أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - في مستنقع الإرهاب السوري














المزيد.....

في مستنقع الإرهاب السوري


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عجائب الزمن أن أجدني في صف بشار الأسد وروسيا، في مواجهة العالم الغربي!!. . هي سياسة أوباما وإدارته الفاشلة، التي تتحدث عن "معارضة معتدلة"، بينما المجموعات التي تقوم بتدريبها وتسليحها، تذهب من فورها لتسليم أسلحتها لجبهة النصرة!!. . المعارضة المعتدلة موجودة فقط في الغرف المكيفة بالعواصم الأوروبية، وهي معارضة حنجورية عروبجية يسارجية، كتلك المأفونة التي لدينا في مصر، وعانينا ما عانينا من التحاقها بجماعة الإخوان المسلمين إبان "هوجة 25 يناير"، كما لو خراف أو كلاب مطيعة. ولا تجرؤ أو تفكر أي من هذه العناصر المدعية في وضع أقدامها على الأرض السورية. أما من يمسك بالأرض السورية في مواجهة الجيش السوري، فهم فقط العصابات الدينية الإرهابية، وهم من تقوم روسيا الآن باستهدافهم.
هناك بسوريا الآن تشكيلات ظلامية، بدأت على الفور في تطبيق الشريعة، ويسمونها جماعات إرهابية. وهناك تشكيلات ظلامية تنتظر لحظة التمكين لتطبق أفكارها، ويسمونها معارضة معتدلة، ويتحدثون عن حل سياسي لترث الحكم بسوريا. الحديث عن معارضة مدنية الفكر ومسلحة صار الآن محض أكذوبة.
يرتكب الغرب في سوريا نفس حماقته في تقييم الأمور بمصر، وهي اعتبار العصابات الدينية ناعمة الخطاب "معارضة معتدلة". هم عاجزون عن إدراك أن الحية الرقطاء هي ذاتها، مهما كان لون ودرجة نعومة جلدها!!
بينما تقوم قوات التحالف الغربي بتوجيه ضربات جوية عشوائية لداعش، لم نر حتى الآن أي جدوى لها، جاءت روسيا لتقوم بضربات جوية مخططة، يتبعها زحف بري لقوات الجيش السوري، ليمسك بالأرض. ما تفعله أمريكا وأخواتها تهريج، وما تقوم به روسيا جدي وفاعل.
يجوز القول أن انتشار الإرهاب في العالم تسأل عنه بالدرجة الأولى السعودية والبترودولار. لكن رواج وتفشي الأفكار الظلامية والكراهية والانكفاء على الذات، وهي المغذية للإرهاب، ترجع بالدرجة الأولى وربما الأخيرة أيضاً، لقابلية شعوب منطقة الشرق الأوسط لهذا الفكر، الذي يشكل له الهوية. ومهما قيل عن توارد الآلاف من الإرهابيين الأجانب على الأراضي السورية، فالحقيقة التي لا مهرب منها، أن هذا الإرهاب يجد لدى الشعب السوري الآن من يقوم بدور الحاضنة له على أراضيه.
نستبعد "سوء النية" في معالجة العالم الغربي لقضية الإرهاب في الشرق الأوسط. أولاً لأنه ليس لسوء النية ما يبرره، سواء في مصالح أو في قيم العالم الغربي. ثانياً لأن ما ننتقده في سياسات الغرب، هو عين ما فعله ويفعله حكامنا الوطنيون. فعله السادات مثلاً في السبعينات، وفعله بأكثر خطورة المجلس العسكري المصري بقيادة طنطاوي وعنان بعد ثورة يناير 2011، ومازال يفعله السيسي البطل القومي المصري مع السلفيين. . هو إذن ليس "سوء النية"، وإنما "قِلَّة الحيلة"، إزاء شعوب مضروبة منذ قرون بفكر الكراهية والتخلف والوحشية، وترفض بإصرار التخلي عن هويتها، والإقبال على حضارة العصر وقيمه ومعاييره. هو عجز العالم عن التوصل إلى "حل جذري للإرهاب"، فلجأ إلى ما يمكن تسميته "إدارة الإرهاب"، وذلك بمحاولة السيطرة وتقليل الخسائر، عبر التأثير في ترتيب ذات العناصر المتواجدة على الأرض، وجلها كما أسلفنا عناصر مضروبة بالتخلف والفكر البدائي الوحشي.
الحقيقة أن الباعث والمبرر الوحيد لما نتقيأه آناء الليل وأطراف النهار، من اتهامات للعالم الغربي بالسعي، لإفقار وتدمير شعوبنا ودولنا وتفتيتها، هو ما نستشعره في دخيلتنا ويجسده خطابنا، تجاه العالم الحر المتحضر من عداء وكراهية، ناتجة عن عقدة النقص واستشعار الدونية، بالإضافة إلى العداء الديني واليسارجي للحضارة الغربية وأهلها. فاليسارجية العرب والمجاهدون التكفيريون مجرد وجهين لعملة واحدة، هي محورية الكراهية والعداء للعالم الحر. هي كوميديا سوداء، أن تتقاتل مختلف الفصائل العربية مع بعضها البعض، لتعم المذابح والخراب الشامل، في حين لا تكف جميع الأطراف عن اتهام بعضها البعض بالعمالة لأمريكا وإسرائيل!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب
- سؤال الثورة أم الفوضى؟
- نحن وإيران غير النووية
- الليبرالية في زمن الغوغائية
- الإرهاب والضباب
- الليبرالية ومأزق المثلية
- البحث عن معادلة جديدة
- المسيحي الملحد
- القاعدة وداعش وأمريكا
- هو الخيار الداعشي
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - في مستنقع الإرهاب السوري