أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية















المزيد.....



فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 01:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية

" إن ممارسة النقد و النقد الذاتي الجدّي تعتبر أيضا من الميزات البارزة التى تميزنا عن الأحزاب السياسية الأخرى . لقد قلنا إنّ البيت يجب أن ينظّف دائما ، و ألاّ تراكم فيه الغبار؛ و إنّ وجوهنا يجب أن تغسل دائما ، و إلاّ تلطخت بالأوساخ . و نفس الشيء يقال عن عقول رفاقنا و أعمال حزبنا . و المثل الذى يقول : " إنّ الماء الجاري لا يأسن ، و محور الباب لا يتسوّس" يدلنا على أن هذه الأشياء قاومت بحركتها الدّائمة تأثيرات الجراثيم و ما شابهها.أمّا بالنسبة إلينا فإنّ الوسيلة الفعالة الوحيدة لصيانة عقول رفاقنا و كيان حزبنا من تأثير الأقذار و الجراثيم السياسية بمختلف أنواعها هي أن نفحص عملنا بإنتظام ، و أن نعمّم الأسلوب الديمقراطي فى الفحص ، فلا نتهيب النقد و النقد الذاتي، بل نعمل بالحكم المأثورة عن الشعب الصيني التى تقول ، فليكن قوله تحذيرا للسامع " و " إن كنت مخطأ فصحّح خطأك ، و إن لم تكن مخطئا فخذ حذرك من الخطأ ".
ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ( 24 ابريل – نيسان – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتّفق مع مصلحة الشعب . وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ - 1945 )
------------------------------
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ".
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
====================
مقدّمة :
من اليسير على من يُعمل الفكر فى النقاشات الشفويّة و الكتابية لمناضلات و مناضلي فرق اليسار التحريفية و الإصلاحية و حتى قادة هذه الفرق التى تعدّ نفسها ماركسية أو تنهل من الماركسية ، أن يدرك مدى هشاشة خطابها و مدى إبتعاده عن روح النقد الماركسي الثورية سواء تعلّق الأمر بقضايا إيديولوجية أو سياسيّة حارقة . ببساطة ، إدراك هذه الحقيقة لا يستدعى كبير جهد و عناء و هذه الحقيقة المفزعة تسدعى منّا أن نخصّها بفقرات نعمل فيها حقّا سلاح النقد الماركسي ، دون أن نسعى فى هذا المقال إلى الإلمام بمجمل جوانب أساس من أسس الماركسية و نقصد النقد و النقد الذاتي و أهمّيته نظريّا و عمليّا و كيفيّة تطبيقه على شتّى الأصعدة و مقولة وحدة – صراع – وحدة إلخ . حسبنا هنا أن نتناول و بعجالة جوانبا معيّنة من المسألة فى النقاط التالية :
1- التهرّب من التقييم النقدي للحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية :
لافت للنظر هو الغياب شبه التام لقراءات شاملة ومنهجية تقييميّة نقديّة للحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية التاريخية للبروليتاريا العالمية بجوانبها الإيجابية و بعض أخطائها الثانوية و إن كانت جدّية و كيفيّة تجاوزها ؛ فحزب العمّال التونسي ، و بعد عقود من تأسيسه ، لم يكتب شيئا يذكر بهذا الصدد و لما كتب المنشقّ عنه ، محمد الكيلاني الذى أسّس الحزب الإشتراكي اليساري ، سنة 2009 كتاب " التجربة السوفياتية : إشتراكية أم رأسمالية ؟ " و طعن تجارب البروليتاريا العالمية فى الظهر مدافعا عن وجهة نظر برجوازية رأسمالية بيّنة ، لزم حزب حمه الهمّامي صمت القبور و كأنّ شيئا لم يكن و كان من المفروض ، إن كان شيوعيّا كما يدّعى ، أن يردّ بكتاب كامل يذود فيه عن الجانب الصائب الرئيسي للتجربة الإشتراكية السوفياتية.
و المجموعات الوطنية الديمقراطية التى شكّل بعضها حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( الوطد ) و الوطنيون الديمقراطيون الماركسيّون اللينينيون و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب النضال التقدّمي لم ينجزوا ، على حدّ علمنا ، أي تقييم موثّق علمي للحركة الشيوعية العالمية و تجاربها التاريخية و واقعها الراهن و الرهانات التى تواجهها ، فى الوقت الذى يدّعون فيه الإنتماء بشكل ما إلى هذه الحركة .
أمّا حزب العمل الوطني الديمقراطي المنحدر من تجارب ماوية و الذى غادرت قياداته الحالية منذ تسعينات القرن الماضى النظرة الماركسية للعالم لتعانق النظرة الديمقراطية البرجوازية ؛ و المجموعات الماوية المعروفة راهنا بالحركة الشيوعية الماوية – تونس و المنظّمة الشيوعية الماوية بتونس و منظّمة العمل الشيوعي فقد توفّرت لعناصرها ، أو على الأقلّ لبعض عناصرها ، فرصة الإطلاع على " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 و فيه ما فيه من تلخيص لقراءة نقدية علمية لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الدروس المستخلصة و المهام الملقاة على عاتق الشيوعيين فى كل من البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و البلدان المستعمرة و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة . لكن يبدو أنّهم وضعوا البيان إيّاه جانبا و لم يروّجوا له و لم يتمّ إستيعاب مضامينه عمليّا فما بالك بتطويرها . و الأكيد أنّ هذه المجموعات نظرت و مارست فى غالب الأحيان عكس ما لخّصه الماويّون عبر العالم و سقطت على وجه العموم هي الأخرى فى خطئين نبّه لهما البيان إيّاه ، الإنحراف القومي و الإنحراف الديمقراطي البرجوازي ، و بالتالى لم تركّز أهمّ العبر المستقاة من تفحّص التجارب البروليتارية العالمية تفحّصا نقديّا علميّا و لم تنطلق منها و لم تبنى عليها ( أنظروا " قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماوي" ردّا على حزب العمل الألباني " - ناظم الماوي ، على الحوار المتمدّن ). و طبعا ، لعقود بعد ثمانينات القرن العشرين أهملت هذه المجموعات التى تميّزت بالإنعزالية عن صراعات الحركة الشيوعية العالمية النضال على الجبهة النظريّة و غرقت كسائر فرق اليسار الإصلاحي فى النقابويّة و النضال السياسي المناسباتي و ما شابه من الأمراض المرتبطة بالعفويّة التى عرّى لينين خاصة فى " ما العمل ؟ " نتائجها الوخيمة على النضال الشيوعي الثوري .
و لسنوات و سنوات عديدة تمادى حزب العمّال الإصلاحي و التحريفي منذ تأسيسه فى التخلّى تقريبا تماما شكلا و مضمونا عن الشيوعية و مبادئها و لم يعد فى السنوات الأخيرة يذكر أي رابط له مع الحركة الشيوعية العالمية ( كان إلى سنوات خوالي ينشر بين الفترة و أخرى بيانا لمجموعة الأحزاب الخوجية التى كان منضمّا إليها ) دون أن ينقد ممارسته الماضية و يشرح ممارسته الراهنة .
وشأن مناضليه و مناضلاته شأن مناضلى و مناضلات معظم المجموعات الوطنية الديمقراطية ، يدافعون من حين إلى آخر عن ستالين إلاّ أنّهم أبدا لا يعملون سلاح النقد الماركسي فى ممارساته و تنظيراته فلا تراهم يفقهون شيئا من أخطاء ستالين الماركسي العظيم ، هذه الأخطاء الثانوية لكن الجدّية و الهامة و التى يترتّب على الشيوعيين الحقيقيين نقدها بعمق و تجاوزها وقد نقدها ماو تسى تونغ رفاقيا و علميّا و من منظور بروليتاري ثوري ما سمح له بتطوير تجارب نضاليّة أرقى خلال الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية ( 1966-1976).
و على سبيل المثال حينما كتبت المجموعة التى أضحت تعرف بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( الوطد) كرّاسا عن ستالين أوردت جملة مفادها أنّ ستالين أخطأ و لدغمائيتها لم تذكر و لو خطأ واحدا ! ( أنظروا " مسألة ستالين من منظور الماركسية – اللينينية – الماوية " – ناظم الماوي ، على الحوار المتمدّن ) . و حتى عندما توجّهنا مباشرة ، منذ سنوات ، إلى الناطق الرسمي بإسم حزب الوطد الثوري طالبين منه أن يحدّثنا عن أخطاء ستالين ، عجز عن ذلك و لاذ و جماعته بالصمت المدقع ! ( أنظروا الحوار المتمدّن " إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد التجربة الإشتراكية و طريق الثورة " ).
إنّ هؤلاء و غيرهم حتّى من الماويين الذين لا يملكون تقييما نقديّا علميّا ماديّا جدليّا للحركة الشيوعية العالمية تاريخا و تجاربا و حاضرا ليس بوسعهم بطريق الحتم أن يدافعوا دفاعا مستميتا و علميّا راسخا ، أمام الهجمات الإمبريالية و الرجعية التى لا تهدأ ضد الشيوعية المدّعي موتها ، عن الجوانب الصحيحة و المكاسب العظيمة للبروليتاريا العالمية و يشرحوا الأخطاء و كيفيّة معالجتها من أجل إنجاز ما أفضل مستقبلا و تبيان الحاجة إلى الثورة الشيوعية و إمكانية عالم آخر ، عالم شيوعي وجب النضال بلا هوادة فى سبيله . ليس بوسع هؤلاء جميعا لقتلهم روح النقد الماركسي الثورية عقب إهالة التراب عليها ، أن يفسّروا العالم تفسيرا علميّا و يساهموا فى تغييره تغييرا ثوريّا و إنجاز ما أفضل مستقبلا .
وحده شقّ الحركة الماوية العالمية المجسّد فى أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية هو الذى نهض و ينهض بهذه المهمّة التاريخية و صان الفكر النقدي الماركسي الثوري و طوّره و بالتالى وحده القادر على أن يكون طليعة للمستقبل لا بقايا للماضي .
2- نقد الدغمائيين و التحريفيين يقلب الحقائق رأسا على عقب :
فى مقابل عدم القيام بالواجب الشيوعي الثوري تجاه الحركة الشيوعية العالمية و التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية قصد تشخيص العلل و تفسير النقائص و الهزائم و إستخلاص الدروس و العبر و تنظيم هجوم مضاد للتصدّى للهجوم الرجعي الإمبريالي المركّز على الشيوعية ، و تطوير علم الثورة لإنجاز ما أفضل مستقبلا ، إنهال الدغمائيّون و التحريفيّون الخوجيون ، المفضوحون منهم ( حزب العمّال ) و المتستّرون ( الوطد الثوري و الوطنيون الدبمقراطيون الماركسيون – اللينينيّون ) بالقذائف التحريفيّة صباح مساء على ماو تسى تونغ الذى إضطلع بجسارة و مبدئية شيوعيتين ، إثر الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي فى أواسط خمسينات القرن الماضي ، بمسؤوليّة الدفاع عن الإرث الثوري للينين و ستالين و التجربة الإشتراكية الأولى للبروليتاريا العالمية و إلى جانب ذلك و طبعا إضطلع بمهمّة نقد الأخطاء التى تمّ الوقوع فيها . و حدث ذلك فى معمعان المعارك المحتدمة عالميّا للتصدّى إلى التحريفيّة المعاصرة و بناء تجربة إشتراكية أرقى و إنشاء حركة شيوعية عالمية ثورية تقطع مع التحريفية فكانت الحركة الماركسية – اللينينية العالمية إفرازا لصراع الخطّين العالمي بين التحريفية و على رأسها الحزب السوفياتي و الماركسية و على رأسها الحزب الشيوعي الصيني الماوي .
لقد إنخرطت هذه الفرق الدغمائيّة التحريفية فى القطر فى النهج الخوجي و الهجوم المسعور على الماوية بعد وفاة ماو تسى تونغ و عوض تعميق النظر فى نقد أخطاء التجربة السوفياتية و فى مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعية و التجربة الإشتراكية المتطوّرة فى الصين الماوية ، طفقت تقدح فى الماوية بالإعتماد على التفاهات و قلب الحقائق رأسا على عقب ، بالتوازى مع الدفاع عن أخطاء ستالين التى نقدها ماوتسى تونغ ، ماضية إلى أبعد الحدود فى قتل روح النقد الماركسي الثورية . فكانت نتائج ذلك وبالا عليها .
و إذا كان الدغمائيّون و التحريفيّون يرغبون فى دحض حقيقة موضوعيّة - و هذا ما جدّ مع الكتابات المعادية للماوية سواء تلك التى أطلقها حزب العمّال و نشرت بإسم محمد الكيلاني تحت عنوان " الماوية معادية للشيوعية " سنة 1989 أو تلك التى صاغتها مجموعة الوطنيّون الديمقراطيون ( الوطد ) التى تذرّرت الآن إلى مجموعات ، سنة 1990 : " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيا- لينينيّا ؟ " وقد فكّكنا فى مقالات سابقة ترّهات هذه الوثائق المهزلة ( أنظروا العددين الثالث و الرابع من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ") - فإنهم سيلجؤون بديهيّا إلى التزوير و تزييف الحقائق والوقائع .
و إذا كان أعمى يقود أعمى فكلاهما يسقطان فى حفرة . إذا كان نقّاد الماوية لم يطّبقوا النقد الماركسي و مبادئه و إقتفوا أثر أنور خوجا الدغمائي التحريفي ، فإنّهم فى الأساسيّ من تلك الوثائق كرّروا كالببّغاء معطيات مزوّرة ومقولات مشوّهة إليها أضافوا ما إستطاعوا إليه سبيلا من خزعبلاتهم الخاصة .
وهكذا أحلّوا الهجوم المفضوح على المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ فى تطوير علم الشيوعية ، و النقد من منظور محافظ دغمائي تحريفي محلّ النقد الماركسي الثوري العلمي المادي الجدلي و التحليل الملموس للواقع الملموس و تفسير العالم علميّا من أجل تغييره ثوريّا .
و الشيء ذاته يحدث الآن إزاء الخلاصة الجديدة للشيوعية من قبل حتّى بعض الماويين . ففى الوقت الذى إنبرى فيه بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، منذ سبعينات القرن العشرين ، ليتصدّى لمهمّة تلخيص التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية و الحركة الشيوعية العالمية تلخيصا نقديّا و تفحّصها تفحّصا علميّا ماديّا جدليّا عميقا من منظور البروليتاريا الثورية ، و إعادة صياغة علم الشيوعية على أسس علمية أرسخ ، مدافعا عن المكاسب كمظهر رئيسي و ناقدا و معالجا الأخطاء كمظهر ثانوي ، لإنجاز ما أفضل مستقبلا ، إتخذ حتى بعض الماويين موقفا دغمائيّا من مجمل أعمال بوب أفاكيان دون أن يدرسوا مضامين الخلاصة الجديدة للشيوعية و تمسكوا مثلهم مثل الدغمائيين التحريفيين الخوجيين بأخطاء ماوتسى تونغ الثانوية عوض إعمال سلاح النقد المبدئي فيها من منظور بروليتاري ثوري و حوّلوها مثلما فعل أنور خوجا مع أخطاء ستالين ، إلى أسس و مبادئ وجب الدفاع عنها .
الماويّة إنقسمت إلى إثنين و مظهرها الثوري ، روحها النقديّة العلمية ، الخلاصة الجديدة للشيوعية ، تمضى فى شقّ طريق طليعة المستقبل ؛ و مظهرها المحافظ ، الدغمائي يغرق فى القومية و الديمقراطية البرجوازية و قتل روح النقد الماركسي الثورية .

3- نقد إصلاحي من منظور برجوازي :
و يحلّ محلّ النقد العلمي المبدئي الماركسي الثوري من منظور شيوعي ، نقد إصلاحي من منظور برجوازي إذ أضحت فرق اليسار الإصلاحي لعقود الآن لا تمارس الماركسية بل التحريفية ففى علاقة مجموعة بأخرى قلّما رأينا هذه المجموعة تنقد علنا و بشكل واضح جلي تنظيرات و ممارسات تلك المجموعة . و نخصّص فنقول لم ينشُر حزب العمال علنيا إلى الآن ، على حد علمنا ، أي نقد للحزب الإشتراكي اليساري الذى إنشق مؤسّسوه عنه فلم تعلم عموم الجماهير خفايا الإنشقاق و الصراعات و محاورها إلخ ، إنّه لم يقدم الحقيقة للجماهير . و ظلّ حزب الوطد الثوري صامتا حيال تنظيرات و ممارسات حزب العمال و منها تخلّيه عن صفة الشيوعي ، إلى أن طُرد من الجبهة الشعبيّة فصاغ نقدا متأخرا و إصلاحيا فضحناه فى مقال " الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( الوطد ) و حزب العمال التونسي وجهان لعملة إصلاحية واحدة " . و إلى الوقت الحاضر ، لم نعثر على وثيقة رسمية تشرح لنا الخلافات الإيديولوجية و السياسية بين حزب الوطد الثوري و بقيّة الوطنييين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين الذين لم نراهم ينقدون سياسات حزب الوطد الثوري فى سلوك أبعد ما يكون عن الماركسية .
و لم يكن نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي لفرق يسارية دون ذكرها بالإسم عامة لكونها تحالفت مع هذا الطرف أو ذاك نقدا ثوريا إنطلاقا من خط إيديولوجي و سياسي شيوعي ثوري غايته الإطاحة بالدولة القائمة و إنشاء دولة جديدة على أنقاضها كجزء من الثورة البروليتارية العالمية . و نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب النضال التقدّمي للمشاركين فى إنتخابات دولة الإستعمار الجديد نقد إصلاحي من منظور برجوازي يقوم على التشهير بالمال السياسي و إنحياز الإعلام من أجل توفير شروط إنتخابات شفّافة ، قالا . لم يرفضا الإنتخابات الرجعية ككلّ بما هي أساس من أسس بثّ الأوهام الديمقراطية البرجوازية و تخدير الجماهير و رمال برجوازية متحرّكة تبتلع الثوريين بل رفضا المشاركة فيها لإعتبارات ظرفية لا غير .
الإصلاحيون لا يعملون على نشر النظرية الشيوعية الثورية و إيجاد حركة شيوعية ثورية حقيقية ، لا يعملون على تغيير عقول المناضلات و المناضلين و الجماهير و تنظيم صفوفهم ثوريّا بهدف الإطاحة الثورية بالدولة القديمة القائمة بجميع مؤسساتها و ديمقراطيتها أي برمّتها ، و بناء بديل عنها دولة جديدة ثورية بقيادة بروليتارية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي .
و نقد المتمركسين للقوى الرجعية بدوره لم يكن مبدئيّا فى مناسبات كثيرة و من ذلك أن الجبهة الشعبية ، فى شخص ناطقها الرسمي ، أعلنت فى شريط فيديو موثّق عدم إمكانية تحالفها مع الحزب الرجعي الجديد - نداء تونس - ثمّ رأيناها تنكث وعدها و تتحالف معه ، بل تتذيّل له خلال إعتصام باردو- الرحيل. و جرى نقد الإسلاميين الفاشيين عند تكريسهم قناعاتهم الرجعية القروسطية العميقة من منطلق إبتعادهم عن قوانين اللعبة الديمقراطية البرجوازية المتفق عليها . فحزب العمال قد بيّض وجه الإسلاميين الفاشيين أعداء الشعب و النساء و للإمبريالية عملاء و جعل منهم ، بالتحالف معهم فى إطار 18 أكتوبر ثم بالجلوس معهم - هو و الوطد الثوري - فى إطار المجلس الأعلى لحماية الثورة ، ديمقراطيين و معتدلين إلخ ( أنظروا مقال ناظم الماوي على الحوار المتمدن " حزب العمّال الشيوعي التونسي : سقط القناع عن القناع عن القناع " ) و كان نقد الجبهة الشعبية لحكومة الترويكا التى تقودها النهضة لطيفا جدّا أحيانا إلى درجة تبعث على الضحك حينما يقارن ببعض تصريحات أحزاب و مجموعات يمينية أيّام إعتصام باردو - الرحيل . و إعتبرت حركة الوطنيين الديمقراطيين ، التى ستغدو المكوّن الأساسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ، أنّ راشد الغنّوشي زعيم حركة النهضة شيخ صار تقريبا مستنيرا و ديمقراطيّا ( أنظروا كتابنا " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف " ).
إذن يجرى نقد التحريفيين الإصلاحي للرجعية فى إطار لعبة التحول السلمي و التداول السلمي على السلطة أي إطار الأوهام الديمقراطية البرجوازية و ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد .
4- التضحية بالنقد المبدئي على مذبح التحالفات الإنتهازية :
لقد لمسنا أعلاه كيف انّ جلّ فرق اليسار قد رمت وراء ظهرها الموقف و المنهج الشيوعيين و أخذت تعقد تحالفات مريبة مع أطراف رجعية بإسم المرونة التكتيكيّة و ضرورات اللحظة التاريخية على غرار ما حصل من تحالف حزب العمال مع النهضة فى إطار ما سمّي بتحالف 18 أكتوبر أو ما حصل من تبييض لوجه النهضة فى إطار المجلس الأعلى لحماية الثورة من قبل حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين و الوطد الثوري أو ما حصل من تحالف الجبهة الشعبية مع " نداء تونس " فى إطار جبهة الإنقاذ . وهذه تحالفات فضلا عن كونها بجلاء إنتهازية يمينية و يمكن وسمها بالرجعية ، لم تخلّف سوى مزيد تذيّل اليساريين الإصلاحيين إلى اليمين بفاشييه و ليبرالييه .
و نمرّ إلى التركيز الآن بعض الشيء على تصرّفات الغالبيّة الساحقة لفرق اليسار صلب الإتحاد العام التونسي للشغل .
فببراغماتية ، نفعية منافية للمبادئ الشيوعية ، عوض خوض الصراع المبدئي و الجماهيري و نقد البيروقراطية النقابية و تعرية وجهها الحقيقي و توجّهاتها وممارساتها المعادية للمصالح الآنية و التاريخية للطبقة العاملة و للشعب الكادح ، عمد الوطنيون الديمقراطيون ( الوطد) فى أحد مؤتمرات الإتحاد إلى التحالف مع إسماعيل السحباني مقابل صعود عنصر من عناصرهم القيادية آنذاك ( نهاية ثمانينات القرن العشرين ) إلى المكتب التنفيذي و تخلّوا عن بقيّة المعارضة النقابيّة . و تكرّر الأمر لسنوات و سنوات ما ألحق الضرر البالغ بهم و بالقطاعات التى كانوا متواجدين فيها و بصورة الشيوعية و الشيوعيين عموما . و رغم الممارسات اللامبدئيّة أصلا لذلك العنصر من المكتب التنفيذي ( كبقية العناصر بطبيعة الحال ) ، ظلّت الجماعة التى تمعّشت نوعا ما – لا نودّ تفصيل قضيّة التمعّش هنا لأنّ المجال لا يسمح - من ذلك الموقع ، تدافع عنه و لم تستعمل سلاح النقد و تفضح أخطاءه وصولا إلى طرده لتحوّله أصلا إلى بيروقراطي لا غير . و لم تستفق الجماعة من سباتها الإنتهازي العميق إلاّ بعد أن وجدت نفسها منعزلة تقريبا تماما و قد خسرت مواقعها خاصة فى قطاع التعليم الثانوي فضحّت بذلك الشخص و أقرب المقرّبين منه و جعلته كبش فداء لتلميع صورتها فنقدته على أنّه إنتهازي يميني و إنشقّت عنه أو طردته و فى نفس الوقت تغاضت بإنتهازية عن جوهر الموضوع ألا وهو نقد الخطّ النقابوي البراغماتي الذى قاد المجموعة بكلّيتها فى عملها صلب الإتحاد العام التونسي للشغل و علاقته بالإنحراف الدغمائي التحريفي الخوجي .
و الشيء نفسه قامت به بعدهم حركة الوطنيين الديمقراطيين و قام به حزب العمل الوطني الديمقراطي فقد تحالفا بلا خجل مع البيروقراطية النقابيّة فصعدت عناصر من المجموعتين إلى أعلى مراكز قيادة الإتحاد متحوّلة هي الأخرى إلى عناصر بيروقراطية لا غير و بات نقد البيروقراطية لدي المجموعتين يكاد يكون محرّما .
و لا عجب أن يمسي عضو المكتب التنفيذى المشار إليه أعلاه و الذى كان موضوع نقد لا هوادة فيه لسنوات من قبل حركة الوطنيين الديمقراطيين و حزب العمل الوطني الديمقراطي ، و فى لمح البصر ، ليس حليفا لهما فقط بل قائدا لناقديه السابقين و مشرفا على مؤتمر تشكيل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد !!!
و نلمح فى نهاية هذه النقطة إلى أنّ الفهم الإنتهازي للتحالفات النقابيّة قد خرّب أيّما تخريب النضال على الجبهة النظريّة من حيث الصراع الإيديولوجي الذى لا ينبغى ماركسيّا أن يتوقّف أبدا مهما كان نوع التحالفات و شكلها . لقد جمّدت القيادات النقابيّة لفرق اليسار ( جرّاء الخطّ النقابوي الذى نخر الفرق ) تقريبا كافة الصراعات الإيديولوجية بغية عقد تحالفات نقابيّة نقابوية عامة أو الحفاظ عليها فساد النفاق الأخلاقي و السياسي و سادت البراغماتية و غابت المبدئيّة و أسدل الستار على سلاح النقد الذى ظلّ يوجّه أساسا ضد مناهضى تلك التحالفات اللامبدئية . و كانت النتائج وخيمة إيديولوجيا و سياسيّا على فرق اليسار التى باتت تتذيّل لرموز البيروقراطية النقابيّة و للقوميين بأصنافهم و حتى لرجعيي النهضة و " نداء تونس " و تقبل مسبّقا بما يتوصّل إليه الرجعيون من إتفاقيّات مثلما كان الشأن بالنسبة للجبهة الشعبية و موقفها من ما سمّي ب " الحوار الوطني " !
5 – ردود فعل متشنّجة تجاه النقد :
يحضرنا هنا أوّل ما يحضرنا مثال ردّ فعل عناصر من الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( الوطد ) تجاه نصّ كتبه الأسعد السائحى ( " وحدة الوطنيين الديمقراطيين بين الواقع و الطموح " و قد تفاعلنا معه بمقال على الحوار المتمدن عنوانه " الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقيين وحدة ثورية " ) ينقد فيه ممارسات ذلك الحزب و خاصة الممارسات الخطيرة جدّا لناطقه الرسمي . و قد توفّرت لمتابعى صفحات التواصل الإجتماعي ، الفايسبوك ، فرصة تكوين فكرة عن تعاطى عناصر ذلك الحزب مع النقد الموجّه لهم إذ جادت قريحة تلك العناصر بكافة ألوان القذف و الشتم لكاتب النصّ و بلغ الأمر الهرسلة بالهاتف و توجيه تهديدات بالإعتداء الجسدي عليه . كلّ هذا صدر و يصدر عن أناس يدّعون الماركسية و إمتلاك فهم " ثوري" و تطبيق " الإشتراكية " !
و لا يفوتنا أن نذكّر بما طالنا نحن ، كمختصّين فى النقد الماركسي إن أمكن القول ، من إهانات و سبّ و تشبيه بالحيوانات و وصف بالعمالة للصهيونية و الإمبريالية و الرجعية و بالجبن و القائمة طويلة و طويلة جدّا . و ممّن ؟ ليس فحسب من قبل أتباع بل و من قيادات معروفة من حزب الوطد الثوري الذى أعملنا سلاح النقد الماركسي الثوري فى العديد من وثائقه التاريخية و الحالية و من قبل عناصر من حزب العمّال . و هذا موثّق فى مقالاتنا على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ، لا سيما منها مقالاتنا التى عنيت بالردّ على علي البعزاوي من حزب العمّال و على معزّ الراجحى و عبدالله بنسعد من الوطد الثوري .
و نالنا ما نالنا من تشويه و تجريح من محمد علي الماوي ( اللاماوي فى الواقع ) و الحركة الشيوعية الماوية – تونس ( التى لا هي شيوعية و لا هي ماوية ) أيضا حينما دخلنا فى جدال معهما حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و الخلاصة الجديدة للشيوعية . ( بهذا المضمار على الحوار المتمدّن تجدون كتابين من تأليفنا بمكتبة الموقع ) .
المتمركسون جميعهم مهما تزيّنوا بألوان الماركسية أو الماركسية – اللينينية أو الماركسية – اللينينية – الماوية ، ينهلون من ذات المنبع الإنتهازي و النظرة البرجوازية للعالم . إنّهم يتركون جانبا البحث العلمي عن الحقيقة التى هي وحدها الثوريّة حسب تعبير شهير للينين و يصيّرون أي نقد يطالخطّهم الإيديولوجي و السياسي إتيانا ببدعة ( و يطبّقون ) " كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة فى النار " . أمراض النرجسيّة و الذاتية و الإلتزام بالدفاع المستميت عن التحريفية و الإصلاحية تغشى أنظارهم عن رؤية الحقيقة الموضوعية و التعاطى الجدّي مع صياغة النقد وتقبّله بصدر رحب و عدم خشيته إن كنّا حقّا شيوعيين و نبذل قصارى الجهد لخدمة الشعب و البروليتاريا العالمية . فكما يعلّم ماو تسى تونغ الشيوعيين الحقيقيين :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به . "
ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب" ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث
و لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه فإن المتمركسين يفتقدون إلى النظرية و الممارسة الشيوعية الثورية لذا لن تصدر عنهم سوى نظرية و ممارسة عملية تحريفية و إصلاحية تتّخذ غالبا ، فى موضوع الحال ، شكل الردود المتشنّجة تجاه النقد الذى يطال سياساتهم و خطّهم الإيديولوجي و السياسي ، دون أن يعني ذلك أنّها لا تتخذ أحيانا الشكل النقيض أي سلوك سياسة النعامة حيث بالفعل تملّصت قيادات حزب العمّال و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( الوطد ) و حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ( أنظروا بصدد هذا الأخير مقال مازوم كايبا : " وهم الردّ على ناظم الماوي " ، على موقع الحوار المتمدّن ) من الردّ على كتاباتنا ردّا رسميّا و أوكلت المهمّة لعناصر غير معروفة أو معروفة نسبيّا لتصوغ نقدا مضادا لنقدنا بإسمها الشخصي و ليس بإسم الحزب كما أشرنا إلى ذلك قبلا .
و إصطفت مجموعات أخرى كمجموعة الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين وضع حدّ بسرعة لمجازفة خطيرة أو مغامرة الردّ على نقدنا لبرنامجها هي المشترك مع مجموعة حزب الوطد الثوري بعد إصدارها لحلقة أولى من سلسلة مقالات لم تكتمل إلى اليوم و قد وعدنا حينها بالتفاعل الإيجابي معها و مع بقيّة الحلقات و لعلّ مردّ ذلك التنبّه إلى أنّ من سهروا على كتابة الحلقة الأولى وضعوا أرجلهم فوق رمال متحرّكة قد تبتلعهم إن تمادوا فى السير قدما . و تجدر الإشارة إلى أنّ حزب الكادحين الوطنى الديمقراطي لم ينبس ببنت شفة إلى يوم كتابة هذه الأسطر، على حدّ علمنا طبعا ، بعد نشرنا لنقد مفصّل لكتاب أمينه العام ، فريد العليبي (" تشويه الماركسية : كتاب " الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " ) . و أعلنت الحركة الشيوعية الماوية تونس فى نصّها الثاني الناقد لناظم الماوي أنّها لن تواصل الجدال معه و ذلك حتّى قبل أن تطّلع على ردّ المعنى بالأمر على تهمها الملفّقة و تخريجاتها المفبركة !
و نحن على العكس و سيرا على خطى مقولة ماو تسى تونغ الموثّقة أعلاه ، نكرّر هنا الدعوة لنقد مقالاتنا و كتبنا و نتعهّد بالتفاعل المطلوب ماركسيّا مع النقد و النقد الذاتي و بروح شيوعية ثورية تستهدف البحث عن الحقيقة لتفسير العالم علميّا و المساهمة فى تغييره تغييرا ثوريّا .

خاتمة :
الشيوعية بما هي علم تحتاج بلا أدنى ظلّ للشكّ إلى النقد و قد أدرك إنجلز ذلك منذ عقود مضت فكتب ضمن ما كتب " ضد دوهرينغ " و صرّح بما مفاده أنّ الماركسية تطوّر بنقد ذاتها ، الماركسية التى تأسّست إنطلاقا من إستيعابها النقدي لمكوّناتها الثلاثة ، الإقتصاد السياسي الأنجليزي و الفلسفة الألمانية و الإشتراكية الفرنسية . و نقد ماركس الإقتصاد السياسي البرجوازي(" نقد الإقتصاد السياسي ") ونقد حتى برنامج رفاقه الألمان (" نقد برنامج غوتا ") ... و جاء لينين ليعلن أنّ النقد و النقد الذاتي خبزنا اليومي و نقد عديد المنظرين البرجوازيين و حتى ماركسيين أو مرتدّين عن الماركسية و أشهرهم بليخانوف و كاوتسكي و تروتسكي . و واصل ماو تسى تونغ رفع راية سلاح النقد الماركسي الثوري فنقد بمبدئيّة " كتاب الإقتصاد السياسي " السوفياتي المكتوب فى عهد ستالين و أنجزالحزب الشيوعي الصيني نقدا علميّا للتجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي أثمر وثائقا تاريخية كثيرة منها " حول مسألة ستالين " و " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا "... و لم يدّخر ماو تسى تونغ جهدا فى قيادة نقد التحريفية المعاصرة عالميّا و الصراع ضدّها بما أوتي من طاقة ما كان وراء ولادة الحركة الماركسية - اللينينية العالمية فى الستينات و السبعينات . و فى الصين ، بناءا على نقد التجربة السوفياتية و نقد التحريفية المعاصرة و تلخيص الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية فى بلاده لعقود و صراع الخطّين فى الحزب الشيوعي الصيني ، طوّر ماو تسى تونغ نظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كأعلى قمّة بلغتها البروليتاريا عالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية ، وقع نقد كتب و مقالات و مسرحيات ... تحريفية صينية و سجّل التاريخ فى سبعينات القرن الماضي عدّة حملات منها " حملة نقد لين بياو و كنفيشيوس " . و بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي الذى حوّل الصين الماويّة الإشتراكية إلى صين أعادت تركيز الرأسمالية ، أمسك الماويّون ، الشيوعيون الحقيقيّون ، بالمشعل و نقدوا التحريفية الصينية و عمّقوا نقد الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية كما تصدّوا للدغمائية التحريفية الخوجيّة و الغيفاريّة و برز من ضمن من برز فى مقدّمة الماويين الخائضين لغمار هذه المعارك الضرورية الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية بكتاباته و دراسات و مساهماته فى تنظيم و قيادة الحركة الماوية العالمية على طريق رفع راية الإرث الثوري للماركسية – اللينينية – الماوية و تطبيقها و تطويرها و أيضا بإعمال سلاح النقد فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية و خوض الصراع النظري لتطوير علم الشيوعية فكانت الثمرة الخلاصة الجديدة للشيوعية .
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
الماركسية دون نقد ماركسية بلا روح ثوريّة ، ماركسية بلا جدلية الهدم و البناء ، تتحوّل إلى أداة يكيّفها الدغمائيون و التحريفيون لخدمة تأبيد الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي عوض السعي إلى القضاء عليهما . و نحن مدركين تمام الإدراك أنّ سلاح النقد لا يعوّض نقد السلاح كما أكّد ماركس ، ندعو الشيوعيين الثوريين حقّا إلى أن يعلو على الدوام راية الفكر النقدي الماركسي الثوري و يطبّقوه و يطوّروه على جميع الأصعدة كسلاح من أسلحة النضال من أجل المساهمة فى تفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا ثوريّا و إنجاز الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى لا أقلّ من الشيوعية على النطاق العالمي .
====================== نوفمبر 2014 -----------------------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعي ...
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين : القطيعة فالقطيعة ثم ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين
- النقاب و بؤس تفكير زعيم حزب العمّال التونسي .
- قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .
- مقدّمة - بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و ...
- جدالان باللغة العربية يدافعان عن الخلاصة الجديدة للشيوعية .D ...
- إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء !
- محتويات نشرية - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! - ( الأعداد ...
- وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للع ...


المزيد.....




- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية