أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية














المزيد.....

مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست ممن يحاولون أو ينتظرون ما يسمى "إصلاح الخطاب الديني"، فالتدين وجهة نظر شخصية للإنسان الفرد، يعتنق ما يشاء كيفما شاء. وأراه من قبيل التنطع، أن أحاول ترويج فهمي الخاص للدين، باسم التنوير أو الإصلاح، أو أي تسمية أياً كانت. وأنا لا أحب التلفيق والتدليس بمسمى "الإصلاح"، بل وأعتبر أن أصحاب خطاب "الإصلاح الديني"، هم نسخة داعشية منقحة. هي العلمانية، وإلا التخبط في مستنقعات لا نهاية لها. ذلك أننا جميعاً شركاء حياة واحدة، فلابد وأن نكون شركاء في المفاهيم والمناهج التي تحكم هذه الحياة المشتركة. ولابد أيضاً أن يلفت انتباهنا، ما نرصده من ملامح التعاليم والخطابات الدينية، التي نظنها تؤثر سلبياً على سلوكيات أفراد المجتمعات. هنا لابد لكي تستقيم حياتنا، أن نلجأ للعقل والمنطق كحكم بيننا، وأن نتبنى العلمانية، التي تعتمد مرجعية الواقع والمصلحة، وليس مرجعية نصوص مقدسة. فقد خدعوك من قالوا، أنك يمكن أن تلغي أو تجمد أو تحجر على عقلك، ثم تستحق بعد ذلك توصيف "إنسان"!!.
قادتني مناسبة خاصة، إلى الاستماع إلى عظة، من فم أحد أصحاب القداسة. تعجبت أن الرجل كان حريصاً على تكرار عبارات التحقير من شأن العقل، والتحذير من الاعتماد إليه، رغم أن مجمل الجالسين أمامه (ربما دون استثناء)، لم ولن يفكر أحد منهم يوماً في استخدام عقله، وفق ما نشأ عليه من خطاب كنسي قبطي أرثوذكسي!!
انتظار المعجزات الإلهية مثلاً، لتحل لنا مشاكلنا، لا يمكن أن يكون عملاً من أعمال الإيمان والثقة بالإله خالق الكون. بل الأمر على العكس، إذ أحسب هذا من قبيل عدم الثقة في مقدرة الإله وبديع خلقه وتنظيمه لهذا الكون، منذ البدء وإلى الأبد. فالمعجزات خرق للقوانين الكونية، ويفترض في المؤمنين بخالق، أن يثقوا فيما خلق من مظاهر وقوانين تحكمها. من ينتظر أو يطلب معجزة، كأنه يقول للخالق: "قوانينك قاصرة عن تحقيق السعادة والعدالة والانتظام في الكون، وننتظر منك تعديلها، أو الخروج عليها، لإصلاح ما فسد من أمور حياتنا"، فهل يليق بمؤمن أن يكون هذا موقفه؟!!
يقول اللحن الكنسي الأرثوذكسي (طاي شوري) "المجمرة الذهب النقي الحاملة العنبر. . في يد هارون الكاهن. . يرفع بخوراً فوق المذبح". أليس هذا استدعاء واستمراراً للكهنوت اليهودي، الذي وجه المسيح لرموزه أقسى التوبيخ، وسقط نهائياً بصلب المسيح، حين انشق حجاب الهيكل، الذي كان يقوم مع كهنته، بدور الحاجز بين الإله والإنسان؟!!. . لا تعنينا الطقوس في شيء، ولكن يعنينا أن يجر دهاقنة الكهنوت الناس، مرتدين بهم من "العهد الجديد"، إلى ما وراء حجاب أقحموه تعسفاً على المسيحية، ليتسيدوا على طريقه، على من حررهم المسيح، والذي كانوا قد صاروا بالحقيقة أحراراً!!
يقوم الخطاب القبطي الأرثوذكسي على عدة محاور، نحاول استعراض أخطرها:
- التحريض ضد العقل الإنساني، بدعوى الاعتماد على إرشاد الروح القدس.
- تحقير الإرادة الإنسانية، وتجريم الاعتداد بالذات، بدعوى التواضع.
- العزف الدائم على نغمة أن الإنسان كائن خاطئ وضعيف، لا يملك من أمر نفسه شيئاً.
- الإلحاح على مبدأ وجوب الطاعة لكي تحل البركة.
- تبرير عدم تحقق ما يلهجون به ليل نهار عملياً، من رعاية سماوية لأبناء الله، بأن هذا صليب رتبته العناية الإلهية، وعلى المؤمن الحق أن يحمله بسرور.
- تبرير ما يظهر جلياً من عبث ومظالم تسود الحياة، بأن للإله في كل ذلك حكمة تفوق إدراكنا.
- تعويض الإحباط الذي قد يترتب على الحال المزري للأقباط، بفيض لا ينضب من أحاديث المعجزات.
- يدفعون الناس لما يسمونه "شكر الله على أي حال وفي كل حال"، بتوجيههم للشماتة في مصائب الآخرين، توصلاً للرضى بالأحوال السيئة، واعتبار ما هم فيه بمثابة "نعم من الله" تستحق الشكر، لتطغى هذه "الشماتة" على روح الشفقة على أصحاب المصائب.
- التركيز على تمجيد القديسين المنتقلين للسماء، كبوابة لتمجيد القديسين الأحياء، الذين هم فقط وحصرياً رجال الكهنوت.
- الترديد الدائم لأنشودة أننا لسنا من هذا العالم، وأن لنا وطن ثان ودائم في السماء. يقوم الخطاب القبطي الأرثوذكسي على عدة محاور، نحاول استعراض أخطرها:
- التحريض ضد العقل الإنساني، بدعوى الاعتماد على إرشاد الروح القدس.
- تحقير الإرادة الإنسانية، وتجريم الاعتداد بالذات، بدعوى التواضع.
- العزف الدائم على نغمة أن الإنسان كائن خاطئ وضعيف، لا يملك من أمر نفسه شيئاً.
- الإلحاح على مبدأ وجوب الطاعة لكي تحل البركة.
- تبرير عدم تحقق ما يلهجون به ليل نهار عملياً، من رعاية سماوية لأبناء الله، بأن هذا صليب رتبته العناية الإلهية، وعلى المؤمن الحق أن يحمله بسرور.
- تبرير ما يظهر جلياً من عبث ومظالم تسود الحياة، بأن للإله في كل ذلك حكمة تفوق إدراكنا.
- تعويض الإحباط الذي قد يترتب على الحال المزري للأقباط، بفيض لا ينضب من أحاديث المعجزات.
- يدفعون الناس لما يسمونه "شكر الله على أي حال وفي كل حال"، بتوجيههم للشماتة في مصائب الآخرين، توصلاً للرضى بالأحوال السيئة، واعتبار ما هم فيه بمثابة "نعم من الله" تستحق الشكر، لتطغى هذه "الشماتة" على روح الشفقة على أصحاب المصائب.
- التركيز على تمجيد القديسين المنتقلين للسماء، كبوابة لتمجيد القديسين الأحياء، الذين هم فقط وحصرياً رجال الكهنوت.
- الترديد الدائم لأنشودة أننا لسنا من هذا العالم، وأن لنا وطن ثان ودائم في السماء.
هو احتمال وارد أن استخدام المؤمن لعقله، يؤثر سلبياً على تدينه. لكن الأكيد أن استخدام الناس لعقولهم، سيفقد الجيوش الجرارة من رجال الدين وظائفهم، فيضطرون للبحث عن مهنة شريفة يتكسبون منها قوتهم. لذا فحتى ما يسمى "إصلاح الخطاب الديني"، لا يتم بالتوسل لأصحاب الفضيلة والقداسة، أن يتكرموا على الناس بهذا الإصلاح. وإنما يتم بأن يسعى أصحاب الفضيلة والقداسة للإصلاح، حين يجدون أن الناس ينفضون من حولهم، وبدأوا ينظرون إليهم ككائنات متحفية عفى عليها الزمن!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة
- حماس تطفئ الشمس في غزة
- خواطر مصرية
- من وحي لحظة مصرية
- العراق نقطة ومن أول السطر
- حتمية دولة الخلافة الإسلامية
- العيش في دنيا الأساطير
- الأرثوذكسية وتأليه الإكليروس


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية