أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الماوية و الفلاّحون ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/4 )















المزيد.....



الماوية و الفلاّحون ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/4 )


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 23:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماوية و الفلاّحون ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/4 )
( ملاحظة : مع نهاية هذا شهر مارس تجدون نسخة بى دي أف لكامل المقال و ملاحقه بمكتبة الحوار المتمدّن )
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
فى شهر جوان 2014 ، نشر السيد فؤاد النمرى على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ( العدد 4473 و 4476 و 4484 ) بمحور " أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية " مقالا فى ثلاث حلقات . وحمل المقال من العناوين عنوانا جذّابا هو " ماوتسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرا " فتلقّفه أعداء الماوية و كأنّه عطاء سماوي نزل عليهم بردا و سلاما فأسرع ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد بتونس الشهير بإنتهازيته التى فضحنا فى أكثر من مقال و كتاب ، إلى إلصاقه فى صفحة إعلامه الفيسبوكية إلى جانب نصوص سابقة لفرنسيين يهاجمون الماوية ، على أنّها وثائق للتكوين النظري و نحن لا نلومهم فى ذلك لأنّنا نعرف حقّ المعرفة جوهر خطهم الإيديولوجي و السياسي الخوجي المتستّر و لكن نتحدّاهم أن يتحلّوا بالجرأة الأدبية و النظريّة و يضعوا ردّنا هذا بين أيدى المناضلين و المناضلات القريبين منهم و البعيدين عنهم لدراسته أيضا فى ذات إطار التكوين النظري ! و بعد ذلك بزهاء الشهرين ، بنفس موقع الحوار المتمدّن ، نشر السيد عبد الله خليفة مقالا يهاجم فيه الماوية على أنّها إيديولوجيا متطرّفة ( " الماويّة : تطرّف إيديولوجي " ،31 أوت 2014 ).
و حالما وقعت أعيننا على المقال الأوّل و المقال الثانى ، إنغمسنا فى قراءتهما على عجل بإعتبارهما يخصّان الماركسيين- اللينينيين – الماويين عموما و يخصّان محور إهتمام نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " خصوصا . و قد هممنا بالردّ الفوري على التشويهات البيّنة فى المقالين إلاّ أنّنا تريّثنا قليلا لسببين إثنين أوّلهما أنّنا كنّا منكبّين على إنجاز أعمال مبرمجة منذ مدّة و نعدّها ذات أولويّة قصوى و ثانيهما أنّنا بتريّثنا ذلك نفسح المجال لغيرنا من الماويين ليقوموا بواجب الذود عن الماويّة ، سيما و أنّ المهمّة هيّنة نوعا ما نظرا لتوفّر مقالات و كتابات ماويّة بالعربيّة و بعدّة لغات أخرى تزخر بالتحاليل النظرية و الحقائق التاريخية و بعضها قد تناول التشويهات التى يكرّرهما السيدان النمرى و خليفة فى ما حبّراه .
و للأسف ، على حدّ علمنا ، ما من قلم ماوي إستجاب لنداء الواجب و خاض الصراع النظري اللازم بهذا المضمار بما هو جبهة من الجبهات الثلاث للنضال البروليتاري كما شرح ذلك لينين فى كتابه المنارة ، " ما العمل ؟ " ( الجبهات الإقتصادية و السياسية و النظرية - فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " ) فوجدنا أنفسنا بعد أشهر و بعد أن فرغنا من أعمال إشتغلنا عليها لمدّة طويلة ، مضطرّين إضطرارا إلى أن نترك جانبا الأعمال الأخرى التى تنتظرنا لنلبّى نداء رفع راية الماوية و كشف التشويهات الجديدة / القديمة لها و إبراز الحقيقة بشأنها ، الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات معروفة للينين .
و فى مقالنا الحالى سنتولّى الردّ على تشويهات السيد فؤاد النمرى و نعلنها من البداية أنّنا سنقتصر هنا على ما ورد فى مقاله ( و التعليقات المصاحبة له ) دون سواها من مؤلّفات الكاتب الذى نعتقد أنّ الإحاطة العميقة و الشاملة بخطّه السياسي و الإيديولوجي و من جميع جوانبه تستحقّ قراءة قد تستغرق لا مقالا واحدا بل عدّة مقالات و كتابا أو أكثر ؛ و هذا ليس هدفنا فى الحيّز الزمنى المحدود الذى بحوزتنا الآن ، على أنّ هذا لا يعنى أنّنا لن نتناول بالبحث أطروحاته مستقبلا كلّما توفّرت الفرصة .
و لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية.
و ينهض مقالنا هذا على الأعمدة التالية :
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنّما النيل من الماوية :
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى :
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
2) النمرى و ذهنية التكفير :
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى :
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
- الماوية و الفلاّحون :IV
1) السيد النمرى و الفلاحون :
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
-V الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات تاريخية ؟
1) إنتصارات الثورة الثقافية
2) القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
3) الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يحتاج عدة ثورات ثقافية بروليتارية كبرى لا ثورة واحدة :
4) كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
5) " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
VI - نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية :
1) ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2) اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:

VII - " الستالينية " و الماوية :
1) لا " ستالينية " بل لينينيّة :
2) الموقف الماوي من مسألة ستالين منذ 1956 :
3) تطوير ماو تسى تونغ لفهم الإشتراكية :
VIII - من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ :
1) حول طريق الثورة فى الصين :
2) الإستسلام و العمل فى ظلّ دولة يحكمها الكيومنتانغ أم مواصلة الثورة ؟
3) كيف تعامل ستالين و ماو تسى تونغ مع هذه الإختلافات ؟
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيون فى جوهرهم إلى ستالين ؟
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا:
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ آراء ستالين:
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا:
5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
خاتمة :
الملاحق :
1- مقال فؤاد النمري " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرًا " ( و ما صاحبه من تعليقات ).
2- مقالان لماو تسى تونغ باللغة الأنجليزية :
أ- " حول كتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
ب- " ملاحظات نقديّة لكتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
3- مضامين " كتاب الإقتصاد السياسي – شنغاي " 1974 ( مرجع هام آخر لمن يتطلّع إلى معرفة الإقتصاد السياسي الماوي من مصدره ، أو إلى النقاش على أسس دقيقة و راسخة ).
4- نماذج من المقالات و الكتب الماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958- 1976) ؛
الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
=============================================================
مارس 2015
IV - الماوية و الفلاّحون
كالقرص المشروخ ، يتكرّر على مسامع الكثيرين خطاب أعداء الماوية من التروتسكيين إلى الخوجيين و بقيّة ألوان الطيف التحريفي بأنّ الماويّة فكر فلاحين أو هي تعوّل على الفلاّيحن لبناء الإشتراكية أو تخدم مصالح الفلاحين على حساب العمّال أو لا علاقة للماوية بالشيوعية لأنّها تجربة فلاّحين و ليست تجربة البروليتاريا و هلمّجرّا من التشويهات التحريفية .
1) السيد النمرى و الفلاحون :
يخرج علينا السيد فؤاد النمرى برأي قديم / جديد هو :
" ماو وخروشتشوف وبوخارين لهم نفس النهج وهو تطوير الفلاحين بدل البروليتاريا... الفلاحون لا يمكن أن يكونوا اشتراكيين " و " لعلك تلاحظ يا رفيق أن الماوية تتغذى على التخلف كما في نيبال وبعض الولايات الهندية في مثل هذه البلاد تجتذب الماركسية مثقفي البورجوازية الوضيعة فلا يرون طريقاً أمامهم سوى الماوية التي تقول بتحقيق الاشتراكية بدون بروليتاريا "...


هذا الرأي مجرّد غبار يحجب الحقيقة و يشوّهها . لنترك عيون النمرى الإنتقائيّة ، المثالية الذاتية و نلقى نظرة موضوعية على الواقع الملموس إن أردنا القيام بتحليل ملموس .
منذ وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحرفي فى الصين الذى أعا تركيز الرأسمالية هناك ، بذل الماويّون جهودا جبّارة لمواصلة النضال من أجل الشيوعية رغم الخسائر و الإنتكاسات و العراقيل و المشاكل الجمّة التى إعترضتهم و لا تزال تعترضهم الآن و قد فقدت البروليتاريا العالمية كامل المعسكر الإشتراكي الذى كانت تملكه قبلا و آخره الحصن الصيني الماوي . فواصل الحزب الشيوعي الفليبيني حرب الشعب التى إنطلق فيها منذ نهاية الستّينات و إلى اليوم يستمرّ فى قيادتها . و واصل الماويّون فى الهند حرب الشعب الماوية هناك لعقود الآن ودفعوا بها إلى الأمام بثمن حياة الرفاق و الرفيقات و دماء و تضحيات الجماهير الشعبية . و ما إنفكّ الماويون الأتراك يجتهدون لبعث حيويّة أكبر و جديدة فى حرب الشعب التى إنطلقوا فيها منذ بداية سبعينات القرن الماضى و التى تعرّضت و تتعرّض لأشرس الهجمات الهمجيّة لجيش الدولة التركيّة . و فى النيبال ، خاض الماويّون حرب الشعب طوال عقد من الزمن ( 1996-2005) و تمكّنوا من تحرير ما يناهز الثمانين بالمئة من البلاد غير أنّ هيمنة خطّ تحريفي ديمقراطي برجوازي منذ 2005 على الحزب أدّت إلى خسارة تقريبا كافة المكاسب السابقة و نعنى تغيّر لون الحزب من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي و تشظّيه و حلّ جيش التحرير الشعبي و هياكل السلطة الحمراء و خيانة الشيوعية و الجماهير الشعبية ؛ كلّ هذا مقابل المشاركة فى إنتخابات الدولة القديمة و العمل على إصلاحها لا تحطيمها و تشييد دولة جديدة بدلا عنها .
و نتجاوز الحديث عن الماويين فى سيلان و فى بنغلاداش و نمضى إلى أمريكا اللاتينية و تحديدا البيرو ففى أوج الهجوم العالمي على الماوية من طرف الخوجيين و بقيّة التحريفيين و الرجعية العالمية و منها الصينية ، إنطلقت شرارة حرب الشعب فى البيرو سنة 1981 و حقّقت إنتصارات هامة إلى 1992 حيث وقع إيقاف أهم قادة الحزب الذى لم يقدر بعدئذ على معالجة المشاكل المعقّدة التى واجهها وتراجع مدّ الماوية و حرب الشعب هناك و تفسّخ عديد الماويين سابقا و تحوّلوا إلى تحريفيين يطالبون بحلول سلمية و إيقاف حرب الشعب .
و السؤال البديهي الأوّل ، لماذا حدث هذا فى ما يعتبره السيد النمرى بلدانا متخلّفة ؟ نجيب بأنّ المسألة لا تتّصل ببلدان متخلّفة أو بلدان " متقدّمة " بقدر ما تتّصل أوّلا و قبل كلّ شيء بالنشاط الواعي للماويين ( و لعلّ الماركسيين لم ينسوا مقولة ماركس الشهيرة ومفادها بأنّ الفقر لا يخلق الثورة – و هنا بأنّ " التخلّف " لا يخلق الثورة ! ) الذين إستوعبوا الواقع من وجهة نظر علمية لينينية و أدركوا الحلقة الأضعف فى النظام الإمبريالي العالمي . و قد شرح الماويون فى " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية " أنّ مركز الإعصارات الثوريّة للثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ( الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و الثورة الديمقراطيةالجديدة / الوطنية الديمقراطية فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و المستعمرات و أشباه المستعمرات ) تحوّل فى ستّينات القرن العشرين إلى مناطق آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية . هذا هو التفسير اللينيني بجانبيه النشاط الواعي للشيوعيين و التحليل الملموس للواقع الملموس .
و السؤال البديهي الثاني ، لماذا يا فؤاد النمرى لم نر الخوجيين و ما تسميهم ب " الستالينيين " أو البلاشفة يقودون نضالات مشابهة فى تلك البلدان أو غيرها من البلدان التى تصمها بالتخلّف أو حتى تلك التى قد تصمها بالتقدّم ؟ أين كانوا حينها و الماويّون يبذلون أثمن و أغلى ما لديهم فى خدمة الشعب و الثورة البروليتارية العالمية ؟ و أين هم الآن ؟ هل تدلّوننا عليهم ؟ و من يمثّلهم أو تعدّونه الأقرب إلى "ستالينيّتكم " فى العالم بأسره ؟ لمن له عيون ليرى دون نظّارات تحريفية أو مثالية سيكتشف أنّهم إصلاحيون ديمقراطيون برجوازيون جوهريّا نظريّة و ممارسة حتى و إن إختفوا لمدّة وراء خطاب يسراوى و إن إختلفوا فى الدرجة و الثورة البروليتارية العالمية لا ترجو منه خيرا ، على حدّ سواء عربيّا و عالميّا .
و ينضاف إلى ذلك سؤال آخر ، ما هو المعيار الماركسي الذى إعتمده السيد فؤاد النمرى ليعدّ الهند بلدا متخلّفا ؟ بينما الرجعية العالمية تعدّها " أكبر ديمقراطية فى العالم " و الماويّون يعدّونها بلدا شبه مستعمر و شبه إقطاعي أو مستعمرة جديدة .
و ننظر إلى أطروحة السيد النمرى من زاوية أخرى فنلفيه إحادي الجانب ونسارع إلى الشرح قائلين : ألم تعاين وجود الماويين فى البلدان الرأسماليّة – الإمبريالية و نضالهم بكلّ طاقتهم من أجل الثورة الإشتراكية كتيّار من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية ( من أوروبا : إيطاليا و فرنسا و ألمانيا إلى أمريكا : الكندا ...) و على سبيل المثال ، فى قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، يناضل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية منذ أواسط سبعينات القرن الماضي إلى اليوم مجتهدا فى تطبيق و تطوير خطّ بروليتاري مناهض لجميع أرهاط التحريفية . و قد إستوعب الماوية و رفع رايتها و طبّقها و طوّرها أيضا . و قد صدر له منذ سنوات عديدة مقال فى مجلّة الحركة الأممية الثورية ، مجلّة " عالم نربحه " يتناول فيه بالشرح أنّ الماوية ضرورية للثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و ننصح من يرغب فى التعمّق فى المسألة بالإطلاع عليه ( " الثورة فى البلدان الإمبريالية تتطلّب فكر ماو تسى تونغ " ) و رابطه على الأنترنت هو :
http://www.bannedthought.net/International/RIM/AWTW/1986-7/AWTW-07-RCP.pdf

يقدّم السيّد النمرى لنا أنصاف الحقائق بقراءة إنتقائية براغماتية نفعيّة تخدم أغراضه الخاصة فى تشويه الماويّة ولا تعكس الواقع الموضوعي عكسا صحيحا . و فى إستخفافه بالفلاّحين و إحتقاره لهم يتّبع خطى التروتسكيين و الخوجيين المفضوحين الذين نهلوا الكثير من التروتسكية ، و يعارض لينين و ستالين و ماو تسى تونغ معارضة تحريفية .
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
يكفى أن نلقي نظرة سريعة على كتابين لستالين ذاته لنستخلص أنّ السيد فؤاد النمرى على ضفّة الوادى المناقضة للينينية و الكتابان المقصودان هما : " أسس اللينينية " و " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " . ففى الكتاب الأوّل ، يطلعنا ستالين ذاته على الموقف اللينيني من الفلاّحين الذى نلخّصه فى جملة من المقتطفات .
- " أين ستبدأ الثورة ؟ أين ، فى أي بلد قبل غيره ، يمكن خرق جبهة الرأسمال؟ هناك حيث الصناعة أكثر تطوّرا ، حيث البروليتاريا تؤلّف الأكثريّة ، حيث الثقافة أكثر ، و الديمقراطية أكثر ... هكذا كان الجواب قبلا ، بوجه عام .
غير أنّ النظرية اللينينية عن الثورة تعارض ذلك و تجيب : كلاّ ليس بالضرورة هناك حيث الصناعة أكثر تطوّرا ، إلخ . فإنّ جبهة الرأسمال ستخترق هناك حيث سلسلة الإستعمار أضعف ، لأنّ ثورة البروليتارية هي نتيجة لإنقطاع سلسلة الجبهة الإستعمارية العالمية فى أضعف مكان فيها ، و على هذا ، فمن الممكن أن يحدث أن البلد الذى بدأ الثورة ، البلد الذى خرق جبهة الرأسمال ، هو ، من الناحية الرأسمالية ، أقلّ تطوّرا من البلدان الأخرى التي هي أكثر تطوّرا و التى بقيت مع ذلك فى نطاق الرأسمالية ... و أين ستنقطع السلسلة فى المستقبل ؟ كذلك هناك حيث تكون أضعف . ليس من المستبعد أن تنقع السلسلة مثلا فى الهند . " ( فقرة نظرية الثورة البروليتارية – أسس اللينينية ، حول مسائل اللينينية - الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت لبنان ص 41 - 42. و بقيّة الإستشهادات من الطبعة ذاتها ).
لاحظوا معنا أنّ كلام ستالين سنة 1924 يناهض تماما أطروحات النمرى و أشياعه سنة 2014 بشأن أين تقع الثورة و بشأن الهند و نزيد على ذلك أنّ ستالين فى الصفحة 41 وصف الفلاحين ب " الحليف الجدّي " ما قد يثير جنون أعداء الماوية !
-" فى وسعى أن أرجع إلى خطاب لينين المعروف الذى ألقاه فى المؤتمر الثالث للحزب فى عام 1905 ، و وصف فيه ديكتاتورية البروليتاريا و الفلاحين ..." ( 45) هكذا قالها ستالين ديكتاتورية البروليتاريا و الفلاحين فليجنّ جنون أعداء الماوية !!!
- وفى نهاية فقرة " سلطة السوفيات من حيث هي شكل دولة دكتاتورية البروليتاريا " ، أعاد علينا ستالين ما قاله لينين : " إن جمهورية مجالس سوفياتات نواب العمّال و الجنود والفلاحين ليست شكلا من أشكال النظم الديمقراطية أعلى طرازا و حسب، بل هي الشكل الوحيد القادر على تأمين الإنتقال إلى الإشتراكية بأقلّ ما يكون من الألم " ( ص 71). ما قول أتباع النمرى فى هذا ؟
- " إنّ موقف اللامبالاة ، بل الموقف السلبي الصريح الذى تقفه أحزاب الأممية الثانية من مسألة الفلاحين ، لا يمكن تفسيره بأنّه ناشئ فقط عن ظروف التطوّر الخاصة فى الغرب . بل هو يفسّر ، قبل كلّ شيء ، بأنّ تلك الأحزاب لا تؤمن بدكتاتورية البروليتاريا ، وأنّها تخشى الثورة ، ولا يخطر فى بالها أن تقود البروليتاريا إلى الحكم . و من يخشى الثورة ، و لا يريد أن يقود البروليتاريين إلى الحكم ، لا يمكن أن يهتمّ بمسألة حلفاء البروليتاريا فى الثورة ... و موقف التهكّم الذى يقفه أبطال الأممية الثانية منمسألة الفلاّحين يعتبر ، لديهم ، دليلا على " تهذيب رفيع " ، و علامة من علائم الماركسية " الحقّة " . أمّا فى الحقيقة فليس فى هذا الموقف ذرّة من الماركسية ..." ( مسألة الفلاحين ، وضع المسألة ، ص 73-74) .
لعلّ القرّاء قالوا فى أنفسهم أصاب ستالين كبد الحقيقة و هذا الكلام ينطبق تماما على السيد فؤاد النمرى و أشباهه من الذين ينهلون من مقولات الأممية الثانية و التروتسكية ويغلّفونها لتضليل الناس بغلاف " ستاليني " و ستالين منها براء !
- و الضربة القاضية ل"الستالينيين " البلاشفة أمثال النمرى يصوغها ستالين فى نهاية فقرة " الفلاحون بعد توطيد حكم السوفياتات " ( ص 91 ) : " إن المشكّكين مخطئون و إنّ اللينينية على حقّ فى إعتبارها جماهير الفلاحين الشغيلة كإحتياط للبروليتاريا . و إنّ البروليتاريا فى الحكم يمكنها و يجب عليها الإستفادة من هذا الإحتياطي لكي تلحم الصناعة بالزراعة ، و لكي تدفع عمل البناء الإشتراكي دفعة قويّة إلى الأمام ، و تضمن لدكتاتورية البروليتاريا الأساس الذى لا غنى عنه ، و الذى بدونه يستحيل الإنتقال إلى الإقتصاد الإشتراكي ."
وفى الكتاب الثاني ، " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " الذى يدّعى النمرى الدفاع عنه فيما يطعنه فى الظهر ، نعثر على ردّ لينين على الذين كانوا مثل تروتسكى ( و أنصار ما يسمّيه الماويّون نظريّة قوى الإنتاج التحريفية ، ولا حاجة لنا هنا للدخول فى تفاصيل هذه النظرية التحريفية كما تمظهرت فى عدّة بلدان وكما رفعها عديد التحريفيين فى وجه الشيوعيين الثوريين ) ينادون بعدم إنجاز الثورة إلى أن تتطوّر قوى الإنتاج الرأسمالية .
" و قد أجاب لينين على هذا السؤال فى مؤلّفاته عن" الضريبة العينية " و فى مؤلّفه الشهير " البرنامج التعاوني " . ويمكن إيجاز جواب لينين بما يلى :
أ- عدم تفويت الظروف الملائمة للإستيلاء على الحكم ؛ فعلى البروليتاريا أن تستولى على الحكم دون أنتنتظر حتى تكونالرأسمالية قدتوصّلت إلى خراب ملايين المنتجين الفرديين الصغار و المتوسّطين ؛
ب- نزع ملكية وسائل الإنتاج فى الصناعة و جعلها ملكا للشعب ؛
ج- أمّا المنتجون الفرديون الصغار و المتوسطون فيجمعون بصورة تدريجية فى تعاونيّات إنتاجية ، أي فى مؤسّسات زراعية ضخمة ، هي الكولخوزات ؛
د- تطوير الصناعة ، بجميع الوسائل ،و إقامة الكولخوزات على أساس تكنيكي حديث ، هو الأساس التكنيكي للإنتاج الكبير ؛ و عدم نزع ملكية الكولخوزات ، بل بالعكس ، تزويدها ، بشكل وافر ، بأعلى طراز من التراكتورات وسائر الآلات ؛
ه- لأجل تأمين التحالف الإقتصادي بين المدينة والأرياف ، بين الصناعة و الزراعة ، يحافظ ، إلى حين، على الإنتاج البضاعي ( التبادل عن طريق البيع و الشراء ( ، بوصفه الشكل الوحيد المقبول – لدى الفلاحين- للعلاقات الإقتصادية مع المدينة ، و تطوّر التجارة الشسوفياتية على مداها ، تجارة الدولة و التجارة التعاونية و الكولخوزية على السواء ، مع إزالة الرأسماليين ، على أنواعهم ، من ميدان التجارة . " ( ص18-19 من طبعة دار الفرابي ، بيروت 1954 ).
و قد سارت الصين على ذلك الطريق عامة و بالطبع بنسق و إختلافات فرضتهما خصوصيّات الواقع الصيني و من ينكر ذلك عليه بعديد الكتب عن الإشتراكية فى الصين و منها فصل فى كتاب الإقتصاد السياسي السوفياتي زمن ستالين !
و نرفق هذا بمقولة لينين أخرجناها إلى النور منذ سنوات الآن بعد أن طمرها التحريفيون بشتّى أقنعتهم ، و بات البعض يتداولونها على الشبكة الإجتماعية على الأنترنت وهي متعلّقة بضرورة تطوير طريق جديد للثورة فى الصين و فى غيرها من البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و المستعمرات فقد صرّح فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، بالآتى :
" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق . و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ... هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ..." .
فيتجلّى عندئذ للباحثين عن الحقيقة الموضوعية مدى تضارب أطروحات النمرى الخوجية – التروتسكية مع اللينينية الحقّة ومواقف ستالين اللينينية .
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
فى مؤلفه " تطوّر الرأسمالية فى روسيا " ، إستند لينين إلى إحصائيّات سنة 1897 ليخبرنا بأنّ البروليتاريا هناك كانت تعدّ حوالي 2.8 مليون عامل فى الصناعة و السكك و التعدين و المناجم ، بمعنى 2 بالمائة من إجمالي السكان فى ذلك الوقت .
و فى الصين ، كان هناك " عدد العمال الصناعيين يساوى تقريبا مليون و نصف المليون نسمة من ضمن سكان البلد الذين يعدون 427 مليون نسمة . و من هؤلاء العمال أكثر من 70 بالمائة كانوا يعملون فى الصناعات الخفيفة و النقل . و كانت الطبقة العاملة الصناعية إذن تمثّل أقل من 4 بالمائة من العدد الجملي للسكان مع أكثر بقليل من 1 بالمائة يشتغلون بمصانع تحويل النبات . فى 1939 ، عشر سنوات قبل إفتكاك السلطة ، كان ثمة فقط أكثر بقليل من مليونين و نصف المليون من العمال يشتغلون فى مصانع متطورة حقا ، و هذا يعنى نسبة 5 بالمائة فقط من مجموع السكان .
و فى 1949 ، سنة التحرير ، كان هنالك ثلاث ملايين عامل صناعي من ما يقارب الخمسة مائة مليون ساكن ، بمعنى أكثر بقليل من 5 بالمائة ."
( " تقييم عمل ماوتسى تونغ " للحزب الشيوعي الثوري الشيلي ، سنة 1979 ؛ ضمن كتاب شادى الشماوي ،" الماوية تدحض الخوجية و منذ 1979 " بمكتبة الحوار المتمدّن ).
و الواقع هذا ، لو طبّقنا نظريّة السيد ناقد الماوية ، لسقطنا فى إدانة لينين و ستالين وماو تسى تونغ على أنّهم جميعا يعتمدون على الفلاحين حيث البروليتاريا لا تمثّل سوى نسبة مئوية ضئيلة مقارنة بالفلاحين فى الثورتين الروسية و الصينية و لسقطنا فى نعت الثورتين بثورتي فلاحين لا غير . و لكن طبيعة الثورة لا تتحدّد بعدد الفلاحين ولا بعدد العمّال ( الرؤية الشكلية للنمرى و " الستالينيين " أمثاله ) بل بالقيادة و البرنامج و المهام ، بالقيادة الشيوعية و البرامج و المهام الثورية الإشتراكية أو الممهّدة للثورة الإشتراكية فى ظلّ دولتين تقودهما البروليتايا بتحالفات مختلفة فى كلّ من الإتحاد السوفياتي و الصين . و مثلما شرح لينين فى كتاباته بصدد السياسة الإقتصادية الجديدة المتوخّاة بعد بضعة سنوات من " شيوعية الحرب " ، ظلّت الدولة التى كان البلاشفة يقودونها إشتراكية ، ظلّت تمثّل دكتاتورية البروليتاريا و الفلاحين الفقراء أساسا على الرغم من تطبيق تلك السياسة الإقتصادية الجديدة .
و تجدر الإشارة إلى أنّ الفلاحين لا يشكّلون كتلة طبقية واحدة بل مجموعة طبقات فيها أصدقاء العمّال و يمكن عقد تحالف إستراتيجي وجدّى حسب ستالين معهم ( الفلاحون الفقراء ) و فيها الفلاحون المتوسطون المتردّدة فئاتهم بين العمّال و البرجوازية و فيها الفلاحون الأغنياء الرأسماليون أو الإقطاعيون و هؤلاء كطبقة لا كأفراد أعداء و هدف للثورة . ( و بالمناسبة عادة ما يرجم أعداء الماوية ماو بالتعويل على الإقطاع المستنير والتحالف معه مثلما جاء فى تعليق من التعليقات على مقال النمرى ، فنطالب المعلّق و غيره بكلّ لطف إقرؤوا جيّدا النصّ الذى ورد فيه ذلك الكلام و إفهموه جيّدا : إنّ الأمر يتعلّق بأفراد ساعدوا فعلا الثورة أو وقفوا على حياد فهل من واجب الثوريين معاداتهم حتى وهم يساعدون كأشخاص الثورة أم إستغلال تلك المساعدة و حياد بعضهم ؟ و إن كان أحد يتصوّر أنّ أفرادا من البرجوازية – و نكرّرها أفرادا لا طبقة برمّتها - لم يمدّوا يد العون للثورة البلشفية فليعد قراءة تاريخ ثورة أكتوبر العظيمة) .
و الذين سعوا جهدهم مثل لينين و ستالين و ماوتسى تونغ إلى فهم الواقع الملموس من أجل تغييره ثوريّا من منظور الشيوعية لم يكتفوا بالحديث عن الفلاحين بصيغة عامة بل أجروا تحليلا ملموسا للطبقات و رسموا سياسات تعزل الأعداء و تقرّب الأصدقاء و الحلفاء الموضوعيين و الجدّيين . بينما ما يطرحه النمرى بمثاليّة فجّة ( الفلاحون دون تحليل طبقي مادي جدلي ) لا يؤدّى إلاّ إلى دفع الفلاحين الأصدقاء موضوعيّا إلى أحضان الأعداء و فى بلدان كالصين و روسيا ما كانت الثورتان لتنجحا أبدا لو دُفع الفلاحون إلى أحضان الأعداء . تصوّروا كيف لعدد قليل من البروليتاريين ( و ليسوا كلّهم شيوعيون أو قد كسبوا إلى الشيوعية أو ثوريّين ) أن يواجهوا ويهزموا أعداء الثورة و عشرات أو مئات ملايين الفلاّحين إلى جانبهم و يدعمونهم !
كان ماو لينينيّا و إستجاب إلى التحليل الملموس للواقع الملموس و إلى نداء اللينينية بإيجاد طرق جديدة للثورة . و الطريق الجديد الذى أدّى فعلا إلى النصر ، طريق حرب الشعب طويلة الأمد و مستلزماتها دفع ثمنه غاليا الملايين منهم آلاف الشيوعيين الصينيين و أثبت التاريخ صحّته فى أكثر من تجربة ( و ليتجرّأ هؤلاء " الستالينيين " و يردفوا إدانتهم لماو بإدانة لينين و ستالين و تاليا هو شي منه و أنور خوجا الذى قاد عمليّا حربا كان الفلاحون عامودها الفقرى ليتنكّر لذلك لاحقا و غيرهم ) و يأتى السيّد النمرى ليعيد عقارب الساعة إلى الوراء و يعيدنا معه إلى ماقبل الثورة الصينية و إلى ما قبل الثورة البلشفيّة ، إلى الأطروحات التروتسكية و أطروحات الأممية الثانية التى دحضها لينين و ستالين ؛ و كلّ هذا بإسم " ستالينية " ستالين براء منها .
و إلى من يطمس الماوية و موقفها الشيوعي المبدئي من ضرورة قيادة البروليتاريا و الإيديولوجيا الشيوعية للثورة الديمقراية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة ، نهدى بعض المقولات التى كرّسها و لا يزال الماويون على أرض الواقع و يرفعون رايتها عاليا شرقا و غربا و شمالا و جنوبا على كوكب الأرض :
- " القوّة القائدة لثورتنا هي البروليتاريا الصناعية ". ( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 1، ص 24).
- " لا يمكن إنجاز الثورة الديمقراطية ضد الإمبريالية و الإقطاعية بدون هذه القوى الثورية الأساسية ، و بدون قيادة الطبقة العاملة. " ( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 2 ، ص 328- 329).
- فى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني" أشار إلى كون البروليتاريا " أصبحت القوة المحرّكة الأساسية الأولى للثورة الصينية. و بدون قيادة البروليتاريا لن تتمكّن الثورة الصينية بالتأكيد من الظفر ".( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 2، ص 449).
-----------------------------------------------------------------------------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للما ...
- النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشوي ...
- تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال - ماو تسى تونغ صمت ...
- مقدّمة كتاب - حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
- خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية .
- مقدمة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 22 / ديسمبر 2 ...
- الإنتخابات فى تونس : مغالطات بالجملة للجماهير الشعبية من الأ ...
- النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحز ...
- فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية
- تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعي ...
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الماوية و الفلاّحون ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/4 )