أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا أن تكونوا أم إصلاحيين؟















المزيد.....


إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا أن تكونوا أم إصلاحيين؟


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 21:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا أن تكونوا أم إصلاحيين؟

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام ..."

( لينين ،" الماركسية و النزعة التحريفية " )
-------------------------
" على الشيوعيين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا ، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية ."
( ماو تسى تونغ ، " إصلاح أساليب الحزب " ، فيفري 1942 ) .
----------------------------------------------------
الرفيقات ، الرفاق
تحيّة حمراء
أتوجّه إليكم بهذه الرسالة المفتوحة لا من منطلق الوصاية و لا من منطلق التلقين كما من المتوقّع أن يدّعي البعض ، و إنّما من منطلق رفاقي هدفه الجوهري خدمة الشيوعية و تحرير الإنسانية و مهمّته الراهنة تتمثّل فى أوّلا ، دفع النقاش للفرز بين الشيوعية الثوريّة من جهة و تحريفية المتمركسين التى لا تعدو أن تكون سوى فكر برجوازي فى صفوف الحركة الشيوعية ؛ و ثانيا المساهمة فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب الماركسي الذى تستغلّه المجموعات المتمركسة لأغراضها الإصلاحية التى تصبّ فى نهاية المطاف فى خانة خدمة تأبيد الدول الرجعية والإستغلال والإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
و من الأكيد أنّ الماركسية الثورية تحتاج على الدوام إلى دم جديد ، إلى الشباب المتّسم بالتمرّد و البحث عن التغيير و الذى لا ينفكّ يضع الأمور موضع سؤال و يمارس النقد ، و هذه الصفات تقلّصت كثيرا عند عدد من المتقدّمين فى السنّ الذين إمّا أنهكت قواهم المعارك أو إستهلكت طاقاتهم المشاغل العائلية و اليومية أو المهنيّة . و دون أن ننكر جهود كافة الماركسيين الثوريين حقّا ، نقرّ بحاجة الشيوعية الثورية الأكيدة إلى طاقات شبابيّة فى النضال الدؤوب ضد التحريفية السائدة داخل صفوف الحركة الشيوعية العربيّة و العالمية ، هذه التحريفية التى تحوّل الماركسية إلى أداة فى خدمة الطبقات الرجعية عوض أن ترفع راية الماركسية الحقيقيّة ، و تكرّس الماركسية الثورية و هدفها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي .

1- ليس كلّ ما يلمع ذهبا !
لا شكّ فى أن الماركسيين فى البلدان العربيّة شأنهم شأن الماركسيين عالميّا منقسمين إلى مجموعات و قد يحزّ هذا فى قلب البعض ممّن يرغبون فى وحدة " اليسار الماركسي " التى تكون عادة غير ممكنة واقعيّا بين ماركسيين حقيقيين و ماركسيين مزيّفين . فجلّ المجموعات حين ندرس مليّا خطّها الإيديولوجي والسياسي على ضوء علم الشيوعية نكتشف أنّها ليست ماركسية فى جوهرها أو هي تعتمد منهجا إنتقائيّا بمعنى أنّها تأخذ ما إستطاعت إليه سبيلا من الأفكار الماركسية و تستبعد البقيّة ( لا لأنّها خاطئة أو تبيّن عدم عكسها للواقع الموضوعي عكسا علميّا على أتمّ وجه ممكن و إنّما لكونها لا تنسجم و الخطّ الإصلاحي لهذه المجموعة أو تلك ) لتعوّضها بأفكار برجوازية تغلّفها بألوان ثوريّة فيكون المزيج طبخة تحريفيّة إنتهازية يمينيّة أو يسراوية .
لهذا علينا جميعا أن ندرك حقيقة أنّ قلّة قليلة من المجموعات الماركسيّة هي ماركسية رئيسيّا ، ماركسيّة حقّا غير أنّها غالبا ما تتعرّض للمحاصرة و التشويه من طرف الرجعيّة و الإمبريالية و الإصلاحيين أيضا . وعلينا أن نعي جيّدا أنّه ليس من يقول عن نفسه ماركسيّا هو ماركسي حقّا ، قولا و فعلا .
ليس كلّ ما يلمع ذهبا ! ( وقد تناولنا ذلك بالملموس فى الكثير من مقالاتنا و كتبنا ).
و من واجب الماركسيين الثوريين كماديين جدليين التمسّك بالحقيقة إذ أنّ :
- " على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945)
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ".
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

2- الماركسية ثورية و ليست إصلاحيّة :
يمسخ الماركسيون المزيّفون الماركسية الثورية ليجعلوا منها إيديولوجيا تتأقلم مع المجتمعات الإضطهادية و الإستغلالية و تخدم الطبقات السائدة الرجعيّة منها و الإمبريالية فتنقذ دولها و ترمّمها و بالتالى تجعلها أداة من أدوات تأبيد إستغلال و إضطهاد طبقات لطبقات أخرى .
و على العكس ، على الماركسيين الحقيقيين أن يتبنّوا الماركسيّة الحقيقية ، الماركسيّة الثورية ( و ليس الخروتشوفية بأشكالها المتنوّعة ) و يطبّقوها فى تنظيراتهم و ممارساتهم العمليّة الثوريّة قصد مقاومة الدول الرجعية و الإمبريالية و القيام بالثورة الشيوعية و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ، و بفضل الثورة البروليتارية العالميّة بتيّاريها يدكّون الدول الرجعيّة و الإمبريالية دكّا و يشيّدون دولا يكون هدفها الأسمى الشيوعية و إضمحلال الدول ذاتها كأجهزة قمع طبقة أو طبقات لطبقة أو طبقات أخرى ببلوغ الشيوعية العالمية .
لقد أعلن ماركس و إنجلز منذ " بيان الحزب الشيوعي " :
1- " و يترفّع الشيوعيّون عن إخفاء آرائهم ومقاصدهم ، و يعلنون صراحة أنّ أهدافهم لا يمكن بلوغها و تحقيقها إلاّ بدكّ كلّ النظام الإجتماعي القائم بالعنف . فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية. فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها و أغلالها و تربح من ورائها عالما بأسره ."
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " ، الفقرة الأخيرة )
2- " إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ، كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية ."

و من هنا على الماركسيّات و الماركسيين الشبّان أن يتمثّلوا تاريخ صراع الخطّين صلب الحركة الشيوعية و أحزابها عالميّا و محلّيا و ماضيا و حاضرا و أن يميّزوا بين الثوريين و الإصلاحيين ضمن الماركسيين فيساندوا الأوّلين و يفضحوا الثانين .

3- لا حركة ثورية دون نظريّة ثوريّة :
بات من الشائع أن ينعت الماركسيّون المزيّفون الرفاق و الرفيقات الذين يجتهدون لإستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره بأنّهم " كتبيين " و أصحاب " جمل ثوريّة " ، فى إستهانة عمليّا بدور النظريّة أيمّا إستهانة . و يصدر هذا عن أناس يذكّرونك أحيانا بمقولة لينين " لا حركة ثورية دون نظريّة ثورية " !
غالبا ما يحطّ الماركسيون المزيّفون من مكانة النظريّة الثورية ، الشيوعية الثوريّة ليفصلوا بينما و بين الممارسة الثورية و يشوّهوا العلاقة الجدلية بينهما و يرفعوا من شأن " الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء " التى تعبّر عن جوهر التحريفية كما قال لينين . و فى المقابل ، تراهم يضخّون ضخّا الأفكار البرجوازية فى صفوفهم و ينشرونها يمينا و شمالا . و فضلا عن ذلك ، نلفى قيادات الماركسيين المزيّفين لا تفكّ عن الحطّ من مستوى النقاشات الإيديولوجية و حصر مهام المناضلين و المناضلات فى حفظ بعض الشعارات و ترديدها و تطبيق ما تطلبه منهم القيادات دون فهم و مساءلة و لماذا و كيف و من أجل ماذا ، فى نوع من العبوديّة التى حذّرنا منها ماو تسى تونغ أعلاه . و بالتوازي مع ذلك ، لا يخطّط الماركسيّون المزيّفون و لا يخصّصون ما يجب لتنشئة قادة ثوريين يتميّزون بمستوى إيديولوجي و سياسي عالي يمكّنهم من المعالجة النظريّة لقضايا الثورة و الإستراتيجيا و التكتيك و ما إلى ذلك و لا يشجّعون عليه . و فاقد الشيء لا يعطيه !
و من أجل أن توجد حركة ثوريّة نحتاج إلى نظريّة ثوريّة هي علم الشيوعية فى أرقى تطوّراته و بالطبع نحتاج إلى منظّرين منظّرات أو مناضلين و مناضلات يخصّصون جزء هاما من نشاطهم إلى النضال على الجبهة النظريّة دراسة و شرحا و صياغة و نشرا ، و نحتاج جيشا من المثقّفين الثوريين ، لا الإصلاحيين ، ليقودوا الطبقات الشعبيّة و على رأسها البروليتاريا من أجل مقاومة الدول الرجعية و الإمبريالية وتغيير الأذهان بهدف صنع التاريخ والقيام بالثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية.
و كلّ تهاون فى النضال على الجبهة النظريّة فى ترابط جدلي مع الجبهة السياسية و الإقتصادية يساهم لا محالة فى تأبيد هيمنة الأفكار السائدة للطبقات السائدة و فى سيطرة الإيديولوجيا البرجوازية و النظرة البرجوازية و الدينية إلى العالم حتى فى صفوف الماركسيين ذاتهم .
و عليه ، من واجبنا أن ندرس بجدّ و كدّ النظريّة الثورية و فهمها الأكثر تقدّما اليوم فتنير ممارستنا الثورية .
و قد لخّص ماو تسى تونغ عقودا من الصراع حول أهمّية النظرية و صحّة الخطّ الإيديولوجي والسياسي على النحو التالي:" صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي والسياسي محدّدة فى كلّ شيء ".
و بهذا المضمار ننصح الرفيقات و الرفاق جميعا – و ليس الشبّان وحسب – بدراسة الصراعات بين المجموعات الماركسية و مختلف الحجج و الخطوط الإيديولوجية و السياسية و بالإطلاع على الصراعات التى خاضها لينين ضد التحريفية صلب الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي ثمّ صلب الحزب البلشفي و داخل الحركة الشيوعية العالمية و بصراعات ستالين ضد التروتسكية و تيارات يمينية و يسراوية أخرى و أيضا على الصراعات الخطّية العديدة التى خاضها ماو تسى تونغ صلب الحزب الشيوعي الصيني و عالميّا ضد التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و الإيطالية و الفرنسية و اليوغسلافية ؛ و بالتمعّن فى دراسة الأدبيّات الشيوعية الثوريّة التالية التى طالما حرّفها و شوّهها المتمركسون و نقصد على وجه الخصوص ، كتب لينين : " ما العمل ؟ " ، " الدولة و الثورة " ، " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " و كتب ماو تسى تونغ : " فى التناقض " و " حول الديمقراطية الجديدة " ؛ و التعمّق فى دراسة الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية ( 1966-1976 ) ...

4- الماركسيّون أمميّون ، لا قوميّون ضيّقو الأفق :
بدعوى الخصوصيّة و الواقع المحلّى ( منظور إليهما نظرة تحريفية قوميّة ضيّقة الأفق ) صيّر الماركسيّون المزيّفون المجموعات الماركسيّة متذيّلة للقوميّة البرجوازية و متقوقعة على ذاتها و منعزلة عن الحركة الشيوعية العالمية و صراعاتها و كأنّها ليست جزءا منها . و حتّى أنكى من ذلك ، فصلوا النضال فى بلد معيّن عن الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي . و غرقت هذه المجموعات الماركسيّة المزيّفة و أغرقت مناضليها و مناضلاتها و المتعاطفين معها فى الرقعة الجغرافيّة التى توجد بها متناسية أنّ العصر عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و ما أكّد عليه لينين منذ عشرات السنين من أنّ التحليل الملموس للواقع الملموس و تطبيق علم الشيوعية على الخصوصيّات لا يتنافى و الأممية البروليتارية و إنّما هو مظهر من مظهري العلاقة الجدلية بين الخاص و العام ، و المحلّى و العالمي ، و الجزء و الكلّ فى الثورة البروليتارية العالمية كسيرورة ثورية بتيارين هما الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنيّة الديمقراطية فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات و الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية و كلاهما بقيادة البروليتاريا و حزبها الشيوعي الثوري و إيديولوجيّتها الثورية .
1- " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي[ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين ، " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 )

2- " إن الأممية البروليتارية تتطلّب ، أوّلا ، إخضاع مصالح النضال البروليتاري فى بلد من البلدان لمصالح هذا النضال فى النطاق العالمي ، ثانيا ، كفاءة و إستعداد الأمّة المنتصرة على البرجوازية للإقدام على تحمّل التضحيات الوطنية الكبرى من أجل إسقاط رأس المال العالمي"
( لينين ، " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " ، يونيو – يوليو / حزيران – تموز 1920.)
لذا ، على الماركسيين الثوريين أن يدركوا إدراكا جيّدا أوّلا ، أنّ البروليتاريا طبقة عالميّة واحدة و أنّ مهمّتها التاريخيّة هي قبر الأنظمة الإستغلالية و الإضطهادية كلّها لتتحرّر و تحرّر الإنسانيّة جمعاء لمّا نبلغ الشيوعية على النطاق العالمي ؛ و ثانيا ، أنّ علم الشيوعية سلاح لا يكفّ عن التطوّر ( و إن كفّ مات كما قال ماو تسى تونغ ) يمكن تطبيقه على الواقع العالمي برمّته المنقسم أساسا بصورة لامتكافئة بين دول مهيمنة رأسمالية – إمبريالية و دول مستعمرة أو أشباه مستعمرات أو مستعمرات جديدة ؛ و ثالثا ، أنّ فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية فى هذه العقود الأخيرة و اليوم صار للمجال العالمي وزنا كبيرا جدّا و أحيانا حاسما فى إنتصار أيّة ثورة ديمقراطية جديدة أو بروليتارية تسعى جاهدة إلى أن تكون حصنا للثورة البروليتارية العالمية و فى خدمتها .

5- تطوير الماركسيّة و مناهضة التحريفيّة و الدغمائيّة :
لقد شدّد لينين و من بعده ماو تسى تونغ على :
1-" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة ."

( لينين ،" برنامجنا ")

2- " إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957 ، " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ص21-22 ).

و حينئذ على الماركسيين الثوريين أن يطوّروا الماركسية تطويرا ثوريّا لا تحريفيّا فى علاقة بتطوير الممارسة العملية بيد أنّه لكي نطوّر الماركسية التى " لا بدّ أن تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي " يترتّب علينا أن نستوعبها و نطبّقها كما يترتّب علينا أن نستوعب تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و تجارب البروليتاريا العالمية بإيجابيّاتنا رئيسيا و سلبيّاتها ثانويّا و ندرس الواقع المادي المتحرّك بمنهج علمي مادي جدلي إنطلاقا من أرقى فهم بلغه علم الشيوعية اليوم . و الفهم الشيوعي الثوري الأكثر تقدّما اليوم ، شيوعيّة اليوم الثوريّة هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية عقب عقود من العمل على تلخيص التجارب التاريخية و الراهنة للبروليتاريا العالمية ( وهذه الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الأساس الذى تنطلق منه كتاباتنا ):

" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( بوب أفاكيان ؛ " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الأوّل " ؛ " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 . )

6- طليعة المستقبل أم بقايا الماضي ؟

إنّ متفحّص المشهد السياسي للمجموعات الماركسية يلاحظ دون عناء كبير وجود مجموعات توقف الماركسيّة عند ماركس و وجود مجموعات أخرى توقفها عند التجربة السوفياتية فتكون الأولى أوقفت تطوّر علم الشيوعية فى مرحلته الأولى و تكون الثانية أوقفته فى مرحلته الثانية متجاهلة المرحلة الثالثة و الجديدة و الأرقى ، الماوية ( الماركسية – اللينينية – الماوية ) و متنكّرة لأكثر من نصف قرن من تاريخ الحركة الشيوعية المعاصرة ما بعد الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي فى أواسط خمسينات القرن العشرين و تغيير لون الحزب و الدولة هناك من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين . و حتّى فى صفوف الماويين ، برزت منذ سنوات الآن نزعة دغمائيّة تجمّد الماركسية – اللينينية – الماوية عند تجربة الصين الماوية و تتنكّر للنقد العلمي لبعض الأخطاء الثانويّة التى شابت تلك التجربة و للتشديد على ما هو صائب فيها وهو الرئيسي و إعادة صياغته بإرتباط بالدروس من الماضي و الحاضر و بأفق إنجاز ما أفضل مستقبلا و هكذا تطوير الروح الثوريّة للماويّة .
و من يقترف إنحرافا دغمائيّا من هذا القبيل يظلّ من بقايا الماضي و ليس بوسعه أن يدرك أرقى الفهم الشيوعي اليوم و يساهم فى قيادة ثورة إلى الظفر فى حين أنّه من المطلوب من الماركسيين الثوريين جميعا أن يقيّموا ماضي الحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية العالمية و يستخلصوا الدروس و العبر ( مثلما فعل بوب أفاكيان ) ويبنوا على أساس الصحيح و الثوري فيها ( مثلما فعل بوب أفاكيان ) للقيام بالثورة و تشييد تجارب تكون أفضل و أفضل بكثير مستقبلا و من ثمّة يصحّ علي هؤلاء الماركسين الثوريين نعت طليعة المستقبل .
متفحّصين واقع الحركة الشيوعية العربية و العالمية اليوم نثير الأسئلة التالية : إلى أين قادتنا و تقودنا المجموعات التحريفية الغارقة فى الديمقراطية البرجوازية لدول الإستعمار الجديد ؟ ألم تقدنا و لا تزال إلى التحالف مع الفاشيين الإسلاميين و التذيّل لهم ؟ ألم تقدنا إلى التذيّل للقوميين ؟ ألم تقدنا إلى النضال فى حدود ما تسمح به دول الإستعمار الجديد و إلى خدمة الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية العالمية ؟ ألا يلامس البلاهة أن نعتقد أنّ مثل هذه المجموعات الإصلاحيّة قلبا و قالبا قد ترشدنا إلى طريق الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الشيوعية على النطاق العالمي ؟ ألا يتعيّن علينا كماركسيين حقيقيين أن نحرّر أنفسنا من براثن التحريفية و الإصلاحية كي نساهم بأفضل شكل و قدر ممكنين فى كنس التحريفية و الإصلاحية و إعداد الأرضيّة لدفع حركة التاريخ و النضال بإتجاه الشيوعية ؟ ألم يحن الوقت للقطيعة الإيديولوجية و السياسيّة و التنظيمية مع المتمركسين خدمة للشيوعية الحقيقية ؟

أيّتها الرفيقات ، أيّها الرفاق الشبّان ، التحريفية و الإصلاحية مهيمنتين على الحركة الشيوعية عربيّا و عالميّا و من يتطلّع إلى أن يكون ماركسيّا ثوريّا ، ينبغى أن يحارب التحريفية و الإصلاحية ويعلى راية الماركسية الثورية . و فى الوقت الذى توجد فيه الحركة الشيوعية العالمية اليوم فى مفترق طرق ، لا مناص من الإختيار بين أن نكون من بقايا الماضي أو طليعة المستقبل ؟

عاشت الماركسية ثوريّة ، لا للإصلاحية !
لنكن من المساهمين فى الإعداد للثورة البروليتارية العالمية و إنجازها تحقيقا لهدفها الأسمى ألا وهو الشيوعية العالمية و تحرير الإنسانية !
غايتنا الأسمى عالم شيوعي وهو اليوم أكثر من أي زمن مضى عالم ضروري و ممكن ،
فلنناضل من أجله !
مع تحيّاتي الحمراء ،
رفيقكم ناظم الماوي
سبتمبر 2014



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين : القطيعة فالقطيعة ثم ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين
- النقاب و بؤس تفكير زعيم حزب العمّال التونسي .
- قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .
- مقدّمة - بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و ...
- جدالان باللغة العربية يدافعان عن الخلاصة الجديدة للشيوعية .D ...
- إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء !
- محتويات نشرية - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! - ( الأعداد ...
- وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للع ...
- الجزء الثاني من كتاب -آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...
- الجزء الأوّل من كتاب :آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...
- الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد – و حزب العمّال التونس ...
- مقدّمة و خاتمة كتاب - آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا أن تكونوا أم إصلاحيين؟