أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/2 )















المزيد.....


النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/2 )


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 22:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/2 )
( ملاحظة : مع نهاية هذا شهر مارس تجدون نسخة بى دي أف لكامل المقال و ملاحقه بمكتبة الحوار المتمدّن )
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
فى شهر جوان 2014 ، نشر السيد فؤاد النمرى على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ( العدد 4473 و 4476 و 4484 ) بمحور " أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية " مقالا فى ثلاث حلقات . وحمل المقال من العناوين عنوانا جذّابا هو " ماوتسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرا " فتلقّفه أعداء الماوية و كأنّه عطاء سماوي نزل عليهم بردا و سلاما فأسرع ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد بتونس الشهير بإنتهازيته التى فضحنا فى أكثر من مقال و كتاب ، إلى إلصاقه فى صفحة إعلامه الفيسبوكية إلى جانب نصوص سابقة لفرنسيين يهاجمون الماوية ، على أنّها وثائق للتكوين النظري و نحن لا نلومهم فى ذلك لأنّنا نعرف حقّ المعرفة جوهر خطهم الإيديولوجي و السياسي الخوجي المتستّر و لكن نتحدّاهم أن يتحلّوا بالجرأة الأدبية و النظريّة و يضعوا ردّنا هذا بين أيدى المناضلين و المناضلات القريبين منهم و البعيدين عنهم لدراسته أيضا فى ذات إطار التكوين النظري ! و بعد ذلك بزهاء الشهرين ، بنفس موقع الحوار المتمدّن ، نشر السيد عبد الله خليفة مقالا يهاجم فيه الماوية على أنّها إيديولوجيا متطرّفة ( " الماويّة : تطرّف إيديولوجي " ،31 أوت 2014 ).
و حالما وقعت أعيننا على المقال الأوّل و المقال الثانى ، إنغمسنا فى قراءتهما على عجل بإعتبارهما يخصّان الماركسيين- اللينينيين – الماويين عموما و يخصّان محور إهتمام نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " خصوصا . و قد هممنا بالردّ الفوري على التشويهات البيّنة فى المقالين إلاّ أنّنا تريّثنا قليلا لسببين إثنين أوّلهما أنّنا كنّا منكبّين على إنجاز أعمال مبرمجة منذ مدّة و نعدّها ذات أولويّة قصوى و ثانيهما أنّنا بتريّثنا ذلك نفسح المجال لغيرنا من الماويين ليقوموا بواجب الذود عن الماويّة ، سيما و أنّ المهمّة هيّنة نوعا ما نظرا لتوفّر مقالات و كتابات ماويّة بالعربيّة و بعدّة لغات أخرى تزخر بالتحاليل النظرية و الحقائق التاريخية و بعضها قد تناول التشويهات التى يكرّرهما السيدان النمرى و خليفة فى ما حبّراه .
و للأسف ، على حدّ علمنا ، ما من قلم ماوي إستجاب لنداء الواجب و خاض الصراع النظري اللازم بهذا المضمار بما هو جبهة من الجبهات الثلاث للنضال البروليتاري كما شرح ذلك لينين فى كتابه المنارة ، " ما العمل ؟ " ( الجبهات الإقتصادية و السياسية و النظرية - فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " ) فوجدنا أنفسنا بعد أشهر و بعد أن فرغنا من أعمال إشتغلنا عليها لمدّة طويلة ، مضطرّين إضطرارا إلى أن نترك جانبا الأعمال الأخرى التى تنتظرنا لنلبّى نداء رفع راية الماوية و كشف التشويهات الجديدة / القديمة لها و إبراز الحقيقة بشأنها ، الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات معروفة للينين .
و فى مقالنا الحالى سنتولّى الردّ على تشويهات السيد فؤاد النمرى و نعلنها من البداية أنّنا سنقتصر هنا على ما ورد فى مقاله ( و التعليقات المصاحبة له ) دون سواها من مؤلّفات الكاتب الذى نعتقد أنّ الإحاطة العميقة و الشاملة بخطّه السياسي و الإيديولوجي و من جميع جوانبه تستحقّ قراءة قد تستغرق لا مقالا واحدا بل عدّة مقالات و كتابا أو أكثر ؛ و هذا ليس هدفنا فى الحيّز الزمنى المحدود الذى بحوزتنا الآن ، على أنّ هذا لا يعنى أنّنا لن نتناول بالبحث أطروحاته مستقبلا كلّما توفّرت الفرصة .
و لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية.
و ينهض مقالنا هذا على الأعمدة التالية :
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنّما النيل من الماوية :
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى :
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
2) النمرى و ذهنية التكفير :
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى :
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
- الماوية و الفلاّحون :IV
1) السيد النمرى و الفلاحون :
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
-V الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات تاريخية ؟
1) إنتصارات الثورة الثقافية
2) القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
3) الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يحتاج عدة ثورات ثقافية بروليتارية كبرى لا ثورة واحدة :
4) كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
5) " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
VI - نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية :
1) ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2) اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:

VII - " الستالينية " و الماوية :
1) لا " ستالينية " بل لينينيّة :
2) الموقف الماوي من مسألة ستالين منذ 1956 :
3) تطوير ماو تسى تونغ لفهم الإشتراكية :
VIII - من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ :
1) حول طريق الثورة فى الصين :
2) الإستسلام و العمل فى ظلّ دولة يحكمها الكيومنتانغ أم مواصلة الثورة ؟
3) كيف تعامل ستالين و ماو تسى تونغ مع هذه الإختلافات ؟
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيون فى جوهرهم إلى ستالين ؟
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا:
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ آراء ستالين:
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا:
5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
خاتمة :
الملاحق :
1- مقال فؤاد النمري " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرًا " ( و ما صاحبه من تعليقات ).
2- مقالان لماو تسى تونغ باللغة الأنجليزية :
أ- " حول كتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
ب- " ملاحظات نقديّة لكتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
3- مضامين " كتاب الإقتصاد السياسي – شنغاي " 1974 ( مرجع هام آخر لمن يتطلّع إلى معرفة الإقتصاد السياسي الماوي من مصدره ، أو إلى النقاش على أسس دقيقة و راسخة ).
4- نماذج من المقالات و الكتب الماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958- 1976) ؛
الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
=============================================================
مارس 2015
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
هنا لن نتبسّط فى الموضوع و إنّما نعرّج فحسب على أنّ لينين إعتبر النقد والنقد الذاتى ، فى صيغة أضحت شهيرة ، " خبزنا اليومي " أي أنّه يتوجّب على الشيوعيين النهوض بالنقد و النقد الذاتي بصفة مستمرّة و بإنتظام كأسلوب من أساليب تقييم النشاطات فحص الأعمال و البحث عن الحقيقة و تشخيص الأخطاء بغية تجاوزها . و قد طبّق لينين ذلك حتّى على قادة مثل بليخانوف و كاوتسكى و على تنظيرات البلاشفة ( و غيرهم ) و ممارساتهم و حتى على أطروحاته هو نفسه . و على خطى لينين و نهجه ، سار ماو تسى تونغ و خاض صراعات خطّين داخل الحزب الشيوعي الصيني ذاته و رفع راية النقد و النقد الذاتي و نظّر لها و طوّرها و كرّسها فى أكثر من مجال وصولا إلى نظرياته و ممارساته هو نفسه . و لنضرب مثالا على ذلك ما قاله :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به ." (ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب" ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث).
و " إن ممارسة النقد و النقد الذاتي الجدّي تعتبر أيضا من الميزات البارزة التى تميزنا عن الأحزاب السياسية الأخرى . لقد قلنا إنّ البيت يجب أن ينظّف دائما ، و ألاّ تراكم فيه الغبار؛ و إنّ وجوهنا يجب أن تغسل دائما ، و إلاّ تلطخت بالأوساخ . و نفس الشيء يقال عن عقول رفاقنا و أعمال حزبنا . و المثل الذى يقول : " إنّ الماء الجاري لا يأسن ، و محور الباب لا يتسوّس " يدلنا على أن هذه الأشياء قاومت بحركتها الدّائمة تأثيرات الجراثيم و ما شابهها . أمّا بالنسبة إلينا فإنّ الوسيلة الفعالة الوحيدة لصيانة عقول رفاقنا و كيان حزبنا من تأثير الأقذار والجراثيم السياسية بمختلف أنواعها هي أن نفحص عملنا بإنتظام ، و أن نعمّم الأسلوب الديمقراطي فى الفحص ، فلا نتهيب النقد و النقد الذاتي، بل نعمل بالحكم المأثورة عن الشعب الصيني التى تقول ، فليكن قوله تحذيرا للسامع " و " إن كنت مخطأ فصحح خطأك ، و إن لم تكن مخطئا فخذ حذرك من الخطأ ".( ماو تسى تونغ - " الحكومة الإئتلافية " ( 24 ابريل – نيسان – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث.)
و من هنا ، لا نستغرب أن ينقد ماو تسى تونغ كتاب ستالين فالأمر مبدئي و " خبزنا اليومي " و أمّا من يستنكر ذلك فهو غريب فى تفكيره عن الماركسية و عن اللينينية و عن الماوية و يصبّ فى خانة المثاليّة و الدغمائية و تأليه القادة و تحويل الماركسية إلى دين و دوغما . ذلك أنّ نقد ماو لكتاب ستالين يتنزّل ضمن إطار ممارسة عاديّة فى صفوف الشيوعيين و جاء ذلك النقد فى تلك الفترة بالذات ليس لأنّ ماو تسى تونغ تجاهل ذلك الكتاب قبلا أو إستهان به أو خشي أن ينقده زمن حياة ستالين ، بل لأنّ تقييم التجربة السوفياتية فرض نفسه عالميّا فى خمسينات القرن الماضي و فى خضمّ الصراع ضد التحريفية المعاصرة لا سيما منها السوفياتية و لأنّ الصين عينها كانت تبحث عن الإستفادة من التجربة البروليتارية السوفياتية زمن لينين و ستالين بإيجابيّاتها وسلبيّاتها بمعنى تبنّى ما هو صحيح و الدفاع عنه و تطبيقه و نقد ما هو خاطئ والعمل على تخطّيه لتكون الممارسة و تكون النظرية الصينيّة (أو غيرها ) أفضل و تكون التجربة التاريخية الإشتراكية أرقى بفضل التفاعل الإيجابي و تطوير تجارب البروليتاريا العالمية . و قد إعترف ماو تسى تونغ ذاته فى 23 جويلية 1959 فى " خطاب فى ندوة لوشان " بأنّه قبل 1958 كان منكبّا أكثر على مسائل أخرى متّصلة بالثورة و لكنّه لم يكن ملمّا كما يجب بالبناء الإشتراكي و التخطيط الصناعي و لم يخشى لومة لائم ، وبعدئذ مرّ إلى القيام باللازم شيوعيّا أي إلى الدراسة والبحث و التنقيب و المقارنة إلخ و بالنتيجة إستخلص الدروس و العبر فمضت التجربة الإشتراكية الصينية بثورتها الثقافية البروليتارية الكبرى أبعد من أيّة تجربة أخرى على الطريق المؤدّى إلى الشيوعية مستفيدة من التجربة السوفياتية بنقاط قوّتها و نقاط ضعفها ومبدعة أساليبا و طرقا و حلولا جديدة .
و تجدر الملاحظة أيضا أنّ ماو فى نقد كتاب ستالين ، مثلما يمكن للقرّاء التحقّق من ذلك بقراءة نصوص ماو الأصلية فى ملاحق هذا المقال ، عبّر عن إختلافات و ايضا عن إتفاق فى الكثير من النقاط مع أطروحات ستالين فلم يكن قطعا نقده هدّاما على عكس ما يزعم النمرى و غيره من أعداء الماوية و مشوّهي الوثائق و الحقائق التاريخية !
و جوهر الموقف الماوي من مسألة ستالين كما سنرى إستنادا إلى وثائق تاريخية معروفة لاحقا هو أوّلا الدفاع عن ستالين و ثانيا نقده و هنا أيضا النقد الماوي نقد مبدئي رفاقي تجاه ستالين الذى يظلّ بالنسبة للماويين ماركسيّا عظيما قام بأخطاء و ليس نقد هدّاما على عكس ما يزعم النمرى و غيره من أعداء الماوية و مشوّي الوثائق و الحقائق التاريخية !
2) النمرى و ذهنية التكفير :
هل كرّس النمرى فى نقده لماوتسى تونغ الموقف الشيوعي المطلوب مثلما فعل ماو تسى تونغ حيال ستالين ؟ و الإجابة بداهة لا . فهو و إنطلاقا من العنوان الذى إختاره لمقاله ، وضع المقال فى خانة التكفير . و بعيدا عن التوغّل فى شرح اللسانيّات لعلاقة التكفير بالتفكير و الفكر بالكفر و الجذر المشترك فى العربية ، نكتفى بقول إنّ التكفير الذى من معانيه ستر الشيء وتغطيته و جحده و تناسيه مصطلح سائد فى أيّامنا هذه فى أوساط خاصة الإسلاميين " التكفيريين " اي التيّارات الإسلامية الفاشية . ولا نظنّ أنّ هذا المصطلح المشحون دينيّا و الرجعي بلا جدال فى إستعماله السائد و الذى كان مستعملوه وراء عذابات و محن الآلاف و الملايين و منهم المحن التى عاشها الباحث المصري نصر حامد أبو زيد ( و بالمناسبة كتاب هذا الأخير ، " التفكير فى زمن التكفير " يستحق الإطلاع عليه ) قد غاب عن ذهن ناقد ماو تسى تونغ .
أين النمرى من إنجلز الذى صرّح منذ عهد بعيد :
" سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..."( ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ")؟
تقاسم النمرى ذهنية التكفير مع الإسلاميين الفاشيين مردّه على الأرجح أنّ هذا " التكفيري الماركسي " الذى يسعى من الإستفادة من الثقافة الرجعية السائدة فى جداله ضد الماويّة يعدّ نقد ستالين من حيث ممارساته و نظريّاته كفرا بالمعنى الدغمائي أي يجعل من ستالين أيقونة لا يمكن المساس بها أو تطبيق المنهج المادي الجدلي عليها . بالنسبة له نقد ستالين و لو نقدا علميّا رفاقيّا مبدئيّا يصبّ فى خانة الكفر . و بهذا يكرّس النمرى الثقافة السائدة و يقطع مع الشيوعية فى هذه النقطة أيضا .
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
مع أنّ السيد النمرى و أشباهه ينكرون على ماو تسى تونغ تطويره للماركسية فى أقسامها المكوّنة الثلاث ، فإنّنا لن ننكبّ هنا على الموضوع و حسبنا أن نشير إلى ثلّة من أهمّ الكتابات الماويّة التى عالجت المسألة معالجة كافية و شافية : كتاب شادي الشماوي، " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية " باللغة العربية بمكتبة الحوار المتمدّن ؛ و كتاب بوب أفاكيان ، " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " باللغة الأنجليزية و يمكن تنزيله من الأنترنت فرابطه هو :
http://www.bannedthought.net/USA/RCP/Avakian/MaoTsetungImmortal-Avakian.pdf
وبعد هذه الإشارة السريعة ، نؤكّد أن ماو طوّر المادية الجدليّة فى كتاباته الفلسفيّة ومنها على سبيل المثال لا الحصر " فى التناقض " و " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب ". ونلفت إنتباه السيد النمرى و غيره إلى أنّ " فى التناقض " قد نشر زمن ستالين فى مجلّة الأممية الشيوعية و لاقى رواجا عالميّا كبيرا إلى درجة أنّ جورج بولتزار صاحب الكتاب الشهير ، " المبادئ الأساسية فى الفلسفة " الذى سجّل فيه تلك المعلومة ، إعتمده مرجعا أساسيّا فى شرح عديد المسائل و القضايا المتّصلة بالجدلية . و تجدون هذا الكتاب بجزئيه بنسخة بى دى أف على الأنترنت على الرابطين التاليين :

https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_dTlXNC0zQ0Q1aEk/edit?usp=sharing
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_M0hGN3ZjaDl3ZTA/edit?usp=sharing

ويهمّنا هنا أن نشدّد على أنّ ماو قد طوّر الجدلية فعلا وهو الذى سار على نهج لينين و جعل قانون التناقض القانون الأساسي للجدلية " :

" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون . وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان . فبين الضدين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد ، و هذا ما يبعث الحركة و التغير فى الأشياء . إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أنذ طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدّد هي ظاهرة مقيّدة ، ومؤقتة ، و إنتقالية ، وهي لذلك نسبية ، أمّا الصراع بينهما فإنّه يبقى مطلقا دون تقييد ."( ماو تسى تونغ ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " 27 فبرلير – شباط 1957 ؛ الصفحة 225-226 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ").

و فى إرتباط بالموضوع الذى نحن بصدده ، طبّق ماو هذا القانون على أعمال ستالين و على المجتمع الإشتراكي ، ضمن مجالات شتّى أخرى فطوّر الماركسية . أعمال ستالين ، ممارساته ونظريّاته ، تناقض بمظهرين ، لا هي صحيحة مئة بالمئة و لا هي خاطئة مئة بالمئة و من يقيّمها على هذا النحو – مئة بالمئة – يسلّط الضوء على مظهر و يصفّى المظهر الآخر و بذلك هو مثالي دغمائي لا أكثر و لا أقلّ .
و من الصيغ العامة الصينية التى أقضّت مضجع التحريفيين عبر العالم فى تقييم ستالين هي صيغة سبعة مقابل ثلاثة أي أنّ ستالين رئيسيّا على حقّ و ثانويّا أخطأ و هكذا يظلّ ماركسيّا عظيما قام بأخطاء . هذه هي الصيغة الجدلية الملخّصة لما توصّل له ماو تسى تونغ فى تحليل ستالين و تلخيصه ( و سنعود للمسألة بالتفصيل لاحقا ) .
-----------------------------------------------------------------------------------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال - ماو تسى تونغ صمت ...
- مقدّمة كتاب - حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
- خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية .
- مقدمة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 22 / ديسمبر 2 ...
- الإنتخابات فى تونس : مغالطات بالجملة للجماهير الشعبية من الأ ...
- النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحز ...
- فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية
- تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعي ...
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين : القطيعة فالقطيعة ثم ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/2 )