أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - فضالة المعيدي














المزيد.....

فضالة المعيدي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


من الامثال الشائعة في العراق قولهم : فضالة المعيدي ، دلالة على ان المعيدي اذا اكل الطعام عند مضيف ، يترك في انائه شيئا من الطعام ، بقية ، فضله ، حتى ذهبت مثلا .
ويضرب المثل احيانا للسخرية من هذه الحالة ، على اساس ان المتبقي من الطعام لا قيمة له ، فلا المعيدي اكله ، ولا احد يأكله بعده .
قد لا يجهل احد ان المعدان من اقوام العراق القديمة ، عاشوا في الاهوار وعلى ضفاف شواطئ انهار واهوار ملتقى دجلة والفرات وسط وجنوب العراق ، واشتهروا بتربية الجاموس وزراعة الشلب واستثمار القصب والبردي في تشييد الاكواخ والبيوت والصناعات اليديوية المحلية ، بل حتى الصناعات الغذائية مثل حلوى الخريط التي تصنع من طلع البردي الذي يجمعوه اوائل شهر مايس ويصنعوه على شكل حلوى بطرق التسخين والتبريد البدائية .
هذا بالاضافة الى شهرتهم في صناعة القيمر ، الذي يصنعوه من حليب الجاموس وهو اشهر قشدة عراقية شكلت الطبق الرئيس في فطور العراقيين صباحا. وتفنن العراقيون في تناول القيمر مع المربيات ودبس التمر اوخلطه مع العسل و رقائق الكاهي - نوع من المعجنات – وتناوله صباحا في محلات مشهورة ببغداد مثل كاهي سوق الخفافين قرب المدرسة المستنصرية التاريخية .
ارى ان ترك المعيدي قليلا من الطعام في صحنه - بعد ان ينتهي من اكل وجبة الطعام - حتى وان لم يشبع حين يكون في ضيافة احد ، هو من الاخلاق النبيلة التي يتميز بها هذا الانسان العراقي الاصيل ، فهو لا يريد احراج مضيفه لئلا يكون غير قادر على تزويده بالمزيد من الطعام ، فيظهر له حتى وان كان جائعا ، انه شبع مما قدمه له بدليل بقاء شيء من الطعام في صحنه الذي قدمه له مضيفه .
طبعا يكون هذا في سياق الماضي وليس الحاضر ، اذ ان توفر الغذاء في الوقت الحالي يجعل من هذه المبادرة ، الفضلة في صحن الطعام ، ليست بذات قيمة ، ولكن اذا حسبنا ظروف الناس في الماضي وعلى الاخص حين يكون الطعام عزيزا ، وليس بالوفرة التي عليه اليوم ، ندرك قيمة العادة التي يمارسها المعيدي ، والتي يجهلها البعض من الاقوام التي لم تعرف العيش في الوسط العراقي وعلى الاخص تلك التي وفدت على مناطق المعدان وتعايشت معهم واصبحت متداخلة مع هذه الاقوام العراقية القديمة ولكنها ظلت تنظر اليها نظرة متعالية حتى اليوم ، فتستخدم احيانا مصطلح المعيدي للتمييز والتقليل من شأنهم .
ومثل هذا ما يستخدمه البعض من تمييز في نعت المواطنين بالشروكية ، للتمييز والحط من شأن اقوام عراقية اصيلة من شعوب بلاد الرافدين تعرضت للغزو منذ فجر التاريخ وظلت تدفع الثمن غاليا حتى الوقت الحاضر .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الحرامية ...مزبلة التاريخ لا محالة
- ام ميلاد .. صورة ام عراقية في الغربة
- سندات القروض الحكومية دين ثقيل في رقبة الشعب
- اقالة وكلاء الوزارات والمدراء العامين ..من اجل اصلاح فعال
- العبادي .. وهامش الاصلاح الحقيقي
- مسرحية المركب
- الحرس الوطني .. حصان طروادة
- العبادي مكبل اليدين وفي فمه ماء ..... تعليق على مقال : مناقش ...
- الرئيس فؤاد معصوم يلقي كلمته من مقبرة التلفزيون العراقي
- من أفسد رجل الدين ... السياسة أم المال
- العبادي على خطى غورباشوف
- اصلاحات العبادي ... قطار الحكومة مازال بحاجة الى سكة مستقيمة
- بيان اجتماع الرئاسات الثلاث .. انشائي بحاجة الى تصويب
- اصرخ ياشعب .. ماكو حرامية
- اقراض الحكومة العراقية لا يجدي ... تظاهرات وآمال
- بدء العدّ التنازلي لداعش
- مجدا لك عبد الكريم قاسم ... ايقظت الشرق الاوسط
- اليونان في رقصة تحدي مع الغول الاوربي
- اتحاد الادباء صرح ثقافي مهد د
- هل تعاقب امريكا السعودية عن طريق ويكيلكس


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - فضالة المعيدي