى ستالين ؟
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا:
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ آراء ستالين:
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا:
5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
خاتمة :
الملاحق :
1- مقال فؤاد النمري " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرًا " ( و ما صاحبه من تعليقات ).
2- مقالان لماو تسى تونغ باللغة الأنجليزية :
أ- " حول كتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
ب- " ملاحظات نقديّة لكتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
3- مضامين " كتاب الإقتصاد السياسي – شنغاي " 1974 ( مرجع هام آخر لمن يتطلّع إلى معرفة الإقتصاد السياسي الماوي من مصدره ، أو إلى النقاش على أسس دقيقة و راسخة ).
4- نماذج من المقالات و الكتب الماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958- 1976) ؛
الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
=============================================================
مارس 2015
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيين فى جوهرهم إلى ستالين ؟
و هنا كذلك لن نحتاج إلى تحبير مزيد الصفحات الجديدة بما أنّنا تطرّقنا إلى الموضوع عينه فى كتاب لنا معنون " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه . ". و منه نقتبس لكم الفصل الخامس إجابة على سؤال هذه النقطة الهامة :
" منذ عشرات السنين الآن أعلن الماويون عبر العالم أنّ الهجوم على ماو تسى تونغ يعنى هجوما على الماركسية- اللينينية و أثبتوا ذلك بالحجّة و البرهان سواء فى جدالهم الكبير ضد التحريفية المعاصرة أم ضد التحريفية الصينية و على رأسها دنك سياو بينغ أم ضد الخوجية . و فى موضوع الحال ، و الردّ على البلشفي/ الخوجي، سنثبت لكم كيف أنّ الأمر ينسحب على الحديدي/ الزئبقي و من لفّ لفّه.
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا :
لقد كان ستالين من النزاهة بمكان بحيث إعترف بخطئه تجاه الحزب الشيوعي الصيني أمّا البلاشفة / الخوجيين فيدافعون عن ما إعتبره ستالين ذاته خطأ و صحّحه. جاء فى " تعليق مقتضب على تمهيد "هل يمكن أن نعتبر ماوتسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " :
" كان ماو حتى قبل وفاة ستالين و بالخصوص بعدها أحد أعلام الحركة الشيوعية العالمية و لا أدل على ذلك من جملة لهوشيه منه صاغها فى " تقرير سياسي ألقي فى المؤتمر الوطني الثاني لحزب العمال الفتنامى المنعقد فى شباط (فبراير) 1951 [أي نعم فى 1951!!] وهي تقول :" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماوتسىتونغ" (الصفحة 346-347 من "مختارات حرب التحرير الفتنامية " دار الطليعة ، بيروت).
ستالين و الأممية الثالثة ما إعتبرا يوما الحزب الشيوعي الصيني فى ظل قيادة ماو تسى تونغ تحريفيا أو برجوازيا صغيرا و إنما حزبا بروليتاريا منتميا الى الحركة الشيوعية العالمية و مساهما فيها بنشاط عمليا و نظريا ويأتى أهل الكهف ليطعنوا فى ثوريته و ثورية الماوية التى قادته لأربعة عقود فينقضون وجهة نظر ستالين و الأممية الثالثة مستهزئين بهما و ملحقين بهما الإحتقار و الحال أنهما عايشا و عاينا التجربة الثورية الصينية و تابعاها عن كثب بل و ساهما فيها و بالتأكيد كانا مطلعين على دقائق كتابات ماو التى هي وثائق الحزب الشيوعي الصيني، هذا فضلا عن أن الأممية الثالثة لها هي و ستالين نصوصا و وثائق عدة بصدد الصين. فمن نصدق القيادة البروليتارية العالمية و قد تعاملت مع الحزب الشيوعي الصيني فى أدق تفاصيل نشاطه التكتيكي و الإستراتيجي و كان لها مبعوثها للصين وممثلين للحزب الشيوعي الصيني فى الأممية أم أهل الكهف الذين يفصلهم عن الثلاثينات و الأربعينات و الخمسينات أربعون سنة فأكثر والذين لم يتفحصوا نصوص و مواقف الشيوعيين الصينيين و لا نصوص و مواقف القيادة البروليتارية العالمية بخصوص الصين ؟
بحكم أننا لا ننبذ تاريخ الطبقة العاملة العالمية مثلما يفعل أهل الكهف و ننظر إليه نظرة مادية ونقدية بناءة ، فإننا نصدق تاريخ الحزب الشيوعي الصيني و ستالين و الأممية الثالثة خاصة و أن الوقائع و الأحداث التاريخية أثبتت صحة موقفهما الأممي ( و إن وجدت خلافات معينة بينهما و بين الحزب الشيوعي الصيني فإن تاريخ الصراع الطبقي فى الصين أكد سداد وجهة النظر الماوية ) وأثبتت صحة الأطروحات النظرية و الممارسات العملية للماوية التى قادت الى إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة سنة 1949."
و بينما لم يدّع ستالين بتاتا أنّه لم يخطئ أبدا ، يدّعي هؤلاء البلاشفة / الخوجيين واقعيّا و عمليّا عدم قيامه بأية أخطاء حتى و هم يصوغون كما أنف الذكر جملا من نوع " إنّنا لا نقول إنّ ستالين لم يرتكب أية أخطاء" . مثلهم مثل "الوطد" لا يغامرون أصلا بالإشارة و لو لخطإ واحد لستالين ما يستدعى تحليل هذا الخطإ تحليلا علميّا و شرح مسبّباته الموضوعية و الذاتية و كيفية تجاوزه.
إنّهم لا يطبّقون على ستالين الجدلية و " إزدواج الواحد" اللينيني بل يكرّسون تجاهه نظرة ميتافيويقية إحادية الجانب تدافع عنه دفاعا أعمى و بدفاعهم عن ما تبيّن واقعيّا و بالتحليل الملموس للواقع الملموس أنّه خطأ ، يسيئون لستالين و للماركسية - اللينينية عموما و يشوّهونها فى أعين البروليتاريا و الجماهير الشعبية ،عوض التحلّى بالشجاعة و القيام بالواجب من دراسة و تحليل و تلخيص و الدفاع عن الصواب و نقد الأخطاء نقدا مبدئيّا رفاقيّا و بناء مهما كان من إرتكبها لأنّ الحقيقة هي الثورية .
و بما أنّ البلشفي/ الخوجي أصدر " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته " فى شكل عرض لمضامين مثلا كرّاس " المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية "، نودّ أن نلفت الإنتباه إلى إساءة أخرى لذكرى ستالين و لينين معا وهي تتمثّل فى عدم التفطّن بموجب عدم الدراسة النقدية العميقة و الشاملة إلى أنّ ستالين إرتكب خطأ فى ما يتصل بالجدلية حيث بسط أربعة قوانين للديالكتيك واضعا قانون التناقض/ وحدة الأضداد فى المصاف الأخير و الحال أن لينين و بكلّ جلاء قال عنه فى " حول الديالكتيك " : " إن إزدواج ما هو واحد و معرفة جزئيه المتناقضين (...) يشكّلان جوهر الديالكتيك ( أحد "جواهره"، إحدى خصائصه ، أو ميزاته الرئيسية ، إن لم تكن خاصته الرئيسية." ( صفحة 386 من "ماركس- إنجلز- الماركسية " دار التقدّم ، موسكو). لا شكّ فى أنّ ستالين أخفق هنا فى تعميق رؤية لينين لجوهر الديالكتيك و ماو تسى تونغ فى " فى التناقض" هو الذى سيعيد للفهم اللينيني بريقه و يبنى عليه صرحا أعمق و أمتن مطوّرا فى ذلك المقال و فى " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " ثمّ فى " حوار حول الفلسفة " المادية الجدلية.
و هنا نلمس كيف تسيئ الدغمائية التحريفية لكلّ من ستالين و لينين لأجل النيل من ماو تسى تونغ بالتأكيد ليس خدمة للثورة البروليتارية العالمية.
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
و من المفيد هنا أن نذكّر بما أوردناه سابقا من مقاربة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني لمسألة ستالين التى تهمّ الحركة الشيوعية العالمية بأسرها و تحمل سمة المرحلة :
" بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين . عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء في ما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ، و وراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة. و هذا حكم عادل.
في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين".
ناقدا بعض أخطاء ستالين الثانوية و مدافعا عن جانبه الصحيح الرئيسي (سبعون بالمائة صحيح مقابل 30 بالمائة خاطئ)، لم يقم ماو تسى تونغ إلاّ بالواجب الذى تفرضه المبادئ الشيوعية و أبدا لم يعتبر ماو تسى تونغ لينين و لا ماركس و لا إنجلز مخطئين مثلما يدّعى زورا وبهتانا البلشفي / الخوجي الذى دبّج: " ماو قام بالإختيار عندما أعلن صراحة أنّ ستالين و الكومنترن، و بالتالى ماركس و إنجلز و لينين ، كانا مخطئين"( " إغتيال ستالين...).
أوّلا، كمادي جدلي لا يستعمل ماو تسى تونغ و لم يستعمل صيغة تعميمية "ستالين مخطئ" بل أشار إلى بعض الأخطاء المؤقتة و الثانوية و حدّدها و أكّد أنّ الجوهري و الرئيسي لدي ستالين صحيح و يجب مواصلة دراسته و إعتماده و أنّ ستالين مع ذلك يظلّ ماركسيّا عظيما. و ثانيا، أن ينقد ستالين لا يعنى آليّا و ميكانيكيّا نقد ماركس و إنجلز و لينين. نظرة البلشفي / الخوجي ميكانيكية أمّا ماو تسى تونغ فمادي جدلي. و ثالثا، قبل أن يعلن ماو صراحة موقفه من ستالين و نقده له مع دفاعه عن الصحيح الجوهري و الرئيسي لديه ، كان ستالين عينه قد قدّم نقده الذاتي و إعترف بأخطائه بصدد الثورة الصينية و" ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب" .
"و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية. و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه. كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" ( الصفحة 17 من " حول مسألة ستالين" تعليق ثان ضمن جملة من التعليقات على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بقلم هيئتي تحرير صحيفة "جينمين جيباو" و مجلة " العلم الأحمر" فى 13 سبتمبر(أيلول)1963 (دار النشر بالغات الأجنبية – بالعربية ، بيكين 1963) ).
أمّا البلاشفة/ الخوجيون ، و حتى بعد إثبات الواقع و الممارسة العملية صحّة الخطّ الماوي فى الثورة الصينة و خطأ نصح ستالين و حتى بعد إعتراف ستالين ذاته بأخطائه تلك ، يتمسّكون بأهداب أخطاء ستالين و خطّ وانغ مينغ و لي لي سان و يكرّرون على مسامعنا ما سمعناه قبلا من خوجا فى "الإمبريالية و الثورة " و من محمد الكيلاني فى " الماوية معادية للشيوعية" و من أصحاب " هل يمكن...؟" . و بمثالية يحوّلون الصحيح إلى خاطئ و الخاطئ صحيحا ويدينون ماو تسى تونغ على شيء صحيح قام به " أطاح ماو بالقيادة البلشفية ( إقرأوا ال"يسارية " الدغمائية المغامراتية ثمّ اليمينية) للحزب التى ركّزها الكومنترن " ( " إغتيال ستالين ...") . بإعترافه بالخطإ ، يقرّ ستالين بصحّة الخطّ الماوي و بخطإ خطّي وانغ مينغ و لي لي سان اللذان تسبّبا فى هزيمة خطيرة للقوى الثورية فى البلاد لأنّهم " أصحاب نزعة الجمود العقائدي ينكرون خصائص الصين ، و ينسخون تجربة ما عن الثورة الروسية" ( "من جديد حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا") ومع ذلك يرغب البلاشفة / الخوجيون فى تجديد العهد مع إنكار خصائص الصين و خصائص الثورة فى أشباه المستعمرات فيشوّهون بتمّسكهم بالأخطاء القاتلة ذكرى ستالين و يدفعون بالقوى الثورية إلى نفق مغلق و هزائم أخرى على عكس ما إنتهى إليه تكريس الخطّ الماوي من إنتصار الثورة فى الصين.
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ أراء ستالين :
لتميرير آرائهم الخاطئة الدغمائية التحريفية ينسبها الجماعة إلى ستالين و من ذلك :
أ- ورد فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" و فى الجملة الأولى منه بالذات :" على غرار أعمال لينين ، تشكّل أعمال ستالين تعميما نظريّا و تجسيما للتجربة الثورية للبروليتاريا العالمية و البروليتاريا الماسكة بالسلطة فى الإتحاد السوفياتي إلى غاية 1953. "
لا ليس الأمر كذلك! ستالين مواصل للينينية و ليس " على غرار أعمال لينين". هذه واحدة. ثمّ ليست أعمال ستالين " تجسيما " للتجربة الثورية للبروليتاريا العالمية إذ هي أوّلا نظريّا تحليل و تلخيص و سياسات و برامج إلخ فى سياق فترة من هذه التجربة أساسا بعد وفاة لينين فى سياق قيادة هذه التجربة وثانيا يتعلّق الأمر فقط بمناطق معيّنة من العالم فمثلما أشرنا أخطأ ستالين بشأن بعض المسائل الخاصّة بالثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين و كان ماو على صواب فى إعتراضه على مقترحات ستالين ، هذا فضلا عن كون البروليتاريا لم تمسك بالسلطة فى الإتحاد السوفياتي فحسب وهو ما يتضارب مع ما سيصرّح به البلشفي / الخوجي ذاته من وجود معسكر إشتراكي .
ب- فى " ضد التصفوية الماوية ..." ورد على لسان البلشفي/ الخوجي أنّ الثورة " الديمقراطية الجديدة " : " فى الحقيقة أطروحة تحريفية تتعارض مع التصوّر الماركسي- اللينيني الذى صاغه لينين و ستالين فى كتاباته حول المسألة القومية و الكولونيالية و الذى كرسته الأممية الثالثة و خاصة فى مؤتمريها الثاني و السادس."
و قد خضنا فى المسألة بكثير من التفاصيل فى مكان آخر ، نذكّر بانّ لينين طلب من شيوعيى بلدان الشرق و الصين على حدّ علمنا من ضمنها ، إيجاد طرق جديدة للثورة و بان ستالين كان وراء التحالف مع البرجوازية الوطنية و كتلة الطبقات الأربعة و بالتالى يطعن البلشفي / الخوجي ستالين فى الظهر و لا يدفع إلى قلب المشهد آراء عدوّه تروتسكي و يدافع عنها على أنّها آراء ستالين بما يذكّرنا بتقديم نظرية دنك سياو بينغ للعوالم الثلاثة على أنّها لماو وهو منها براء.
ج- فى حين انّ الحركة الشيوعية لم تكن أبدا مستعدّة لما حصل فى الإتحاد السوفياتي من صعود التحريفية للسلطة أي صعود البرجوازية الجديدة للسلطة و لم تفهمه الغالبية الساحقة من الأحزاب و المنظّمات الشيوعية نتيجة إعتبار ستالين ، فى دستور 1936 ، المجتمع السوفياتي متكوّن فقط من طبقات صديقة – عمّال و فلاّحين و مثقّفين ثوريين – يقوّل الجماعة ستالين أنّه تحدّث عن خطر إعادة تركيز الرأسمالية " ووضع الشروط الضرورية لإفشال هذا الخطر".و بالطبع ليس بوسعهم تحديد مرجعهم فى ذلك و لا ما هي هذه " الشروط" مثلما ليس بوسعهم تحديد أخطاء ستالين ذلك لأنّ المغامرة بولوج هذه الدروب ستفقدهم توازنهم تماما و تعرّى المنطق الأخرق الذى يقوم عليه صرح " بلشفيتهم/ خوجيتهم".
ح- نقرأ فى " ستالين قائد ..." : " وهو من قاد الإتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية من نصر إلى نصر حتى أصبحت الإشتراكية أقوى من الإمبريالية فى العالم".
لا أبدا، بتاتا، بالمرّة ، مطلقا ...لم يصبح المعسكر الإشتراكي فى أي وقت من الأوقات أقوى من الإمبريالية . صحيح أنّ هذا المعسكر توسّع و ضمّ عدّة بلدان لا سيما الصين بعد إنتصارالثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا سنة 1949، إلاّ أنّ فى التناقض/ وحدة الضدين إمبريالية / ثورة بروليتارية عالمية ، ظلّ الطرف الرئيسي للتناقض ،الطرف السائد ، هو الإمبريالية و ظلّ الطرف الثانوي ، المهيمن عليه ، هو الثورة البروليتارية العالمية و إن أضحت تملك قوّة لا بأس بها يقرأ لها ألف حساب عالميّا. و لكن هذه القوّة كانت تناقضاتها الداخلية تحتدم حيث بفعل أخطاء الأحزاب الشيوعية فى ظلّ الضغط الإمبريالي العالمي و بفعل تناقضات المجتمع الإشتراكي ذاته بما هو مجتمع طبقي إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية و ما يحمله فى طيّاته من إمكانية التقدّم نحو الشيوعية و كذلك من إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ، أخذت التحريفية تكتسح الأحزاب الشيوعية إكتساحا منذ الثلاثينات و كانت وفاة ستالين و تغيير لون الحزب و الدولة السوفياتية من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين بمثابة إشارة إنطلاق تشجّع التحريفيين فى الأحزاب الأخرى على تنظيم الهجمات الأخيرة المتتالية و تغيير لون الأحزاب من بروليتارية رئيسيا إلى أحزاب برجوازية.
و هكذا مطبّقين المادية الجدلية ، نكشف مكامن القوّة و مكامن الضعف أي طرفا التناقض / وحدة الأضداد ، لا طرفا واحدا كما يفعل البلاشفة/ الخوجيين متسبّبين بذلك فى إساءة لستالين و للحركة الشيوعية العالمية.
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا :
حقيقة تاريخية موثّقة أنّ كتابات ماو و لا سيما " فى التناقض" و "حول الديمقراطية الجديدة " نشرت فى مجلّة الأممية الثالثة و أنّ ستالين لم ينقدها على أنّها من المؤلفات التحريفية. و بعد أجيال و أجيال يأتى البلاشفة / الخوجيين ليجعلوا من " حول الديمقراطية الجديدة " مؤلّفا تحريفيا. فمن نصدّق ستالين و قد كان يقود الأممية الشيوعية أم الناهلين من ماء بلاشفة الكندا الذين إندثروا؟ و هذه منهم إساءة أخرى لستالين لا لبس فيها و لا غبار عليها. وهي ليست الوحيدة إذ حوّل الجماعة ستالين إلى إنتهازي و مجرّد ليبرالي . هذا ما يفيده كلام الحديدي/ الزئبقي فى نصّ " إغتيال ستالين..." :
- " و يعترف ماو بتصفية الخطّ البلشفي [ إقرأوا الدغمائي] داخل الحزب الشيوعي الصيني" و ستالين و الكومنترن لم يعترفا " ضمنيّا" ب"إنقلابه". هل كانت تنقصهما الجرأة للقيام بذلك علنيّا و صراحة ؟ " ال"ضمني" هذه من عنديات البلشفي/ الخوجي لا أكثر و لا أقلّ. و كيف يسمح ستالين و الكومنترن أن يظلّ حزبا صفّى" الخطّ البلشفي " منخرطا فى المنظّمة الأممية و فاعلا فيها؟ ألهذا الحدّ كان ستالين و كان الكومنترن ليبراليين و إنتهازيين ؟؟؟
- " تركّزت سيطرة ماو تسى تونغ على الحزب الشيوعي الصيني بصورة بصورة كبيرة فى المؤتمر السابع حيث طرح لأوّل مرّة مفهوم " فكر ماو تسى تونغ". لم يعترف الإتحاد السوفياتي بذلك أبدا قبل وفاة ستالين". ألم يستطع ستالين أن يوجّه النقد اللازم إن كان ذلك ضروريّا خاصة و البلاشفة / الخوجيين يعتبرون أنّ ذاك المؤتمر" شكّل إنتصارا تحريفيا ". ستالين يا جماعة ، جعل منه البلاشفة/ الخوجيين جبانا ليبراليّا إنتهازيا يطأطئ رأسه أمام التحريفية !
فى كلمة، إلى هذا التشهير بستالين يقود المنطق الداخلي للخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي التحريفي الخوجي لبّا و البلشفي قشرة.
5- ستالين رفض " الستالينية" و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
" لقد رفض ستالين مقولة الستالينية وتمسك باللينينبة واعتبر نفسه تلميذا للينين ومواصلا لإنجازاته. مقولة الستالينية ابتدعتها التحريفية التروتسكية والماوية." هذا ما كتبه نضال الحديدي فى الحوار الثالث مع مازوم كايبا على الفايسبوك فى أفريل 2011 غير أنّه فى "إغتيال ستالين ..." فى مارس 2012 يتنكّر لستالين ليشرع هو ذاته فى إستعمال ما نهى ستالين عن إستعماله : " الستالينيين فى الإتحاد السوفياتي" و " الخطّ الستاليني " و " الخطّ اللينيني- الستاليني" فيصبح يا للهول تحريفيّا تروتسكيّا و ماويّا حسب كلامه. أمّا الماويون فكان موقفهم من ما يسمّى "الستالينية" واضحا منذ 1957 حيث جاء فى " مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ، فى سياق دحض الإفتراءات التحريفية المعاصرة ضد ستالين :"... ناظرين الى المسألة من كافة جوانبها ، إن كانت ثمة ضرورة للكلام عن "الستالينية "، لا يمكننا أن نقول إلا ما يلي : "الستالينية " هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية اللينينية .هذا هو مظهرها الرئيسي. فى ما عدا ذلك ، فهي تتضمن أخطاء خطيرة إلى أبعد حد ينبغى إصلاحها بجذرية و هي مناقضة للماركسية-اللينينية . نعتقد لو قارنا أخطاء ستالين و ما أنجزه فإن الأخطاء لا تحتل سوى المركز الثاني " (الصفحة 30 من " الجدال الكبير الصيني - السوفياتي").
و نلمس إضافة إلى الموقف البروليتاري تجاه مسألة ستالين ، تفنيدا واضحا لكذب البلشفي /الخوجي و إدعائه أن " الستالينية " إبتدعتها الماوية . فوضع "الستالينية " بين ظفرين يغنى بلا أدنى شكّ عدم تبنّى المقولة التى يستعملها الغير و جعل الماويون الصينيون بقيادة ماو تسى تونغ " الستالينية " هي " قبل كلّ شيء الشيوعية ، الماركسية - اللينينية " يعلى راية ستالين كشيوعي ماركسي- لينيني و يوجّه سهما مباشرا إلى قلب التحريفيين الذين أرادوا تحطيمه كرمز بروليتاري عالمي.
و ممّا سبق و ممّا سيلحق يتبيّن بجلاء أنّ "ستالينية " البلاشفة/ الخوجيين ليست الشيوعية ، الماركسية- اللينينية و إنّما هي نقيضهما و الضرر الذى تلحقه بهما كبير.
6- ستالين ألغى نعت" البلشفي" و البلاشفة/ الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
نشأت "البلشفية" بالمعنى الذى إستعمله لينين و ستالين و ليس بالمعنى الذى تستعمله الجماعة البلشفية / الخوجية فى ظروف تاريخية و جغرافية معيّنة شرحها لينين بإستفاضة فى " مرض " اليسارية " الطفولي فى الشيوعية". و تطرّق لها ستالين فى عديد المقالات. للتمايز مع المناشفة ( الأقلّية) ، فى البداية ، لجأ البلاشفة ( الأغلبية ) لإضافة نعت البلشفي إلى إسم الحزب الإشتراكي الديمقراطي و حافظ لينين و ستالين على النعت حتى مع تغيير إسم الحزب إلى الحزب الشيوعي واضعين النعت بين قوسين، إلاّ أنّهم لم يطلبوا من الأحزاب الشيوعية الأخرى إضافة بلشفي أبدا ما يفيد أنّ النعت ثانوي بالنسبة للمضمون البروليتاري للحزب الذى يجب أن يكون شيوعياّ و هذا النعت الأخير طالب به لينين. و قبل وفاته ، سنة 1952، ألغى ستالين نعت البلشفي الملحق بالحزب الشيوعي السوفياتي لأنّه ، فى الظروف الجديدة ، لم يعد له مغزى. و حتى قبل ذلك بكثير ، بعدما صاغ ستالين " مبادئ اللينينية " و" أسس اللينينية" ، أخذ يستعمل " اللينينية " عوض البلشفية لكونها صيغة أصحّ و ذات أبعاد عالمية بينما "البلشفي" ظلّت مرتبطة كنعت بحزب واحد و مضمونها تطوّر و صار أفضل تعبير عنه هو اللينينية كمرحلة جديدة ، ثانية و أرقي فى علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية حينها.
ستالين يلغى النعت و يتمسّك باللينينية جوهرا و تسمية بدلا عنه و البلاشفة / الخوجيين يرغبون فى عكس المسار التاريخي و الإنقلاب على ستالين ذاته ، يرغبون فى إجراء هذا الإنقلاب و هم يصرخون أنّهم أفضل المدافعين عن ستالين !
و فى نفس السياق ، قاد خطّ البلاشفة " مائة بالمائة " الصينيين الذين قادوا الحزب الشيوعي الصيني وفق تعليمات الأممية الثالثة لكن دون أخذ واقع الصين بعين الإعتبار ، أي دغمائيّا ، ليس فقط إلى خسائر فادحة فى عناصر الحزب و الجيش الأحمر الصيني بل إلى خسائر فاقت التصوّر كادت تقضى على الحزب و الجيش الأحمر برمتهما ذلك أن خطّهم كان يستدعى الإنتفاضة فى المدن ثم التوجه إلى الأرياف أي طريق أكتوبر فى روسيا الرأسمالية الإمبريالية و جرّبوه و منيوا بهزيمة نكراء يشهد بها التاريخ و إن لم يقد ماو تسى تونغ المسيرة الكبرى متفاديا حملة التطويق و الإبادة لما حصلت ثورة فى الصين سنة 1949. و خلال ملحمة المسيرة الكبرى الفريدة من نوعها فى التاريخ قرّر قادة الحزب فى ندوة طارئة تغيير قيادة الحزب و صار ماو تسى تونغ قائده الأوّل .
وهذا بعجالة نذكّر به دون تفاصيل دقيقة وغايتنا هي أن نؤكّد أن البلاشفة / الخوجيين يريدون إحياء الموتى و هم رميم ، يريدون إحياء خطّ أثبت التاريخ و أثبتت التجربة العملية للثورة الصينية المكتوبة بدماء البروليتاريا و الشعب الكادح أنّه خاطئ و إعترف ستالين بخطئه و لم يدافع عن هؤلاء " البلاشفة مائة بالمائة " الذين تحوّل منهم من تحوّل إلى التروتسكية أو إلتحق من إلتحق منهم بخروتشوف لاحقا.
لعلّ البلاشفة / الخوجيين سمعوا بأسطورة " يحيى العظام وهي رميم" فصدّقوها كمثاليين على عكس ستالين المادي الذى أقرّ بالحقائق التى أثبتها واقع الصراع الطبقي ؛ وهم يحاولون بعث الحياة فى عظام رميم لبلشفية ماتت منذ أزيد من نصف القرن و شبعت موتا !
و عن علاقة البلشفية بالشيوعية ، كتبنا فى العدد الثاني من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" :
" الشيوعية، لا البلشفية :
و فى نفس السياق ، فى يومنا هذا ، يتجه البعض من مدعى تبنّى الشيوعية إلى إعتبار أنفسهم تيّارا بلشفيّا و هذا فى حدّ ذاته إنحراف خطير . فالبلشفية وهي تعنى الأغلبية نتيجة إنقسام – إلى أغلبية و أقلّية- داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي إبّان مؤتمر ( راجعوا لينين " خطوة إلى الأمام ،خطوتان على الوراء") صارت ميزة الأغلبية التي ساندت أطروحات لينين حينها تفرّقهم عن المناشفة ، الأقليّة.و بالتالى كانت البلشفية نقيضا للمنشفية فمثلما مرّ بنا بأنّ الإشتراكية العلمية كانت نقيضا للإشتراكية الطوباوية .و ظلّ إستعمال البلشفية كمصطلح مفيد فى علاقة بثورة أكتوبر الإشتراكية التي قادها البلاشفة إلى درجة انّ هناك من ذهب للحديث عن الثورة البلشفية عوضا عن الثورة الإشتراكية. و بقيت صفة البلشفية ملتصقة لسنوات بإسم الحزب الشيوعي السوفياتي إلاّ أنّها لم تكن من صلب إسمه الذى كان " الشيوعي" بل ملحقا به و أحزاب الأممية الشيوعية ، الأممية الثالثة ،سيرا على خطى لينين و منهجه أطلقت على نفسها أسماء تعكس هدفها الأسمى أي الشيوعية فكانت تسمىّ الحزب الشيوعي لبلد ما ، كالحزب الشيوعي الفرنسي أو الحزب الشيوعي الصيني إلخ و لم تردف الإسم بالبلشفية. هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، تعلّقت البلشفية بالتجربة الروسية و تاريخيّا كانت نهاية الذين حاولوا إستعمال صفة البلشفية للمزايدة بالثورية خارج الإتحاد السوفياتي نهاية تعيسة. و نضرب على ذلك مثال الصينيين الذين لقّبوا أنفسهم ب"البلاشفة مئة بالمئة " و دفعوا الحزب الشيوعي الصيني إلى إستنساخ الطريق الروسي و تركيز النشاط الحزبي فى المدن لتحريرها أوّلا كما حصل أثناء ثورة أكتوبر ، فتسبّت دغمائيتهم هذه فى تكبّد الثورة جيشا و حزبا و جماهيرا أفدح الخسائر و لولا نضال ماو تسى تونغ ضدّ خطّهم الخاطئ هذا الذى لم يفقه شيئا من دعوة لينين لأحزاب المستعمرات و أشباه المستعمرات للبحث عن طرق جديدة للثورة ( أنظروا العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " ، مقال " الديمقراطية القديمة البرجوازية ام الديمقراطية الجديدة الماوية " ) .و قد نقد ستالين ذلك الخطإ الدغمائي فى " ملاحظات حول المواضيع الراهنة " قائلا : " رغم تقدّم حزبنا إيديولوجيّا ، نجد فيه بعدُ ، لسوء الحظّ ، ما يدعون " قادة " يعتقدون بصراحة بأنّ الثورة الصينية يمكن قيادتها ، إن أمكن القول ، عبر البرقيّات ووفق المبادئ العامّة للكومنترن، دون الأخذ بعين النظر للخصوصيّات القومية للصين ، لإقتصادها ، لنظامها السياسي ، لثقافتها ، لعاداتها ، لتقاليدها . ما يميّز ، بالفعل ، هؤلاء "القادة" عن القادة الحقيقيين ،هو أنّه لديهم دائما فى جعبتهم صيغتان أو ثلاث،"تناسب " كافة البلدان وهي " ضرورية " فى كافة الظروف .بالنسبة إليهم ، لا وجود للحاجة إلى أن نأخذ بعين النظر الخصوصيّات القومية و المميّزات القومية الخاصّة لكلّ بلد ...هناك إذن محاولات وضع فى قوالب جامدة قيادة كافة البلدان..." ( و كلام ستالين هذا ينطبق على جميع الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين).
و عندما تمكّن الماويون من إلحاق الهزيمة بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي أواسط ثلاثينات القرن الماضى تمّكنت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية من إعادة بناء قوتها شيئا فشيئا بخطى راسخة عبر إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدن و كان لها الظفر عبر البلاد بأسرها سنة 1949 ممهّدة الطريق للثورة الإشتراكية فالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى (1966-1976) كطريقة ووسيلة جديدة لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و كلّها تعدّ من مساهمات ماو تسى تونغ فى إيجاد طرق جديدة للثورة و فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية. ( للمزيد حول " البلاشفة مئة بالمئة " : " فى الردّ على الهجوم الدغمائي التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " ج . وورنير ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي ، بالأنجليزية و الفرنسية وهو متوفّر بالعربيّة ترجمة شادى الشماوي، ضمن كتاب " الماوية تدحض الخوجية و منذ 1979 " بمكتية الحوار المتمدّن ).
و نذكّر لمجرّد التذكير و ليس حجّة نعتمدها بأنّ مجموعة البلاشفة الجدد الكندية التي أثّرت فى هذا أو ذاك من عناصر " الوطد" عبر أعداد من مجلّة " ديماركاسيون" إنحلت منذ عقود الآن. كما نشير إلى أنّ عددا من البلاشفة الذين ساندوا لينين فى ذاك المؤتمر قد تحوّلوا فى السنوات اللاحقة إلى المعارضة و شكّلوا خطوطا تحريفية حتى . و كتابات لينين و ستالين تسجّل ذلك. و من ثمّة إستعمال كلمة بلاشفة بات اليوم ، فى القرن الواحد و العشرين لا يفيد بالضرورة الثورية و لا يحيل على إيديولوجيا ثورية اليوم .
و حينما إنكبّ ستالين على تلخيص تجربة الثورة فى روسيا و الإتحاد السوفياتي ، أبرز تطوير لينين للماركسية و ما أصبح يسمّى كمصطلح علمي دقيق اللينينية ( لا البلشفية) كمرحلة جديدة ،ثانية و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية و مذّاك غدت الأحزاب الشيوعية الحقيقية تتبنّى الماركسية-اللينينية و تلاشى أكثر فأكثر إستعمال وصف البلشفي حتى فى الإتحاد السوفياتي.
و الآن و قد عمد البعض إلى إحياء هذا المصطلح غير الدقيق علميّا اليوم على أنّه نعت مميّز يطلق على الثوريين ، فإنّه يجدر بنا بعد إجلاء الأمر أن نقول لهم لا للنكوصية ، المصطلح الأدقّ عالميّا هو اللينينية. و لتقريب الصورة وليس للشتم أو التشويه ، صنيعكم هذا يشبه صنيع السلفيين المتزمّتين فى تمسكهم بتلابيب النصوص و ظواهرها و الإستماتة فى الدفاع عنها.وليعلم هؤلاء و غيرهم أنّ الرابطة التروتسكية بفرنسا التابعة للرابطة الشيوعية العالمية – الأممية الرابعة تصدر منذ سنوات نشرية بعنوان " البلشفي" روّج آخر عدد منها وهو العدد 195 فى مارس 2011.
إنّ الماركسية علم و العلم يتطوّر و يتعمّق بالضرورة و إنّكم بهكذا إنحراف تسيئون لستالين ذاته و أنتم تدّعون الدفاع عنه – دفاع دغمائيّ يستبعد نقد الأخطاء- بتشكيكهم فى اللينينية كمفهوم علمي دقيق. وفى الوقت نفسه ندعوكم رفاقيّا إلى جادّة الصواب و إلى عدم إيقاف تطوّر الماركسية عند ستالين و التجربة السوفياتية فالبروليتاريا العالمية راكمت قدرا هاما من التجارب زمن ستالين و بعده لا سيما التجربة الصينية الرائدة و غيرها و تجارب ثريّة منذ الستينات إلى يومنا هذا فى عديد البلدان وهي بالتالى تستدعى النقاش الجاد و الدراسة و التلخيص لتطوير الماركسية اللينينية التي أضحت حسب الشيوعيين الماويين الماركسية - اللينينية - الماوية على أنّ الماوية هي المرحلة الثالثة ، الجديدة و الأرقى. و لن تكفّ الماركسية-اللينينينة-الماوية ذاتها عن التطوّر و إلاّ ستموت . و على الشيوعيين الماويين أن يكونوا واعين تمام الوعي قبل غيرهم بفحوى قول ماو تسى تونغ : " إنّ الجمود العقائدي و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية. و الماركسية لا بدّ ان تتقدّم ، و لا بدّ ان تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي و لا يمكنها ان تكفّ عن التقدّم . فإذا توقّفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها، إلاّ أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا و إن نقضت فسترتكب أخطاء. إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية " . ( "خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957). "
===================================================
==============================================




خاتمة :
و قبل أن نختم ، نبدى ملاحظة أنّه ثمّة الكثير و الكثير من المسائل التى كان بإمكاننا نقاشها بالتفصيل من مثل " البرجوازية الوضيعة " التى يدمج فيها النمرى من هبّ ودبّ و هي مصطلح لا يمكن أن يكون ماركسيّا لأنّه أخلاقي أكثر منه مادي تاريخي أو سوسيولوجي ، و بلوغ محو طبقة الفلاّحين و بلوغ عتبة الشيوعية بفضل المخطّط الخماسي ، و القفزة الكبرى إلى الأمام و ما شابها من حيثيّات و ما يوجّه لها نقودات ، و بول بوبت الذى يلصق زورا و بهتانا بالماوية وهو فى غربته غريب عنها و لا تعوزنا الوثائق للتدليل على ذلك إلخ ؛ وهي مسائل لم نتطرّق لها و قد نعود إليها فى مناسبة أخرى لأنّه حصلت لدينا قناعة بأنّنا حمّلنا هذا المقال ما يكفيه .
و نجمل القول فى ما تقدّم من المقال ، عقب تطوافنا فى ثنايا أسطر و فقرات فؤاد النمرى و عثورنا على صدفات ثمينة باحت لنا بالكثير من الحقائق ، فنستحلص أنّ السيد مشوّه الماوية فى موقفه و منهجه و مقاربته للمشاكل المطروحة و حلولها أبعد ما يكون عن الشيوعية و المادية الجدلية . و حيث رغب فى تشويه الماويّة و تعمّد ذلك ، أساء أيضا للماركسية – اللينينية و لستالين نفسه . و قد قدّم نفسه خارج إطار الصراع التاريخي صلب الحركة الماركسية – اللينينية التى إنقسمت إلى إثنين ، إلى ماويين و خوجيين غير أنّ مواقفه و أسلوبه فى الجدال و التعاطى مع القضايا المناقشة ليس بجديد نهائيّا إذ هو يعود إلى الجذع العام المشترك بين الخوجيين المفضوحين منهم و المتسّرين . أطروحاته خوجيّة قديمة أرادها هو و أشباهه جديدة أو تجديدا بموجبه ينزع نعت الخوجية و يعوّضه بنعت " الستالينية " و الجوهر واحد و الأمر سيّان .
و لئن قال فى أحد التعاليق التالية لمقاله يوم7 جوان 2014 : " بخصوص الخلاف بين ماوتسي تونغ وأنور خوجه فمعلوماتي قليلة جداً بهذا الموضوع لكن ما أعرفه تمام المعرفة هو أن أنور خوجة ناضل حتى النفس الأخير حفاظاً على القراءة الستالينية للينينية بعكس ماو الذي جهد في توجيه أكثر من طعنة غادرة لستالين أعظم قائد للبروليتاريا عبر التاريخ " ( لاحظتم بلا شكّ شيئين إثنين يبعثان على الذهول هما أنّه رغم معلوماته القليلة جدّا يتجرّأ السيد النمرى على الجزم " ما أعرفه تمام المعرفة " !!! و ثانيهما المبالغة التى لا محلّ لها من الإعراب – بعيدة عن أن تكون حقيقة " ستالين أعظم قائد للبروليتاريا عبر التاريخ " !!!) فموضوعيّا من حقّنا ومن حقّ القرّاء مطالبته بالإطلاع على هذا الصراع التاريخي الذى يخص كلّ شيوعي و شيوعية و مقارنة مواقفه بالمواقف الخوجية و إعلان نتائج بحثه التى نتوقّع أن تكون باهرة جدّا فى مقال آخر سننتظره على أحرّ من الجمر .
فى 5 جوان 2014 ، علّق السيد عبد المطلب العلمي ، متوجّها إلى صاحب المقال المتجنّى على الماوية بالمدح : " قلمك الرصين و نقدك اللاذع اللامساوم " . ويوم 9 من الشهر ذاته جاء المديح من أ. س. الموسوى رافعا النمرى إلى السماء بقول : " مفكّرنا الصامد فؤاد النمرى " . و نحن و قد بلغنا هذا المبلغ فى تحليل المقال المعنى و تلخيصه لم نعثر لا على قلم رصين و لا على نقد لامساوم ؛ ما عثرنا عليه هو تلاعب بالنصّ الأصلي لماوتسى تونغ و نقد متهافت لامبدئي بتاتا و غريب عن الموقف و المقاربة و المنهج الشيوعيين و بالتالى إن تشبّث هؤلاء المدّاحين و غيرهم من الذين نكاد نسمعهم و أعينهم مغلقة و آذانهم موصدة ، ينشدون " نجم أضاء السماء ، دواء لكلّ داء " ، لن يسعنا إلاّ أن نقول لهم : هنيئا لكم فى الأرض و السماء !
إنّ إيقاف تطوّر علم الشيوعية فى خمسينات القرن العشرين وعدم تقديم تقييم علمي مادي جدلي يأخذ بعين الإعتبار المظهر الرئيسي الصائب فى ممارسات ستالين هذا الماركسي العظيم و تنظيراته و كذلك المظهر الثانوي – الأخطاء كما فعل ماو تسى تونغ ، يأسر الشيوعية فى الماضي و يقتلها و يجعلها تتأخّر عن ركب النضالات الحاليّة و يجحد بمثالية جهود الآلاف من الشيوعيين و غير الشيوعيين و تضحياتهم و الجماهير الشعبيّة لأكثر من ستّة عقود .
بجلاء تذهب هكذا سياسات لاشيوعية ضد ما علّمنا إيّاه لينين فى " برمامجنا " حين قال :
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ."

من ينكر صراعات الحركة الشيوعية العالمية بعد ستالين لا يستطيع أن يكون عدا بقايا الماضي و الحال أنّ العالم يصرخ طالبا و الثورة البروليتارية العالمية تتطلّب طليعة للمستقبل و قد أثبتنا فى أعمالنا السابقة و لم نفتأ نجتهد فى إثبات أنّ لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية و أنّ الماوية الثوريّة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى يترتّب على كلّ من يتطلّع إلى خدمة مثلنا الأسمى ، الشيوعية و إلى عالم آخر ، عالم شيوعى ، أن يدرسها و الوثائق التى ترجمها شادي الشماوي و كتابات ناظم الماوي المتوفرة على موقع الحوار المتمدّن تساعف فى هذا .
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ ( تشويه فؤاد ا ...
- - الستالينية - و الماوية ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/7 )
- لنناقش وثائق أصدرها أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية بمناسبة ا ...
- نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية ( تشويه فؤاد النمري للماوية ...
- الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات ...
- الماوية و الفلاّحون ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/4 )
- ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للما ...
- النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشوي ...
- تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال - ماو تسى تونغ صمت ...
- مقدّمة كتاب - حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
- خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية .
- مقدمة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 22 / ديسمبر 2 ...
- الإنتخابات فى تونس : مغالطات بالجملة للجماهير الشعبية من الأ ...
- النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحز ...
- فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية
- تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعي ...
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - كيف يسيئ - الستالينيون - / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيين فى جوهرهم إلى ستالين ؟ ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/9 و الخاتمة )