مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 02:04
المحور:
كتابات ساخرة
اصبحت سرقة اموال واطيان الدولة ، من دور ومبان ودولارات ودنانير ، عادة مستحكمة لدى المسؤولين ، لا يخجل منها أحد ، ولا يستحي منها كبير او صغير .
بل على العكس ، صارت محل مباهاة وافتخار ، فالرجل الذي( يعبي بالسفينة رقي ) كما يقول المثل العراقي ، حتى اخذ معظمهم يفتخر امام اهله ومعارفه بانه لص كبير يسرق اموال الدولة ويحملها معه الى حيث البنوك الامنة والمصارف الخائنة .
والغريب أن تجد أهله وخلانه ، من زوج وابناء واخوان ومعارف واصدقاء ، يفرحون لسرقته الاموال ، فينعمون ببعض ما يجود به عليهم من فتات الدنانير والدولارات او مناصب ووظائف في السفارات ، والملحقيات التجارية والدبلوماسية والوزارات، فكثرت لدينا وظيفة المستشار البارع والمدير الالمعي ، الذي ينتمي للدوحة الاسرية للمسؤول الكبير .
وبتدقيق بسيط في ماضي وحاضر القوم ، من اسياد العصر الاغبر الحديث ، نجد ان العديد ممن عرفناهم كانوا ينامون غرثى لايملكون من دنياهم شروى نقير ، ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما ، فاصبحوا بين ليلة وضحاها في عداد اصحاب الملايين، يبزون في الثراء بول غيتس و طيب الذكر مستر 5 % كولبنكيان .
اذ ما ان سلمهم المواطن البرئ ورقته الانتخابية ، وصوت لهم في ليلة ظلماء اعتمد فيها على اولي الالباب من سادة واخيار ، كانوا يبيتون له مصيدة وفخا محكما ، حتى شمروا عن سواعدهم ينهبون بيت المال ، فافرغوا الخزائن التي فاقت ما يملكه قارون وذي القرنين ، فباتوا متخمين بالاموال حتى انتفخت بطونهم لترتفع فوق صدورهم واصبحوا كالضفادع المنتفخة الاوداج وقت السفاد ، وظهروا في المحافل وهم يسحبون بطونهم المتدلية يتنقلون في سيارات فارهة ، ويسيرون في مواكب الحمايات ذات الجلبة الفارغة ، يزعقون في الشوارع ان افسحوا لنا في الطريق لنركض مسرعين الى وليمة السلطان قبل ان تنسف الخرفان المتبلة بالهيل وماء الورد ، والمعجنات اللوزية والجوزية ، ونسوا انهم سيقفون امام رب يصلون له كذبا بكرة وعشيا ، وسيصليهم بجهنم وبئس المصير ، ولكن قبل ذلك سيلفظهم الناس الذين خدعوا بهم ، و سينهالون عليهم بما ملكت ايديهم من ادوات ابو تحسين يوم انهال على وجه طاغية العراق يلهبه بصفعات لا تنسى.
فالى ذلك اليوم القريب ، الذي جعلته طائرات العم بوتين اقرب الى الواقع من الخيال ، سنشرب نخب الانتصار على القوم الظالمين .
كتبت في 25 ذي الحجة 1437 هجرية .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟